اللاعنف مطلقا |
بسم الله الرحمن الرحيم في آخر لقاء لي مع الامام الراحل، حيث ذهبت اليه لاقبل يديه واودعه، فقال لي: اوصيك بثلاث نقاط: الاولى: ان لاتغضب ابدا. وفي كل صباح وقبل البدئ في أي عمل قل لنفسك ثلاث مرات: اليوم لااغضب مهما بلغ الامر. الثانية: ان تعمل دائما.. ثم تلا الآية المباركة: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وقرأ:(وقل رب زدني علما وعملا والحقني بالصالحين). الثالثة: الالتزام باللاعنف مطلقا. وكان التركيز على هذه النقطة اكثر حتى ودعته رحمه الله وكان ذلك قبيل شهر محرم الحرام 1418 من الهجرة. فقد أكد لي: ان اللاعنف هو الطريق الصيح والمنتج الذي سلكه كل الانبياء والرسل والأئمة (عليهم الصلاة والسلام) والعلماء والصالحين ومن دون استثناء، وسائر الطرق نسئل عنها يوم القيامة اشد سؤال. فقلت مستغربا: اللاعنف مطلقا؟ فقال(رحمه الله): شيخنا ، مطلقا! لأن العنف حتى القليل منه كثير وزائد، ولا دليل عليه، والذين اتخذوا العنف كأسلوب ومنهج في العمل، سياسيا كان او اجتماعيا، اما التبس عليهم الامر فخلطوا بين المفاهيم المختلفة والعنف، او اخطأوا واصبح عملهم كالزبد، الذي يذهب جفاء. ثم سكت هنيئة احسست منه انه متألم مما يحصل في المجتمع الاسلامي، ثم اضاف: لايوجد موقف واحد من عنف في حياة الرسول والأئمة( عليهم الصلاة والسلام) مع كثرة اصطكاكهم مع السلطات ومواقفهم الجريئة مع الموافق والمخالف، وكثرة الحوادث السياسية والضغوط التي كانت. فهل يقول احد بأنهم اخطأوا؟ قلت له (رحمه الله): مشكلتنا مع المتدينين الذين يرون العنف اصلا في العمل السياسي!. فقال (رحمه الله) : ولذلك ارى ان طريق اللاعنف طريق شائك وقليل من يسلكه. ثم اضاف: لايستخدم العنف الا الضعيف. والعمل السياسي له ابعاد مختلفة وهناك اساليب كثيرة واغلبها منتجة وتؤدي الى النجاح في العمل ، الا ان العنف اقصر الطرق وجاء الينا بواسطة المستعمر والجاهل. فالمستعمر افهمنا بنجاح العمل المسلح لأنه اراد بيع السلاح وتشغيل المصانع المنتجة للسلاح، وكذلك اراد لنا ان نقتل المسلمين بايدينا حتى لايتهم هو بذلك. والجاهل بجهله او عدم معرفته لاهمية اللاعنف ، اولقلة صبره. وفي الختام أكدلي(قدس الله نفسه الزكية) : هذا الطريق شائك شائك شائك، فلاتخف من قلة سالكيه. رحمه الله فقد خسرناه في هذه الضروف والامة الاسلامية منهمكة في المشاكل والمهالك. وانا لله وان اليه راجعون. الشيخ محمد تقي باقر امين عام تجمع المسلم الحر 1/1/2002 واشنطن |