««العنف»» والتحضر وجهان لعمله واحده! |
يكره الانسان ««العنف»» ويمقت مرتكبيه حتي ولو كان كلاميا, لكنه في نفس الوقت يفضل مشاهدته علي شاشات التليفزيون والسينما, وفي الكتب وغيرها من وسائل الاعلام بدليل ان اعلي ايرادات حققتها افلام العنف, الامر الذي ان حاولنا تفسيره سيضعنا في حيره وشك في ذات الوقت في مصداقيه كراهيه الانسان للعنف وانها ليست كراهيه حقيقيه وانما سببها التاثر بالدروس الاخلاقيه ورغبه المرئ في التماشي مع ارائ الاخرين. لا تندهشوا من هذه الحقيقه فعلمائ النفس اكدوا ان العنف عنصر في الحضاره الانسانيه ففي احد الموتمرات التي عقدتها اخيرا الجمعيه الالمانيه للتحليل والعلاج النفسي والتفاعل بين الظواهر النفسيه والجسديه وعلم تحليل اعماق الشخصيه تحت عنوان العنف والحضاره لفت عالم الاجتماع والتحليل النفسي الف جيرلاخ الانتباه الي هذه الصله, لان العنف لا ينبع من الخارج ولا يعتبر امرا غريبا او لا يمكن تفسيره انما يبدو انه جزئ داخلي لا غني عنه في حضارتنا ذات التوجه القوي نحو التقدم, واتاحت الابحاث التي قدمت خلال الموتمر نطاقا عريضا من المحاولات لشرح وتفسير الصله بين العنف والحضاره. كما اكد عالم الاجتماع الالماني جيرهارد ارمانسكي في دراسته حول العنف الفردي والمجتمعي ان الجنس البشري لم ينتج قدرا من الطاقه التدميريه كالقدر الذي انتجه في اوروبا اخيرا, لكنه في نفس الوقت انتج حضاره ناجحه فالعنف لا يوجد علي هامش ماضي اوروبا وحاضرها ولكنه يمثل عنصرا مهما من عناصر الثقافه الغربيه. الجدير بالذكر كما ذكر المشاركون في الموتمر ان العنف يعتبر في المقام الاول وفيما يتعلق بتطور الانسان بمثابه ظاهره ضروريه لبقائ الجنس البشري, وهذا ما يطلق عليه العنف الصحي ولذا فمن المستحيل ان نقضي علي العنف لانه لا يمكن ان يوجد مجتمع انساني خال من العنف, لكن ما يمكن القيام به هو وضع هدف علاجي يتمثل في تغيير الانماط التدميريه للعنف نحو اتجاهات بنائه وتحويل الاستعداد للعنف الي انماط جماعيه من العدوانيه مثل الرياضه. |