استشارى نفسى.. حروب العراق هشمت النفسية العراقية ومزقت العرب |
قال استشارى مصرى فى الطب النفسى أن الحروب التى تسبب بها العراق وأخرها عام 1990 مزقت الشعوب العربية وأصابت الناس باكتئاب وولدت شعورا بالفزع وعدم الأمان فى المنطقة وخلخلت الناحية النفسية لدى العراقيين من الغطرسة والتعالي الى اضطراب الشخصية. وذكر الدكتور خليل فاضل فى مقال نشرته مجلة (روز اليوسف) المصرية أن علاقة الشعب العراقي بالحروب قديمة جدا منذ موقعة كربلاء وصولا الى غزو الكويت موضحا أن السنوات العشر الأخيرة أصابت العراقيين بمضاعفات ما بعد الصدمة ومنها الزهد فى كل شىء والاكتئاب وتدهور العلاقات الانسانية مع الآخرين وأنهت شعورهم بالتعالى والبطولة والنظرة الدونية للآخرين. وقال فى اشارته الى أحداث غزو الكويت وما تلاها "تخيل أن شخصا عدوانيا هجم عليك أو على أحد أفراد أسرتك وقام بهدم سقف بيتك أو أحرقه أو سلب مالك وشردك أنت وأهلك لاشك أنك ستشعر بأنه قد اغتصبك معنويا ". وأضاف "أن الانسان الذى يرى أمواتا وحروبا ودماء تحدث بداخله اهتزازه نفسية خاصة اذا ما شعر هذا الانسان انه محاط بالاذاعات والشاشات التليفزيونية والصحف التى تبث له أنباء محملة بروائح الدماء والموت والقتال والدمار والهلاك". ولاحظ "أن علاقة الشعب العراقى بالحروب قديمة بداية من موقعة كربلاء التى قتل فيها الحسين" وقال أن "الشعب العراقى قاهر ومقهور فاذا نظرنا الى حرب الخليج كآخر الحروب التى خاضها تجده كان غازيا وفجأة اصبح الضحية وبعد أن كان غنى الامكانيات أصبح فقيرا " صفر اليدين" ينطبق عليه شعار " ارحم عزيز قوم ذل". وقال أن " تلك الحروب وخاصة حرب الكويت أحدثت خلخلة فى البنية الأساسية للعراقيين فقبل الحرب كانوا مصابين بنوع من الغطرسة ونظرة دونية للآخر تجسدت فى احساسهم بالتميز عن مختلف شعوب المنطقة وأصابتهم بأحلام البطولة وزعامة الأمة العربية التى سيطرت على تفكيرهم ". وذكر الدكتور فاضل أن هذه الحرب " أصابت الشعب العراقى بحالة نفسية سيئة وضغط نفسى شديد واهتزاز واضطراب فى الشخصية وفقدان الرغبة فى الحياة وتبلد الاحساس وعدم الانفعال الذى يؤدى الى تدهور فى العلاقات الانسانية مع الآخرين خاصة فى محيط الأسرة والاصابة الشديدة بالاكتئاب والاقبال على المسكنات والمهدئات". وحول تأثير حرب عام 1991 على الشعوب العربية قال الدكتور فاضل أن هذه الشعوب عاشت حالة من التمزق الشديد والتناقض كما أن الحرب أصابت الناس باكتئاب لشعورهم بعدم الأمان وأن المنطقة غير آمنة ومعرضة للمخاطر " موضحا أن لحظة الفزع هذه التى تعرضت لها الشعوب العربية كانت أشبه بلحظة تصدع جدار ضعيف ثم اختراقه بواسطة طائرة نفاثة.(كونا) |