صور للمشاهد الاولى للكون مثلما كان قبل مليارات السنين |
نجح علماء يقومون بدراسة وتحليل التغييرات المتناهية الضآلة فى خلفية الفضاء فى تصوير اولى الاضواء التى انبعثت عند تشكل الكون والتى استغرقت رحلتها نحو 14 مليار سنة حتى تصلنا عبر الفضاء السحيق لبعدها الشاسع عن الارض. وتظهر الصور الجديدة الملتقطة اولى تشكلات المادة التى تحولت عبر الزمن الى النجوم والكواكب الحالية. وتمت الدراسة التى اعلن عنها اليوم فى ايجاز بمقر مؤسسة العلوم الوطنية الامريكية باستخدام ما يسمى (مصور الخلفية الكونية) وهو منظومة تضم 13 هوائيا عملاقا موضوعة فى اعلى مكان بصحراء (اتاكاما) التشيلية فى امريكا الجنوبية وهى من الاماكن التى تتميز بعلوها عن سطح البحر وجفافها ونقاء هوائها بما يسمح برصد السماء بادنى تأثير ممكن للشوائب والتشوهات التى تعلق فى صور المقاريب والمكاشيف واجهزة المسح والتصوير الارضية بتاثير مختلف عناصر الغلاف الجوى للارض. وتمكنت المنظومة المسحية التصويرية من تحديد تغييرات بالغة الضآلة فى خلفية الاشعاع الميكروى (المتناهى الصغر) الكونى وهو الاشعاع الذى صدر عن اجزاء الكون فى مراح مبكرة من عمره قبل 14 مليار عام وهى الفترة التى استغرقها الضوء حتى بلغ الارض. وقال الباحثون الذين قاموا بالدراسة ان قياساتهم تقدم دليلا يساند نظيرة تمدد الكون والتى تساند بدورها نظرية الانفجار الكبير (بيغ بانغ). وتقول نظرية تمدد الكون ان الكون مر بعملية توسع هائلة السرعة فى الاجزاء من الالف من الدقيقة الكونية الاولى فى ظل درجات حرارة لا متناهية (لا يمكن حسابها بالرياضيات الحالية) وان الكون بدأ يبرد بعد 300 الف سنة من مولده مما سمح بتشكل المادة التى تنحدر منها النجوم والكواكب وباقى عناصر الكون الحالية. وقالت مؤسسة العلوم الوطنية ان البيانات التى تم جمعها خلال الدراسة ستساعد العلماء كذلك على تعلم المزيد حول القوى المنفرة (القوى المعتمة) التى تتحدى الجاذبية وتسبب تزايد تمدد الكون بمعدلات متزايدة التسارع. ووصفت المؤسسة العلمية الرصينة الخلفية الميكروية الكونية او ما يسمى باشعاع خلفية الكون بانها سجل للمشاهد الاولى التى تمكنت من الافلات من عملية التبرد البالغة السرعة التى مر بها الكون بعد ال 300 الف عام الاولى التى مرت عليه منذ الانفجار الكبير. وتقول نظرية الانفجار الكبير ونظرية توسع الكون التابعة لها وهما الاكثر قبولا فى عالم العلوم الكونية والفيزيائية حاليا ان الكون نشأ عن انفجار حدث فى جزء من عدة آلاف من الثانية لمادة فى حجم جزء متناهى الصغر من الذرة ولكن كثافته لا متناهية فى ضخامتها بمعنى ان كتلة المادة الاولى وكثافتها ووزنها رغم ضآلتها البالغة كانت اضخم بكثير مما نستطيع تحديده بالقياسات والعلوم الحالية وان تلك المادة انفجرت وتمددت بسرعة خيالية فى اجزاء من الثانية وواصلت تمددها بالغة درجات حرارة لا متناهية لم يتمكن العلم من تحديدها بشكل قاطع بعد. وترى النظريتان ان الكون واصل تمدده بمعدلات متزايدة التسارع وآخذة فى ذلك التسارع الى يومنا هذا وستستمر فى التسارع الى حين حدوث تصورين هما أما توقف التمدد عند حد معين يصبح ثابتا او العودة للانكماش بتاثير الجاذبية الكونية ليعود الكون كما بدأ اول مرة) مما يجعل من المستحيل تصور حدود للكون او تخيل مساحته. ويقوم قلة من العلماء برسم نظرية جديدة مبنية على ما سبق وعلى نظريات اخرى بينها نظرية النسبية العامة للعالم البرت آينشتاين تقول باحتمال ان يكون الانفجار الاول قد نجم عنه ما يمكن تسميته بعدة كرات نارية تفرقت بفعل قوة الانفجار واصبحت كل واحدة منها بعد تمدده كونا مستقلا بذاته مثل هذا الكون المتواصل التمدد الذى نعيش فيه لكن لم يثبت اى شيىء من تلك الافكار حتى الان. (كونا) |