|
ثلاثون سؤالاً في الفكر الإسلامي |
المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية س3: عند انتخاب رئيس الجمهورية للبلاد الإسلامية.. هل يحق لكل مواطن حتى ولو لم يكن ملتزماً دينياً أن يرشح نفسه للانتخابات؟ وإذا لم يكن من حق مثل هذا الشخص أن يرشح نفسه للانتخابات، فمن سيقوم بتزكية المرشحين؟ وعلى أي أساس يحق لهؤلاء المزكّين أن يعطوا رأيهم في المرشحين؟ ولأي جهة تعطى تلك الآراء؟ وهل هي ملزمة؟ ج: في البلد الإسلامي يلزم أن يكون مسلماً ملتزماً دينياً، وإذا اختلف في شخصٍ فالمرجع شورى الفقهاء الذين اختارتهم الأمة. أما في بلاد الكفر ومن يشمله قانون الإلزام فحسب قوانينهم وآرائهم، لما مر من قانون الإلزام. قال سبحانه: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)(67). وقال تعالى: (لا ينال عهدي الظالمين)(68). قال (ع): (فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة)(69). وقال رسول الله(ص): (إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الظلمة وأعوانهم ومن لاط لهم دواة وربط كيسا أو مد لهم مرة قلم فاحشروهم معهم)(70). وقال (ص) : (من ولي عشرة فلم يعدل فيهم جاء يوم القيامة ويداه ورجلاه ورأسه في ثقب فأس)(71). وقال(ص): (من ولي من أمور أمتي شيئا فحسنت سيرته رزقه الله الهيبة في قلوبهم، ومن بسط كفه إليهم بالمعروف رزقه الله المحبة منهم، ومن كف عن أموالهم وفر الله ماله، ومن أخذ للمظلوم من الظالم كان معي في الجنة مصاحبا، ومن كثر عفوه مد في عمره، ومن عم عدله نصر على عدوه، ومن خرج من ذل المعصية إلى عز الطاعة آنسه الله بغير أنيس وأعزه بغير عشيرة وأعانه بغير مال)(72). وقال(ص): (أحب الناس يوم القيامة وأقربهم من الله مجلسا إمام عادل، إن أبغض الناس إلى الله وأشدهم عذابا إمام جائر)(73). وقال (ص): (من ولي جائراً على جور كان قرين هامان في جهنم)(74). وعن أبي ذر عن النبي (ص) : (من استعمل غلاما في عصابة فيها من هو أرضى لله منه فقد خان الله)(75). وعن أمير المؤمنين(ع) قال: (أيما وال احتجب عن حوائج الناس احتجب الله عنه يوم القيامة وعن حوائجه وإن أخذ هدية كان غلولا وإن أخذ رشوة فهو مشرك)(76). وقال (ع): (من عبد صنما أو وثناً لا يكون إماما)(77). وقال (ع): (لا يكون السفيه إمام التقي)(78). وعن أبي عبد الله(ع) قال: (من ولي شيئا من أمور المسلمين فضيعهم ضيعه الله تعالى)(79). وقال الإمام الصادق (ع): (لا تخلو الأرض من عالم يفزع الناس إليه في حلالهم وحرامهم)(80). وقال (ع): (العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم)(81). وعن الإمام الرضا(ع) قال: (الإمام زمام الدين ونظام أمور المسلمين وعز المؤمنين وبوار الكافرين، أس الإسلام وصلاح الدنيا والنجم الهادي والسراج الزاهر، الماء العذب على الظماء والنور الدال على الهدى والمنجي من الردى والسحاب الماطر والغيث الهاطل والشمس الظليلة والأرض البسيطة والعين الغزيرة والأمين الرفيق والوالد الشفيق والأخ الشقيق والأم البرة بالولد الصغير)(82). وقد كتب أمير المؤمنين إلى حذيفة بن اليمان عند ما نصبه والياً على المدائن، وذكر له بعض ما يلزم الوالي من رعايته: (بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله علي أمير المؤمنين(ع) إلى حذيفة بن اليمان، سلام عليك أما بعد فإني وليتك ما كنت تليه لمن كان قبلي من حرف المدائن وقد جعلت إليك أعمال الخراج والرستاق وجباية أهل الذمة، فاجمع إليك ثقاتك ومن أحببت ممن ترضى دينه وأمانته واستعن بهم على أعمالك فإن ذلك أعز لك ولوليك وأكبت لعدوك، وإني آمرك بتقوى الله وطاعته في السر والعلانية، فأحذر عقابه في المغيب والمشهد، وأتقدم إليك بالإحسان إلى المحسن والشدة على المعاند وآمرك بالرفق في أمورك واللين والعدل على رعيتك فإنك مسئول عن ذلك وإنصاف المظلوم والعفو عن الناس وحسن السيرة ما استطعت فالله يجزي المحسنين وآمرك أن تجبي خراج الأرضين على الحق والنصفة ولا تتجاوز ما قدمت به إليك ولا تدع منه شيئا ولا تبتدع فيه أمرا ثم اقسمه بين أهله بالسوية والعدل، واخفض لرعيتك جناحك وواس بينهم في مجلسك وليكن القريب والبعيد عندك في الحق سواء واحكم بين النَّاس بالحق وأقم فيهم بالقسط (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى)(83) ولا تخف في الله لومة لائم فـ(إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا والَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)(84) وقد وجهت إليك كتابا لتقرأه على أهل مملكتك ليعلموا رأينا فيهم وفي جميع المسلمين فأحضرهم واقرأه عليهم وخذ البيعة لنا على الصغير والكبير منهم إن شاء الله تعالى)(85).
الهوامش: (67) سورة التوبة: 119. (68) سورة البقرة: 124. (69) الكافي: ج1 ص199 باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته ح1. (70) ثواب الأعمال: ص260 عقاب الظلمة وأعوانهم. (71) بحار الأنوار: ج72 ص345 ب81 ح40. (72) أعلام الدين: ص315 من كلام أبي محمد الحسن العسكري (ع). (73) روضة الواعظين: ج2 ص446 مجلس في ذكر وبال الظلم. (74) من لا يحضره الفقيه: ج4 ص11 باب ذكر جمل من مناهي النبي (ص) ح4968. (75) المناقب: ج1 ص258 باب الإمامة، فصل في مفسداتها. (76) وسائل الشيعة: ج17 ص94 ب5 ح22066. (77) الكافي: ج1 ص175 باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة (ع) ح1. (78) الاختصاص: ص22 حديث الغار. (79) غوالي اللآلي: ج1 ص366 ب1 المسلك الثاني ح61. (80) المناقب: ج1 ص245 باب الإمامة، فصل في شرائطها. (81) وسائل الشيعة: ج16 ص55-56 ب80 ح20965، والوسائل: ج17 ص177-178 ب42 ح22290. (82) المناقب: ج1 ص246 باب الإمامة، فصل في شرائطها. (83) سورة ص: 26. (84) سورة النحل: 128. (85) إرشاد القلوب: ج2 ص321-322 في فضائله من طريق أهل البيت (ع). |