|
ثلاثون سؤالاً في الفكر الإسلامي |
حكومات المسلمين س26: ما موقف السيد المرجع من الحكومات التي تدير شؤون بلاد المسلمين اليوم؟ وما أفضل طريقة للتعامل معهم؟ ج: يلزم أن تكون الحكومات عبر الانتخابات الحرة، والتعددية السياسية، والشورى، وأن تعمل لتطبيق القوانين الإسلامية من الحريات والأخوة والأمة الواحدة ورفع الحدود الجغرافية بين البلدان الإسلامية وما أشبه.
مفهوم السياسة س27: ما مفهوم سماحة السيد المرجع للسياسة؟ ج: إدارة البلاد والعباد. جاء في زيارة الجامعة: (السلام عليكم يا أهل بيت النبوة) إلى قوله: (وقادة الأمم وأولياء النعم وعناصر الأبرار ودعائم الأخيار وساسة العباد وأركان البلاد)(264). وقال الإمام الرضا (ع): (الإمام عالم لا يجهل وراع لا ينكل) إلى أن قال: (مضطلع بالإمامة عالم بالسياسة مفروض الطاعة قائم بأمر الله عز وجل ناصح لعباد الله حافظ لدين الله)(265). وقال (ع): (إن الإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين إن الإمامة أس الإسلام النامي وفرعه السامي بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وتوفير الفيء والصدقات وإمضاء الحدود والأحكام ومنع الثغور والأطراف الإمام يحل حلال الله وحرم حرام لله ويقيم حدود الله ويذب عن دين الله ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة) إلى أن قال: (الإمام الأنيس الرفيق والوالد الشفيق والأخ الشقيق والأم البرة بالولد الصغير ومفزع العباد في الداهية النآد الإمام أمين الله في خلقه وحجته على عباده وخليفته في بلاده والداعي إلى الله والذاب عن حرم الله)(266). وقال رسول الله (ص): (فلا تجتروا على الآثام والقبائح من الكفر بالله وبرسوله وبوليه المنصوب بعده على أمته ليسوسهم ويرعاهم سياسة الوالد الشفيق الرحيم الكريم لولده ورعاية الحدب المشفق على خاصته)(267).
الضرورات السياسية س28: أحياناً يضطر السياسي إلى اللف والدوران بل وقد يكذب، وهذا مما لا يتلائم مع سيرة الإمام أمير المؤمنين (ع) فهل يتم التخلي عن العمل السياسي إذا ارتبط بذلك؟ ج: السياسة الإسلامية نزيهة عن الحرام والكذب والغش والظلم وما أشبه، كما يدل على ذلك سيرة رسول الله(ص) والإمام أمير المؤمنين (ع) في الحكم. قال تعالى: (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب)(268) وقال عزوجل: (ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى)(269) وقال جل جلاله: (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا)(270) وقال أمير المؤمنين(ع): (والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر ولو لا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس، ولكن كل غدرة فجرةً، وكل فجرة كفرةً، ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة)(271). وعن هشام بن سالم رفعه قال: قال أمير المؤمنين (ع): (لولا أن المكر والخديعة في النار لكنت أمكر الناس)(272). وعن أبي مخنف الأزدي قال: أتى أمير المؤمنين(ع) رهط من الشيعة، فقالوا: يا أمير المؤمنين لو أخرجت هذه الأموال ففرقتها في هؤلاء الرؤساء والأشراف وفضلتهم علينا حتى إذا استوسقت الأمور عدت إلى أفضل ما عودك الله من القسم بالسوية والعدل في الرعية، فقال أمير المؤمنين(ع): (أتأمروني ويحكم أن أطلب النصر بالظلم والجور في من وليت عليه من أهل الإسلام، لا والله لا يكون ذلك ما سمر السمير وما رأيت في السماء نجماً والله لو كانت أموالهم ملكي لساويت بينهم فكيف وإنما هي أموالهم)(273). وقال أمير المؤمنين في نهج البلاغة: (لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز)(274).
الهوامش: (264) من لا يحضره الفقيه: ج2 ص610 زيارة جامعة ح3213. (265) الاحتجاج: ج2 ص436 احتجاجه (ع) فيما يتعلق بالإمامة. (266) الكافي: ج1 ص200 باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته (ع) ح1. (267) بحار الأنوار: ج8 ص300 ب24 ح55. (268) سورة غافر: 17. (269) سورة النجم: 31. (270) سورة الكهف: 49. (271) نهج البلاغة، الخطب: 200 من كلام له (ع) في معاوية. (272) الكافي: ج2 ص336 باب المكر والغدر والخديعة ح1. (273) وسائل الشيعة: ج15 ص105-106 ب39 ح20077. (274) نهج البلاغة، الخطب: 3 من خطبه له (ع) وهي المعروفة بالشقشقية. |