عودة إلى صفحة مكتبة النبأ

إتصلوا بنا

شارك في الكتابة

الأعداد السابقة

الصفحة الرئيسية

 
 

ثلاثون سؤالاً في الفكر الإسلامي

اتفاقيات سابقة

س17: في حال قيام الدولة الإسلامية في أي جزء من أجزاء العالم الإسلامي، ماذا سيكون الموقف من الاتفاقيات المعقودة سابقاً؟ وإذا كان الجواب إلغاء الاتفاقيات المناقضة للإسلام، فكيف يمكن إلغاء الاتفاقات الاقتصادية مثلاً، وهذه الدول الكبرى مستعدة أن تخوض الحروب التدميرية الشرسة حفاظاً على تلك المصالح؟

ج: تكون من مسألة الأهم والمهم حسب نظر شورى الفقهاء المراجع والأحزاب الحرة. علماً بأن أصل المعاهدات الدولية غير المنافية للشرع المقدس محترمة.

قال تعالى: (أوفوا بالعقود)(217).

وقال عزوجل: (الموفون بعهدهم إذا عاهدوا)(218).

وقال تعالى: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا)(219).

وقال سبحانه: (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد)(220).

وقال تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون)(221).

وقال رسول الله(ص): (المؤمنون عند شروطهم)(222).

وفي حديث آخر: (المسلمون عند شروطهم)(223).

وعن أبي مالك قال: قلت لعلي بن الحسين(ع): أخبرني بجميع شرائع الدين؟ قال: (قول الحق والحكم بالعدل والوفاء بالعهد)(224).

وعن الحسين بن مصعب قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: (ثلاثة لا عذر لأحد فيها: أداء الأمانة إلى البر والفاجر، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين)(225).

وعن النبي(ص) قال: (تقبلوا لي بست أتقبل لكم بالجنة، إذا حدثتم فلا تكذبوا، وإذا وعدتم فلا تخلفوا، وإذا ائتمنتم فلا تخونوا، وغضوا أبصاركم، واحفظوا فروجكم، وكفوا أيديكم وألسنتكم)(226).

وعن الصادق (ع) عن آبائه(ع) قال: قال رسول الله(ص): (أقربكم غدا مني في الموقف أصدقكم للحديث وآداكم للأمانة وأوفاكم بالعهد وأحسنكم خلقا وأقربكم من الناس)(227).

وقال (ع): (إن العهود قلائد في الأعناق إلى يوم القيامة فمن وصلها وصله الله، ومن نقضها خذله الله، ومن استخف بها خاصمته إلى الذي أكدها وأخذ خلقه بحفظها)(228).

وعن أمير المؤمنين(ع) أنه قال: (كن منجزاً للوعد موفياً بالنذر)(229).

 

مع سائر الدول الإسلامية

س18: في حال إقامة الحكم الإسلامي، ماذا يرى السيد المرجع في علاقات ذلك الحكم مع الدول الإسلامية أو التي توصف بهذا الوصف؟

ج: يلزم اتخاذ سياسة حسن الجوار والعلاقات الطيبة والمعاهدات المتبادلة، قال تعالى بالنسبة إلى المشركين:(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين)(230) فكيف بالمسلمين، بل يلزم السعي لتشكيل حكومة إسلامية عالمية واحدة تجمع جميع الدول الإسلامية على اختلافها.

وقد ورد فيما أوصى به أمير المؤمنين (ع) عند وفاته أنه قال: (أوصيك بحسن الجوار، وإكرام الضيف، ورحمة المجهود، وأصحاب البلاء، وصلة الرحم، وحب المساكين ومجالستهم)(231).

وعن أبي أسامة قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: (عليك بتقوى الله والورع والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الخلق وحسن الجوار وكونوا دعاةً إلى أنفسكم بغير ألسنتكم وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً)(232).

وقال رسول الله(ص): (هل تدرون ما حق الجار، ما تدرون من حق الجار إلا قليلا، ألا لا يؤمن بالله واليوم الآخر من لا يأمن جاره بواثقه، وإذا استقرضه أن يقرضه، وإذا أصابه خير هنأه، وإذا أصابه شر عزاه، لا يستطيل عليه في البناء يحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإذا اشترى فاكهة فليهد له، وإن لم يهد له فليدخلها سرا، ولا يعطي صبيانه منه الشيء يغايظون صبيانه، ثم قال رسول الله (ص): الجيران ثلاثة فمنهم من له ثلاثة حقوق حق الإسلام وحق الجوار وحق القرابة، ومنهم من له حقان حق الإسلام وحق الجوار، ومنهم من له حق واحد الكافر له حق الجوار)(233).

وقال رسول الله (ص): (من آذى جاره فقد آذاني ومن حاربه فقد حاربني)(234).

وعن أبي عبد الله(ع) قال: (قال رسول الله (ص): البر وحسن الجوار زيادة في الرزق وعمارة في الديار)(235).

وعن أبي مسعود قال: قال لي أبو عبد الله (ع): (حسن الجوار زيادة في الأعمار وعمارة الديار)(236).

وعن أبي عبد الله(ع) قال: (قال رسول الله (ص): أعوذ بالله من جار السوء في دار إقامة تراك عيناه ويرعاك قلبه إن رآك بخير ساءه وإن رآك بشر سره)(237).

وعن إبراهيم بن أبي رجاء عن أبي عبد الله (ع) قال: (حسن الجوار يزيد في الرزق)(238).

وعن زرارة عن أبي عبد الله (ع) قال: (جاءت فاطمة (ع) تشكو إلى رسول الله (ص) بعض أمرها فأعطاها رسول الله (ص) كربه وقال: تعلمي ما فيها فإذا فيها من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت)(239).

وعن أبي الربيع الشامي عن أبي عبد الله (ع) قال: قال والبيت غاص بأهله: (اعلموا أنه ليس منا من لم يحسن مجاورة من جاوره)(240).

وعن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر (ع) قال: (جاء رجل إلى النبي (ص) فشكا إليه أذى من جاره، فقال له رسول الله(ص) : اصبر، ثم أتاه ثانيةً، فقال له النبي (ص): اصبر، ثم عاد إليه فشكاه ثالثةً، فقال النبي (ص): للرجل الذي شكا إذا كان عند رواح الناس إلى الجمعة فأخرج متاعك إلى الطريق حتى يراه من يروح إلى الجمعة فإذا سألوك فأخبرهم، قال: ففعل فأتاه جاره المؤذي له، فقال له: رد متاعك ولك الله عليّ أن لا أعود)(241).

وعن عبيد الله الوصافي عن أبي جعفر (ع) قال: (قال رسول الله (ص): ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع، قال: وما من أهل قرية يبيت وفيهم جائع ينظر الله إليهم يوم القيامة)(242).

وعن سعد بن طريف عن أبي جعفر (ع) قال: (من القواصم الفواقر التي تقصم الظهر جار السوء إن رأى حسنةً أخفاها وإن رأى سيئةً أفشاها)(243).

وعن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص): (كل أربعين داراً جيران من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله)(244).

وعن جميل بن دراج عن أبي جعفر (ع) قال: (حد الجوار أربعون داراً من كل جانب من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله)(245).

 

الكادر المتخصص

س19: إذا توفر (كادر) مثقف متخصص ولكنه ليس ملتزماً بالإسلام أو كان من أبناء الأديان الأخرى، أو كان من النواصب، أو كان من المخالفين، فهل يسند إليه المنصب المحتاج إلى خبرته، أم يفضل عليه المسلم الملتزم حتى إذا لم يكن مؤهلاً لذلك المنصب؟

ج: هذا مجرد فرضٍ في دولة ذات مليارين، والكثير الكثير متدينون، مضافاً إلى أن الإسلام يهتم بالكفاءات كما يهتم بالإيمان.

قال تعالى: (يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)(246).

وقال سبحانه: (والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)(247).

وقال عزوجل: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون)(248).

وقال جل جلاله: (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين)(249).

وقال تعالى: (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذاباً أليماً ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولانصيراً)(250).

وقال سبحانه: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم)(251).

وقال عز من قائل: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لانكلف نفساً إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون)(252).

وقال جل جلاله: (الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب)(253).

وعن طلحة بن زيد قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (ع) يقول: (العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق ولا تزيده سرعة السير من الطريق إلا بعدا)(254).

وعن الحسن بن زياد الصيقل قال: سمعت أبا عبد الله الصادق(ع) يقول: (لا يقبل الله عزوجل عملا إلا بمعرفة ولا معرفة إلا بعمل فمن عرف دلته المعرفة على العمل ومن لم يعمل فلا معرفة له إن الإيمان بعضه من بعض)(255).

وعن جعفر عن أبيه محمد بن علي (ع) قال: (إياكم والجهال من المتعبدين والفجار من العلماء فإنهم فتنة كل مفتون)(256).

وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (ع) في حديث: (أن رسول الله (ص) نزل حتى لحد سعد بن معاذ وسوى اللبن عليه وجعل يقول: ناولني حجراً ناولني تراباً رطباً يسد به ما بين اللبن فلما أن فرغ وحثا التراب عليه وسوى قبره، قال رسول الله (ص): إني لأعلم أنه سيبلى ويصل إليه البلاء ولكن الله يحب عبداً إذا عمل عملاً أحكمه)(257).

وعن ابن القداح عن أبي عبد الله (ع) في حديث قال: (لما مات إبراهيم بن رسول الله (ص) رأى النبي (ص) في قبره خللاً فسواه بيده، ثم قال: إذا عمل أحدكم عملاً فليتقن)(258).

وعن هشام عن الكاظم (ع) أنه قال: (وينبغي للعاقل إذا عمل عملاً أن يستحيي من الله إذ تفرد بالنعم أن يشارك في عمله أحداً غيره)(259).

وعن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: (إن أبا جعفر (ع) كان يقول: إني أحب أن أدوم على العمل إذا عودته نفسي وإن فاتني من الليل قضيته بالنهار وإن فاتني بالنهار قضيته بالليل وإن أحب الأعمال إلى الله ما ديم عليها فإن الأعمال تعرض كل يوم خميس وكل رأس شهر وأعمال السنة تعرض في النصف من شعبان، فإذا عوّدت نفسك عملاً فدم عليه سنة)(260).

وقال أمير المؤمنين(ع): (المداومة المداومة فإن الله لم يجعل لعمل المؤمنين غايةً إلا الموت)(261).

وعن جعفر عن أبيه عن علي (ع) قال: (إياكم والجهال من المتعبدين والفجار من العلماء فإنهم فتنة كل مفتون)(262).

 

الهوامش:

(217) سورة المائدة: 1.

(218) سورة البقرة: 177.

(219) سورة الإسراء: 34.

(220) سورة مريم: 54.

(221) سورة المؤمنون: 8، سورة المعارج: 32.

(222) تهذيب الأحكام: ج7 ص371 ب31 ح66.

(223) الكافي: ج5 ص169 باب الشرط والخيار في البيع ح1.

(224) مستدرك الوسائل: ج11 ص316 ب37 ح13139.

(225) الخصال: ج1 ص123-124 باب الثلاثة ح118.

(226) بحار الأنوار: ج72 ص94 ب47 ضمن ح9، والبحار: ج74 ص115 ب6 ح5.

(227) الأمالي للشيخ الطوسي: ص229 المجلس8 ح403.

(228) غرر الحكم ودرر الكلم: ص252 ق3 ب2 ف2 الوفاء بالنذر ح5277.

(229) غرر الحكم ودرر الكلم: ص252 ق3 ب2 ف2 الوفاء بالنذر ح5284.

(230) سورة الممتحنة: 8.

(231) بحار الأنوار: ج71 ص411 ب30 ح22.

(232) الكافي: ج2 ص77 باب الورع ح9.

(233) روضة الواعظين: ج2 ص388-389 مجلس في ذكر حقوق الإخوان والأقرباء.

(234) مستدرك الوسائل: ج8 ص424 ب72 ح9879.

(235) مستدرك الوسائل: ج8 ص425-426 ب73 ح9884، مستدرك الوسائل: ج12 ص424 ب32 ح14507.

(236) وسائل الشيعة: ج12 ص129 ب87 ح15846.

(237) الكافي: ج2 ص669 باب حق الجوار ح16.

(238) وسائل الشيعة: ج12 ص123 ب85 ح15831.

(239) بحار الأنوار: ج43 ص61-62 ب3 ح52.

(240) الكافي: ج2 ص668 باب حق الجوار ح11.

(241) بحار الأنوار: ج22 ص122 ب37 ح19.

(242) وسائل الشيعة: ج12 ص129-130 ب88 ح15849.

(243) الكافي: ج2 ص668 باب حق الجوار ح15.

(244) وسائل الشيعة: ج12 ص132 ب90 ح15856.

(245) الكافي: ج2 ص669 باب حد الجوار ح2.

(246) سورة الزلزلة: 6-8.

(247) سورة العصر: 1-3.

(248) سورة الزيتون: 6.

(249) سورة آل عمران: 57.

(250) سورة النساء: 173.

(251) سورة المائدة: 9.

(252) سورة الأعراف: 42.

(253) سورة الرعد: 29.

(254) من لا يحضره الفقيه: ج4 ص401-402 ومن ألفاظ رسول الله  الموجزة التي لم يسبق إليها ح5864.

(255) بحار الأنوار: ج1 ص206-207 ب5 ح2.

(256) قرب الإسناد: ص34.

(257) وسائل الشيعة: ج3 ص230 ب60 ح3484.

(258) وسائل الشيعة: ج3 ص229 ب60 ح3483.

(259) مستدرك الوسائل: ج1 ص113 ب12 ح123.

(260) بحار الأنوار: ج84 ص37 ب1 ح25.

(261) مستدرك الوسائل: ج1 ص130 ب19 ح177.

(262) بحار الأنوار: ج1 ص207 ب5 ح3.