في رسالته إلى جامع الأزهر أمين عام تجمع المسلم الحر يشدد على إبراز أساسيات الدين الإسلامي في العمل التبليغي |
في رسالته الأخيرة التي وجهها إلى جامع الأزهر، إثر دعوته الأخيرة لتأهيل الدعاة والمبلغين الإسلاميين، أكد أمين عام تجمع المسلم الحر الشيخ محمد تقي باقر ضرورة توجه المبلغين إلى فهم أساسيات الدين الإسلامي الحنيف، التي منها (حب الغير، والتعايش مع بني البشر، والدعوة إلى الله) دون الاقتصار على الإسلام القشري (اللحية والجبة...) كما جاء في نص الرسالة. وأوضح سماحته أن الإسلام (إضافة إلى أنه قانون وشريعة، فهو دين يجمع بين المحبة والعقلانية واتباع الأحسن، وعليه فكما يجب على المسلمين اتباع أحكام الشريعة فيما يتعلق بالصلاة والصوم والحج... فكذلك يجب عليهم فهم ما أراد الإسلام والرسول (ص) في دعوته). وشدد الشيخ محمد تقي على أن الهدف من دعوة الرسول الأكرم (ص) هو إتمام مكارم الأخلاق، ونشر السلام، وهداية الأمم والشعوب، لا طردها وتكفيرها، وقال: (لذلك لم يسجل التاريخ حادثة واحدة في سيرة الرسول (ص) تدل على محاربة الكفار ابتداءً أو طردهم من المدينة وغيرها، مع أنهم كانوا قاطنين في نفس البلد وبيدهم مقاليد الاقتصاد.... وكانوا يحاربون الرسول (ص) قبل الإسلام، ورفضوا مساندته بعد الإسلام...). وأخذ سماحته على المبلغين من مختلف المدارس والمراكز الدينية، تكفير المسلمين وغير المسلمين، ومذكراً بأن (الدعوة إلى التأهيل يجب أن تتركز على فهم الإسلام أولاً، ومن ثم كيفية الدعوة إليه، ولا نعني من فهم الإسلام، الصلاة والصيام وما إلى ذلك، مع أنها ضرورية بلا شك، بل نقصد من الفهم استيعاب مكنون الدعوة قبل منطوقها). وفي جانب آخر من رسالته أكد سماحة الشيخ محمد تقي على ضرورة عدم الخلط في العمل التبليغي، على صعيد قضايا المسلمين، ومنها القضية الفلسطينية، بين الجانب العاطفي والجانب الدعوي؛ (إذ إن القضية الفلسطينية – ومع الأسف الشديد – خرجت عن إسلاميتها، وأصبحت سياسية، ودفاعاً عن قطعة أرض، فقط؛ ولذلك أصبح المؤمن المتألم للقضية الفلسطينية والمتحمس للدفاع عن الدين ضحيةً وجسراً يعبر من خلال الساسة إلى المؤتمرات والاتفاقيات السياسية) – كما جاء في نص الرسالة -. إلى ذلك، دعا الشيخ محمد تقي إلى إطلاق حرية العمل السياسي والثقافي في البلاد الإسلامية، وتشكيل المنظمات السياسية والإعلامية والإنسانية، لكي يتاح للجميع المشاركة في إدارة شؤون البلاد، والتحرك بحرية لدعم ومساندة قضايا المسلمين، لا سيما القضية الفلسطينية، على كافة الصعد. وركز أمين عام تجمع المسلم الحر، على أهمية إبراز المفاهيم الإسلامية الأصيلة في العمل التبليغي، والتي منها: (المشاركة في إصلاح المجتمع وتربيته وفق المناهج الإسلامية، الأخوة، التسامح، خدمة البشر، ومطلق عمل الخير، واستيعاب الآخر مهما كان لونه وعقيدته ومنهجه في الحياة، ورفع الأغلال المفروضة.. كل ذلك بالتي هي أحسن). واختتم سماحة الشيخ محمد تقي رسالته بالحديث الشريف المروي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع)، حيث قال: (لو عرف الناس محاسن كلامنا لاتبعونا). |