العولمة.. تدمير التنوع البيولوجي ، الليبيرالية الجديدة..الطريق الى الجحيم |
وافق أمس الرؤساء ورؤساء الحكومات لنحو 50 من دول الاتحاد الاوروبي واميركا اللاتينية والكاريبي على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الارهاب والمخدرات، لدى افتتاح قمتهم في مدريد والهادفة الى اعادة اطلاق شركة استراتيجية بين القارتين والتي ظهر خلالها تباين في وجهات النظر في شأن مستقبل العلاقات بين الاتحاد الاوروبي واميركا اللاتينية ومفهوم العولمة الفرصة الكبيرة للتطور على حد قول رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اسنار والليبيرالية الحديثة طريق الجحيم على حد قول الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز. وفي ظل قلقهم من تنامي عدم الاستقرار في اميركا اللاتينية التي اهتزت في الاشهر الاخيرة نتيجة انهيار اقتصاد الارجنتين والفوضى السياسية في فنزويلا واعمال العنف في كولومبيا ، حض الزعماء الاوروبيون نظراءهم على التمسك بالاصلاحات الديموقراطية والاقتصادية. وقال رئيس الوزراء الاسباني الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في افتتاح القمة في مبنى قصر المؤتمرات في مدريد: في ما يتعلق بالاقتصاد والعولمة، اريد ان اقول، في مواجهة اولئك الذين يخشون التغيير والانفتاح، انني اعتقد اننا امام فرصة كبيرة للتقدم آملاً ان يغتنمها رؤساء الدول والحكومات لمصلحة المواطنين الذين يطالبون بمزيد من الاندماج والانفتاح وابقاء السياسات التي تجتذب الثقة والرفاهية والاستثمارات والتقدم. وراى انه يتعين الا نعود الى الصيغ البالية للماضي. واكد ان الديموقراطية والحرية هما امران ثمينان... ينبغي الحفاظ عليهما قبل كل شيء آخر. ورد زعماء اميركا اللاتينية مطالبين الاوروبيين بمساعدة عملية بدل املاء الحلول. وقال وزير الخارجية الارجنتيني كارلوس روخوف: لسنا هنا لنستمع الى المحاضرات، نقبل النصائح فقط. ودعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى السيطرة في شكل افضل على الازمات المالية العالمية، لان حوادث كهذه تغذي العداء للعولمة. وقال: منذ الازمة الاسيوية، حققنا تقدماً في السيطرة على الازمات المالية العالمية. الا ان الوضع المأسوي في الارجنتين يذكرنا بان علينا الذهاب ابعد من ذلك. وحدد ثلاثة محاور للعمل: الوقاية، والادارة المنظمة للازمات المالية، وتحسين ادارة المؤسسات المالية الدولية. وخلال المناقشات المغلقة، قال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني في كلمة عن التنوع الثقافي ان العولمة لن تؤدي الى نوع من السيطرة او الانحطاط في المستوى، وان كل شخص سيكون فخوراً بصقل هويته الخاصة. واقترح التحدث عن تطور ونمو بلا حدود لتفادي الاثر السلبي لكلمة عولمة. وحض رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي المشاركين على السعي الى عدم تكبيد الاكثر ضعفاً ثمن عملية عولمة يفترض ان تكون في مصلحة الجميع. أما الرئيس البرازيلي فرناندو انريكي كاردوسو الذي تحدث باسم اميركا اللاتينية، فانتقد تناقضات العولمة التي تفضي الى نظام عالمي قائم على مبدأ ان الوسيلة الافعل للتمتع بالتنافسية هي ان يكون البلد غنياً. وانتقد تدابير الحماية التي تحولت من وسيلة للدفاع عن الاشد فقراً الى وسيلة للدفاع عن الاكثر غنى. ولاحظ ان مؤتمر الدوحة احيا الامل، غير ان تدابير الحماية والممارسات التجارية غير الشرعية لا تزال تعوق فرص التطور في بلداننا. وختم: لنعمل معاً في اطار منظمة التجارة العالمية ليكون مؤتمر الدوحة حصيلة للتطور النوعي للتجارة العالمية من اجل التنمية الدائمة من دون تمييز واستخدام منطق الاقوى. وقال رئيس كوستاريكا ابيل باشيكو ان العولمة يمكن ان تساهم في عملية تدمير التنوع البيولوجي اذا اقتصرت على مجرد فتح الحدود التجارية.
وعشية القمة، انتقد الرئيس الفنزويلي في خطاب القاه
مساء الخميس في المعهد الديبلوماسي الاسباني في مدريد الليبيرالية الجديدة،
قائلاً انها الطريق... انما الى الجحيم. واضاف: حقنت اميركا اللاتينية
بجرعة اضافية من الليبيرالية الجديدة. وحذّر من ان فتح حدود دول
اميركا اللاتينية للمبادلات التجارية بحلول سنة 2005 سيشكل انتحاراً. وعلى هامش القمة، وقع الاتحاد الاوروبي وتشيلي اتفاقاً مبدئياً للتجارة الحرة يسهل الاستثمارات بين الجانبين. ومن المتوقع ان تختتم القمة التي يغيب عنها الزعيم الكوبي فيديل كاسترو اعمالها اليوم بتبني اعلان مدريد الذي تتعلق بنوده بالمفاوضات الخاصة باتفاق شركة اقتصادية مع دول اميركا الوسطى ومجموعة دول الانديز تجري مفاوضات اخيرة في شأنه. |