رواية (الموت) |
في ما يتجاوز البحث عن حقيقة تاريخية، أو قراءة البحث، أو الدراسة العقائدية، تقرأ الرواية الجديدة لـ(الموت) (فلاديمير بارتول) ، في ترجمة إلى العربية قامت بها هالة صلاح الدين لولو، وأشرف عليها وراجعها الدكتور إحسان عباس. الرواية تحكي قصة شخصيات وأمكنة وأزمان من حبر وورق تنحصر حقيقتها في النص المكتوب الذي يتكئ على التاريخ لصناعته الحكاية من دون أن يعني ذلك سرد التاريخ كواقع، وإنما إنشاء واقع سردي موازٍ هو المشترك في الرواية التي تقرأ. قلعة الموت وشخصيات الحسن بن الصباح وعمر الخيام ونظام الملك، وعملية تقويض سلطة سلاجقة الاتراك في بلاد فارس عام 1092 وغيرها، كلها عناصر وجدت واقعياً في الكتابة لكنها ليست في الرواية سوى عناصر سردية في نص لا يكتسب واقعيته سوى لجهة مثوله في الصفحات بين الأيدي. فلاديمير بارتول 1906-1967، انتهى من كتابة الرواية عام 1938، أي في زمن تميز بصعود النظريات الشمولية وبوجود شخصيات سياسية قيادية واستثنائية تتطلع إلى تغيير العالم، ولهذا الظرف التاريخي الخاص دور في توجه الكاتب نحو شخصية (شيخ الجبل) محوراً لروايته، معتمداً في كتابته على كتابات المستشرقين وما تضمنته من حمولة أسطورية أحاطت بروز تلك الفترة وأحداثها، رجالات التاريخ السياسي الإسلامي في إيران. |