|
||||
ردك على هذا الموضوع | ||||
مثلث الموت... بدايات التسمية والتشكل القاتل |
||||
حيدر الجراح | ||||
يعود ظهور تسمية مثلث الموت إلى العام 1998 حين نشرت مجلة المجلة السعودية في عددها 937 والصادر في 25/كانون الثاني 1998، تحقيقا احتل عنوانه الغلاف الخارجي، وجاء على الشكل الآتي: مراسل المجلة في مثلث الموت الجزائري، (كتيبة الأهوال) تقتل كل من يملك ثلاجة أو تلفزيوناً. يذكر كاتب التحقيق أن ما اصطلح على تسميته بالجناح الغربي لطوق الموت الذي يحيط بالعاصمة الجزائرية في شكل مثلث تمتد قاعدته الجنوبية من (البليدة) غربا إلى (المدية) ثم إلى (الاخضرية) في أقصى الضاحية الشرقية مرورا ببعض المدن الصغيرة التي كانت القرى المحيطة بها مسرحا لأغلب مجازر الجماعات المسلحة في المنطقة الممتدة من (الأربعاء) إلى (مفتاح) إلى (خميس الحنشنة)، وللتنقل من قاعدة (مثلث الرعب) المذكورة إلى رأسه بضاحية (الحراش) و (الاوكاليبتوس) شرق العاصمة يمتد جناح المثلث في الجهة الشرقية من (الاخضرية) إلى (الثنية) والى (بودواو) إلى الحراش، أما الجناح الغربي الذي سلكناه فيمتد على طول الطريق التي سلكناها إلى البليدة عبر بوفاريك.. لاحظ التشابه الجغرافي بين مثلث الموت الجزائري ومثلث الموت العراقي.. وهناك تشابه آخر في اسم احد الكتائب وهو (كتيبة الأهوال) التي لها شبيه في التسمية في العراق. يذكر كاتب التحقيق أن بيانات تلك الكتيبة تتضمن فتاوى متشددة تكفر كل من يترددون على أضرحة (الأولياء الصالحين) أو على (زوايا) الطرق الدينية المنتشرة بكثرة في منطقة الغرب الجزائري. كما تشير العديد من شهادات الناجين إلى أن مقاتلي (الأهوال) أثناء ارتكابهم المجازر كانوا يقتلون دون تردد كل من يعثرون في بيته على ابسط التجهيزات المنزلية الحديثة وبالأخص جهازي التلفزيون والثلاجة، اللذين أصدرت الكتيبة فتوى بعدم جواز استعمالها شرعا، وتوعدت بالانتقام من كل من يمتلكهما في بيته. وتؤكد الشهادات أن (الكتيبة) تسلط عقابا دمويا رهيبا على من يحاول الفرار من مقاتليها المعارضين لتصعيد المجازر الجماعية العشوائية التي لا تستثني حتى الأطفال والنساء والعجزة وحول استهداف الأطفال يورد الكاتب الجزائري عز الدين ميهوبي في كتابه (التوابيت: في رواية ما حدث للصحافي) فتوى لأحد أمراء الجماعات المسلحة يقول فيها: (باغتيالكم الأطفال يجنبوهم النشأة في ديار الكفر، إنكم أنصار الله ونحن خدامه إننا في مرتبة الأنبياء لذا يجب القضاء على الكفار وعلى كل الذين ليسوا معنا لأنهم مع الطاغوت، يجب أن تواصلوا الجهاد المقدس ضد الكفار لان جزاءكم قصور الجنة). ويروي أحد الفارين من صفوف الكتيبة، إن الكتيبة حين تقبض على من يحاولون الفرار من بين مقاتليها، تقوم بربطهم وتعليقهم على أعمدة حديدية تضرم تحتها النيران، ويتم شويهم كالخرفان على نار هادئة، بأمر من أمراء الكتيبة، وتنتفخ أجسادهم تدريجيا، ويتصبب العرق الشديد من جلودهم التي تزداد اصفرارا وهم أحياء يتلوون من الألم، إلى أن تنفجر جثثهم وتتناثر أحشاؤهم على الأحراش المجاورة. في العدد 943 من نفس المجلة يتصدر الغلاف تحقيق آخر حمل عنوان (مسبيات ومتطوعات ومأجورات) جزائريات يطبخن ويقاتلن ويذبحن كالرجال. يذكر كاتب التحقيق أن الحديث عن مقاتلات الجماعات المسلحة قد برز بشكل خاص مع تصعيد موجة المجازر الأولى على منطقة (مثلث الموت) في (الميتيحة) حيث وردت على لسان الناجين القلائل من تلك المجازر شهادات عديدة عن مشاركة نساء في ارتكاب المجازر، وبالأخص في مجزرة (بن طلحة) التي ذهب ضحيتها أكثر من 300 من المدنيين وذكر الناجون من تلك المجزرة الرهيبة إن أوامر الذبح والحرق والتقتيل كانت تصدر عن امرأة من مقاتلات (الجماعة المسلحة) اشتهرت بلقب (نصيرة) ونصيرة هذه تقول عنها امرأة اختطفت من قبل (الجماعة) في مطلع العام 1997 في معرض شهادتها ان من بين الذين قاموا باغتصابها جماعيا امرأة تدعى نصيرة، كما أن شهادات أخرى ذكرت أن نصيرة كانت تتطوع دوما لتنفيذ أحكام الإعدام ضد (الأسرى) بعد إصدار الحكم عليهم من قبل شقيقها، خاصة حين يتعلق الأمر بالنساء، حيث تتلذذ كثيرا بتعذيبهن حتى الموت، وذكر ناجون من إحدى المجازر أن نصيرة هي التي تزعمت (الجماعة) التي ارتكبت المجزرة، وروى شهود عيان أنهم رأوا نصيرة وهي تقوم ببقر بطن امرأة حامل وتستخرج جنينها، ثم تقوم بتقطيعه بحد السيف. ويمضي التحقيق متحدثا عن امرأة أخرى تنتمي إلى (الجماعة المسلحة ) اسمها (زهور) لاحظ المفارقة بين الاسم والفعل، أول عملية اشتركت زهور في تنفيذها كانت اغتيال شقيقها الأكبر الذي يعمل ضابطا في الجيش حيث دعته إلى تناول العشاء في بيتها، ثم سربت الخبر إلى ابنها كمال فقام بترصده عند مدخل الحي واغتاله، ثم فر برفقة والدته إلى معاقل الجماعات المسلحة في الجبال، وبعد قرابة عام من ذلك اشتركت زهور أيضا في اغتيال شقيقها الأصغر حسان الذي كان موظفا في شركة صناعة السيارات في مدينة الروبية، ثم أمرت بعض أفراد (الجماعات) الذين ينشطون تحت امرأة ابنها كمال، بان يحضروا والدتها مباركة وأختها ربيعة التي كانت مخطوبة لأحد رجال الشرطة حيث احتجزتهما في مخبأ تابع للجماعة وقامت بتعذيبهما بوحشية حتى الموت. |
||||
|
||||
|