يرى الإمام الشيرازي (ره) ضرورة الاهتمام بالآثار الإسلامية المتبقية في المدينة المنورة ومكة المكرمة وغيرهما من البلاد، وكذلك الآثار المرتبطة برسول الله (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع) وأصحابه المكرمين.

ومن هنا أفتى بوجوب إعادة بناء تلك المشاهد المشرفة في البقيع الغرقد.

يقول الإمام الشيرازي في كتابه (البقيع الغرقد): وهكذا الكثير من آثار رسول الله (ص) والتراث الإسلامي كباب خيبر الذي قلعه أمير المؤمنين علي (ع)، وقد كان الباب موجوداً، حيث رآه أستاذنا الشيخ علي أكبر النائيني (ره) وكان من المرمر الكبير وكان بعيداً عن الحصن قرابة أربعين ذراعاً، ولكنهم قطعوا هذا الباب قطعا وذهبوا بها...(1).

ويقول تحت عنوان (البقيع مدفن الأولياء):

الذين دفنوا في البقيع من الأئمة المعصومين(ع) والأولياء الصالحين والمؤمنين والمؤمنات بكثرة حيث لم يحصهم التاريخ، والمشهور منهم:

1ـ الإمام الحسن المجتبى(ع) الذي قال فيه رسول الله (ص) أنه: (سيد شباب أهل الجنة)(2). وهذا الكلام يشمل جميع الأنبياء والأولياء، فالإمام الحسن(ع) سيدهم، نعم يخرج منهم بالدليل رسول الله (ص) وعلي أمير المؤمنين (ع) والصديقة الطاهرة الزهراء (سلام الله عليها) فإنهم (ع) أفضل منه(ع).

2ـ الإمام على بن الحسين زين العابدين(ع).

3ـ الإمام محمّد الباقر (ع).

4ـ الإمام جعفر الصادق(ع).

وكل واحد من هؤلاء الأربعة إمام على كل مؤمن ومؤمنة، وهم من ضمن الأئمة الاثني عشر(ع)، حسب نص الرسول (ص) وقد صرح (ص) بعددهم وأسمائهم من أولهم وهو أمير المؤمنين(ع) إلى آخرهم الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) الذي يظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً ويوحد الأرض تحت لواء الإسلام(3).

5ـ صفية بنت عبد المطلب عمة الرسول (ص).

6ـ عباس بن عبد المطلب عمّ الرسول (ص).

7ـ فاطمة بنت أسد والدة الإمام أمير المؤمنين(ع) ووالدة طالب وجعفر وعقيل .

8ـ عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (ع)، أما جعفر فقد استشهد في غزوة الاردن ـ تبوك ـ مسقطه ومقامه هناك.

9ـ عثمان بن مظعون الصحابي الجليل.

10ـ إبراهيم بن رسول الله (ص).

11ـ عقيل بن أبي طالب(ع) والد مسلم بن عقيل(ع)  الذي استشهد في الكوفة وقبره هناك.

12ـ السيدة فاطمة أم البنين زوجة الإمام أمير المؤمنين(ع).

13ـ عدد من بنات رسول الله (ص) وهم:

رقية

وزينب

وأم كلثوم.

14ـ السيد إسماعيل بن الإمام الصادق(ع).

15ـ عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله (ص).

16ـ السيدة حليمة السعدية مرضعة الرسول (ص).

17ـ عدد من زوجات النبي (ص).

18ـ أبو سعيد الخدري.

19ـ جملة من أصحاب النبي  (ص) والتابعين لهم بإحسان والعلماء العظام(4).

20ـ كما يحتمل أن يكون هناك قبر سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) وقبر الشهيد محسن السقط(ع)  ابن الإمام أمير المؤمنين(ع) (5).

 

---

(1) انظر البقيع الغرقد: ص32 و44.

(2) بشارة المصطفى: ص199.

(3) راجع كفاية الأثر: ص195، وفيه: (عن سهل بن سعد الأنصاري قال: سألت فاطمة بنت رسول الله (ص) عن الأئمة (ع)  فقالت: كان رسول الله يقول لعلي (ع): يا علي أنت الإمام والخليفة بعدي وأنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فابنك الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسين فابنه علي بن الحسين أولى من المؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمد فابنه جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى موسى فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمد فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى علي فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فالقائم المهدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، يفتح الله تعالى به مشارق الأرض ومغاربها فهم أئمة الحق والسنة والصدق منصور من نصرهم مخذول من خذلهم).

(4) يقول الإمام الشيرازي في كتابه (الدعاء والزيارة): ص688 ط مؤسسة البلاغ، (وقبر محمد بن الحنفية ابن الإمام أمير المؤمنين (ع) فيها ـ أي في البقيع ـ وقبر السيد زينب بنت الإمام أمير المؤمنين (ع) فيها، وقد ذكر بعض المحققين انه كانت للإمام (ع) ثلاث بنات كلهن تسمى بزينب وتكنى بأم كلثوم إحداهن في الشام والاخرى في مصر والثالثة في المدينة، وقبر الحسن ابن الإمام الحسن (ع) زوج فاطمة بنت الحسين (ع) فيها، وقبر مقداد بن الاسود فيها، وقبر جابر بن عبد الله الانصاري فيها، وقبر مالك الأشتر على قول (مجالس المؤمنين) فيها، وإن كان المشهور أنه قريب القاهرة في مصر، وقبر أسعد بن زرارة فيها وقبر عبد الله بن مسعود فيها. انتهى.

(5) البقيع الغرقد: 21.