|
ثلاثون سؤالاً في الفكر الإسلامي |
تاريخ المسلمين س15: كيف ينظر سماحة السيد المرجع إلى تاريخ المسلمين؟ وهل يعتبر الحكام السابقين شرعيين؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فهل تعتبر أعمالهم شرعية؟ وهل يمكن النظر إلى الفتوحات التي تمت في عصورهم على أنها فتوحات إسلامية؟ ج: من كان يسير من الحكام على سنة رسول الله (ص) والإمام أمير المؤمنين فهو الصحيح، أما مثل الأمويين والعباسيين والعثمانيين فقد شوهوا سمعة الإسلام والمسلمين بمخالفتهم للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، على تفصيل ذكرناه في كتاب (من أسباب ضعف المسلمين). أما الفتوحات فيلزم أن تكون ضمن الأطر الشرعية التي ذكرها الفقهاء في كتاب (الجهاد). عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله(ع) قال: سألته عن قريتين من أهل الحرب لكل واحدة منهما ملك على حدة اقتتلوا ثم اصطلحوا ثم إن أحد الملكين غدر بصاحبه فجاء إلى المسلمين فصالحهم على أن يغزو معهم تلك المدينة، فقال أبو عبد الله(ع): (لا ينبغي للمسلمين أن يغدروا ولا يأمروا بالغدر ولا يقاتلوا مع الذين غدروا، ولكنهم يقاتلون المشركين حيث وجدوهم، ولا يجوز عليهم ما عاهد عليه الكفار)(204). وفي الحديث: انه أقبلت قريش وبعثوا عبيدها ليستقوا من الماء، فأخذهم أصحاب رسول الله (ص) وقالوا لهم: من أنتم؟ قالوا: نحن عبيد قريش. قالوا: فأين العير. قالوا: لا علم لنا بالعير. فأقبلوا يضربونهم وكان رسول الله (ص) يصلي فانفتل من صلاته فقال: (إن صدقوكم ضربتموهم وإن كذبوكم تركتموهم عليّ بهم) فأتوه بهم فقال لهم: (من أنتم؟) قالوا: يا محمد نحن عبيد قريش. قال: (كم القوم؟) قالوا: لا علم لنا بعددهم. قال: (كم ينحرون كل يوم جزوراً؟) قالوا: تسعة أو عشرة. فقال (ص): (تسعمائة أو ألف)(205). وعن أبي عبد الله(ع) قال: (لما قدم رسول الله(ص) مكة يوم افتتحها، فتح باب الكعبة فأمر بصور في الكعبة فطمست فأخذ بعضادتي الباب فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ما ذا تقولون وما ذا تظنون؟ قالوا: نظن خيراً ونقول خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت. قال: فإني أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، ألا إن الله قد حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة، لا ينفر صيدها، ولا يعضد شجرها، ولا يختلى خلاها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد. فقال العباس: يا رسول الله إلا الأذخر فإنه للقبر والبيوت؟ فقال رسول الله (ص): إلا الأذخر)(206). وفي التاريخ أنه هرب عكرمة بن أبي جهل إلى اليمن حتى ركب البحر، فجاءت زوجته أم حكيم بنت الحارث بن هشام إلى رسول الله (ص) في نسوة... فقالت أم حكيم امرأة عكرمة: يا رسول الله إن عكرمة هرب منك إلى اليمن خاف أن تقتله فأمنه. فقال (ص): (هو آمن). فخرجت أم حكيم في طلبه ومعها غلام لها رومي، فراودها عن نفسها، فجعلت تمنيه حتى قدمت به على حي فاستغاثت بهم عليه، فأوثقوه رباطا وأدركت عكرمة، وقد انتهى إلى ساحل من سواحل تهامة فركب البحر فهاج بهم فجعل نوتي السفينة يقول له أن أخلص. قال: أي شيء أقول.قال: قل لا إله إلا الله. قال عكرمة: ما هربت إلا من هذا. فجاءت أم حكيم على هذا من الأمر فجعلت تلح عليه وتقول: يا ابن عم جئتك من عند خير الناس وأوصل الناس وأبر الناس لاتهلك نفسك، فوقف لها حتى أدركته فقالت: إني قد استأمنت لك رسول الله (ص) فأمنك. قال: أنت فعلت. قالت: نعم أنا كلمته فأمنك، فرجع معها. فلما دنا من مكة قال رسول الله (ص) لأصحابه: (يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا، فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت). فلما وصل عكرمة ودخل على رسول الله (ص) وثب إليه (ص) وليس عليه رداء فرحا به ثم جلس فوق عكرمة بين يديه ومعه زوجته منقبة فقال: يا محمد إن هذه أخبرتني أنك أمنتني؟ فقال: (صدقت أنت آمن). فقال عكرمة: فإلى م تدعو؟ فقال: (إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة) وعد خصال الإسلام. فقال عكرمة: ما دعوت إلا إلى حق وإلى حسن جميل ولقد كنت فينا من قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا حديثا وأعظمنا برا، ثم قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فقال رسول الله (ص): (لا تسألني اليوم شيئا أعطيه أحدا إلا أعطيتكه). قال: فإني أسألك أن تغفر لي كل عداوة عاديتكها أو مسير أوضعت فيه أو مقام لقيتك فيه أو كلام قلته في وجهك أو أنت غائب عنه. فقال: (اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها وكل مسير سار فيه إلي يريد بذلك إطفاء نورك، واغفر له ما نال مني ومن عرضي في وجهي أو أنا غائب عنه). فقال عكرمة: رضيت بذلك يا رسول الله، ثم قال: أما والله لا أدع نفقة كنت أنفقها في صد عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الإسلام وفي سبيل الله ولأجتهدن في القتال بين يديك حتى أقتل شهيدا. قال: فرد عليه رسول الله (ص) امرأته بذلك النكاح الأول(207). ولما أسر أمير المؤمنين علي (ع) أسرى يوم صفين خلى سبيلهم، فأتوا معاوية، وقد كان عمرو بن العاص يقول لأسرى أسرهم معاوية: اقتلهم، فما شعروا إلا بأسراهم قد خلى سبيلهم علي(ع). فقال معاوية: يا عمرو لو أطعناك في هؤلاء الأسرى لوقعنا في قبيح من الأمر، ألا تراه قد خلى سبيل أسرانا، فأمر بتخلية من في يديه من أسرى علي (ع) وكان علي إذا أخذ أسيرا من أهل الشام خلى سبيله إلا أن يكون قد قتل أحدا من أصحابه. وكان أمير المؤمنين علي (ع) لا يجهز على الجرحى ولا على من أدبر بصفين(208). وعن أبي عبد الله(ع) قال: (بعث النبي(ص) خالد بن الوليد إلى البحرين، فأصاب بها دماء قوم من اليهود والنصارى والمجوس، فكتب إلى رسول الله (ص) أني أصبت دماء قوم من اليهود والنصارى فوديتهم ثمانمائة ثمانمائة وأصبت دماء قوم من المجوس ولم تكن عهدت إليّ فيهم عهداً؟ قال: فكتب إليه رسول الله (ص): أن ديتهم مثل دية اليهود والنصارى وقال: إنهم أهل كتاب)(209). وعن أبي عبد الله(ع) قال: (كان رسول الله (ص): إذا بعث سريةً دعا بأميرها فأجلسه إلى جنبه وأجلس أصحابه بين يديه ثم قال: سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله، لاتغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقطعوا شجرةً إلا أن تضطروا إليها، ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صبياً ولا امرأةً، وأيما رجل من أدنى المسلمين وأفضلهم نظر إلى أحد من المشركين فهو جار حتى يسمع كلام الله، فإذا سمع كلام الله عز وجل فإن تبعكم فأخوكم في دينكم، وإن أبى فاستعينوا بالله عليه وأبلغوه مأمنه)(210). وعن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لعلي بن الحسين(ع) : إن علياً (ع) سار في أهل القبلة بخلاف سيرة رسول الله(ص) في أهل الشرك، قال: فغضب ثم جلس ثم قال: (سار والله فيهم بسيرة رسول الله (ص) يوم الفتح، إن علياً(ع) كتب إلى مالك وهو على مقدمته في يوم البصرة بأن لا يطعن في غير مقبل ولا يقتل مدبراً ولايجيز على جريح، ومن أغلق بابه فهو آمن)(211).
أعمال الحكام س16: إذا نظرنا إلى تلك الفتوحات على أنها عمل مشروع، فهل يمكن اعتبار أعمالهم الأخرى أعمالاً مشروعة أيضاً؟ ولم لا؟ ج: لا تلازم بين الأمرين كما هو واضح فإنهم لم يكونوا معصومين، بل وكثير منهم كان متبعاً للشهوات ومرتكباً للمحرمات ومضيّعاً لحقوق الناس. قال الإمام الحسين (ع) في رفض بيعة يزيد: (إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وبنا فتح الله وبنا ختم الله، ويزيد رجل فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله)(212). وقال أمير المؤمنين(ع): (والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر ولو لا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس، ولكن كل غدرة فجرةً، وكل فجرة كفرةً، ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة)(213). وعن هشام بن سالم رفعه قال: قال أمير المؤمنين (ع): (لولا أن المكر والخديعة في النار لكنت أمكر الناس)(214). قال إبراهيم بن هلال: روى عوانة عن الكلبي ولوط بن يحيى: إن بسراً ـ مبعوث معاوية ـ لما أسقط من أسقط من جيشه سار بمن تخلف معه وكانوا إذا وردوا ماء أخذوا إبل أهل ذلك الماء فركبوها وقادوا خيولهم حتى يردوا الماء الآخر، فيردون تلك الإبل ويركبون إبل هؤلاء، فلم يزل يصنع ذلك حتى قرب إلى المدينة. قال: وقد روي أن قضاعة استقبلتهم ينحرون لهم الجزر حتى دخلوا المدينة قال: فدخلوها وعامل علي(ع) عليها أبو أيوب الأنصاري صاحب منزل رسول الله (ص) فخرج عنها هاربا. ودخل بسر المدينة فخطب الناس وشتمهم وتهددهم يومئذ وتوعدهم وقال: شاهت الوجوه إن الله تعالى يقول (وضرب الله مثلا قريةً كانت آمنةً مطمئنةً يأتيها رزقها)(215) الآية، وقد أوقع الله تعالى ذلك المثل بكم وجعلكم أهله، كان بلدكم مهاجر النبي (ص) ومنزله وفيه قبره ومنازل الخلفاء من بعده فلم تشكروا نعمة ربكم، ولم ترعوا حق نبيكم، وقتل خليفة الله بين أظهركم، فكنتم بين قاتل وخاذل ومتربص وشامت، إن كانت للمؤمنين قلتم ألم نكن معكم؟ وإن كان للكافرين نصيب قلتم ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين؟ ثم شتم الأنصار فقال: يا معشر اليهود وأبناء العبيد بني زريق، وبني النجار، وبني سلمة، وبني عبد الأشهل، أما والله لأوقعن بكم وقعة تشفي غليل صدور المؤمنين وآل عثمان، أما والله لأدعنكم أحاديث كالأمم السالفة. فتهددهم حتى ظن الناس أن يوقع بهم ففزعوا إلى حويطب بن عبد العزى ويقال: إنه زوج أمه، فصعد إليه المنبر فناشده وقال: عترتك وأنصار رسول الله وليسوا بقتلة عثمان، فلم يزل به حتى سكن. ودعا الناس إلى بيعة معاوية فبايعوه، ونزل فأحرق دورا كثيرة منها: دار زرارة بن حرون أحد بني عمرو بن عوف، ودار رفاعة بن رافع الزرقي، ودار أبي أيوب الأنصاري، وتفقد جابر بن عبد الله فقال: ما لي لا أرى جابرا يا بني سلمة لا أمان لكم عندي أو تأتوني بجابر، فعاذ جابر بأم سلمة (رضي الله عنها) فأرسلت إلى بسر بن أرطاة، فقال: لا أؤمنه حتى يبايع، فقالت له أم سلمة: اذهب فبايع، وقالت لابنها: عمر اذهب فبايع فذهبا فبايعاه. قال إبراهيم: وروى الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: لما خفت بسراً وتواريت عنه، قال لقومي: لا أمان لكم عندي حتى يحضر جابر. فأتوني وقالوا: ننشدك الله لما انطلقت معنا، فبايعت فحقنت دمك ودماء قومك، فإنك إن لم تفعل قتلت مقاتلينا وسبيت ذرارينا، فاستنظرتهم الليل فلما أمسيت دخلت على أم سلمة فأخبرتها الخبر فقالت: يا بني انطلق فبايع واحقن دمك ودماء قومك، فإني قد أمرت ابن أخي أن يذهب فيبايع. قال إبراهيم: روى الوليد بن هشام قال: أقبل بسر فدخل المدينة فصعد منبر الرسول (ص) ثم قال: يا أهل المدينة خضبتم لحاكم وقتلتم عثمان مخضوبا، والله لا أدع في المسجد مخضوبا إلا قتلته ثم قال لأصحابه: خذوا بأبواب المسجد وهو يريد أن يستعرضهم. ولما استشهد الإمام الحسين (ع) في سنة ستين من الهجرة دعا ابن الزبير بمكة إلى نفسه، وعاب يزيد بالفسوق والمعاصي وشرب الخمور، فبايعه أهل تهامة والحجاز، فلما بلغ يزيد ذلك ندب له الحصين بن نمير وروح بن زنباع، وضم إلى كل واحد جيشا، واستعمل على الجميع مسلم بن عقبة وجعله أمير الأمراء، ولما ودعهم قال: يا مسلم لا ترد أهل الشام عن شيء يريدونه لعدوهم، واجعل طريقك على المدينة، فإن حاربوك حاربهم، فإن ظفرت بهم فأبحهم ثلاثا. فسار مسلم حتى نزل الحرة، فخرج أهل المدينة فعسكروا بها وأميرهم عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة، فدعاهم مسلم بن عقبة ثلاثا فلم يجيبوا فقاتلهم، فغلب أهل الشام وقُتل عبد الله وسبعمائة من المهاجرين والأنصار، ودخل مسلم المدينة وأباحها ثلاثة أيام، ثم شخص بالجيش إلى مكة وكتب إلى يزيد بما صنع بالمدينة. وجاء في التاريخ: أن الوليد بن يزيد بن عبد الملك كان كبقية بني أمية وبني مروان من الفسقة الفجرة وقد اتخذ ندماء، فأراد هشام أن يقطعهم عنه، فولاه الحج سنة مائة وتسع عشرة هجرية، فحمل الوليد معه كلاباً في صناديق، فسقط منها صندوق عن البعير وفيه كلب، فأجالوا على الكريّ السياط فأوجعوه ضرباً، وحمل معه قبة عملها على قدر الكعبة ليضعها على الكعبة، وحمل معه خمراً، وأراد أن ينصب القبة على الكعبة ويجلس فيها، فخوفه أصحابه وقالوا: لا نأمن الناس عليك ولا علينا معك، فلم يحرّكها، وظهر للناس منه تهاون بالدين واستخفاف به، وبلغ ذلك هشاماً فطمع في خلعه والبيعة لابنه مسلمة بن هشام. وفي التاريخ أيضاً: انه واقع جارية يوماً وهو سكران، فما تنحى عنها حتى آذنه المؤذن بالصلاة، فحلف ألا يصلي بالناس غيرها، فخرجت متلثمة فصلت بالناس. ومما جاء في التاريخ عن الوليد بن يزيد: إنه تفأل بالمصحف الشريف يوماً فخرج قوله تعالى: (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد)(216) فرمى المصحف من يده وأمر أن يجعل هدفا ورماه بالنشاب وأنشد: تهددنــي بجبار عنـــــيـــــد فهــا أنـــا ذاك جبار عنيد إذا ما جئت ربك يوم حشر فقل يا رب مزقني الوليد
الهوامش: (204) وسائل الشيعة: ج15 ص69 ب21 ح20003. (205) راجع تفسير القمي: ص260 سورة الأنفال – غزوة بدر. (206) الكافي: ج4 ص225-226 باب أن الله عزوجل حرم مكة حين خلق السماوات والأرض ح3. (207) راجع شرح نهج البلاغة: ج18 ص9-10 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة. (208) انظر وقعة صفين: ص518-519 معاملة الأسرى. (209) من لا يحضره الفقيه: ج4 ص121 باب المسلم يقتل الذمي أو العبد أو المدبر ح5250. (210) الكافي: ج5 ص30 باب وصية رسول الله وأمير المؤمنين (ع) في السرايا ح9. (211) وسائل الشيعة: ج15 ص74 ب24 ح20012. (212) بحار الأنوار: ج44 ص325 ب37 ح2. (213) نهج البلاغة، الخطب: 200 من كلام له (ع) في معاوية. (214) الكافي: ج2 ص336 باب المكر والغدر والخديعة ح1. (215) سورة النحل: 112. (216) سورة إبراهيم: 15. |