واشنطن تقبل لجوء صدام وعائلته لدولة عربية |
كشفت مصادر مقربة جدا من البيت الأبيض أن واشنطن مستعدة لمنح الرئيس العراقي صدام حسين «مخرج كريم» للفرار من بغداد واللجوء إلى دولة عربية تقبل ايواءه. وقالت المصادر نقلا عن صحيفة «بريطانية» اسبوعية ان الادارة الامريكية ستقبل لجوء الرئيس العراقي في حالة خروج العائلة كلها وتفكيك اركان النظام الحاكم، ضمن سيناريو شبيه بمآل شاه ايران الذي لجأ إلى مصر بعد اندلاع الثورة الايرانية عام .1979 واضافت المصادر ان الادارة الامريكية لن تكون راضية عن سيناريو خلافة نجل الرئيس العراقي قصي لوالده لان ذلك لن يعني بالضرورة انتهاء خطر اسلحة الدمار الشامل العراقية. وقالت صحيفة «صنداي تايمز» اللندنية أمس ان الرئيس الامريكي جورج بوش سيعاود طرح موضوع العراق مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي من المتوقع ان يزور واشنطن هذا الاسبوع. وأكدت مصادر داخل الادارة الامريكية ان الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي لم يضعف عزيمة واشنطن اسقاط الرئيس العراقي، كاشفة ان واشنطن ـ وسط احداث مجزرة جنين ـ أطلعت دبلوماسيا أوروبيا الاسبوع الماضي فقط على ملفات كبيرة تحوي خطط أمريكا العسكرية للاطاحة بصدام حسين. ولم تخف واشنطن رفضها لسيناريو قيام الرئيس العراقي في آخر لحظة تسليم قيادة الحكم لنجله الاصغر قصي (36 سنة) باعتباره «لا يقل سوءا عن والده» مشيرة الى انها تريد القضاء على نظام الرئيس العراقي بأكمله وليس في شخص صدام فقط. غير ان الاستخبارات الامريكية حذرت الرئيس بوش من ان بعض الدول المجاورة للعراق تفضل خيار نقل السلطة لقصي بدلا من تحمل ثمن عملية عسكرية امريكية غير مضمونة النتائج. وحسبما مسؤولون رسميون في الادارة الامريكية فان بوش سيؤكد في لقائه مع ولي العهد السعودي ان «مجرد تدوير عائلي في نظام الحكم» لن يقضي لتغيير حقيقي في الحكم كما كانت تطمح واشنطن. وقال مفتش سابق بالأمم المتحدة تشارلز دولفر ان الكثير من الانظمة في الخليج قائمة على الحكم الوراثي وبالتالي ستفضل سيناريو مجيء قصي للسلطة على التدخل العسكري الأمريكي. غير ان مقربة من البنتاغون، جوديث ياف، استبعدت ان يسفر وجود قصي عن تقلص الخطر العراقي مشيرة الى ان احد الاسباب التي تؤهل قصي للحكم هو انه يعتبر شبيها جدا بوالده. لكن يظل الملفت هو استعداد واشنطن السماح لصدام بمغادرة هادئة لاحدى الدول العربية بعد كل ما قيل من جانبها في السابق عن وجوب محاكمة الرئيس العراقي كـ «مجرم حرب». وليس من الواضح ما اذا كان تسريب واشنطن نبأ استعدادها لجوء صدام لاحدى الدول العربية «رسالة خفيفة» لسلسلة المناورات التي لدى أمريكا استعداد لقبولها لحل أزمة العراق المعقدة. ويظل المثير من ناحية أخرى ايضا رفض واشنطن لقصي تحولا عن الموقف الأمريكي السابق الذي كان يشير بقبوله لقصي خلفا لصدام باعتبار «امكانية التعامل معه كبديل سياسي». تدل هذه التحولات على ورطة امريكية في التعامل مع الملف العراقي الذي يخشى مسؤولون في الادارة الامريكية عدم قدرة واشنطن حسمه على المدى القصير. بسبب تورط امريكا نفسها في أكثر من ملف، من بينها الحرب على افغانستان وأزمة الشرق الاوسط. وقالت جوديث ياف انه يتحتم على الولايات المتحدة ان تكون لديها أجندة واضحة ومحددة تجيب بحسم عن تساؤلات مثل: «كيف تريد أن تبدو العراق بعد رحيل صدام وما هي الميزانية المادية والعسكرية المتاحة لتحقيق ذلك؟». مضيفة بنغمة لا تخلو من طرافة: «لا تستطيع ان تدخل العراق الثلاثاء، تزيح صدام وعائلته الاربعاء، تأتي بالمعارضة الخميس ثم تغادر العراق الجمعة كي تكون النتيجة تصفية المعارضة السبت». واقعيا من المفترض ان تستأنف الامم المتحدة مباحثاتها مع العراق بشأن عودة المفتشين الدوليين الى بغداد، غير ان مسؤولين في البنتاغون لا يخفون قلقهم من ان صدام قد يعبث بملف المفتشين بصورة تمكنه من الاحتفاظ بأسرار تسلحه لأطول مدة. (عن الوطن الكويتية) |