طالب السياسي السابق وكبير المؤرخين
المغاربة، محمد بن عزوز حكيم الذي عمل مترجما رسميا للملكين الراحلين محمد
الخامس ونجله الحسن الثاني، بأن يعتذر الملك الاسباني خوان كارلوس عما اقترفه
أجداده القدماء، حين أصدروا أول أمر ملكي في مثل هذا اليوم تماما منذ 500
سنة، أمهلوا بموجبه المسلمين في الأندلس شهرين لاتخاذ قرار، ليس لعدم اتخاذه
من نتيجة سوى التعرض للتنكيل ومن بعده الموت بحد السيف والسكين: الارتداد عن
الدين الذي اعتنقوه والعودة للمسيحية، أو مغادرة الأندلس.
وقال حكيم، البالغ من العمر 77 سنة، في مؤتمر لمؤرخين مغاربة وإسبان في مدينة
شاوون، القريبة من تطوان، لمناسبة مرور 500 سنة اليوم على «أول مرسوم ملكي
أصدرته أمة لطرد قسم من شعبها من أراضيه» وفق تعبيره في المؤتمر الذي بثت
وقائعه صفحة خاصة به على الانترنت، إن الملك الاسباني، خوان كارلوس، «ملزم
بالتكفير عما ارتكبه أجداده عبر الاعتذار من المسلمين، كما فعل حين زار
اسرائيل قبل سنوات، واعتذر فيها من اليهود لقيام المملكة الاسبانية بطرد
أسلافهم مع أجدادنا المسلمين الاسبان الى المغرب من الأندلس» كما قال. وكان
حكيم أصدر كتابا عن «مأساة الأندلس» قبل شهرين، طالب فيه العاهل الاسباني
باعادة كتابة تاريخ ما حدث في الأندلس منذ 500 سنة، والتأمل في تداعيات ما
لحق من سلبيات بالمسلمين الاسبان هناك «وعائلتي بالذات منهم.. إنها عائلة
غادرت اسبانيا عام 1486 هربا من تنكيل القوات المسيحية التي سريعا ما سيطرت
على مملكة غرناطة ذلك العام، لتنهي من بعده الواقع الطبيعي للأندلس الضائعة»
وفق تعبيره.
وقال حكيم إن أجداده كانوا يعيشون في جوار خرب وقديم لما أصبح مدينة ألميرية
الحالية، بالجنوب الأندلسي لاسبانيا «وكان ذلك الجوار مجرد موقع ما. الا أنه
الآن قرية صغيرة، بالكاد يزيد سكانها على 8 آلاف نسمة، لكنها ما زالت تحمل
الاسم نفسه الذي أطلقه عليها أجدادي الاسبان بعد اعتناقهم الاسلام. إن
الأندلسيين هم كالفلسطينيين تماما، يحتفظون دائما بمفتاح البيت في مكان ما
حين الخروج، لأنهم يعرفون بأنهم سيعودون، لذلك فالمأساة الكبيرة هي تصنيفنا
دائما بأننا لسنا باسبان، بذريعة أننا نعيش في المغرب وسواه منذ 500 سنة
مطرودين من بلادنا القديمة» بحسب ما ذكره في الرسالة، التي وجهها المؤتمر
أيضا الى أعضاء البرلمان الاسباني، ومعها طلب «من المتحدرين الأندلسيين،
المطرودين الى المغرب، بأن تعود اليهم حقوقهم التاريخية» في رغبة من
المؤتمرين بأن تضاف الى مشروع قانون جديد يعده البرلمان الاسباني حاليا عن
الهجرة والمهاجرين، مادة تمنح الأندلسيين المغاربة، وهم بمئات الآلاف، حق
العودة الى الأندلس كمواطنين لهم جذور فيها.
كما في برنامج المؤتمر المعقود الآن، مطالبة الحكومة المغربية بتأسيس معهد
للثقافة الأندلسية «شبيه بالذي تم تأسيسه للثقافة البربرية» وفقا للوارد في
كلمة ألقاهها أمس المورخ المغربي، المتحدر من أندلسيين، سيدي علي ريسوني،
مدير صحيفة «نويفو ريف» (الريف الجديد) الصادرة في شاوون، حيث ينشط ويقيم.
|