زعيم الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي ينادي بالتطهير العرقي للفلسطينيين و88 عضوا امتنعوا عن تأييد قرار الكونجرس المساند لإسرائيل

حمل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) وهو أحد أكبر المنظمات السياسية المسلمة الأمريكية على موقف الكونجرس الأمريكي المساند لإسرائيل في بيان وزعه المجلس على الصحافة الأمريكية صباح يوم الخميس الثاني من مايو، ووصف المجلس مساعي أعضاء الكونجرس لتمرير قرار مؤيد لإسرائيل بأنه "حلف يمين الولاء لحكومة أجنبية".

وذكر المجلس على لسان مديره العام نهاد عوض أن " على أعضاء الكونجرس الأمريكي أن يتذكروا أنهم انتخبوا بواسطة الناخب الأمريكي وليس الإسرائيلي، وأنه لأمر مخزي أن نرى نواب الكونجرس المنتخبين يهرعون إلى حلف يمين الولاء لحكومة أجنبية وجماعات اللوبي الداخلية التابعة لها".

وأضاف نهاد عوض أن أعضاء الكونجرس قد تجاهلوا مصالح أمريكا القومية وموقف الرأي العام الأمريكي الذي ينادي 71 % منه بضرورة أن تقف أمريكا موقف محايد تجاه الأطراف المتنازعة في الشرق الأوسط. وأنهم تجاهلوا مطالب الإدارة الأمريكية المتكررة بعدم طرح أو تمرير قرار تأييد إسرائيل لأن من شأن ذلك الإضرار بسياسة أمريكا الخارجية ومصالحها في الشرق الأوسط.

وأوضح نهاد عوض أن قرار تأييد إسرائيل الذي يسعى أعضاء الكونجرس إلى تمريره ليس قانونا ملزما، وأنه لم يكن هناك داع لتمريره سوى رغبة أعضاء مجلس النواب في إرضاء اللوبي الإسرائيلي بأمواله وناخبيه.

ودعم المجلس بيانه بالإشارة إلى بعض الانتقادات التي وجهت إلى نص القرار المقدم في الكونجرس لأنه يسقط من اعتباره أية إشارة إلى معاناة الشعب الفلسطيني المحتل، كما أشار المجلس إلى قول أري فليشر المتحدث باسم البيت الأبيض أنه "لا يمكن أن تصمد سياسة خارجية إذا كان هناك 535 وزيرا للخارجية" مشير إلى عدد أعضاء الكونجرس وهرولتهم في اتخاذ بعض المواقف الضارة بالسياسة الخارجية الأمريكية.

كما أشار المجلس إلى أن قرار الكونجرس المؤيد لإسرائيل إذا تم تمريره سوف يعني أن الكونجرس يؤيد ما تقوم به إسرائيل من قتل للمدنيين وسرقة للمنازل وإعاقة لعمل هيئات الإغاثة الدولية، واستخدام المدنيين كدروع بشرية.

زعيم الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي ينادي بالتطهير العرقي للفلسطينيين

 وفي هذا السياق يطالب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) وهو أحد أكبر المنظمات السياسية المسلمة الأمريكية بالمسلمين والعرب وأصحاب الضمائر في أمريكا والعالم بالتحرك الفوري لإدانة التصريحات التي أدلى بها زعيم الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي النائب الجمهوري ريتشارد أرمي ممثل ولاية تكساس، والذي نادى خلال مقابلة صحفية أجرتها معه أمس شبكة MSNBC  الأمريكية بحل الصراع في الشرق الأوسط عن طريق طرد الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين من فلسطين.

وقد أبدى عمر أحمد رئيس إدارة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) إدانته الشديدة لتصريحات النائب ريتشارد أرمي وقال "من المؤسف والمقلق أن تصدر هذه التصريحات عن رجل يشغل أحد أهم المناصب السياسية في الولايات المتحدة بصفته زعيم الأغلبية داخل مجلس النواب"، وأضاف عمر أحمد "أن  تصريحات أرمي لا يجرؤ على التفوه بها العديد من السياسيين الإسرائيليين أنفسهم لأنها تنتهك القوانين الدولية ومعايير حماية حقوق الإنسان، فهي تطالب بتطهير شعب بأكمله من على أرضه لمصلحة آخرين".

وفيما يلي ترجمة للحوار الذي دار بين النائب ريتشارد أرمي ومذيع قناة MSNBC كريس ماثيوز

أرمي: أنا أرحب باستيلاء إسرائيل على الضفة الغربية كلها.

ماثيوز: إذن، أين نضع الدولة الفلسطينية؟ في النرويج؟ إذا ما استحوذ الإسرائيليون على الضفة الغربية للأبد وصادروها لن يكون هناك مكانا أخر للفلسطينيين ليقيموا دولتهم.

أرمي: لا، لا،  هذا ليس ... هذا ليس صحيحا كلية. هناك العديد من البلدان العربية التي لديها مئات الآلاف الهكتارات من الأراضي والتربة والأملاك والفرصة لإقامة دولة فلسطينية.

ماثيوز: أنت إذن ستنقل ...  ستنقل الفلسطينيين من فلسطين إلى مكان أخر وتسميها دولتهم؟

أرمي: أنا سأكون راضيا إذا كان لدي وطن، مثل كل ... غالبية ...

ماثيوز: ولكن ليس في فلسطين؟

أرمي: غالبية الناس الذين يسكنون إسرائيل اليوم نقلوا من جميع أنحاء العالم لهذه الأرض وجعلوها وطنهم. الفلسطينيون ممكن أن يفعلوا نفس الشيء، ونحن راضين تماما على العمل مع الفلسطينيين على تحقيق ذلك ...

ماثيوز: لا، ليس هذا هو السؤال وهذه ليست إجابتك. السؤال هو: ما هو مستقبل الفلسطينيين الذين يحاربون إسرائيل حاليا؟ أنت تقول أن المستقبل هو في مكان ما بجوار فلسطين. هذا يسير في عكس الطريق الذي تسير فيه السياسة الأمريكية منذ عام 1948 ... هذا يسير ... هذا يسير ضد سياسة الرئيس وأية سياسة سمعت أن رئيس اتخذها، وهي أن تتخلى إسرائيل عن مستوطناتها في الضفة الغربية وترجعها إلى العرب في مقابل السلام. وأنت تقول أن الصفقة هي أن يرحل الفلسطينيون؟

أرمي: هذا صحيح ... أنا أعتقد أنه ينبغي على الفلسطينيين الرحيل.

ماثيوز: هل أخبرت جورج بوش - الرئيس الذي يأتي من ولايتك تكساس - أنك تعتقد أنه ينبغي على الفلسطينيين الرحيل وترك فلسطين وأن هذا هو الحل؟

أرمي: أنا أقول له هذا في هذه اللحظة.

ماثيوز: أذن، لمجرد التكرار، أنت تعتقد أن الفلسطينيين الذين يعيشون الآن في الضفة الغربية عليهم الرحيل؟

أرمي: نعم.

ويقول عمر أحمد رئيس مجلس إدارة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) أن "تصريحات أرمي تعبر عن جهل وغطرسة كبيرين وتجاهل لتأثير الصوت المسلم والعربي والرأي العام الدولي المؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني".

وأهاب عمر أحمد بالمسلمين والعرب وأصحاب الضمائر في العالم للمشاركة في حملة ضغط فورية على النائب ريتشارد أرمي لمطالبته بالاعتذار على ما تفوه به من عبارات عنصرية".

كير تدعو لمساندة

88 عضوا بالكونجرس امتنعوا عن تأييد قراري الكونجرس الأخيرين المساندين لإسرائيل

ومن جانب اخر في بيان لاحق دعا مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) المسلمين والعرب وأصحاب الضمائر في الولايات المتحدة والعالم إلى التوجه بالشكر إلى 88 عضوا بالكونجرس الأمريكي امتنعوا عن تأييد القرارين غير الملزمين الذين مررهما مجلسا النواب والشيوخ في الثاني من مايو للتعبير عن مساندتهما لإسرائيل.

وكان 6 أعضاء بمجلس الشيوخ و82 عضوا بمجلس النواب قد امتنعوا عن تأييد القرارين المساندين لإسرائيل بالكونجرس، وذلك بين معارضين (2 بمجلس الشيوخ + 21 بمجلس النواب)، ونواب صوتوا كحاضرين دون الانحياز لطرف (29)، وغير مشاركين في التصويت (4 بمجلس الشيوخ + 32 بمجلس النواب).

وقد أشار المجلس في بيانه إلى امتناع 49 عضوا من أعضاء مجلس النواب عن التصويت على قرار مؤيد لإسرائيل مثل قرار الأمس مرره الكونجرس في الخامس من ديسمبر الماضي، وقال المجلس في بيانه أن المقارنة بين اتجاهات التصويت على قراري مايو الحالي وديسمبر الماضي توضح أن "مساندة الكونجرس غير المشروطة لإسرائيل في انحدار" مشيرا إلى زيادة عدد الممتنعين عن مساندة إسرائيل داخل مجلس النواب من 49 عضوا في شهر ديسمبر الماضي إلى 82 عضوا في شهر مايو الحالي.

وقد أرفق المجلس مع بيانه قائمة بأعضاء الكونجرس الذين امتنعوا عن تأييد قرار الثاني من مايو وطالب مسانديه بالاتصال بأعضاء الكونجرس الموجودة أسمائهم على القوائم المرفقة لشكرهم، والتعبير عن مساندة مواقفهم، ومطالبتهم بالدعوة إلى سياسة أمريكية عادلة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.

وذكر جيسون إرب مدير الشؤون الحكومية في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) "أن شكر ومساندة أعضاء الكونجرس الذين امتنعوا عن تأييد قراري الكونجرس المجحفين بحقوق الشعب الفلسطيني يعد خطوة هامة على سبيل توثيق علاقتنا بهم ومن ثم كسب ودهم وتأييدهم لسياسة متوازنة وعادلة تحقق السلام في الشرق الأوسط وتحسين علاقة أمريكا بالعالمين العربي والإسلامي".

كما طالب المجلس المشاركين في الحملة بأن يشجعوا أعضاء الكونجرس الذين صوتوا كحاضرين، والأعضاء الذين لم يشاركوا في التصويت على القرار، على أن يصوتوا كمعارضين لأية قرار غير عادل و غير متوازن قد يطرح في الكونجرس في المستقبل.

كما طالب المجلس المسلمين والعرب الأمريكيين بالبحث عن أسماء ممثليهم في الكونجرس داخل القوائم الإيجابية التي أرسلها المجلس، وأن يشكروهم إذا عثروا على أسمائهم داخل هذه القوائم، وأن يشجبوا موقفهم المساندة للقرار إذا لم يعثروا على أسمائهم داخل القوائم الإيجابية التي أرسلها المجلس.

وأخيرا طالب المجلس مساندي قضايا المسلمين والعرب في أمريكا والعالم بالاحتفاظ بالقوائم الإيجابية المرسلة مع بيانه ومتابعة مواقف أعضاء الكونجرس الواردة أسمائهم في تلك القوائم، وذكر المجلس المسلمين والعرب بأن أعضاء الكونجرس الذين امتنعوا عن تأييد القرار سوف يتعرضون لضغوط كبيرة من قبل اللوبي الموالي لإسرائيل في الولايات المتحدة وأنه من واجب المسلمين والعرب مساندتهم ومتابعة أخبارهم والاتصال بهم للتعبير عن مساندتنا لهم بشكل مستمر ومنتظم. 

وقد نشرت كير رسالة فيها قائمة بأسماء أعضاء الكونجرس الذين امتنعوا عن تأييد قراري تأييد إسرائيل في الكونجرس في الثاني من مايو الحالي، وتحتوى القائمة على أسم كل نائب، واسم الحزب الذي ينتمي إليه، واسم الولاية التي يأتي منها، وعنوان بريده الإلكتروني أو موقعه على الإنترنت، ورقم هاتفه ورقم الفاكس الخاص به، والطريقة التي صوت بها على قرار الأمس.

وتبدأ القائمة بذكر أسماء وعناوين عضوي مجلس الشيوخ الذين عارضو القرار والذين امتنعوا عن التصويت عليه، ثم أسماء وعناوين 21 عضوا بمجلس النواب عارضوا القرار، ثم أسماء وعناوين 29 عضوا صوتوا كحاضرين، ثم أسماء وأعضاء 32 عضوا لم يصوتوا على القرار.

لمعرفة اسماء النواب الذين امتنعوا عن تأييد قرار اسرائيل راجع موقع كير:

Council on American-Islamic Relations

CAIR 453 New Jersey Avenue, SE

Washington D.C., 20003, USA

Tel: 001-202-488-8787

Fax: 001-202-488-0833

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا