كتاب حول الرهانات الجيوسياسية في المشرق العربي |
يصور الباحث اللبناني معين حداد في كتابه الذي نشر مؤخرا النزاع العربي - الاسرائيلي على الاراضي في المشرق العربي تاريخيا وجغرافيا من خلال تحليل مجريات الاحداث فيها. ويتوزع الكتاب الذي حمل عنوان "أرض لاتهدأ - الرهانات الجيوسياسية الرئيسية في المشرق العربي" على ثلاثة محاور رئيسية حول مفاصل الصراع في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وجنوب لبنان. وأسند حداد كل من هذه المحاور بثلاثة فصول ركز فيها على الرهانات الجيوسياسية في المشرق العربي في كل من هذه الاراضي العربية محاولا الاحاطة بجوانب النزاع التاريجية والجغرافية والاقتصادية. ويتضمن الكتاب تحليلا للاستيطان الاسرائيلي اذ يرى الموءلف ان "افقه الواسع قد بات مسدودا وان اسرائيل لم تتمكن خلال ربع قرن على الاحتلال من خلق شروط استقطابية لهذا الاستيطان في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة". واعتبر "ان احتلال واستيطان القطاع لايشكلان ضرورة استراتيجية لاسرائيل وبالتالي فانها تستخدم الاستيطان لتعزيز موقعها التفاوضي مع الفلسطينيين". ويذهب حداد في تحليلاته هذه ليعرض التحولات الاقتصادية مبينا دورها في تحديد مناحي النزاع فيقول "ان اسرائيل دولة غنية واقتصادها قوي ومع ذلك تتلقى مساعدات دولية على قدر كبير من الاهمية مما جعلها تحتل موقعا متفردا واستثنائيا في هذه المساعدات". ثم يتوقف الكاتب عند ظاهرة ما بعد الصهيونية وما تثيره من جدل لدى الاسرائيليين تلك الظاهرة التي اسهمت الانتفاضة الاولى في بلورتها. وخلال ذلك يتعرض الموءلف للموقف العربي من الانتفاضة ليستنتج "ان الابقاء على العلاقات مع اسرائيل هو الذي شكل ورقة ضاغطة على الدولة العبرية لانه يمنعها من تجاوز مايمكن ان يوءدي الى اعادة الوضع الشرق اوسطي والمسالة الفلسطينية الى نقطة البداية وبالتالي تخريب عملية السلام برمتها". اما بالنسبة للصراع السوري - الاسرائيلي حول الجولان وماتبع النزاع من هدوء ناتج من الحروب والاشتباكات التي دارت دون انقطاع وهذه الحروب بالتالي هي نتيجة الالتزام السوري بالقضية الفلسطينية لان "الحل الشامل بالنسبة الى السوريين هو اما ان يكون فلسطينيا لبنانيا سوريا معا او لايكون". ويرى حداد ان اسرائيل "لن تقدم على حرب مع سوريا للحصول على المزيد من المياه او الاراضي لان تكلفة الحرب لا تتناسب مع ما يمكن ان يجنى منها". وفي معرض تحليله للصراع العربي الاسرائيلي يوءكد حداد اهمية تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الاسرائيلي فيقول "ان هذا التحرير نتج من تظافر جهود استثنائية قوامها التضحيات السخية". ويؤكد "ان تحرير الجنوب والبقاع الغربي لم يكن ليتم لولا الدعم السوري غير المحدود واشراف دمشق على ادارة المواجهة مع اسرائيل" مضيفا ان "التحرير طوى مرحلة من الاجتياحات والاشتباكات واربك اسرائيل". وأضاف أن الجنوب اللبناني "يشكل العنصر الضاغط على اسرائيل لاسيما عندما اعلن لبنان ان اراضيه لم تتحرر بالكامل واكد اصراره على استعادة كامل الاراضي". وهذا مادفع حداد للقول بان "المراهنة على انفكاك المسارين اللبناني والسوري باتت من الامور المستبعدة الى اقصى حد وبان الانسحاب لن يكون كاملا بالنسبة للبنان ما لم يشمل الجولان المرتبط بدوره بغزة والقطاع".(كونا) |