|
||||
ردك على هذا الموضوع | ||||
متابعات |
||||
صدمة بريطانيا واوربا 7/7: التطرف والصدام يبسط وجود في اعماق القارة اصيبت بريطانيا وخصوصا مسلمو ها بالصدمة الكبيرة عندما حددت الشرطة البريطانية هوية أربعة رجال. وقال بيتر كلارك مدير فرع مكافحة الارهاب في (هذا مستوى جديد من الراديكالية بالنسبة للمملكة المتحد.. التفجيرات الانتحارية متعارف عليها على انها أخطر وأصعب الانواع التي يمكن احباطها). وقد عبر مسلمون بريطانيون وهم خارجون من مسجدهم ببلدة ديوزبري في ليدز عن صدمتهم من فكرة أن يكون المهاجمون الذين نفذوا هجمات لندن من بين جيرانهم. وعبر بعضهم عن خشيته من حدوث رد فعل سلبي ضد المسلمين في أعقاب اعلان الشرطة أن ثلاثة من أصل أربعة يشتبه أنهم نفذوا التفجيرات كانوا يقيمون في هذه المنطقة الواقعة بشمال انجلترا. وتضم ليدز بشمال انجلترا واحدا من اكبر تجمعات المسلمين في بريطانيا حيث يعيش فيها 30 الف مسلم وسط 715 الف نسمة هو عدد سكانها. وشهدت المدينة في مايو ايار عام 2001 ومجموعة من المدن الاخرى في شمال انجلترا أعمال شغب بين شبان اسيويين واخرين بيض لاسباب عرقية ودينية. وقال جريج مولهولاند عضو البرلمان عن ليدز (هناك شعور بالصدمة لان بعض المتورطين كانوا من مدينتنا.. اما يعيشون أو يعملون فيها). وأضاف أن (هذا مجتمع متنوع لكنه متناغم وجميع زعمائه متحدون ضد هذه الفظائع). وترى شخصيات بارزة في المجتمع أن العديد من المسلمين يشعرون بالغضب بسبب السياسة الخارجية البريطانية تجاه العالم الاسلامي. وقال شهيد مالك عضو البرلمان عن ديوزبري حيث كان يعيش ثلاثة من المشتبه بهم الاربعة (مما لا شك فيه أن هناك احباطا كبيرا تجاه قضايا السياسة الخارجية). وأضاف لنشرة أخبار القناة التلفزيونية الرابعة (لابد أن نسبر غور المجتمع المسلم وأن نقر بأن هناك تطرفا). وقال (نحن لا نبذل جهدا كافيا للتعامل فعليا مع ذلك... مازال على المجتمع المسلم أن يفعل ما هو أكثر بكثير). وتقول الكاتبة البارونة كيشور فالكنر في صحيفة الاندبندت إلى أين تتجه الجالية المسلمة الآن؟ هل يتعين أن يسمح بالفصل والانعزال عن المجموع في ظل التعددية الثقافية؟ إلى أي مدى يتعين أن توسع الدولة العلمانية وأساسها الوطيد من القيم المشتركة لتعزيز التعددية الدينية، بينما يسئ المتطرفون تفسير الدين على جميع الأصعدة؟ أين هو الحد الدقيق الفاصل في مجتمع مفتوح بين التسامح والتكامل؟ وقالت صحيفة الفاينانشال تايمز: (يتعين على المسلمين المعتدلين أن يلفظوا العدو من بينهم)، في إشارة إلى بعض رجال الدين الإسلامي المتطرفين الذين يحضون على الكراهية وأعمال العنف. ويرى كاتب المقال، منصور إيجاز، أن النجاح المستمر لتنظيم القاعدة (يبرز إخفاقا كبيرا من جانب المسلمين في تحديد هوية المتطرفين والسيطرة عليهم واجتثاثهم. يبدو أن العدو بيننا بالفعل). ويضيف الكاتب أنه نظرا لذلك، فإن تفجيرات لندن تعد علامة فاصلة بالنسبة للمسلمين المعتدلين. (فهم إما أن ينهضوا ويقاوموا عناصر التطرف الإسلامي ويلفظوها من بينهم، وإما أن يجلسون متفرجين بينما يقوم الغرب بهذه المهمة بالإنابة عنهم). ويرى الكاتب أن الإدانات والتنديدات الشفهية لا تكفي، وأنه يتعين على قادة المسلمين في بريطانيا القيام بإجراء حقيقي وبسرعة. (أخفق مسلمو أمريكا في الوفاء بمتطلبات المواطنة عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر / ايلول، واختاروا بدلا من ذلك أن يلعبوا دور الضحايا القليلي الحيلة. ونتيجة لذلك، همشت أصواتهم في منظومة السياسة الأمريكية). وأضاف: (أمام مسلمي بريطانيا فرصة لأن يضربوا مثلا مهما بأن يضعوا مسؤوليات المواطنة فوق المخاوف من انتهاكات مرتقبة للحقوق المدنية. إذا لم يتخذ المسلمون المعتدلون خطوات فعلية لاستئصال خلايا القاعدة السرطانية في مجتمعاتهم، فسيكون ذلك إخفاقا كبيرا من قياداتهم، وسيظل السبب الرئيسي في تنامي انعدام ثقة المجتمعات العلمانية في المسلمين كافة). ويرى الكاتب أن هذه الخطوات الفعلية تشمل: (أولا: حظر استخدام المساجد والمؤسات الدينية الأخرى في بث التعصب الأعمى والكراهية. ثانيا: فتح المؤسسات الإسلامية الخيرية في بريطانيا أمام مزيد من التدقيق المالي لتحديد المؤسسات التي تمول الإرهاب. ثالثا: تشكيل جماعات مراقبة من مواطنين مسلمين من داخل المجتمع ليستعيدوا الإسلام من الإرهابيين ويلتزمون بتزويد السلطات بعلومات مفيدة). ويختم الكاتب بالقول (إن من قبيل النفاق أن يطالب المسلمون الذين يعيشون في المجتمعات الغربية بحقوق مدنية تكفلها لهم الدولة ثم يعللون عدم التحرك ضد الإرهابيين المختبئين بينهم بأنهم ينتمون إلى مجتمعات إسلامية لا حدود لها. لقد حان وقت النهوض وأن يثبتوا أنهم مواطنين نموذجيين قبل أن يجرفنا الإرهاب جميعا). وقال عمران وحيد ممثل حزب التحرير (اسلامي متطرف) في بريطانيا (علينا ان نسعى لمعرفة ما الذي يدفع هؤلاء الاشخاص على القيام بمثل هذه الاعمال كيف يصل بهم الامر الى هذه الدرجة من الكره للغرب). واكد وحيد ان (الاسلام يحرم قتل المدنيين الابرياء لكن هذه الاحداث (اعتداءات لندن) وقعت في ظروف خاصة. الواقع ان 200 مدني افغاني قتلوا الاسبوع الماضي (..) ولم يقابل الامر باربعة اضعاف الحسرة التي اثارها سقوط خمسين مدنيا في لندن). وعبر الباحث فرنسوا بورغا من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي وهو احد كبار الخبراء الفرنسيين في العالم العربي المعاصر عن رأي مماثل وقال (ان احساس الشارع العربي متجانس بصورة عامة. انهم يتشاطرون احساسا عميقا بالظلم والنقمة على ازدواجية المبادئ التي يطبقها الغرب (..) وهذا امر بديهي بنظر 95% من الشعوب) العربية. وتابع ان (ما حمل هذا الجيل على التطرف هو بالمقام الاول فلسطين حيث تمتنع الاسرة الدولية عن تطبيق المبادئ التي تؤكد انها عالمية على اسرائيل (..) اما الملف الثاني فهو العراق وفي الطليعة الاطفال العراقيون الذين قضوا بسبب الحظر ثم بسبب الاجتياح. ومن ثم ابقاء انظمة تعتبر غير شرعية في السلطة في العالم العربي بدعم غربي). ويرى الصحافي البريطاني روبرت فيسك احد الغربيين النادرين الذين قابلوا اسامة بن لادن ان المطالب السياسية خلف العمليات الارهابية اهم من الخطاب الاسلامي الذي يستخدمه المطلوب الاول في العالم. وقال (انهم يحاولون حث الرأي العام على ارغام بلير على الانسحاب من العراق ومن تحالفه مع الولايات المتحدة ودعمه لسياسات بوش في الشرق الاوسط). وتابع (من السهل على توني بلير ان يصف هذه الاعتداءات بالوحشية لكن ماذا عن القتلى المدنيين من جراء الاجتياح البريطاني الاميركي للعراق؟ ماذا عن الاطفال الذين مزقتهم القنابل الانشطارية؟ هل يعقل وصف مقتلهم بالاضرار العرضية في حين انه عندما نقتل نحن يكون الامر بمثابة ارهاب وحشي؟) وذكر فيسك بان (اسامة بن لادن قال في شريط فيديو في الآونة الاخيرة ان قصفتم مدننا فسوف نقصف مدنكم. كما قال قبيل الانتخابات الرئاسية الاميركية اسألونا لماذا لا نهاجم السويد). واكد غياث الدين الصديقي رئيس (البرلمان الاسلامي في بريطانيا) ان (الدافع الاساسي هو الظلم) موضحا ان (هناك احساس متواصل بان الظلم يلحق بالمسلمين سواء في فلسطين او الشيشان او في اماكن اخرى). واضاف (هناك ايضا معازل في هذا البلد. وان لم نعالج التهميش الاجتماعي الذي يلحق بقسم من الشبان المسلمين فسيظل في وسع الديماغوجيين في مجموعاتنا استغلالهم للتوصل الى مآربهم). الإرهابيون الإسلاميون مثل النمو السرطاني في جسد المجتمعات الأوروبية أصدر وزير الداخلية الالماني أوتو شيلي تحذيرا من أن مسلمي ألمانيا البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة قد يخرج منهم (إرهابيون). وفي إشارة إلى أن منفذي هجمات لندن كانوا يحملون الجنسية البريطانية قال أوتو شيلي وزير داخلية ألمانيا (نحن أيضا أهداف لهؤلاء الارهابيين). وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة دير شبيغل الالمانية أضاف شيلي (هناك مدعاة كبرى للقلق من أن الجيل الاول من المهاجرين قد يكونون جماعات إرهابية تربطها بالقاعدة صلة إيديولوجية على الاقل). ووصف الوزير الالماني الخلايا التي تتكون من شباب مثل منفذي هجمات لندن بأنها مثل (النمو السرطاني) في جسد المجتمع الاوروبي. بدوره نقل عن وزير الداخلية الهولندي يوهان ريمكيس امس قوله انه يوجد في هولندا ما يصل الى 20 جماعة متطرفة تضم مئات الاعضاء مستعدة لاستخدام العنف. وقال ريمكيس ايضا لمحطة تلفزيون هولندية ان الجماعات تضم نساء بين صفوفها مضيفا ان هذا يعد تطورا جديدا. واضاف (ليسوا كلهم من الرجال، هناك ظاهرة جديدة ظهرت قريبا وهي ان النساء يلعبن دورا اكبر وهناك ايضا اشخاص من اصل هولندي اعتنقوا الاسلام). وحينما سئل عن عدد الاشخاص المنتمين الى الجماعات شديدة التطرف والمستعدة لاستخدام العنف اجاب (عدة مئات). وقال ريمكيس الذي تشرف وزارته على المخابرات الهولندية (هم عادة اشخاص يعيشون هنا ويبدو ان لديهم الاستعداد للتطرف). هذا واعلن مصدر في الشرطة ان الاجهزة الفرنسية تستهدف (عشرة ائمة) قد يتعرضون للطرد او لاسقاط الجنسية عنهم وهي اجراءات كان تحدث عنها مؤخرا وزير الداخلية الفرنسي نيكولا سركوزي. ورصدت الاجهزة الفرنسية في تلك المناطق ايضا عشرة من الاشخاص المتدينيين وبعضهم فرنسيين يحاولون (تجنيد شبان بائسين). واوضح مصدر في الشرطة انه يوجد في فرنسا (ما لا يقل عن 1100 امام ولكن اكثريتهم الساحقة لا تشكل اي مشكلة). واعتبر ساركوزي ان (علينا ان نكون اكثر شدة حيال الذين يجندون الانتحاريين الشبان) بعد اعتداءات لندن. واكد تصميمه على (الطرد الفوري لمن لا يحترمون قيمنا وليسوا فرنسيين) وقال ان لا تسامح مطلقا مع هؤلاء الاشخاص. 500 امام مسلم في بريطانيا يصدرون فتوى ضد العمليات الانتحارية ذكرت محطة التلفزيون البريطانية (بي بي سي) مساء الاثنين ان اكثر من 500 امام مسلم من جميع انحاء بريطانيا وقعوا على فتوى تحرم العمليات الانتحارية على غرار التي وقعت في لندن واسفرت عن مقتل 56 شخصا وفق اخر حصيلة. وقد اصدر الفتوى المنتدى الاسلامي البريطاني وتليت امام اكثر من خمسين من رجال الدين المسلمين تجمعوا امام البرلمان البريطاني. وجاء في الفتوى ان (مرتكبي هذه الاعمال البربرية مجرمون وليسوا شهداء). واستشهد محمد بايات من القران الكريم تحرم قتل النفس البشرية من دون وجه حق وقال (ان موقف الاسلام واضح ولا جدال فيه.. قتل نفس واحدة يعادل قتل الناس جميعا ومن لا يظهر احتراما للحياة البشرية فهو عدو للانسانية). واضاف (نحن نصلي من اجل هزيمة التطرف والارهاب في العالم. نحن ندعو من اجل ان ينتصر السلام والامن والانسجام في بريطانيا المتعددة الثقافات). من جهة اخرى صرح مفتي استراليا الشيخ تاج الدين الهلالي في حديث صحافي الاربعاء ان الاسلاميين الذين يدعون للعنف يجب طردهم لحماية استراليا من (مرض) التطرف. وقال المفتي في حديث لصحيفة (ذي استرليان) ان رجال الدين المتطرفين يشكلون (مرضا مشابها للايدز لا يمكن معالجته بالاسبيرين). استئصال التطرف أقر زعماء مسلمون في بريطانيا بانه يجب عليهم بذل المزيد لمنع الشباب المسلم سريع التأثر من ان يصبحوا مفجرين انتحاريين في المستقبل لكنهم قالوا ان شبكة الانترنت والصور التلفزيونية من الشرق الاوسط والعراق تُصَعب من مهمتهم. واضافوا ان صور الاخبار التي تظهر مسلمين يقتلون في العراق أو يحتجزون في معسكر الاعتقال الامريكي في خليج جوانتانامو بكوبا أثارت غضب الكثيرين من مسلمي بريطانيا البالغ عددهم 1.6 مليون نسمة والذين يرون ان السياسة الخارجية البريطانية مسؤولة جزئيا. بالاضافة الى ذلك هناك الحرمان الاجتماعي الذي يعيش فيه كثير من المسلمين وستجد أرضا خصبة لنوع التطرف الذي دعا أربع شبان مسلمين بريطانيين الى تفجير أنفسهم في لندن مما اسفر عن مقتل 53 شخصا. ويتهم بعض البريطانيين الأئمة في بريطانيا باذكاء التطرف الاسلامي بالقاء خطب مثيرة بالمساجد ومهاجمة القيم الغربية. لكن داود عبد الله مساعد الامين العام لمجلس مسلمي بريطانيا الذي يُعد أكبر تجمع اسلامي في بريطانيا قال ان ذلك صورة مشوهة ومضللة وانه يجب عدم توجيه اللوم الى الأئمة. وقال (أعتقد حقيقة انه لا توجد مساجد في اوروبا أو فقط توجد أعداد قليلة جدا التي تدعو لهذا النوع من الافكار التي قد تحض على مثل تلك الأعمال) في إشارة الى الهجمات. واضاف (يجب ان تنظروا الى ساحات الكليات وخارج المساجد حيث ستجدون جماعات مثل المهاجرون ) في اشارة الى جماعة بريطانية متطرفة. واكتسبت جماعة المهاجرون سمعة سيئة منذ ثلاث سنوات بعدما امتدحت المختطفين الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001. ويقول مجلس مسلمي بريطانيا انه يخشى من ان بعض الشبان المسلمين في بريطانيا يتم استقطابهم الى جماعات مثل تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن من خلال الانترنت حيث يمكنهم العثور على وفرة من المواقع الاسلامية المتطرفة كثير منها تدار من الشرق الاوسط. وقال عبد الله (اننا نتحدث عن جيل واع بالتكنولوجيا. لا يوجد الكثير الذي يمكننا فعله بخصوص ذلك). ويقول احد أقارب أحد المفجرين الانتحاريين الذين نفذوا تفجيرات لندن انه ربما تعرض (لعملية غسيل مخ)، وقال والدا محمد صديق خان (30 عاما) (ربما تعرض ابننا لغسيل مخ لتنفيذ جريمة وحشية كهذه لأننا عرفناه فردا عطوفا من افراد العائلة). وقال اصدقاء وعائلات المفجرين الانتحاريين انهم لم يكونوا على علم بخططهم. وكان صديق خان يعمل مساعد مدرس في مدرسة ابتدائية وعمره 30 عاما ومتزوج وله ابنة. وزار البرلمان البريطاني في العام الماضي والتقى مع وزير بريطاني اثناء رحلة نظمتها المدرسة التي كان يعمل بها. وتثير صحيفة صنداي تلجراف احتمال أن يكون منفذو تفجيرات لندن ليسوا (انتحاريين). ففي صفحاتها الداخلية كتبت الصحيفة تحت عنوان (هل كانوا انتحاريين أم غرر بهم؟) قائلة إن المحققين البريطانيين يبحثون احتمال أن يكون منفذو التفجيرات ليسوا انتحاريين أي لم يكن في نيتهم قتل أنفسهم، وإحدى الفرضيات التي تبحثها الشرطة، وفقا للصحيفة، هي أن يكون العقل المدبر للعملية قد أخبر الرجال الأربعة بأن أجهزة التوقيت الزمني في العبوات الناسفة ستنفجر بعد فترة زمنية تتيح لهم الهرب من موقع التفجيرات، لكن ربما تكون الحقيقة هي أن المؤقتات الزمنية في القنابل كانت مجهزة لتنفجر بصورة آلية. ويشير من يؤيدون هذه النظرية إلى حقيقة أن الرجال الأربعة اشتروا تذاكر عودة للقطار، كما قاموا بشراء تذاكر لإيقاف سيارتهم في مرآب للسيارات في محطة لوتون للقطارات التي توجهوا منها إلى لندن. كما أن المتفجرات كانت في حقائب وليست ملتفة حول أجسامهم كما يحدث عادة في العمليات الانتحارية مما يعطي انطباعا بأنهم ربما كلفوا بترك الحقائب في المناطق المستهدفة، خاصة وأن هذا هو ما حدث في تفجيرات مدريد عندما ترك المفجرون مكان الهجوم قبل وقوع التفجيرات. الإرهابيون استغلوا المعتقدات الدينية وغسيل المخ لدفع الشباب الى التطرف ذكر رئيس وحدة التأهيل بمستشفى الطب النفسي في الكويت الدكتور رامز طه ان بعض الارهابيين استغلوا العزف على وتر المعتقد الديني ودفعوا بالشباب في بعض الدول العربية الى الارهاب وتكفير المجتمع الذي لا يمنحه المستوى المعيشي اللائق ويجرده من حرية التعبير. وعرف طه فى مقابلة مع (كونا) التطرف بأنه (الانحراف عن الوسطية والاعتدال في السلوك) وهي ظاهرة ترجع الى اضطراب في عمليات التفكير والسلوك مع وجود دلالات نفسية للقلق والعدوانية والانطوائية وسرعة التوتر والغضب وعدم النضج الانفعالي والقابلية للاستهواء. ونقل عن نتائج الكثير من الدراسات قائلا أن من يرتكبون أعمال عدوانية واغتصاب وادمان وجرائم بدون دافع مقنع يعانون من حالة اغتراب متقدمه وصلت الى اليأس وفقدان كل القيم والمشاعر. واكد مثل هذه النوعية من الشباب اذا سقطت في شباك من هو أقوى منها ذهنيا استطاع أن يعطيها المبرر (الديني) للعدوان على الاخرين ورفع السلاح في وجه المجتمع. واستعرض طه خصائص مشتركة تجمع الشخصيات القابلة للتغرير والسقوط بسهولة في شباك التطرف والارهاب من أهمها التصلب وعدم المرونة وسمة قلق عالية وعدم النضج الانفعالي والانطواء والميل للعزلة والشك وعدم القدرة على تحمل الغموض وأخطاء عديدة في عمليات التفكير من أهمها التطرف في الاحكام والمبالغة والتعميم وأخطاء الحكم والاستنتاج والحساسية الشديدة للنقد وكذلك تضخيم المواقف والأحداث. واشار الى ان جميع هذه الصفات تحتاج الى تأهيل ومساعدة نفسية منتظمة وعلاج نفسي في بعض الحالات. واوضح طه انه من الملاحظ أن أغلب هؤلاء الشباب ينتمون الى فئات هامشية في المجتمع وأنهم نشأوا في جو أسري متشدد أو تعرضوا في طفولتهم للقسوة والحرمان العاطفي والاحباط. كما بين تبعا للعديد من الباحثين ان الأشخاص المتعصبين والمتطرفين يفتقرون الى المعلومات الدينية العميقة والى القيم الدينية الرفيعة كالتسامح والرحمة والحلم والصبر وأن مجمل سلوكياتهم تعكس اختلالا وتشوشا في استيعاب القيم الدينية الصحيحة. وتطرق الى عمليات غسيل المخ والتي تعني في الأغلب الضغط على الشخص للتخلي عن أفكاره وعقائده وسلوكياته السابقة وتبني الافكار التي يغرسها فيه شخص ما بالقوة والضغط والتعذيب مؤكدا ان تلك العمليات تتم أثناء الحروب وخلال فترات السجن أو الاعتقال. وانتقل الى نقطة اخرى وهي (اعادة صياغة أيدولوجية الفرد) وطبع عقله بأفكار وقيم معينة (خاطئة أو متطرفة) مضيفا انه نوع غير عنيف من غسيل العقول الى جانب تغيير الاتجاهات والعقائد والقيم والتقاليد الذي يبدأ عادة باصطياد الشباب ذوي الشخصية الضعيفة الانطوائية والبدء بتشكيكه في هويته وقيمه ثم البدء بغرس أفكار وشائعات وقيم مضادة. وقال ان تلك الاعادة تجعله ينفر من المجتمع وينعزل عنه ويصطدم به ويفقد توافقه النفسي والاجتماعي مما يدخله في حلقة مفرغة من العزلة والاغتراب والمعاناة والاحباط والتوتر والقلق والانفعالات التي تؤدي بمجملها الى الفشل الوظيفي والاجتماعي والذي يؤدي بالتالي الى مزيد من العزلة و هكذا. ودعا طه الى ضرورة تأهيل الشباب لمواجهة أزمة الهوية والاغتراب وتأسيس مراكز علمية لدراسة الجوانب النفسية لمشكلة التطرف والوقاية منها والتنبؤ بها وعلاجها اضافة الى انشاء مراكز للتأهيل النفسي والاجتماعي للشباب لعلاج الجوانب النفسية لهذه المشكلة والعمل على المزيد من التوافق وتكييف الشباب مع البيئة والمجتمع. تقرير راند: إستراتيجية الولايات المتحدة في العالم الإسلامي بعد 11/9 اصدرت راند وهي مركز دراسات استراتيجية معروف في الولايات المتحدة دراسة في 500 صفحة بعنوان (العالم الإسلامي بعد 11 سبتمبر) وهي جزء من مشروع للقوات الجوية الأمريكية، تناولت فيها قضية الارهاب ومستقبل العالم الاسلامي بعد احداث سبتمبر، ومما جاءفي الدراسة: من المهم بالنسبة لقادة الولايات المتحدة على ضوء أحداث الحادي عشر من سبتمبر والحرب على الإرهاب، أن يعدوا إستراتيجية محددة للتعامل مع العالم الإسلامي. ومن هذا المنطلق، تتضمن هذه الدراسة وصفاً لنظام يمكن من خلاله التعرف على التوجهات الفكرية الرئيسية في الإسلام، والتمعن في الانقسامات بين الجماعات الإسلامية، وتتبع الأسباب طويلة الأمد والحالية للتطرف الإسلامي. كما أنها تشير إلى بعض الاستراتيجيات السياسية والعسكرية المتاحة للمساعدة في تحسين الأحوال التي أنتجت ذلك التطرف. إن الأحداث المزلزلة التي وقعت خلال الثلاث سنوات الماضية - بما فيها الحادي عشر من سبتمبر والحرب على الإرهاب في أفغانستان والعراق وما بعدها- قد أثرت على العالم الإسلامي، وعلى موقفه تجاه الولايات المتحدة، بشكل خطير. إلاّ أن بعض القوى المحركة التي تؤثر على البيئة في الدول الإسلامية، هي أيضاً نتاج لتلك النزعات التي ظلت سائدة لعدة عقود. كما أن استمرار هذه النزعات سيجعل من الصعب إدارة البيئة الأمنية في العالم الإسلامي لسنوات قادمة، وقد يؤدي ذلك إلى تزايد الطلب على الموارد السياسية والعسكرية الأمريكية. وعليه، من الأهمية بمكان إعداد إستراتيجية محددة للتعامل مع العالم الإسلامي، والتي من شأنها المساعدة في تحسين الأحوال التي أنتجت التطرف الديني والسياسي، والمواقف المعادية للولايات المتحدة. لقد طلبت القوات الجوية الأمريكية من مشروع مؤسسة راند للقوات الجوية، دراسة النزعات الأكثر احتمالاً في التأثير على مصالح الولايات المتحدة وأمنها في العالم الإسلامي. واستجابة لذلك، قام الباحثون بإعداد هيكل تحليلي للتعرف على التوجهات الفكرية الرئيسية في الإسلام، والتمعن في الانقسامات بين الجماعات الإسلامية، وتتبع الأسباب طويلة الأمد والحالية للتطرف الإسلامي. كما أن هذا الهيكل سيساعد صناع القرار في الولايات المتحدة في فهم الاستراتيجيات السياسية والعسكرية التي يمكن إتباعها للتفاعل مع الظروف المتغيرة في هذا الجزء الخطير من العالم. هنالك انقسامات أخرى تفتك بالعالم الإسلامي، لها مضامينها في مصالح الولايات المتحدة وإستراتجيتها: - السنة والشيعة: إن غالبية المسلمين من السنة. كما أن الشيعة الذين يشكلون 15% من مسلمي العالم، هم الفئة المهيمنة في إيران، وهم يشكلون الأغلبية المهمشة في البحرين، وفي المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، كما أنهم كانوا كذلك في العراق قبل إزاحة صدام. وقد تكون هنالك مصلحة للولايات المتحدة للانحياز بسياساتها إلى جانب الجماعات الشيعية، التي تطمح في الحصول على قدر أكبر من المشاركة في الحكم، والمزيد من حرية التعبير، السياسية والدينية. فإذا أمكن تحقيق هذا التوافق، فإنه قد يشكل حاجزاً أمام الحركات الإسلامية المتطرفة، وقد يخلق أُساس لموقفٍ أمريكيٍ مستقر في الشرق الأوسط. - المسلمين العرب وغير العرب. يشكل العرب حوالي 20% من مسلمي العالم. كما أن العالم العربي يتصف بمعدلات أعلى للاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من المناطق الأخرى فيما يسمى بالعالم النامي. وبالمقارنة، القطاعات غير العربية من العالم الإسلامي أكثر شمولاً من الناحية السياسية، ويفتخرون بأغلبية الحكومات التي تتبنى الديمقراطية بالكامل أو بشكل جزئي، وهم أكثر علمانية في رؤاهم. وبالرغم من أن الشرق الأوسط كان يعتبر (نواة) العالم الإسلامي من الناحية التقليدية، إلاّ أنه يبدوا أن مركز الجاذبية سينتقل إلى القطاعات غير العربية. إذ أن الفكر الأكثر ابتكاراً وتطوراً حول الإسلام يوجد في مناطق تقع خارج العالم العربي، مثل جنوب شرق آسيا، والجاليات التي تعيش في المهجر ببلاد الغرب. وعلى الولايات المتحدة أن تعير اهتماماً خاصاً لهذه التطورات المتوالية، لأنها تستطيع مواجهة التفسيرات الأكثر تطرفاً للإسلام، والتي توجد في بعض أجزاء العالم العربي. يعمل الباحثون للتعرف على الأسباب المستمرة والمباشرة لانتشار التطرف الإسلامي طيلة العقود الماضية. إن الأحوال السائدة تقريباً في العالم الإسلامي، مثل فشل النماذج السياسية والاقتصادية في كثير من الدول العربية، أدت إلى إشعال حالة من الغضب ضد الغرب، حيث أخذ المسلمون المحرومون يلومون سياسات الولايات المتحدة على فشل دولهم. هذا العداء (الهيكلي) لأمريكا لا يستجيب للعلاج من خلال الوسائل السياسية أو الدبلوماسية. فضلاً عن ذلك، فإن لا مركزية السلطة الدينية في الإسلام السني، فتحت الباب على مصراعيه للمتطرفين من ذوي القناعات القاصرة ليستغلوا الدين في غاياتهم. لقد حدثت عدة عمليات عبر الزمن أدت إلى تفاقم التطرف الإسلامي. حيث أن الصحوة الإسلامية التي ظهرت في الشرق الأوسط خلال الثلاثين سنة الماضية، وتصدير الفكر والممارسات الدينية العربية إلى المسلمين من غير العرب في العالم الإسلامي، أدت إلى زيادة التأييد للأصولية. كما انتشر الفكر الإسلامي المتطرف في المجتمعات القبلية التي تفتقر إلى سلطة سياسية مركزية قوية (كما هو الحال في مناطق البشتون في باكستان وأفغانستان)، مما أدى إلى إنتاج خليط، يعتقد بعض المراقبين بأنه (يقود إلى بن لادن). فضلاً عن ذلك، نجح الإسلاميين المتطرفين في تشكيل شبكات تدعم الأنشطة الأصولية، بل حتى الإرهابية أيضاً، من خلال التمويل والتجنيد. والكثير من هذه الشبكات تقدم خدمات اجتماعية للمجتمعات المسلمة، مما صَعَّب مهمة اكتشافها وتمزيقها. وأخيراً، ظهور القنوات الفضائية الإقليمية مثل قناة الجزيرة، قدم وسائل قوية لتقوية الأفكار المسبقة عن العداء لأمريكا، وقصص التضحيات العربية التي تخدم أجندة المتطرفين. إن عراقاً مستقراً وتعددياً وديمقراطياً سيتحدى وجهات النظر المعادية للغرب في الشرق الأوسط، وسيقضي على حجج المتطرفين. ولكن إذا عاد العراق إلى الحكم المتسلط أو انقسم إلى دويلات عرقية، فحينئذ ستضمحل مصداقية الولايات المتحدة، وستجد الجماعات المتطرفة فرصاً أكبر للإمساك بناصية الأمور. كيف يمكن للولايات المتحدة أن تتجاوب مع التحديات والفرص التي تفرضها الظروف الحالية على مصالحها في العالم الإسلامي؟ يقترح الباحثون سلسة من الخيارات الاجتماعية والسياسية والعسكرية: - تشجيع إنشاء الشبكات المعتدلة لمواجهة الدعوات المتطرفة: من الضروري إنشاء شبكة عالمية للمسلمين المعتدلين لنشر الرسائل المعتدلة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، ولتوفير الحماية للجماعات المعتدلة. - تمزيق الشبكات المتطرفة: من الضروري فهم صفات هذه الشبكات المتطرفة، والقواعد التي تدعمها، والكيفية التي تتبعها في التواصل والتجنيد، ونقاط الضعف التي تعاني منها. ومن ثم وضع إستراتيجية (لتمزيق العُقَد) تستهدف هذه المناطق الخطيرة، وتفكيك الجماعات المتطرفة، والعمل على تمكين المسلمين المعتدلين. - رعاية عملية إصلاح المدارس الدينية والمساجد: هنالك حاجة ملحة لقيام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بدعم جهود الإصلاح والتأكد من أن المدارس الدينية تقدم تعليماً متحرراً وحديثاً، وكفاءات مرغوبة... للتأكد من أن المساجد لا يتم استخدامها منابر للأفكار المتطرفة. - توسيع الفرص الاقتصادية: إن مقدرة بعض المنظمات المتطرفة في تناول المشاكل الاجتماعية والاقتصادية العميقة، أدت إلى إيجاد قاعدة متنامية من المؤيدين لسياساتها. ولذلك، فإن توفير الخدمات الاجتماعية البديلة في الكثير من الأماكن قد يساعد على ضرب إغراء المتطرفين بطريقة غير مباشرة. - دعم (الإسلام المدني): إن دعم جماعات المجتمع المسلم المدني التي تدافع عن الاعتدال والحداثة، يعد مكوناً أساسياً لسياسة أمريكية فعالة تجاه العالم الإسلامي. كما يجب منح الأولوية لمساعدة جهود المنظمات العلمانية والمنظمات الإسلامية المعتدلة للقيام بأنشطة تعليمية وثقافية. كما يتوجب على الولايات المتحدة وحلفائها المساعدة في تطوير المؤسسات الديمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني. - قطع الموارد عن المتطرفين: من العناصر المكملة لإستراتيجية دعم المنظمات العلمانية والمنظمات الإسلامية المعتدلة، هو حجب الموارد عن المتطرفين. ويجب بذل هذا الجهد في طرفي دورة التمويل المتطرفة، وذلك إما في الدول التي يأتي منها التمويل (مثل المملكة العربية السعودية) أو التي يمر من خلالها (مثل باكستان) لدعم الجماعات المتطرفة. - السعي إلى إشراك الإسلاميين في السياسة النظامية: من القضايا الصعبة مدى إمكانية أن تسمح عملية تطوير ديمقراطيات إسلامية، بالمشاركة السياسة للأحزاب الإسلامية التي قد لا تكون لديها قناعات كاملة بالديمقراطية. وبالرغم من أن هنالك مخاوف من أن يتحرك الحزب الإسلامي الذي قد يتولى السلطة ضد الحريات الديمقراطية بمجرد توليه لمقاليد الأمور، إلاّ أن إشراك هذه الجماعات في المؤسسات الديمقراطية المفتوحة قد يشجع على الاعتدال في المدى البعيد. كما أن الالتزام التام باللاعنف وبالعملية الديمقراطية يجب أن يكون شرطاً أساسياً للمشاركة. - إشراك المسلمين في المهجر: إن الجاليات المسلمة في بلاد المهجر هي المدخل للشبكات، وقد تساعد على تقديم القيم والمصالح الأمريكية. فالولايات المتحدة على سبيل المثال، يمكنها العمل مع المنظمات الإسلامية غير الحكومية في التعامل مع الأزمات الإنسانية. - بناء قدرات عسكرية ملائمة: إن الولايات المتحدة تواجه حاجة ماسة إلى تقليص أكثر الجوانب وضوحاً في تواجدها العسكري في بعض المناطق الحساسة في العالم الإسلامي، مع العمل على زيادة أشكال أخرى مختلفة من هذا التواجد (كالاستخبارات، والعمليات النفسية، وبعض الشئون المدنية مثل المساعدات الطبية). وعلى الجيش الأمريكي أن يعمل على تحسين مداركه الثقافية من خلال المزيد من المختصين العرب والفرس والأفارقة في المجالات الإقليمية واللغات. استطلاع للرأي: الإسلام أكثر الأديان عنفاً!! اظهر استطلاع للرأي اجراه معهد (بيو) الدولي للابحاث (ان غالبية الامريكيين والاوروبيين قلقون ازاء تزايد التطرف الاسلامي حول العالم) معتبرين (الاسلام اكثر الاديان عنفا). وشمل الاستطلاع 17 دولة منها 6 دول ذات غالبية مسلمة وهي لبنان واندونيسيا والمغرب والاردن وباكستان وتركيا وشارك فيه 1000 مواطن في كل دولة. وابدى 22% من الامريكيين الذين تم استطلاعهم (نظرة سلبية الى الاسلام) مقابل 57% (عبروا عن نظرة ايجابية). وذكر 34% من الفرنسيين المستطلعين (ان لديهم نظرة سلبية) مقابل (64% ايجابية). واعرب غالبية الاوروبيين المشاركين في الاستطلاع عن (الشعور بتصاعد الهوية الاسلامية في بلادهم) معتبرين ذلك (سيئا لمستقبلها) فيما اكد 84% من الروس و78% من الالمان و70% في كل من بريطانيا والولايات المتحدة (تزايد قلقهم من التطرف الاسلامي). وبين الاستطلاع الذي نشرت نتائجه الجريدة الالكترونية (ميديا بول): (ان الشباب في المغرب وباكستان وتركيا لديهم تصورات وتوجهات مؤيدة للامريكيين اكثر مما هو عليه في بقية الدول) ولكنه اظهر انه بالنسبة لعدد السكان فإن الاغلبية في لبنان وباكستان وتركيا والاردن واندونيسيا لديهم نظرة سلبية الى الولايات المتحدة) بينما (ساد الانقسام في المغرب حول هذه المسألة). ويتضح من نتائج الاستطلاع (ان الدعم للعمليات (الانتحارية) انخفض في البلدان التي شهدت تفجيرات ارهابية مثل اندونيسيا والمغرب وتركيا). واشار الى (انخفاض لبنان لنسبة المواطنين الذين يرون ان استخدام العمليات (الانتحارية) والعنف امر مبرر للدفاع عن الاسلام حيث تغير من 73% في عام 2002 الى 39% الآن) و (في المغرب من 40% في العام الماضي الى 13%). وتزعزعت ثقة المستطلعين في اندونيسيا والمغرب وتركيا ولبنان منذ ابريل عام 2003 بابن لادن وتنظيمه، فيما قالت الاغلبية في الباكستان انها (تثق به حتى الآن) وفي لبنان فقط 2% اعربوا عن ثقة بابن لادن، في حين ان المتعاطفين في الاردن مع الهجمات (الانتحارية) ضد الامريكيين في العراق انخفض هو الآخر من 70% الى 49% وبنسبة اقل من باكستان وتركيا والمغرب. وقال 10% من المستطلعين الاردنيين انهم يثقون بزعيم القاعدة ويدعمونه واعتبر 57% بارتفاع من 43% في عام 2002 (الهجمات التي تقتل مدنيين (مبررة غالبا) في حين اوضح 60% ان لديهم (بعض أو الكثير) من الثقة ببن لادن. واختلفت تفسيرات اسباب الارهاب بين دولة واخرى حيث قال المشاركون في الاستطلاع (ان من عواملها البطالة والفقر وسياسة التطرف الاسلامي) فيما القى 40% من اللبنانيين و36% من الاردنيين باللائمة على السياسة الامريكية وتأثيراتها. واظهر الاستطلاع تضاربا في المشاعر حول الاسلام في الدول ذات الغالبية الاسلامية، اذ اشار المستطلعون الى (ان الاسلام يلعب دورا ايجابيا اكبر في تنمية بلادهم مما كان في السنوات الماضية)، وقالوا (ان ازدياد الفسوق والفساد الحكومي وتأثير الغرب هي من الامور التي جعلتهم يتحولون الى الاسلام). ورأت الغالبية في المغرب وباكستان (ان التطرف الاسلامي يهدد بلدهما)، فيما قال نصف المستطلعين في اندونيسيا وتركيا (ان التطرف يمثل خطرا كبيرا عليهم) وعبر عدد قليل في لبنان والاردن عن مخاوف في هذه الظاهرة. وكشف الاستطلاع (ان المسلمين ينظرون الى الدين المسيحي بسلبية اكثر من نظرة المسيحيين للدين الاسلامي) وقال (100% من المستطلعين المسلمين و99% من المسيحيين) انهم (يملكون نظرة سلبية لليهود) بينما جاءت النسبة في الاردن 99%. لوحات بوتيرو.. الضحية والجلاد في سجن (أبو غريب) 50 لوحة زيتية وتخطيطية تحمل ذلك الاسم الذي تحول إلى أسطورة الأذهان (أبو غريب)، جزء من سلسلة تتكون من 170 لوحة رسمها الفنان الكولومبي العالمي الشهير فريناندو بوتيرو، لقد تأثر هذا الفنان تأثرا بالغا بفضيحة التعذيب في هذا السجن حيث لم يتمكن الفنان من السكوت عنها، فعبر عن غضبه في لوحات صارخة تصف الإذلال والتعذيب الذي تعرض له السجناء العراقيون على يد المحتلين الأمريكيين، معادلة الضحية والجلاد في ميزان الفن. وهو من أوائل الفنانين الذين استخدموا أهوال سجن أبو غريب في لوحاتهم وأعمالهم: الضرب والتعذيب والإهانة والعيون المعصوبة والأجساد البشرية المتراكمة، ومنذ الوهلة الأولى لنشر أخبار هذا السجن عبر شاشات التلفزيون، بدأ الفنان برسم سلسلة من اللوحات المعبرة عن معاناة السجناء العراقيين وآلامهم على يد الأمريكيين (كان شأني شان أي إنسان صدمت بوحشية الأمريكيين البربرية). ودون مبالغة قال: إنه سيجعل العالم يشتعل من خلال هذه اللوحات تماما كما فعلت لوحة (الغورنيكا الشهيرة لبيكاسو). ولم يستوحي بوتيرو لوحاته من الصور المنشورة بل استوحاها من الشهادات الفعلية التي خرجت من السجن، كما أوحت له الكتابات حول هذه الجرائم برسم هذه اللوحات بأقصى ما يمكن من خيال، ففي لوحاته نرى جنديا أمريكيا يضرب بوحشية سجينا عراقيا مدمى لا حول له ولا قوة، وفي لوحة أخرى، سجينا مقيد اليدين عاري الجسد مربوطا بقضبان سجنه كما لو أنه معلق على صليب وعلى رأسه ملابس داخلية نسائية مثل قلنسوة أو كيس. وقد صرح بوتيرو مرارا بأنه لا يستطيع أن يبقى صامتا ومكتوف الأيدي تجاه الحروب والعنف اللامعقول في العالم، ولذلك صور مشهد الدماء في حرب الشوارع في كولومبيا، فهو ليس بالفنان المسالم، يقول بورتيرو: إذا كان الفن مسالما يفقد قدرته على التغير. ما هو العنف في نظر الفنان بوتيرو؟ يعتقد الفنان بأن العنف ما هو إلا نتيجة للجهل والافتقار إلى العدالة الاجتماعية والثقافة، ولكن ما حدث في سجن أبو غريب ذهب إلى أبعد من هذه الحدود لأنها كما يقول: الفنان جريمة ارتكبت من قبل أكبر قوة في العالم، إنها الوحشية البدائية التي انفجرت من أعماق الجلاد الأمريكي الذي اعتاد على اغتصاب العالم عبر تاريخه من إبادة الهنود الحمر إلى جرائم فيتنام والعراق ودعم إسرائيل. بانوراما لتاريخ الاغتيال السياسي في العالم.. ثمة تطور في طريقة القتل وأدواته هذا ما يرصده معرض الأعمال التركيبية للنحات العراقي منقذ سعيد الذي يقترب من الطقس المسرحي إذ يحاول الفنان عبر هذه الأعمال التركيبية أن يطلق صرخة احتجاج مؤلمة ضد الظلم، والقمع والاضطهاد الذي يمتد على مساحات الحياة الجميلة الضيقة. (منقذ سعيد) يسعى لأن يقول عبر هذه الأعمال: حطموا الأقفاص لكي تتحرر الطيور كفاكم قتلا أيها الطغاة!! دعوا الفراشات تعانق الزهور، دعوا القبلات تتناثر على نوافذ الروح التي تعبت من رائحة الدماء وهدير الموت. فكرة المعرض تدور حول القتل (القاتل والقتيل) أو الفرد الذي يقتل المجموع، والمجموع الذي يقتل الفرد، وهو يحاول توجيه رسالة احتجاج إلى الحضارة المعاصرة التي تقتل الإنسان بألف لون وطريقة، كما يقول الشاعر (تعددت الأسباب والموت واحد)، ولذلك ترى أن المعرض يضم السلاح الأبيض كأداة بدائية للقتل ثم تطورت أدوات القتل وصولا إلى المقابر الجماعية والأسلحة الليزرية. ولإيصال هذه الفكرة استخدمت أغماد السيوف والخناجر فقط للدلالة على أن السيوف والخناجر كرموز للقتل، ما زالت متحررة من الأغماد وتقتل البشر واستخدمت الليزر للدلالة على أن الحضارة الغربية لا تقتل الإنسان بالسلاح التقليدي بل بالتكنولوجيا. ومن يلقي نظرة سريعة على خريطة العالم يجد أن القتل الشائع في كل الأمكنة في العراق ودارفور والصومال والبوسنة والهرسك وأمريكا اللاتينية وغيرها من بؤر التوتر والاضطرابات في العالم. تجارة التوابيت تزدهر....... والطلب يتجاوز المعروض... لم يكن علي حسين محمد (67 عاما) الذي يملك محلا لصنع التوابيت وبيعها في منطقة الشهداء (وسط بغداد) يتوقع أن تقفز مبيعاته بهذا الشكل الكبير وان يتجاوز الطلب عليها العرض وهو الذي يعمل في هذه المهنة منذ الصغر. وكونه مشهورا جدا في بغداد والكل يستعيذ بالله حتى عند سماع اسمه فهو ليس بحاجة لوضع لافتة فوق محله لأن التوابيت هي اللافتة بحد ذاتها، وكذلك لا يوجد في المحل هاتف لأنه لا يستطيع أن يلبي طلبات الزبائن. وعن رواج صناعته قال: كنت في السابق اصنع تابوتا واحدا يوميا من كل نوع وكان يكفيني لأسدد مصاريف المحل والعمال وأن أعيش مع عائلتي لكن مع سوء الوضع الأمني وارتفاع أعداد القتلى بالتفجيرات والسيارات المفخخة ازداد الطلب على التوابيت بشكل كبير الأمر الذي لم أكن أتوقعه مضيفا حاليا أصنع ثلاثة توابيت وما فوق ولا أستطيع أن ألبي الطلبات التي تتزايد يوما بعد يوم. وعن ردود فعل الناس عندما يشاهدون التوابيت معروضة على الرصيف، قال علي حسين محمد: عندما يصل المارة إلى قرب محلي يستديرون ويتمتمون بكلام عن التوابيت ويستعيذون بالله من الشيطان حتى أن بعضهم يسألني لماذا لا امتهن مهنة أخرى. ملتقى للمحبة والسلام بين الشبيبة المسيحي والتجمع الاسلامي عقد يوم الاثنين الموافق 9/5/2005، الملتقى السنوي الأول (ملتقى المحبة والسلام) بين (لقاء الشبيبة الجامعي المسيحي) و (التجمع الإسلامي لطلبة العراق). جاء هذا الملتقى ليعبر عن خطوات التواصل والحوار ضمن مساعي بناء عراق الذي يستوعب الآخر المختلف والمشترك في الجغرافيا والثقافة، وسعى هذا اللقاء إلى وضع البدايات الصحيحة في تعميق أوامر التعاون والتكاتف حيث أكد كل طرف على أن الحياة اليوم لاتحتمل التقاطع والابتعاد بالمعنى الاجتماعي والثقافي، بل الاجتهاد في بذر حياة التوازي المشترك الذي يؤمن بأن الأديان جميعها كدح إنساني نحو الحقيقة ينطلق من محنة الحياة وصعوبتها المستمرة، جاءت كلمات الملتقى لتقول كما قال الإمام علي (ع) (الناس اثنان، إما أخوك في الدين، أو نظير لك في الخلق) لكي يتواصل مع (خلق البشر كلهم من أصل واحد، وأسكنهم على وجه الارض كلها، ووقت لهم الازمنة وحدد لسكانهم الأماكن) (أعمال الرسل: 26:7) هكذا يصبح اللقاء الثقافي والإنساني جسرا يربط أطراف الحياة المترامية. وتحدث حسن ذيان حمزة (من التجمع الإسلامي) عن معنى الحوار مذكرا أن للحوار معنى واسعاً والذي يعنينا هنا هو الحوار الديني الثقافي فقد قال بأن الحوار الديني الثقافي هو تبادل المعارف والمعلومات المتعلقة بثقافات الأطراف المتحاورة، بأن توظف آليات الحوار جميعها لأجل التبادل المعلوماتي، وما تتكفله الأطراف المتحاورة هو حرية عرض الآراء والمعلومات والحقائق فيعرض المسلم أراء دينه وأفكار علمائه والمسيحي كذلك. إن ما نربو إليه في المستقبل هي محاور سعى الإنسان للوصول إليها وهي (البحث عن الحقيقة). |
||||
|
||||
|