شارون يعاني سكرات الموت السياسي |
يدرك رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون تماما انه "على وشك السقوط السياسي" وان ايام حكومته باتت محدودة حتى ان بعض السياسيين الاسرائيليين باتوا يتحدثون ليس عن احتمال اجراء انتخابات جديدة بل عن موعد هذه الانتخابات باعتبارها قدرا محتوما. فهو كما حال الذين يشرفون على الموت ويكونون في حالة النزاع الاخير ينشطون فجاة ويظهرون حيوية وديناميكية غير عادية ثم يهوون في رحلة بعيدة لا عودة منها. وينطبق هذا على رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في المرحلة الحالية من حياته السياسية الحافلة بالجرائم والكذب والخداع والملطخة بدم الابرياء. واول الذين سيطيحون بحكومته هم اخلص شركائه من اليمين الاسرائيلي المتطرف امثال افيغدور ليبرمان وناتان شارانسكي ومن اعضاء حزبه الليكود امثال عوزي لانداو. ولم يجد شارون سبيلا لارضاء هؤلاء والتمسك بهم لاطول فترة ممكنة سوى تسخير الالة العسكرية الاسرائيلية بكل قوتها وجبروتها وصلافتها وتاريخها الاجرامي لضرب الفلسطينيين الامنين في مخيماتهم والتنكيل بهم امام عدسات التصوير وكاميرات المحطات الفضائية. الا ان اليمين الاسرائيلي المتعطش للدماء والمستلقي في مستنقع الاجرام لم يعجبه ان يتخلى شارون عن فترة الايام السبعة من التهدئة التي اشترطها قبل ان يقدم على التفاوض مع الفلسطينيين ولذلك هم يريدون من الفلسطينيين ان يدخلوا الى بيوتهم ومخيماتهم ويغلقوا على انفسهم الابواب ولا يخرجون منها حتى للحصول على ابسط احتياجاتهم للبقاء على قيد الحياة ليعترفوا ان الفلسطينيين لبوا شروط شارون وانصاعوا لاوامره. لكن الشعب الاسرائيلي افتقد الامان الذي بشر به شارون في برنامجه الانتخابي ولم يعد الاسرائيلي العادي قادرا على التمتع حتى بسهرة عائلية فى مطعم او فندق خوفا على حياته من الاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة والعمليات الاستشهادية التي اطارت صواب شارون وزمرته فى اليمين المتطرف. ولم يعد يهم المواطن الاسرائيلي العادي ان يبقى شارون او ليبرمان او شارانسكي او لانداو وغيرهم على كراسي الحكم. وما الهجمة الشرسة البربرية غير المسبوقة التي تشنها قوات شارون وموفاز وبن اليعيزر على مخيمات الفلسطينيين واعتقال الالاف من المواطنين والتنكيل بهم تحت دواع واهية الا اشبه بسكرات الموت البطىء التي تسبق انخماد الانفاس الى الابد. فالفلسطينيون اعلنوا انهم لن يستسلموا لجبروت الالة العسكرية الاسرائيلية وهم لن يخسروا اكثر مما خسروه حتى الان كما انهم بالقطع لن يتوقفوا عن توجيه الضربات الموجعة لكل الرموز التي يمثلها شارون ويمينه المتطرف فى اسرائيل. فهم يدركون انهم خسروا الكثير لكنهم هم الرابحون فى النهاية في معركة التحرير والاستقلال وشارون وزمرته هم الخاسرون سواء فى تاريخهم او سمعتهم او فى المعركة السياسية التي يخوضها الفلسطينيون بكفاءة. الطائرات المقاتلة والاباتشي والدبابات والجرافات والصورايخ وارتكاب الجرائم البشعة كلها عنوان كبير للحظات الاخيرة فى تاريخ شارون المخزي الملىء بالاجرام. |