|
الإمام المهدي(عجل الله فرجه) الغيب الشاهد - في مولد الإمام المنتظر (عجل الله فرجه*) - |
إن لكل قوم مناسبات، ومن مناسباتنا الخاصة هو اليوم
المبارك، الذي ولد فيه منذ ما يقارب من1165عاماً الإمام المهدي المنتظر
(عج)، الإمام الثاني عشر الذي نأمل على يديه الخلاص الحضاري من كل القيود
التي خلقتها حضارات الإنسان، لتحل محلها الحضارة الإلهية الحقة،
ذلك الإمام المهدي المنظر (عج) الذي غاب عن الأنظار ولم يغب عن القلوب وعن
معادلات التأثير في حياة الإنسان.. كالشمس عندما تستتر وراء السحاب.. ومن مميزات الإسلام أنه جعل الإنسان محور الحضارة لكي تقوم بالإنسان ولمصلحة الإنسان، وذلك من خلال إطلاق بعدي (العقل والروح ) فالتطور المادي لابد أن يتسق مع مكانة الروح وهي السمة الربانية التي من أجلها حفظ الله تعالى كرامة الإنسان وفضله على كافة المخلوقات، فأي تطور في الحضارة يخلو عن إعطاء الروح مكانتها و قداسة إنسانية الإنسان، فلا تحمل في داخلها سمة التوازن، فيطغى الجانب المادي على الجانب المعنوي فتنهار الحضارة ولا تكون لها أي معنى، كما يحدث الآن في الغرب من تطور مادي كبير، وأما في الجانب المعنوي وما يحفظ للإنسان قيمته ومكانته معدومة في مجتمعاتهم، فالأسرة متفككة والأمراض النفسية شائعة إضافة إلى الشذوذ والأمراض الجنسية والإدمان وغيرها.. أما الإسلام فقد ضمن للنفس استقامتها وسموها كما ضمن للعقل مكانته ورفعته ووازن بينهما في داخل الإنسان . وهذه مقتطفات من دعاء كان يدعو به الإمام المنتظر (عج) والذي نحن اليوم بصدد إحياء ذكرى مولده، يحمل في طيّاته بعض ما يؤمن صلاح الإنسان وتوازنه: (( اللهم أكرمنا بالهدى والاستقامة وسدد ألسنتنا بالصواب والحكمة، وأملأ قلوبنا بالعلم والمعرفة، وطهّر بطوننا من الحرام والشبهة، واكفف أيدينا عن الظلم والسرقة، وأغضض أبصارنا عن الفجور والخيانة، واسدد أسماعنا عن اللغو والغيبة.. وتفضل على مشايخنا بالوقار والسكينة، وعلى الشباب بالإنابة والتوبة، وعلى النساء بالحياء والعفة، وعلى الأغنياء بالتواضع والسعة، وعلى الفقراء بالصبر والقناعة.. وعلى الأمراء بالعدل والشفقة، وعلى الرعية بالإنصاف وحسن السيرة).
الهوامش: * ترجم هذاالمقال للّغة الإنجليزية ووزّع على الجاليات الأجنبية بشكل واسع عام1421هـ |