بيان دار التبليغ الإسلامي |
بسم الله الرحمن الرحيم (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيبا) إيماناً من أهمية وقدسية رسالة التبليغ الديني وكالعادة في كل عام في تنظيم الندوات والمؤتمرات الخاصة بالمبلغين والخطباء الحسينيين فقد قامت اللجنة المشرفة على تنظيم البرامج الثقافية والفكرية التابعة لدار التبليغ الإسلامي - دمشق في هذا العام (1423هـ-2002م) بعقد ندوة رسالية من وحي عاشوراء الحسين (ع) في دورتها الرابعة وتحت شعار: (تفعيل النهضة الحسينية في هداية المجتمعات البشرية) وذلك مساء يوم السبت المصادف 22 محرم الحرام في قاعة حسينية الإمام علي (ع) في منطقة السيدة زينب (ع) حيث طرحت الأفكار والرؤى الإسلامية التي تنفع في مسيرة التبليغ الديني لعلماء وخطباء الإمامية في كل مكان وقد اشتملت هذه الندوة المباركة على جملة من الكلمات الواعية والمداخلات والأسئلة المباشرة والكتبية وبحضور ومشاركة الشخصيات العلمائية والدينية والثقافية والفكرية والسياسية والطبقة الواعية من أبناء الأمة الإسلامية كما وصلت لهذه الندوة البرقيات والفاكسات المؤيدة لهذا المشروع الحضاري والتي منها: 1- رسالة مؤسسة الإمام الشيرازي (قدس سره) العالمية في قم المقدسة. 2- بيان سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله). 3- تبريك من الحوزة العلمية القائمية. 4- دعم وتأييد من المشرفين على حسينية الإمام علي (ع). 5- تأييد حوزة الإمام الصادق (ع) برعاية الشيخ محمد المفتح. وقد افتتحت الندوة بتلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم تلاها سماحة المقرئ الشيخ عباس النوري ثم بدأ مدير الندوة سماحة الشيخ أبو محمد البغدادي بكلمة مختصرة قال فيها بعد الحمد والثناء: إنه من دواعي الفخر والاعتزاز أن نلتقي بالسادة العلماء والخطباء والأخوة الأعزاء في هذا المكان المبارك وبجوار السيدة الطاهرة زينب الكبرى (ع) وتحت مظلة المسيرة الحسينية المقدسة التي ابتدأت فصولها من مدينة رسول الله (ص) إلى بيت الله الحرام ثم إلى العراق ثم إلى الشام ومن الشام ثانية إلى العراق ثم إلى المدينة مرة أخرى. هذه المسيرة التي تزينت بالكلمة الواعية والتي ولدت الثوار ورجال الثورة في كل مكان، وولدت الحالات الثورية، ببركة فيض عطاءات هذه الثورة الخالدة وما هذه المجالس والمحافل والحسينيات ومراكز النشر ودور التبليغ إلا مصاديق بارزة لعطاءات هذه الثورة العظمى. ثم رحب مدير الندوة بالحاضرين بقوله: نتقدم بالشكر الجزيل للشخصيات العلمائية والدينية وممثلي مكاتب المراجع والحوزات العلمية والشخصيات الثقافية والفكرية والسياسية فأهلاً ومرحباً بكم جميعاً.. ثم تم تقديم برنامج الندوة وهو كالآتي: أولاً: كلمة لسماحة الأستاذ السيد هاني إدريس الحسيني والتي تطرق فيها إلى أبعاد الثورة الحسينية وآفاقها في المجتمعات البشرية قائلاً: الحديث عن عاشوراء ليس ترفاً ولا صناعة وإنما هو صورة من ذاكرتنا نستعرضها لمزيد من الحماسة والكرامة، ثم أضاف: إن أية ثورة تستطيع أن توفر الشروط الأربعة التي قدمتها ثورة عاشوراء، وهي شرط التعدي والتجوهر والتعاصر والتأمم، فإنها ستكون ثورة كونية كثورة الحسين (ع) التي تجاوزت الزمان والمكان، فأصبح كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء. ثم بدأ دور المداخلات حيث قدم سماحة السيد محمود الموسوي مداخلة قال فيها: البعض يكرر هذه الكلمة أن تكرار المأساة لا يعطي للقضية الحسينية الوجهة المطلوبة، في حين أن أساس الثورة كونها منطلقة من المأساة، حيث قال رسول الله (ص): إن لقتل الحسين (ع) حرارة في قلوب المؤمنين لا تنطفئ أبداً. فأجابه سماحة السيد إدريس الحسيني متفضلاً: لا شك أن المصيبة والمأساة قضية مهمة، لكن الأهم من ذلك هو كيف يمكن أن نستثمر هذه المأساة لتتحول إلى تحدٍ وثورة، أي علينا أن نحول اللون الأسود إلى اللون الأحمر. ثم طرح سماحة السيد الموسوي مداخلة أخرى عن القضية الفلسطينية قائلاً: المرأة الفلسطينية التي تخرج لاستقبال شهيدها، هذا أمر نتمنى أن يدوم، لكن بدون استلهام الروح الحسينية لن يكون هذا مستمراً، فردّ عليه السيد إدريس الحسيني قائلاً: إننا نرى اليوم في فلسطين بعض النفحات من روح الحسين (ع) التي جاءت من الملحمة البطولية لحزب الله في جنوب لبنان ولم تكن العمليات الاستشهادية إلا نفحات من تلك الروح. بعد ذلك وجه سماحة الشيخ ضياء الزبيدي مداخلة مؤيدة للسيد الحسيني مستعرضاً الحوار الذي أجرته قناة أبو ظبي الفضائية مع رئيس السلطة الفلسطينية والذي قال فيه السيد ياسر عرفات: لن أتنازل وسأتأسى بالنبي محمد (ص) وسيدي الحسين (ع).. بعد ذلك جاء دور سماحة الخطيب الشيخ ضياء الزبيدي ليلقي كلمته، حيث استدرك سماحته بالحديث قائلاً قضية عاشوراء ليست مجرد مأساة ومصيبة أو قطع الرؤوس وسبي النساء؛ فهنالك على وجه الأرض حدثت مأساة أكبر من ذلك ولكن (ما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين) فالقضية هي لسبب شخص الحسين (ع) الذي هو نور ينير درب السالكين؛ فكان خوفهم من الحسين (ع) الذي أقض مضجعهم وأرّق ليلهم. من بعد ذلك أجاب سماحة الشيخ الزبيدي على سؤال وجهه أحد الحضور عن كيفية تفعيل دور النهضة الحسينية إلى شكل أفضل يخدم الإنسانية والبشرية، قائلاً: نحن أولاً بحاجة إلى أن نعرف الحسين (ع) ومن ثم نعرّفه إلى العالم وذلك عن طريق سيرته وكلماته ثم نحولها إلى ثورة ثقافية. بعد ذلك دعى مدير المؤتمر سماحة العلامة الأستاذ السيد هادي المدرسي إلى منصة المؤتمر ليدلي بمداخلته حول كلمتي سماحة السيد إدريس الحسيني وسماحة الشيخ ضياء الزبيدي. وقد استدرك العلامة المدرسي في حديثه قائلاً: مشكلتي ومشكلة السيد والشيخ وكل العلماء والخطباء والشعراء مع الإمام الحسين (ع) هو أننا نريد أن نحمل المحيط في أكفنا أو نضع الشمس في أحضاننا ولكن شخص الحسين (ع) لا يلخص في جانب معين، فإذا أردنا أن نتقرب إلى الحسين (ع)، لابد أن نتقرب إلى الله.. بعد ذلك دعى مدير المؤتمر سماحة حجة الإسلام السيد عز الدين الفائزي إلى المنصة ليلقي كلمة دار التبليغ الإسلامي، وقد شكر سماحة السيد الفائزي المشاركين في المؤتمر لحضورهم ورحب بمساهمتهم لإنجاح المؤتمر، ثم استعرض فهرساً مفصلاً عن فعاليات ونشاطات الدار خلال العام الماضي. بعد ذلك أنهى مدير المؤتمر حديثه بذكر مقطوعات شعرية لامست مقام أبي عبد الله الحسين (ع) وانتقل إلى رحاب عاشوراء حيث دعى سماحة الخطيب الشيخ حسن فتح الله لقراءة حسينية حيث أدمع العيون بصوته الشجي الذي أزاح الأدران عن القلوب وأجرى الدموع من المقل. ثم كانت الفقرة الأخيرة وهي تناول طعام العشاء تبركاً على مائدة أبي الثوار الحسين بن علي(عليهما السلام). دار التبليغ الإسلامي دمشق - السيدة زينب ص.ب: 467 التاريخ: 6/4/2002م الرقم: 100 |