ندوة عن اللغة العربية |
نظم معهد الدراسات والأبحاث للتعريب أخيراً بالمعهد الوطني للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية ندوة دولية في موضوع «أسئلة اللغة». وقد قدمت في هذه الندوة عروض متميزة ومساهمات علمية في مواضيع جديدة تجاوزت الطروحات التقليدية لعدد من القضايا اللغوية المهمة، وركزت على منهجية الالتحام والبناء والمقارنة العلمية الجادة، والعمل الدؤوب والفعال، والتعاون المتواصل بين جميع المعنيين من أجل تجاوز العقبات المعترضة. وتوزعت العروض على المحاور التالية: - سياقات التخطيط والسياسة والثقافة وضرورة بناء لغة عربية جديدة. - الاقتصاد والتكنولوجيا وتصنيع اللغة. - الوحدة والتنوع والكونية. - الذاكرة والتطور والموت. - الهوية وتحديات الاتصال والمعرفة. - وسائل تحديث المعجم والنحو والكتب التعليمية - النقلات التربوية والبيداغوجية الضرورية لخدمة تعليم اللغات، وخاصة اللغة الوطنية الرسمية. وتميزت الندوة بمشاركة فعالة لخبراء ومسؤولين وأساتذة وباحثين من الغرب ومن دول عربية شقيقة ومن أوربا وأمريكا، كما تميزت بنقاش واسع ومفتوح حول القضايا المطروحة. وقد تقدم المشاركون بالتوصيات التالية: 1- ضرورة بناء لغة عربية متطورة ومصنعة ذات بيداغوجية ناجعة تصبح لغة المعرفة والمعلومات والاقتصاد. في مجتمع يطبعه الخلق والابداع والتصنيع الحاسوبي للغة وتعميمه عبر لغة الشعب. 2- اعتماد سياسة لغوية وتخطيط لغوي يأخذان بعين الاعتبار التأثير الاقتصادي للغة العلمية والتكنولوجية العربية، تسهيلاً لتعميم المعرفة على جميع أفراد المجتمع، من أجل ارتقائه إلى مجتمع يساير التطورات المتنامية والابداع والخلق والانتاج عبر اللغة الوطنية المصنعة. 3- تحسيس الجهات العربية المعنية من حكومات ومؤسسات وجمعيات بتفعيل دور اللغة العربية كأداة لدعم الإنتاج، وتوحيد الجهود من خلال إقامة هيئة تكنولوجية لغوية عربية. 4- دعم الجهود لتطوير لغة عربية وظيفية تمتاز بالمرونة والقدرة التنافسية والابلاغية، وتتجاوب مع حاجيات المستخدم والسوق، والعمل على توفير الموارد البشرية والمادية المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف. 5- تشجيع المستثمرين ورجال الأعمال العرب على الاستثمار في مجال اللغة الموحدة والقادرة على الاتصال والتعليم الهادف، والموجهة نحو الإنتاج. 6- وضع معايير موحدة لاستخدام اللغة العربية على شبكة الإنترنت. 7- دعم وتطوير البحث الأساسي والمقارن باعتباره لبنة أساسية لإنتاج الأدوات الضرورية التي تمكن اللغة العربية من ولوج عصر المعلومات والتقانه. 8- انجاز مشاريع لغوية تمولها الدول والمؤسسات، وعلى رأسها مشروع معجم عربي عصري، ونظام نحوي واقعي، افادة من تقدم البحث اللساني بالمغرب وبالدول العربية، وازدياد الوعي بقدرة اللغة العربية على إنتاج المعلومات والتفاعل مع اللغات المنتجة. 9- تشجيع الأبحاث العلمية السوسيولغوية، ورسم خطة واعية لدمج المعطيات السوسيوثقافية في المنظومة التكوينية. 10- التنسيق بين الجهات العربية في ميدان التعريب والترجمة والإصلاح. 11- دعم تعليم اللغة العربية بالحاسوب في المؤسسات التعليمية. 12- تكثيف المجهودات لتوجيه العملية التعليمية، وتوفير الإمكانات المادية والمعنوية للرفع من مستوى اللغة العربية. 13- تشجيع البحث في ديداكتيك اللغة العربية الفصحى لتطوير منهجية تدريسها وضمان الفعالية في بلوغ الأهداف المتوخاة من العملية التعليمية، وضمان المردودية والجودة. 14- ضرورة تفعيل الميثاق الوطني المغربي للتربية والتكوين في ما ورد فيه من أشياء إيجابية مفيدة، والحرص على تطبيقه تطبيقاً شاملاً وصحيحاً، وكذلك تجاوز ما قد يسبب تأويله من ردود أفعال سلبية، خاصة في مجال شبه التراجع عن أهمية اللغة العربية في التكوين، وعدم خلق المجزوءات والمسالك التي تبرز رسميتها ووظيفيتها. 15- استثمار إيجابية التنوع الجهوي ثقافياً ولغوياً، وخصوبة روافد الثقافة والألسن المغربية، من دون أن يتنافى ذلك مع الوحدة أو مع الانسجام المجتمعي. 16- ضرورة العناية بالتوثيق اللساني والتوثيق بصفة أعم، لإيجاد أدوات المعرفة والتطور. 17- طبع وقائع الندوة وجعلها رهن إشارة المشاركين والمسؤولين، والعمل على توزيعها على نطاق واسع. وقد نوه المشاركون بالمجهودات المتميزة والكبيرة التي يقوم بها معهد الدراسات والأبحاث للتعريب بالرباط، وبالمستوى الرفيع الذي طبع أشغال الندوة، وبالخبرة العالية التي وسمت العروض والأفكار والقضايا التي أفرزتها الندوة. |