قائمة (نيويورك تايمز) لأفضل الكتب القصصية لعام 2001 |
درجت مجلة Book Review التي تصدرها صحيفة نيويورك تايمز أسبوعياً مع صحيفة يوم الأحد الضخمة الحجم والتي تضم مجموعة إصدارات متخصصة، على نشر قائمة من الكتب التي انتقاها محرروها كأفضل إصدارات العام من فروع الأدب المختلفة في نهاية كل عام. وتضم قائمة العام الحالي خمسة أعمال قصصية وأربعة أعمال غير قصصية، بالقياس إلى خمسة لكل من الفئتين في العام الماضي. ويقول المحرر أن الاختيار كان سهلاً، بينما كان ترشيح الكتب أصعب، فالمحررون يتنافسون خلال السنة على إدراج كتب في القائمة الخاصة بالترشيحات. ومع ذلك، فقد تقلص عدد الكتب المرشحة خلال المدة من 1997 بمقدار كتابين سنوياً، حتى بلغ عدد الكتب المرشحة هذا العام 16 كتاباً، بالقياس إلى 20 كتاباً في العام الماضي. وتشمل قائمة 2001 أربع روايات، ومجموعة قصصية، وكتابي مذكرات، وكتاب تاريخ ثقافي وكتاب سيرة ذاتية. ومن بين كتّاب أفضل أعمال العام الروائية والقصصية كاتبان أميركيان، وكاتب كندي، وكاتب أوسترالي، وكاتب ألماني، وجميع الأعمال غير القصصية بقلم كتاب أميركيين، على الرغم من أن أحد الكتاب لم يكن أميركياً عندما بدأ الكتابة. وقد ظهر اسما كاتبين، ينتمي كل منهما إلى أحد الفئتين، في قوائم أفضل المؤلفات في الماضي. ومن بين هؤلاء الكتاب كاتب واحد يقل عمره عن 35 سنة، جوناثان فرانزين. والمجلد التاريخي هو إلى حد ما مجموعة من التراجم الشخصية، وكتاب الترجمة الشخصية هو في جزء منه هجوم شديد على التاريخ المتلقي، بينما يركّز كتابا المذكرات على طفولة كلا الكاتبين اللذين نشأ في ظروف متناقضة. وقد تم اختيار أفضل الكتب الأدبية الصادرة في 2001 من بين الكتب التي راجعها صحيفة نيويورك تايمز ومجلتها (بوك ريفيو) منذ عدد عطلة أعياد نهاية العام، المماثل للعدد الذي نشرت فيه القائمة الجديدة لسنة 2000. وهنا تعريف موجز بأفضل كتب العام القصصية. أوسترليتز تأليف و.ج.سيبولد الناشر: راندوم هاوس الذاكرة خيانة أخلاقية في أعمال و.ج سيبولد، وهي ليست أكثر تهديداً كما في هذا الكتاب. لقد نشأ بطله دافيد إلياس، في ويلز، وهو يتجاوز الخمسين قبل أن يكتشف أنه في الحقيقة جاك أوسترليتز، الذي أرسله أبواه اليهوديان من أوروبا الوسطى إلى بريطانيا وهو في الرابعة من عمره لتفادي الهلوكوست، الذي قضيا فيه نحبهما. وعلى عكس الشخصيات الرئيسية في العديد من روايات سيبولد الأخرى الذين ترك الإفلات من الهلوكوست ثقوباً في حياتهم، ينغمس هذا الرجل، سيبولد، في تنقيب أبعد مدى بكثير. لقد اعتبر الشعراء وكثير من المؤرخين فيما بعد أن انتصار نابليون الباهر على روسيا والنمسا في مدينة أوسترليتز التشيكية في 1805 بمثابة علامة على أن النظام السياسي والاجتماعي الأوروبي قد انتهى، وإن سعي القوة الامبريالية عابرة القارات قد اتخذ شكلاً جديداً. وفي أوسترليتز هذه الرواية، الشخصية، مؤرخ معماري تتركز تأملاته في الماضي على بنايات وتحصينات شائهة، بعضها يلعب دوراً في مصير أبويه، كما لو كانت النهاية الطبيعية للامبراطورية (تيريزين) أو (أوسشفيتز). وكما يلاحظ دائماً في أغلب أعمال سيبولد، لا تبرز العلاقات المباشرة في العقد الواسعة والعقد المباغتة في خطابته، لكن القارئ لا يملك أن يتفادى الاستدلال أن النازيين لم يكونوا وحدهم، في اندفاع التاريخ الطويل، لكن المحقق الباحث عن معنى هو الوحيد. التصويبات تأليف جوناثان فرانزين فارار، ستراوس أند جيروكس عمل روائي طموح يستكشف خواص الحياة اليومية العادية لأسرة متفككة، رب الأسرة، ألفريد لامبرت، رجل تجاوز السبعين مصاب بمرض (باركينسون) يختار أن يعيش في المنفى، بدروم البيت، وبذلك، تعيش أسرة لامبرت، والبلدة التي يعيشون فيها سنانتا جود، بل والبلد كله، الجميع يعيشون في المنفى. يتمثل طموح هذه الرواية في أنها يمكن أن تقرأ كحكاية واقعية تقليدية لديناميكيات أسرة متعددة الأجيال وأسرار الحب المحمولة. أو يمكن أن تقرأ كعمل أكثر مخادعة وأكثر حداثة، يحاكي محاكاة بارعة استخدام حبكة المدرسة القديمة، والتشويق وتطور الشخصية لإغواء القارئ بدخول عوالم اضطراب جيو – سياسي لا قاع له. وتدور الرواية حول سؤال أميركي قح: هل سوف تتمكن الأم من تجميع الأسرة بأكملها من أجل كريسماس أخير؟. وفرانزين كاتب يتمتع بخصال عتيقة: فهو يحب التلاعب بالألفاظ الذكية، وتمكنه من التفاصيل في نطاق ضخم من الاهتمامات لا يمكن النيل منه، وهو يخلق شخصيات تصلنا مشاعرها حتى عندما تكون هذه المشاعر مخيفة عن الأشخاص الذين يشعرون بها. كراهية، صداقة، تودد حب، زواج (مجموعة قصص قصيرة) تأليف: أليس مونرو الناشر: ألفريد أ. كنوبف بينما تطعن أليس مونرو في السن، تزداد التحديات التي تواجهها شخصياتها قتامة – وهي في هذه المجموعة السرطان، ومرض الألزهايمر، والانتحار خشية الوهن، من جملة أشياء أخرى – لكن القارئ لا يستخلص منها أن الحياة نفسها قد تحولت من سيئ إلى أسوأ. فالكاتبة آلت على نفسها أن تكتشف قيمة الحياة في أية ظروف، إن البحث والنضال يتجليان في لغتها، ولا تبرز جملة من أية قصة من قصص هذه المجموعة وتطالب بشحذ الانتباه، على الرغم من أن كلا منها تقريباً ينطوي على ذكاء صعب يقارن بقلة في أي عصر. إن قاموسها اللغوي خافت دائماً ودقيق، والكلمات تخلق عالماً يشعر به المرء، ويسمعه ويراه كعالم طبيعي، وتطرأ في ذهن القارئ أسئلة هامة عن الأخلاق والمعاني، وليس على الصفحة. إن حدة ملاحظة مونرو، في الغالب تجعل قصصها تبدو قاتمة للوهلة الأولى، والثراء الذي يصبح واضحاً مع مضي السرد يأتي من توازن وعي داخلي شعري بدرجة صقلية بحيث تتعذر ملاحظتها دائماً. وقد كانت هذه الخاصية أكثر ما تكون فعالية في قصة عن حياتها الشخصية عن اكتشاف امرأة شابة لميلها الباطني إلى أن تصبح كاتبة، ذلك المتجلى الذي ينتهي على نحو مميز بإعلان هادئ هدوءاً يجعل القارئ يشعر بالرغبة في أن يصفق: (كان هذا هو ما أردته لحياتي). أيام جون هنري تأليف كولسون هوايتهيد الناشر: دوبلداي يرمي طموح رواية هوايتهيد الثانية إلى تحديد الأزمة الداخلية للرجولة من حيث المجتمع الاستهلاكي المجنون – والبوب. وقد بلغ نجاحها حداً يتعذر فيه التعرف على الاسقاطات القليلة إذا وجدت. إن كتابته السخية لها بنية وقيمة الموسيقى، والأناقة هي التي تبقي على تفاعل القارئ، على الرغم من بضع فقرات خارجة على السيطرة. وجون هنري، بطل الرواية، هو عامل سكك الحديد في الأغاني الشعبية (البالاد)، الذي فاز في مسابقة لحفر نفق متحدياً حفاراً يعمل بالبخار على الرغم من أن الجهد الذي بذله قد أودى بحياته، وفي ظل خلفية هذه الأسطورة التي يبلغ عمرها 130 عاماً، يقدم المؤلف بطله ج. سوتر، وعصابة من أصدقائه ومنافسيه – وهم موظفون. شبان متعلمون ذربو اللسان يعملون في ماكينة الدعاية والشهرة في عالم حديث يقيم الرجل بما يشتريه ويرتديه ولا يكترث على الإطلاق بأدائه. ويجد المؤلف متعة في أن ينتقد بشدة جنون العصر بصوت ذكي ولغة متخيلة على درجة من القوة تمكنها من رفع القارئ من مقعده. لكنه ليس عديم الرحمة. فهو رفع هؤلاء الناس ويحترم تطلعاتهم، فهم ليس لديهم بوصلة أخلاقية، لكنه يملك البوصلة، لذلك نستطيع أن نضحك عليهم، في الوقت الذي نحزن فيه من أجل فقد هذه الإمكانية الكبيرة. وربما تشعر أنك لا تستطيع أن تبلغ نهاية هذه الرواية، لا لأنها تهيم في الغالب بلا رابط، ولكن لأنها تواصل الحديث بعد الجملة الأخيرة وأنت تريد أن تستعيدها، وتناقشها، وتستجوبها، وتستمع إليها. أما الكتب غير – القصصية التي ضمتها قائمة أفضل إصدارات 2001 فهي: (الملابس المستعارة)، وهو كتاب مذكرات مؤلفته بولا فوكس التي اشتهرت كمؤلفة لكتب أطفال رائجة منذ 35 عاماً. و(النادي الميتافيزيقي)، ومؤلفه لويس ميناند. ويتناول تاريخ النادي الذي بدأ في كيمبريدج، ماساتشوستس في 1872، وقد أصبحت الأفكار التي تبناها ثلاثة من مؤسسيه وأحد تلامذتهم أساساً للفكر الأميركي في القرن العشرين. والمفكرون الأربعة الذين ركز عليهم المؤلف هم ب. أوليفر ويندل هولمز الصغير، وويليام جيمس، وتشارلس ساندرز، وبيرس وجون ديوي. ويتحاج المؤلف أن كتاب داروين (أصل الأنواع) الذي نشر في 1859، والحرب الأهلية الأميركية اكتسحا فكرة أن كائناً قدسياً يحكم اللون، إلى جانب الافتراضات الثقافية الأساسية التي قام المجتمع الأميركي، الشمال والجنوب، على أسسها، وكانت (البراغماتية) هي دلائل المستقبل المرتقب التي حلت محلها، وهي مفهوم شكله بيرس في 1872 وتحول إلى منهج فكري محدد بواسطة ويليام جيمس في 1898. ويصف المؤلف هذا المنهج بأنه طريقة للتفكير والاعتقاد، في عالم حقن بالمصادفات. وكتاب (تاريخ عصابة كيلي)، تأليف بيتر كاري، وهو أنجح كتاب الروايات التاريخية الأحياء. وقد تفوق على نفسه في هذه الرواية التي تتناول الصيغة الأوسترالية لجيسي جيمس. وهنا يصبح المؤلف متقمص شخصيات تاريخية. وتمثل فصول الكتاب مجموعات من الحكايات كتبها نيد كيلي لطفلته في وقت أدرك فيه أن حياته العنيفة قد قاربت النهاية، وذلك ليقدم لها روايته الخاصة عن نفسه وعائلته وأصدقائه، الذين كان الأوستراليون في القرن التاسع عشر يعتبرونهم خارجين على القانون وقتلة. والصوت غير المشذب، والذي ينقضي القواعد اللغوية والعامي في معظم الأحيان بطريقة مضحكة، يصبح خلاباً، وشعرياً وحسياً بما يكفي لكي يعكس محادثات الآخرين الأصيلة بدون أن يفقد أبداً طابعه. ولهذا، اعتبر محررو (بوك ريفيو) أن هذه الرواية ربما كانت أقوى كتب القائمة تشويقاً. |