|
اللاعنف في الإسلام |
الفصل السابع.. من معالم اللاعنف
- مظاهر اللاعنف
هناك عدّة اُمور تتجلّى فيها حقيقة اللاعنف الذي
طالما أكّد عليه الشارع المقدّس ودعا إليه الرسول الأعظم (ص) وأهل بيته
الأطهار(ع)، فمن أبرز هذه الاُمور هو : عندما يطبّع الإنسان نفسه على اللين واللاعنف، فإنّ آثار ذلك يوماً بعد آخر ستنعكس على سائر جوارحه وجوانحه ... ومن تلك الجوارح المهمّة التي طالما أكّد الإسلام على تطبيعها باللاعنف هو اللسان، ذلك العضو الذي كثيراً ما يأخذ بيد الإنسان إمّا إلى الهلاك والضياع المحتوم أو إلى السعادة والفلاح في الدارين.
لذلك ـ ومن هذا الباب ـ فإنّ العديد من الروايات
أخذت تؤكّد على مسألة اللين في القول، وعدم التهجّم على الآخرين عبر اللسان
سواء أكان من خلال السباب والفحش أم بغيرهما من أساليب العنف باللسان. عن رسول الله (ص) : ( إنّ الله حرّم الجنة على كلّ فحّاش بذي قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل له، فانّك إن فتّشته لم تجده إلاّ لغية أو شرك شيطان. فقيل: يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان ؟ فقال رسول الله (ص): (أما تقرأ قول الله عزّوجلّ: (وَشَارِكْهُمْ فِي الأموال والأولاد) (1)). قال: وسأل رجل فقيهاً هل في الناس من لا يبالي ما قيل له؟ قال : من تعرّض للناس يشتمهم وهو يعلم أنّهم لا يتركونه فذلك الذي لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه )(2). وعن أبي جعفر (ع) قال : (إنّ الله يبغض الفاحش المتفحّش) (3). وعن عمر بن نعمان الجعفي قال : كان لأبي عبد الله (ع) صديق لا يكاد يفارقه إذا ذهب مكاناً، فبينما هو يمشي معه في الحذّاءين ومعه غلام سندي يمشي خلفهما إذا التفت الرجل يريد غلامه ثلاث مرّات فلم يره، فلمّا نظر في الرابعة قال: يا بن الفاعلة أين كنت؟ قال: فرفع أبو عبد الله (ع) يده فصكّ بها جبهة نفسه، ثمّ قال: ( سبحان الله تقذف اُمّه قد كنت أرى لك ورعاً فإذا ليس لك ورع). فقال: جعلت فداك اُمّه سندية مشركة. فقال : ( أما علمت أنّ لكلّ اُمّة نكاحاً، تنحّ عنّي). قال : فما رأيته يمشي معه حتّى فرّق الموت بينهما(4). وعن أبي عبد الله (ع) قال: (كان في بني إسرائيل رجل فدعا الله أن يرزقه غلاماً ثلاث سنين، فلمّا رأى أنّ الله لا يجيبه قال: ياربّ أبعيد أنا منك فلا تسمعني أم قريب منّي فلا تجيبني، قال فأتاه آت في منامه، فقال: إنّك تدعو الله عزّوجلّ منذ ثلاث سنين بلسان بذي وقلب عات غير تقي ونيّة غير صادقة فاقلع عن بذائك وليتّق الله قلبك ولتحسن نيّتك، قال: ففعل الرجل ذلك ثمّ دعا الله فولد له غلام ) (5). وقال أبو عبد الله (ع): ( إنّ الفحش والبذاء والسلاطة من النفاق) (6). وعن سماعة قال: دخلت على أبي عبد الله (ع)، فقال لي مبتدئاً: (يا سماعة ما هذا الذي كان بينك وبين حمّالك ؟ إيّاك أن تكون فحّاشاً أو صخّاباً أو لعّاناً). فقلت: والله لقد كان ذلك أنّه ظلمني. فقال: (إن كان ظلمك لقد أربيت عليه(7) إنّ هذا ليس من فعالي ولا آمر به شيعتي، استغفر الله ولا تعد).
قلت: أستغفر الله ولا أعود(8). عن أبي علي بن الجوّاني قال : شهدت أبا عبد الله (ع) وهو يقول لمولى له يقال له سالم ووضع يده على شفتيه وقال: (يا سالم احفظ لسانك تسلم، ولا تحمل الناس على رقابنا) (9). وقال رسول الله (ص): (نجاة المؤمن في حفظ لسانه) (10). وعن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر(ع) يقول: ( كان أبوذر(رحمه الله) يقول : يا مبتغي العلم إنّ هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شرّ، فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك وورقتك) (11). وعن الإمام علي بن الحسين (ع) قال: ( إنّ لسان ابن آدم يشرف على جميع جوارحه كلّ صباح، فيقول كيف أصبحتم ؟ فيقولون: بخير إن تركتنا، ويقولون الله الله فينا، ويناشدونه ويقولون: إنّما نثاب ونعاقب بك ) (12). وقال أمير المؤمنين (ع): ( اللسان سبع عقور إن خلّي عنه عقر) (13). عن سليمان بن مهران قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمّد (ع) وعنده نفر من الشيعة فسمعته وهو يقول: ( معاشر الشيعة كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً ، قولوا للناس حسناً واحفظوا ألسنتكم وكفّوها عن الفضول وقبح القول) (14). وعن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (ع) قال: (يا فضيل بلّغ من لقيت من موالينا السلام وقل لهم إنّي لا اُغني عنهم من الله شيئاً إلاّ بورع، فاحفظوا ألسنتكم وكفّوا أيديكم وعليكم بالصبر والصلاة إنّ الله مع الصابرين) (15). وعن أبي عبد الله (ع) في رسالته إلى أصحابه قال: (فاتّقوا الله وكفّوا ألسنتكم إلاّ من خير) (16). وقال رسول الله (ص): (يعذّب اللسان بعذاب لا يعذّب به شيء من الجوارح، فيقول أي ربّ عذّبتني بعذاب لم تعذّب به شيئاً من الجوارح، قال: فيقال: خرجت منك كلمة بلغت مشارق الأرض ومغاربها فسفك بها الدم الحرام، واُخذ بها المال الحرام، وانتهك بها الفرج الحرام، فوعزّتي لاُعذّبنّك بعذاب لا اُعذّب به شيئاً من جوارحك ) (17). وقال رسول الله (ص): ( رحم الله عبداً تكلّم فغنم أو سكت فسلم، إنّ اللسان أملك شيء للإنسان، ألا وإنّ كلام العبد كلّه عليه إلاّ ذكر الله تعالى أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو إصلاح بين المؤمنين). فقال له معاذ بن جبل: يا رسول الله (ص) أنؤاخذ بما تتكلّم؟
فقال له: (وهل تكبّ الناس على مناخرهم في النار إلاّ
حصائد ألسنتهم، فمن أراد السلامة فليحفظ ما جرى به لسانه)
(18). - اللاعنف مع الحيوان لم تقتصر دعوة الإسلام العزيز على اللاعنف فيما بين بني البشر وحسب، وإنّما تعدّت وصاياه عن ذلك لتشمل تعامل الإنسان مع سائر الموجودات الاُخرى . فمن خلال الروايات يتجلّى واضحاً أنّ الإسلام يدعو إلى اللاعنف واللين حتّى مع الحيوانات، ففي الحديث عن رسول الله(ص) قال: (للدابّة على صاحبها خصال، يبدأ بعلفها إذا نزل، ويعرض عليها الماء إذا مرّ به، ولا يضرب وجهها فإنّها تسبّح بحمد ربّها .. ولا يحمّلها فوق طاقتها ولا يكلّفها من المشي إلاّ ما تطيق) (19). وقال أمير المؤمنين(ع) في الدواب : (لا تضربوا الوجوه، ولا تلعنوها، فانّ الله عزّوجلّ لعن لاعنها) (20). وقال رسول الله (ص): (لا تتورّكوا على الدواب ولا تتّخذوا ظهورها مجالس) (21). وقال (ص): (إنّ الله يحبّ الرفق ويعين عليه، فإذا ركبتم الدواب العجف فأنزلوها منازلها، فإن كانت الأرض مجدبة فأنجوا عنها، وإن كانت مخصبة فأنزلوها منازلها) (22). وقال رسول الله (ص): ( للدابة على صاحبها خصال، حتّى قال: ولا يضرب وجهها فإنّها تسبّح بحمد ربّها ولا يقف على ظهرها إلاّ في سبيل الله عزّوجلّ ولا يحمّلها فوق طاقتها ولا يكلّفها من المشي إلاّ ما تطيق ) (23). وعن النبي (ص) انّه أبصر ناقة معقولة وعليها جهازها، فقال: ( أين صاحبها؟ مروه فليستعد غداً للخصومة) (24). وعن أبي عبد الله(ع) قال: (حجّ علي بن الحسين (ع) على راحلته عشر حجج ما قرعها بسوط، ولقد بركت به سنة من سنواته فما قرعها بسوط) (25). وعن الإمام الصادق (ع) قال: ( للدابّة على صاحبها سبعة حقوق : لا يحمّلها فوق طاقتها، ولا يتّخذ ظهرها مجلساً يتحدّث عليه، ويبدأ بعلفها إذا نزل، ولا يسمها في وجهها، ولا يضربها في وجهها فإنّها تسبّح، ويعرض عليها الماء إذا مرّ به، ولا يضربها على النفار، ويضربها على العثار، لأنّها ترى ما لا ترون) (26). وقال رسول الله (ص): (لا تسبّوا الديك فانّه يوقظ للصلاة) (27). وفي حديث آخر قال (ص): (لا تسبّوا الديك فانّه يدلّ على مواقيت الصلاة) (28). وقال (ص) في حديث ثالث: (لا تسبّوا الديك فانّه صديقي، وأنا صديقه، وعدوّه عدوّي، والذي بعثني بالحقّ لو يعلم بنو آدم ما في قترته لاشتروا ريشه ولحمه بالذهب والفضّة وانّه يطرد مذمومة من الجنّ) (29). وروي: أنّ صبيين توثّبا على ديك فنتفاه، فلم يدعا عليه ريشه، وشيخ قائم يصلّي لا يأمرهم ولا ينهاهم قال : فأمر الله الأرض فابتلعته(30). وعن رسول الله (ص) قال : (دخلت امرأة النار في هرّة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض) (31). وعن أبي الحسن الرضا (ع) عن أبيه عن جدّه(ع)، قال: (لا تأكلوا القنبرة ولا تسبّوها ولا تعطوها الصبيان يلعبون بها فإنّها كثيرة التسبيح لله تعالى وتسبيحها لعن مبغضي آل محمّد (ص) ) (32). وعن جميل بن درّاج قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن قتل الخطّاف وإيذائهنّ في الحرم، فقال: (لا يقتلن، فإنّي كنت مع علي ابن الحسين (ع) فرآني وأنا اُوذيهنّ، فقال لي: يا بني لا تقتلهنّ ولا تؤذهنّ، فإنّهنّ لا يؤذين شيئاً) (33). وعن علي بن جعفر قال: سألت أخي موسى (ع) عن الهدهد وقتله وذبحه، فقال: (لا يؤذي ولا يذبح، فنعم الطير هو) (34). وعن علي بن الحسين (ع) انّه نظر إلى حمام مكّة قال: (أتدرون ما سبب كون هذا الحمام في الحرم؟) قالوا: ما هو يا بن رسول الله؟ قال: (كان في أوّل الزمان رجل له دار فيها نخلة قد آوى إلى خرق في جذعها حمام، فإذا فرّخ صعد الرجل فأخذ فراخه فذبحها، فأقام بذلك دهراً طويلا لا يبقى له نسل، فشكا ذلك الحمام إلى الله عزّوجلّ ممّا ناله من الرجل، فقيل له: إن رقى إليك بعد هذا فأخذ لك فرخاً صرع عن النخلة فمات، فلمّا كبرت فرخ الحمام رقى إليها الرجل ووقف لينظر إلى ما يصنع، فلمّا توسّط الجذع وقف السائل بالباب فأعطاه شيئاً ثمّ ارتقى فأخذ الفراخ ونزل بها فذبحها ولم يصبه شيء، فقال الحمام: ما هذا يا ربّ، فقيل له: إنّ الرجل تلافى نفسه بالصدقة فدفع عنه وأنت فسوف يكثر الله في نسلك ويجعلك وإيّاهم بموضع لا يهاج منهم شيء إلى أن تقوم الساعة، واُتي به إلى الحرم فجعل فيه) (35).
إلى غيرها من الروايات، وقد ذكرنا بعض حقوق الحيوان
وأحكامه في كتاب (الفقه: حقوق الحيوان). - البيئة واللاعنف(36)
من خلال تأكيدات الرسول الأعظم (ص) وأهل بيته
الأطهار (ع) قبل كلّ حرب كان يخوضها المسلمون يتجلّى واضحاً أنّ الإسلام
العزيز يحرص بشدّة على حفظ البيئة وعدم تلويثها عبر الأعمال العنيفة غرار
إلقاء السموم في المياه أو قلع الأشجار أو غيرها من الاُمور المؤثّرة في
تلويث البيئة . - لا تقطعوا شجراً قبل أن يبعث رسول الله (ص) أيّة سرية إلى القتال كان يدعوهم ويجلسهم بين يديه ويوصيهم بوصايا مهمّة تكشف للبشرية على مدى الزمان مدى اعتنائه (ص) باللاعنف وعنايته بالبيئة . ففي الحديث عن أبي عبد الله (ع) قال: (كان رسول الله (ص) إذا أراد أن يبعث سرية دعاهم فأجلسهم بين يديه ثمّ يقول: سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله ... حتّى يقول: ولا تقطعوا شجراً إلاّ أن تضطرّوا إليها) (37). وفي وصيّة اُخرى لرسول الله (ص) لبعض السرايا قائلا فيها: (ولا تحرقوا النخل ولا تغرقوه بالماء ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولاتحرقوا زرعاً) (38).
وقال أمير المؤمنين (ع): (نهى رسول الله (ص) أن يلقى
السمّ في بلاد المشركين) (39). - إماطة الأذى إحدى الآثار الجليّة الكاشفة عن سماحة الإسلام ومدى حرصه على اللاعنف في حياة البشرية هي وصاياه المتعدّدة المنادية إلى قضاء حوائج الناس والسعي لإيصال النفع إليهم حتى بمقدار إماطة الأذى عن دربهم. أجل، إنّ منهجية الإسلام السمحة تحثّ المسلمين بأن يكونوا غير عنيفين إلى أبعد الحدود ومما يدل على ذلك الروايات المنادية إلى إماطة الأذى عن الدرب حيث إنّ الإسلام لا يقبل أذيّة الناس حتى بهذا المستوى. فقد قال النبي (ص): (الإيمان بضعة وسبعون ] ستّون [ شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلاّ الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق) (40). وقال رسول الله (ص): (دخل عبد الجنّة بغصن من شوك كان على طريق المسلمين فأماطه عنه)(41). وعن أبي عبد الله (ع) قال: (لقد كان علي بن الحسين (ع) يمرّ على المدرة في وسط الطريق فينزل عن دابته حتّى ينحّيها بيده عن الطريق) (42). وقال رسول الله (ص): (من أماط عن طريق المسلمين ما يؤذيهم كتب الله له أجر قراءة أربعمائة آية كلّ حرف منها بعشر حسنات) (43). وقال رسول الله (ص): (مرّ عيسى بن مريم بقبر يعذّب صاحبه، ثمّ مرّ به من قابل فإذا هو ليس يعذّب، فقال: يا ربّ مررت بهذا القبر عام أوّل فكان صاحبه يعذّب ثمّ مررت به العام فإذا هو ليس يعذّب ؟ فأوحى الله عزّوجلّ إليه: يا روح الله إنّه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقاً وآوى يتيماً فغفرت له بما عمل إبنه) (44).
وعن النبي (ص) قال: (إنّ على كلّ مسلم في كلّ يوم
صدقة، فقيل له: ومن يطيق ذلك، قال (ص): إماطتك الأذى عن الطريق صدقة،
وإرشادك الرجل إلى الطريق صدقة) (45). - اللاعنف مع الموالي والعبيد العديد من الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) تحثّ المسلمين ـ خاصّة في صدر الإسلام ـ إلى العطف والتعامل بالتي هي أحسن مع العبيد والموالي. أجل، إنّ الإسلام العزيز يريد من المسلمين أن يتطبّعوا على خصال الإيمان الواقعي التي منها اللين واللاعنف وأن لا يركنوا إلى البطش والعنف اللذين عادة ما يخرجان الإنسان عن حدود الإيمان ويدخلانه في متاهات لا أوّل لها ولا آخر . فقد روي أنّ الإمام علي بن الحسين (ع) كان إذا دخل عليه شهر رمضان يكتب على غلمانه ذنوبهم، حتّى إذا كان آخر ليلة دعاهم ثمّ أظهر الكتاب وقال: يا فلان فعلت كذا ولم أُؤذيك، فيقرّون أجمع، فيقوم وسطهم ويقول لهم: ارفعوا أصواتكم وقولوا: يا علي بن الحسين ربّك قد أحصى عليك ما علمت كما أحصيت علينا، ولديه كتاب ينطق بالحقّ لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، فاذكر ذلّ مقامك بين يدي ربّك الذي لا يظلم مثقال ذرّة وكفى بالله شهيداً، فاعف واصفح يعفُ عنك المليك لقوله تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ) (46) ويبكي وينوح) (47). وهناك موقف آخر للإمام الصادق (ع) يتّضح منه مدى اعتنائه(ع) بمسألة اللين واللاعنف مع الموالي والعبيد حيث يقول أبو سفيان الثوري: دخلت على الإمام الصادق (ع) فرأيته متغيّر اللون فسألته عن ذلك، فقال: كنت نهيت أن يصعدوا فوق البيت، فدخلت فإذا جارية من جواريّ ممّن تربّي بعض ولدي قد صعدت في سلّم والصبي معها، فلمّا بصرت بي ارتعدت وتحيّرت وسقط الصبيّ إلى الأرض فمات، فما تغيّر لوني لموت الصبي وإنّما تغيّر لوني لما أدخلت عليها من الرعب، وكان الإمام (ع) قد قال لها: (أنتِ حرّة لوجه الله لا بأس عليك ـ مرّتين) (48). وعن حفص بن أبي عائشة، قال: بعث أبو عبد الله (ع) غلاماً له في حاجة له فأبطأ، فخرج أبو عبد الله (ع) على أثره لمّا أبطأ فوجده نائماً، فجلس عند رأسه يروّحه(49) حتّى انتبه، فلمّا انتبه قال له أبو عبد الله (ع): (يا فلان ! والله ما ذلك لك، تنام الليل والنهار، لك الليل ولنا منك النهار) (50).
الهوامش: (1) سورة الإسراء: 64. (2) الكافي : ج2 ص323 باب البذاء ح3. (3) الكافي : ج2 ص323 باب البذاء ح4. (4) الكافي : ج2 ص324 باب البذاء ح5. (5) الكافي : ج2 ص324 ـ 325 باب البذاء ح7. (6) الكافي : ج2 ص325 باب البذاء ح10. (7) أربيت : إذا أخذت أكثر ممّا أعطيت . (8) الكافي : ج2 ص326 باب البذاء ح14. (9) الكافي : ج2 ص113 باب الصمت وحفظ اللسان ح3. (10) الكافي : ج2 ص114 باب الصمت وحفظ اللسان ح9. (11) الكافي : ج2 ص114 باب الصمت وحفظ اللسان ح10. (12) الكافي : ج2 ص115 باب الصمت وحفظ اللسان ح13. (13) وسائل الشيعة : ج12 ص192 ب119 ح16057. (14) وسائل الشيعة : ج12 ص193 ب119 ح16063. (15) وسائل الشيعة : ج12 ص195 ب119 ح16067. (16) وسائل الشيعة : ج12 ص195 ب120 ح16073. (17) مستدرك الوسائل : ج9 ص23 ب102 ح10096. (18) مستدرك الوسائل : ج9 ص32 ب103 ح10123. (19) من لا يحضره الفقيه : ج2 ص286 باب حق الدابة على صاحبها ح2465. (20) من لا يحضره الفقيه : ج2 ص287 باب حق الدابة على صاحبها ح2469. (21) من لا يحضره الفقيه : ج2 ص287 باب حق الدابة على صاحبها ح2471. (22) الكافي : ج2 ص120 باب الرفق ح12. (23) من لا يحضره الفقيه : ج2 ص286 باب حق الدابة على صاحبها ح2465. (24) بحار الأنوار : ج61 ص203 ب8 ح5. (25) بحار الأنوار : ج61 ص204 ب8 ح6. (26) بحار الأنوار : ج61 ص202 ب8 ح2. (27) بحار الأنوار : ج62 ص9 ب2 ح13. (28) مكارم الأخلاق : ص130 ب6 ف9 فيما يتعلق بالمسكن. (29) مكارم الأخلاق : ص130 ب6 ف9 فيما يتعلق بالمسكن. (30) مستدرك الوسائل : ج12 ص184 ب1 ح13833. (31) مستدرك الوسائل : ج8 ص303 ب44 ح9505. (32) الكافي : ج6 ص225 باب القنبرة ح1. (33) الكافي : ج6 ص224 باب الخطاف ح3. (34) الكافي : ج6 ص224 باب الهدهد والصرر ح2. (35) مستدرك الوسائل : ج7 ص174 ب8 ح7959. (36) راجع موسوعة الفقه كتاب البيئة، للإمام الشيرازي (رحمه الله) حيث فصّل (قدس سره) البحث حول تلوّث البيئة وشخّص الأسباب في ذلك وطرح الحلول المناسبة لها . (37) الكافي : ج5 ص27 باب وصية رسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع) في السرايا ح1. (38) الكافي : ج5 ص29 باب وصية رسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع) في السرايا ح8. (39) الكافي : ج5 ص28 باب وصية رسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع) في السرايا ح2. (40) غوالي اللآلي : ج1 ص431 ب1 المسلك الثالث ح130. (41) بحار الأنوار : ج72 ص49 ب41 ح1. (42) بحار الأنوار : ج72 ص50 ب41 ح4. (43) بحار الأنوار : ج72 ص50 ب41 ح3. (44) بحار الأنوار : ج72 ص49 ب41 ح2. (45) بحار الأنوار : ج72 ص50 ب41 ح4. (46) سورة النور : 22. (47) مناقب آل أبي طالب : ج4 ص158 فصل في علمه وحلمه وتواضعه (ع). (48) بحار الأنوار : ج47 ص24 ب4 ح26. (49) روّح عليه بالمروحة : حرّك يده بها ليستجلب له الريح . (50) العوالم : ج2 ص193 ح2. |