نص كلمة مؤسسة الامام الشيرازي (قدس سره) العالمية بمناسبة انعقاد ندوة دار التبليغ في دمشق

عقدت في منطقة السيدة زينب ندوة حول تطوير اساليب التبليغ والارتقاء بها من اجل مزيد من التوعية والهداية وقد وجهت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية كلمة بهذه المناسبة جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين.

قال الله تعالي: (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفي بالله حسيبا)

الاخوة الأعزاء المبلغون المجتمعون في هذه الندوة المباركة (ندوة دور النهضة الحسينية في هداية المجتمعات البشرية).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نسأل الله تعالي أن يتقبل جهودكم في الوعظ والإرشاد والتبليغ وأن يوفقنا وإياكم للمزيد.

ينبغي علينا جميعا وخاصة علي المبلغين المحترمين الاهتمام بالأمور التالية:

أولا: العرض الشمولي للإسلام وسيرة الرسول وآله(عليه وعليهم الصلاة والسلام) ،وعدم الاكتفاء بجانب واحد ، لان الإسلام كمنهج، وسيرة الرسول و أهل البيت (عليه وعليهم السلام) كتطبيق لذلك المنهج، يشملان جميع أبعاد الحياة ، وبيان ذلك ملقي علي عاتق الجميع.

وهذا الأمر يستدعي التزود من نور الإسلام ونور الرسول وآله (عليه وعليهم الصلاة والسلام) وذلك عن طريق المطالعة والتدبر في جميع ما ورد عنهم (عليهم السلام) ، ولذا نوصي إخواننا الأعزاء بمطالعة كتاب (الفصول المهمة في أصول الأئمة عليهم السلام) للمحدث الحرالعاملي (رضوان الله تعالي عليه) صاحب الوسائل الذي اشتمل علي رواياتهم في ما يخص العقيدة والمبدأ‌ والمعاد، والتأمل في تلك الروايات ، وكذلك مطالعة كتاب (مرآة العقول)‌للعلامة المجلسي (رضوان الله تعالي عليه) حيث تكفل لشرح كتاب الكافي الشريف لثقة الإسلام الشيخ الكليني (رحمه الله تعالي) واشتمل علي علم جم ، وكذلك التدبر في كتاب (بحار الأنوار) وخاصة أبواب (السماء والعالم).

ثانيا: علي الأخوة الأعزاء تتبع ما يجري في العالم وخاصة الأحداث التي تجري علي المسلمين والإشكاليات التي يوردها المخالفون علي الإسلام، ثم بيان رأي الإسلام في تلك القضايا ودفع الاشكالات.

ثالثا: ينبغي أن تكون الخطابة مرتبطة بصميم المجتمع وذلك عبر تتبع الخطيب لمشاكل الناس عامة والأمور التي تهمهم، ثم بيان رأي الإسلام في كل مشكلة وكل مهمة.

رابعا: يستحسن تعلم المبلغين للغات المختلفة وخاصة لغات غير المسلمين بغية إيصال الإسلام وصوت الرسول و أهل البيت (عليه وعليهم السلام) إليهم وقد ورد في الحديث الشريف : (بينوا محاسن كلامنا فان الناس لو عرفوا محاسن كلامنا لاتبعونا) وقال الله تعالي : ( وما أرسلناك إلا كافه للناس) ، وحيث إن الإسلام لكافة البشرية فيجب إيصال الإسلام إليهم اجمع ، ولا يمكن ذلك عادة إلا عبر تعلم لغاتهم.

خامسا: ينبغي علي المبلغين الاستفادة من مختلف الوسائل للتبليغ وعلي الخصوص الفضائيات والإذاعات والإنترنت والجرائد والمجلات .

وهذا مما كان يسعي إليه و يوصي به المرجع المجدد الإمام الشيرازي (اعلي الله مقامه) ، كما كان يوصي (رحمه الله) بان يكون لكل خطيب موقع علي الإنترنت وهذا اضعف الإيمان، وقد ورد في تقرير: (ان ثلث الكنائس في أمريكا لها مواقع في الإنترنت ومن المقرر خلال ثلاثة أعوام أن يكون لجميعها ذلك ، وان المستمعين إلى القساوسة والمتصفحين لتلك المواقع اكثر من الذين يحضرون إلى الكنائس) هذا في باطلهم ،و نحن في حقنا أحق منهم في التبليغ وخاصة بالوسائل الحديثة ، كماكان يوصي به المرجع المجدد الإمام الشيرازي (رضوان الله تعالي عليه) .

هذا و نسأل الله تعالي لكم التوفيق وان يتقبل أعمالكم وهو المستعان

 

22 / المحرم الحرام / 1423        

مؤسسة الإمام الشيرازي (قدس سره) العالمية

فرع قم المقدسة                 

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا