ندوة (صورة العالم الغربي بين الانصاف والاجحاف) في المغرب |
اختتمت الندوة الدولية حول (صورة العالم الغربي بين الإنصاف والإجحاف) أعمالها في الرباط. واعتبر البيان الختامي الصادر عن الندوة، الحملة التي تشنها بعض وسائل الاعلام في الغرب ضد العالم الإسلامي، غير منصفة، ومشوهة لصورة الإسلام والمسلمين، ومضللة للرأي العام الغربي، مما يتسبب في إثارة الكراهية ضد العالم الإسلامي، ويؤدي إلى تاجيج العنصرية والعداوة بين الشعوب، ويفضي إلى زعزعة استقرار المجتمعات، والى تهديد الأمن والسلام الدوليين. وأكد البيان أن تصحيح صورة العالم الإسلامي في الإعلام الغربي، عمل من مقتضيات الحوار بين الحضارات والثقافات التي تلتزم به المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، مساهمة منها في مساندة جهود الأمم المتحدة من أجل ترسيخ قيم التسامح والتعايش وتعزيز ثقافة السلام القائم على العدل والإنصاف والاحترام المتبادل. ودعا البيان إلى قيام نظام أخلاقي إعلامي دولي، ينبني على قواعد القانون الدولي، ويلتزم بمقتضيات المواثيق والإعلانات والأخلاق الدولية التي تكفل الحق في الاختلاف، وتدعو إلى الاحترام المتبادل للخصوصيات الثقافية والحضارية للأمم والشعوب، والى نبذ العنف والإرهاب والعنصرية، وكل أشكال التمييز التي تضر بالعلاقات بين شعوب العالم، وتخالف مبادئ الأديان السماوية وميثاق الأمم المتحدة. وأوصت الندوة بإنشاء هيئة إعلامية دولية تضم جهات وشخصيات إعلامية من دول العالم، تهتم بقضايا الحوار الحضاري، وتساهم في تقديم الحلول للمشكلات العالمية المعاصرة، وتسهل قيام تعاون وثيق وفعال بين المؤسسات الإعلامية في العالم لتقديم الصور الصحيحة والمعلومات الدقيقة لإحداث التوازن في الرسالة الإعلامية العالمية، وأكد البيان مسؤولية رجال الفكر والعلم والثقافة والصحافة والإعلام، كل في موقع عمله ومجال اختصاصه، إزاء تصحيح الصورة النمطية المحرفة التي يقدمها الإعلام الغربي عن العالم الإسلامي عقيدة وثقافة وحضارة وشعوبا وحكومات، مما يعد مساهمة منهم جميعا في التخفيف من وطأة التوتر الذي يسود علاقات العالم الإسلامي بالغرب بصورة عامة، نتيجة للموقف غير العادل الذي تتخذه بعض وسائل الإعلام الغربية من الإسلام والمسلمين. متخذة الأعمال الإجرامية التي قامت بها فئة تنتمي إلى العالم الإسلامي ذريعة وسبباً في اتخاذ هذا الموقف غير المنصف، ومتغاضية عن الأعمال الإجرامية التي تقوم بها فئات تنتمي إلى ديانات وحضارات أخرى. كما دعا البيان وسائل الإعلام الغربية، التي دأبت على تشويه صورة العالم الإسلامي، إلى احترام مبادئ مواثيق الشرف المهنية، وضوابط الرسالة الإعلامية عند تغطيتها لأوضاع العالم الإسلامي في ما تنشره من أخبار ومقالات وتعليقات. وجاء في البيان أن الندوة الدولية حول صورة العالم الإسلامي في الإعلام الغربي، قد عقدت انطلاقاً من المبادئ الدينية والقيم الإنسانية التي تدعو إلى التعاون لما فيه المصلحة العامة المشتركة لجميع البشر ومن أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة ودحض الشبهات الباطلة وإبراز وجه الحق في القضايا المطروحة على الساحة الدولية مما له علاقة بالعالم الإسلامي من النواحي كافة، واستلهاما لروح الحضارات الإنسانية المتعاقبة، وبصورة خاصة الحضارة العربية الإسلامية التي قامت على المبادئ والقيم الإسلامية السمحة، وعلى التراث الثقافي التاريخي العربي الذي يعد من مميزاته الإنسانية الرائدة، (حلف الفضول) باعتباره أول عهد لحماية حقوق الإنسان في العالم، ومساهمة في تنوير الرأي العام العالمي بالحقائق التي لا تقدم له بشكل كامل ودقيق من خلال التغطية الإعلامية غير المتوازنة وغير المنصفة في كثير من وسائل الإعلام الغربية. |