المنبر الحسيني يدعو إلى الوحدة الوطنية

معاش: بعض الدعاة يحاولون تأويل الخطاب الإسلامي إلى العنف

أكد الشيخ عبدالرضا معاش أهمية الخطاب الاسلامي في مواجهة التحديات التي يواجهها المسلمون من الداخل والخارج، ويرجع اهمية هذا الخطاب إلى انه ينبع من كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام وفقه أهل البيت عليهم السلام، لذا لم يتمكن احد من تحويله الا بعض المتطرفين الذين قاموا بتأويله لمصالحهم الخاصة.

وأوضح في محاضرة له في حسينية الرسول الاعظم الكربلائية بمنطقة الدعية ان الانبياء والرسل جاءوا بمنهج واحد ولكن تعددت المواقف والاساليب والخطابات الأمر الذي أدى الى اختلاف المعجزات بين الانبياء، موضحا الدور الكبير الذي لعبه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ضد قريش والأمبراطورية الرومية والفارسية واتباعه خطاب الرفق والحكمة والموعظة الحسنة وقيام أهل بيته بنفس المسلك والخطاب وان تغيرت نوعية الخطاب وكذلك قيام المرأة بالدور الريادي في الاسلام، مطالبا التمسك بالخطاب الاسلامي في هذه المرحلة المليئة بالتحديات، موضحا دور المنبر الحسيني الذي يدعو إلى توحيد الكلمة والولاء للوطن والدفاع عنه بالوحدة الوطنية اضافة الى الثقافة العامة بشتى انواع العلوم حيث ان المنبر الحسيني يدعو لتجسيد الخطاب الاسلامي.

وبدأ الشيخ معاش محاضرته بالآية الشريفة (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة). (وجادلهم بالتي هي أحسن) مشيرا الى ان منهجية الخطاب لكل أمة تعبر عن حقيقتها فكريا وعقائديا وشرعيا، لذا فان الانبياء والرسل جاءوا بمنهج واحد من حيث المضمون والجوهر مع اختلاف الخطاب والاسلوب طبقا للظروف ونوعية الآية.

وتطرق الشيخ معاش إلى ما يواجهه الخطاب الاسلامي في عصرنا الحاضر من مشاكل وقضايا وأكبر من اولئك الذين يقومون بتأويل هذا الخطاب الى العنف والتطرف، وعليه كانت هناك ثلاثة أصوات من الخطاب لايصاله إلى الناس، فهناك الطريقة البدائية حيث استخدم السيف والقتل والتكفير ومحاولة تحويل صورة الاسلام الى الارهاب مع ان الاسلام بعيد كل البعد عما يدعون به، والصوت الثاني هو الخطاب الاسلامي المعتدل والصوت الثالث المنتمي للمدرسة التي تدعو إلى التنازل عن الفكر والعقيدة بحجة التقريب بين المذاهب وهي مدرسة مرفوضة.

والسؤال الذي يطرح نفسه .. ما هو الخطاب الذي يمكن ان يوصلنا الى المرحلة الصحيحة؟ ليس هناك إلا ذلك الخطاب الذي انتهجه الرسول عليه الصلاة والسلام حيث كان يعتمد الاعتدال والوسطية وهي نافعة لكافة مراحل الحياة، مع وجود اختلاف واضح بين المسلمين والمسيحيين واليهود ايضا.

وأما الخطاب الثاني الذي اتخذه الرسول عليه الصلاة والسلام هو الدفاع عن الوطن بشتى الوسائل حيث ان الانسان الذي يذود عن الوطن يعتبر شهيدا، لذا كان الرسول الاكرم محافظا على الولاء الوطني، لذا طالب الرسول عليه الصلاة والسلام بالوحدة الوطنية ووحدة الكلمة والتآلف والتكاتف واستطاع المنبر الحسيني ان يجسد كل هذه الامور في خطابه اليومي ولم يكن المنبر يوما من الايام تجارة أو مكسبا كما يفعله البعض من أجل دس السم في الاسلام ويتم توجيه أكبر اهانة للرسول، لذا فالمنبر الحسيني مركز اشعاع نوراني في العالم وهو المكان الذي يوجه المسلمين من كبار وصغار إلى جميع المجالات في الحياة من علوم ومعالجة أمراض الناس، كما ان المنبر الحسيني المستمد من الخطاب الاسلامي يدعو الى توحيد الكلمة والتمسك بالوطن والدفاع عنه.

وأضاف الشيخ معاش لم يكن الامام الحسين عليه السلام لطائفة معينة أو مذهب دون آخر انما كان خطابه للعالم اجمع مع محاولات من قبل البعض لتحويل حركة الامام الحسين وثورته الى الطائفية لما لديهم من الروح العدائية لمدرسة اهل البيت، اضافة الى اولئك الذين يدعون بانهم دعاة دين يقومون ببث بعض الدعاوى والفتاوى المسيئة لوحدة الاسلام والمسلمين متناسين هؤلاء جميعا بان المنبر الحسيني يدعو الى تجسيد الخطاب الاسلامي الداعي الى كافة المبادىء الاساسية بمنهجية الخطاب من توحيد الأمة وجمع الكلمة والحفاظ على الوطن والوطنية.

عن صحيفة الوطن الكويتية

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا