بين موسوعتين فقهيتين |
في خبر أوردته صحيفة البيان الإماراتية جاء: أنه وبعد جهود مضنية، وأموال طائلة صرفت على مدى عشرين عاما تم إنجاز أول موسوعة كاملة للفقه الإسلامي. إن هذا الخبر مما يفرح لو كان توخى الأمانة في النقل، ولكن الحال ليس كذلك فالموسوعة التي لم تر النور إلى الآن، وبعد عشرين عاما من العمل المتواصل لم يتخللها غير الغزو العراقي للكويت، لم تكن الأولى من نوعها كما ذكرت الصحيفة على لسان أحد الذين ساهموا بالعمل فيها ـ العالم المصري الشيخ عبدالحكيم المغربي ـ بل سبق هذه التجربة العديد من التجارب التي يبدو أن الشيخ المغربي لم يكن قد اطلع عليها، أو أنه قد أغفل ذكرها. الموسوعة الفقهية ـ الملحمة ـ كما حلا للشيخ المغربي تسميتها استغرقت من الوقت عشرين عاما، ومن الجهد استهلكت عمل فريق من العلماء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، أما الميزانية التي تكلفتها الموسوعة فكانت من الضخامة بحيث وصفها الشيخ بأنها ميزانية عملاقة. هذه العوامل مجتمعة تمخضت عن 46 مجلدا في مختلف أبواب الفقه الإسلامي،علما أنها ـ الموسوعة ـ كانت قد تجاهلت الكثير من الآراء الإسلامية من غير المذاهب الأربعة باعتراف المغربي. لقد غاب عن الطاقم الذي أمضى من الوقت عشرين عاما بميزانية وزارة مثل وزارة الأوقاف في دولة الكويت، أن ما أنجزوه مجتمعين لم يكن ليرق إلى مستوى عمل شخص واحد من علماء المسلمين الذي لم يكن يعمل بغير الجهد الشخصي والإتكال على الباري عز وجل. فسماحة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي أنجز لوحده موسوعة فقهية ربت مجلداتها على الـ 150 تناولت مختلف أبواب الفقه الإسلامي سواء القديم منها والمعاصر، ولم تكن بين يديه من الإمكانات غير المداد والورقتلك الموسوعة هي موسوعة الفقه. إذن فجهود اللجنة العلمية لم تكن ـ وفق الحسابات الرياضية ـ لتصل من حيث إنجازها إلى ثلث الإنجاز الذي تقدم به سماحة الإمام الشيرازي منفردا. هناك سؤال يمكن أن يطرح نفسه هنا هو: لو أن هذه الإمكانات العملاقة كانت قد وضعت تحت تصرف سماحة السيد محمد الحسيني الشيرازي ـ طاب ثراه، ماذا تراه سيقدم لنا من الإنجاز العلمي؟ |