|
ردك على هذا الموضوع |
الإمام علي (ع) وميكافيللي |
عباس خضير كاظم* |
|
تشدّد هذه الدراسة على المقارنة بين عملين شهيرين لكل من الإمام علي بن أبي طالب (ع) في عهده لمالك الأشتر، وميكافيللي في كتابه الأمير. وعلى الرغم من الاختلافات الكثيرة بين العملين، فإنهما يتوفران على نقاط مشتركة جمّة تتيح ترشيحها، بشكل لائق، لمقارنة شاملة. لقد كان الغرض الذي حدا بالإمام علي (ع) إلى كتابة عهده هو الغرض نفسه الذي دعا ميكافيللي لكتابة الأمير: والغرض هو إبداع دليل سياسي لأمير جديد، دليل لعله يكون ذا نفع للقارئ الواعي (1). وعلى أية حال، فإن الاختلاف الأساسي في المقترب جعل المقارنة أكثر فائدة، لا سيما حين أنتج المقتربان المختلفان، في بعض الأحيان، مواقف متشابهة تجاه قضية معينة، مثل قضية الجيش والمستشارين. يمكن أن يعزى الاختلاف بين مقترب الإمام علي (ع) الأخلاقي وتعاليم ميكافيللي المتجردة عن الأخلاق إلى الحقبة والظروف اللتين عاش فيهما الإمام علي (ع) وميكافيللي، زيادة على اختلاف طبيعة وشخصية كل منهما، كان الإمام علي(ع) حاكم دولة دينية حيث كان الأمير فيها مجرد ممثل (خليفة) لله، ولا يستطيع أن يعارض حدود إرادته، وقد أُنتخب الإمام علي (ع) لهذا المركز لا لشيء سوى إمكاناته في المحافظة على هذا الدور، ومن جهة أخرى، كان ميكافيللي نتاج نظام اجتماعي وسياسي أفضى به إلى الاقتناع بأن الدين هو العقبة الكأداء التي تحول دون الازدهار السياسي في إيطاليا، وأن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة سيكون بعودة تامة إلى السياسة الوثنية (2). عن القسوة * (ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله، وتعجيل نقمته من إقامةٍ على ظلم) الإمام علي (ع) عهد لمالك الأِشتر ** (يجب على الأمير ألا يأبه بتهمة القسوة ما دام يبقي رعيته متحدة وموالية) ميكافيللي، الأمير عندما يشار إلى الحكام أن يكونوا حازمين كيما يوفّوا واجبات الحكومة، فإنهم يكونون عرضة لتجاوز حدود العزم والسقوط في القسوة، حيث تترك الإصلاحات وتساق التسويغات لذلك، وبناء على ذلك، يصبح الظلم ناتجا ثانويا للعبة السلطة، ويصل الحال بالمشاركين إلى أن يشددوا على كيفية قيام هذا الظلم بما يفي بالحاجة، وأي ظلم يستحسن كعزم، أو يستنكر كقسوة، كان مقترب ميكافيللي لهذا المأزق مقتربا عمليا بدلا من كونه أخلاقيا، لأن ميكافيللي لم يكترث بالانتهاكات الأخلاقية إذا ما كانت النتيجة نجاحا على المستوى العملي. فالرغبة في الرحمة غالبا ما تعترضها ضرورة القسوة، ومن هنا يجب على الأمير، طبقا لميكافيللي، أن يتبع الضرورة وليس الرغبة، إذا أراد أن يتجنب دماره، وفي الحقيقة أنه من خلال فعل حالات قليلة جدا، يمكنه أن يكون أكثر رحمة بحق.. لأنه بذلك، يمنع حدوث اضطرابات متى ما أرتكب القتل والسلب، ذلك أن هذه الاضطرابات تسيء إلى مجتمع كامل، في حين تؤثر الإعدامات القليلة في بضعة أفراد فقط (3). تبدو هذه الصياغة مقنعة تماما ما دام المرء ليس من بين البضعة أفراد! ومن جهة أخرى، ينظر الإمام علي (ع) إلى القضية من زاوية مقابلة، فالأفراد يحظون بالأهمية نفسها بما أنهم أمة مشتركة، وهو لا يعذر مالك الأشتر في الإخلال بحقوقهم، يقول: ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم فإنهم صنفان: أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق (4). بهذه العبارة يعيد الإمام علي (ع) تأسيس مبدأ في الفكر السياسي الإسلامي، وهو مسؤولية الحاكم تجاه غير المسلمين (5). يعتقد ميكافيللي بأن القسوة يمكن أن تستخدم بشكل جيد أو سيئ (6)، وهو يؤكد أن القسوة يمكن أن تستخدم بشكل جيد عندما تنجز أفعال القسوة على نحو فوري وبوقت قصير، ولذا فإن الناس يشعرون بحدتها وسرعان ما يتغلبون على مرارتها بفضل المنافع الثانوية، ويجادل ميكافيللي في أنه هو الذي طبّق مثل هذه الأنواع من القسوة، يمكنه أن يسلم من عواقبها وحتى أن يجد بعض الشفاعة، في عيون الله والإنسان (7)! ومن جهة أخرى، تستخدم القسوة بشكل سيئ عندما تصبح عادة، ومن ثم ينمو شعور لدى الناس بعدم الثقة، وذلك لأنهم لم يتحصلوا على أي شيء آخر غير المزيد من القسوة، ومن اللافت للنظر، أن ميكافيللي لا يذكر أبدا ما إذا كان استخدام القسوة- سواء أكان بشكل جيد أم بشكل سيئ - يعتمد على استخدامها ضد أولئك الذين يستحقونها أم لا، ويدعّم ميكافيللي القسوة العملية التي تحقق النتائج المرغوب فيها، فضلا عن قضية تسويغ هذا النوع من القسوة. يتبنى الإمام علي (ع) استخدام القسوة بشكل مناقض- فهو لا يجد ذريعة لأفعال القسوة - وفي رأيه، يقوم الظلم بـ(تعجيل نقمته (8) نقمة الله، وجر الدولة إلى دمارها)، وطبقا للإمام علي (ع)، ليس من المهم سواء أأعادت جريمة مكانة الدولة أم لا، وأي شخص يرتكب جريمة (وبضمنهم الحكام) يجب أن يعاقب، وحتى في حالة الموت الخطأ، لابد للأمير من أن يعوّض عائلة المتوفى، وبخلاف ميكافيللي، يؤمن الإمام علي (ع) بأنه لن تكون هناك شفاعة مجدية أمام الله لسفك الدماء من دون سبب مشروع، فقد كتب الإمام علي: والله سبحانه مبتدئ بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة (9). ولقد كانت أوامر الإمام علي لمالك الأشتر في غاية الوضوح يقول: (إياك والدماء وسفكها بغير حِلِّها، فإنه ليس شيء أدنى لنقمةٍ، ولا أعظم لتبعةٍ، ولا أحرى لزوال نعمةٍ وانقطاع مدةٍ، من سفك الدماء بغير حقها، فلا تقوّين سلطانك بسفك دم حرام، فإن ذلك مما يضعفه ويوهنه، بل يزيله وينقله، ولا عذر لك عند الله ولا عندي في قتل العمد، لأن فيه قود البدن، وإن ابتليت بخطأ وأفرط عليك سوطك أو سيفك أو يدك بالعقوبة (10)، فأن في الوكزة فما فوقها مقتلة، ولا تطمحنّ بك نخوة سلطانك عن أن تؤدي إلى أولياء المقتول حقهم). إن سمة الجانب العملي التي حفزت ميكافيللي على عقلنة القسوة استقامت على بضعة أسس: أولا، هيمنة أخلاقية الدولة على جميع أشكال الاعتبارات الأخلاقية الأخرى، وفي نظام تكون فيه الدولة هي السلطة الأساسية، تنسحق أخلاقية الفرد تحت وطأة مجال جبار، وفي مثل هذه الحالة، لا تعنى أخلاقية الدولة بمصالح الفرد الخاصة عندما تكون مصالح المجموع رهن الخطر، ثانيا، إن دور ميكافيللي في الاستشارة جعله عاجزا عن فرض القوانين، ولقد كان قادرا، فقط، على أن يقول: ذلك ما يجب فعله بدلا من القول: أفعل هذا! ثالثا، إن المصادر التاريخية التي بنى ميكافيللي عليها نتائجه كانت مجهزة لمثل هذه الخلاصة، تبدو هذه النتيجة محتومة بالنسبة لأولئك الذين يعوّلون على تحليل التاريخ لينسجم مع خطة المستقبل، ذلك لأن الحوادث التاريخية تميل إلى الوضوح بذاتها، وتتعلق المسألة بما إذا كان بإمكان المرء أن يكرر هذه الحوادث أم لا، وإذا استطاع ذلك، ستدور المسألة حول إمكانية المرء الإفضاء إلى الخلاصة نفسها، وقد انصرف ميكافيللي نفسه إلى هذه القضية في كتابه الأمير، وخلص إلى ما يلي: وكما قلت يحدث هنا، أن يستخدم اثنان مناهج مختلفة ربما تفضي بهما إلى النتيجة نفسها، وقد يتبع اثنان المنهج نفسه فينجح أحدهما ويفشل الآخر، ويعزو ميكافيللي التنوع إلى تكيف الأفعال للحقب والظروف أو عدم تكيفها. وعلى العكس، دشّن الإمام علي شيئا جديدا، فالتاريخ يستشف ولا يحاكى، باستثناء تاريخ إرادة السلام والخير، لقد ابتدع الإمام علي حكومته الخاصة لتكون حكومة عادلة وديمقراطية بحق، فالسلطة منوطة بالناس، بينما الحاكم مجرد وسيط، يقول: إن كانت الرعايا قبلي لتشكو حيف رعاتها، وأنني اليوم لأشكو حيف رعيتي كأنني المقود وهم القادة، أو الموزوع وهم الوزعة (11). وبهذا القول لا يشير الإمام علي إلى حكم دهماوي من طرف الناس، بل يشير إلى مأزق طبيعي يواجهه قائد جديد يتبنى الديمقراطية بعد عقود من الاستبداد، إن رعايا الإمام علي لم يعرفوا كيفية ممارسة الديمقراطية، لذلك غالبا ما أساؤوا استخدام علاقة القائد- المقود، ولقد تكلم الإمام علي أيضا بسلطة القائد، ولذلك كان أول من قال: على تلك الطريقة أريد منك أن تصرف الأمور، فلتفعل ذلك! كان ذلك العلاج المرّ الذي كان مالك الأشتر وأقرانه يرغبون من خلال القبول بالمنصب، في تناوله كوصفة من دون أن يتناولوا معه شيئا يجعله أقل وطأة من الإيمان المطلق ببراعة الوصف. إن عاملا في حكومة الإمام علي لابد أن يخوض غمار حرب مستمرة ضد طبيعته الشخصية، فمن المأمول من العامل أن يبدي تسامحا عندما يكون الانتقام مطلبا معتادا، وأن يبتسم عندما يمتلئ غضبا، وليس مسموحا له ارتكاب الأخطاء، مع أنه يقبل بحقيقة أن الآخرين يرتكبون الأخطاء (12)، يجب على العامل، بوصفه موظفا رسميا، القبول بموقعه ضمن التراتبية، حيث يكون الله في قمة الهرم، ويجب عليه محاكاة الله في أفعال الرحمة والتسامح، ومع ذلك فإن الإمام علي يحذره: إياك ومساماة الله في عظمته، والتشبه به في جبروته (13). ومن جهة أخرى، يُنصح الموظف الرسمي- بحسب ميكافيللي - أن يظهر وأن يُظهر فقط، أنه يتمتع بخصائص فاضلة، فما يتعين فعله، في الواقع، كان أمرا آخر، كان عليه أن يتصرف طبقا لمبادئ البيئة السياسية، وأن يتعلم أن يكون خيّرا فقط عندما يكون ذلك مجمّلا لسلطته السياسية، تماما مثل تبرعات التجار كما سيدعو الإمام علي ذلك. عن الاستشارة * (ولا تدخلن في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل، ويعدك الفقر) الإمام علي، عهد لمالك الأشتر ** (وهكذا عندما لا يكون بوسع الأمير أن يتخذ من الكرم فضيلة له من دون أن يحفَّ نفسه بالخطر، يجب عليه إذا كان حكيما أن لا يحفل بقلب بخيل) ميكافيللي، الأمير إذا كان اتخاذ القرارات السياسية من دون التماس نصيحة يعني الدكتاتورية، فإن ارتكاز هذه القرارات على نصيحة خاطئة أو مضلّلة يؤدي إلى عواقب وخيمة، وعلى ذلك، فإن مهمة اختيار مستشارين هي المهمة الأصعب والأكثر ثقلا من بين المهمات الأخرى، وليس بكاف نشدان الرجل الأكثر حكمة من دون الاهتمام بما ستفضي إليه حكمته، وكلاهما، الإمام علي وميكافيللي، أوليا عناية خاصة بهذه المجموعة، مجموعة المستشارين، كل بحسب أغراضه. لقد نبّه الإمام علي (ع) مالكا على أنه هو، وحده، المسؤول عن مآل القرارات، على الرغم من أنه يشارك في اتخاذ القرار مع مستشاريه، ولذلك عليه أن يكون بالغ الحيطة مع الذين يكونون موضع ثقته، يقول: (والصق بأهل الورع والصدق ثم رضهم على أن لا يطروك ولا يبجحوك بباطل لم تفعله). يبدو أن خطر الإطراء متفق عليه من طرف الإمام علي وميكافيللي، فحوى الرسالة هو أن الإطراء يسبب الفساد الذي يسبب، تبعا لذلك، سقوط الإنسان: (لا أود أن أغفل مسألة بالغة الأهمية تتعلق بخطر داهم على الأمراء تجنبه، ما لم يكونوا حصيفين وحكماء في اختيار وزرائهم، وأعني بذلك المتملقين الذين تعج بهم البلاطات، فهناك طريقة واحدة فقط للاحتراس من الإطراء، وهذه الطريقة هي أن تشيع انك لن تغتاض من الكلام الصريح (14). وعلى أية حال، يبدو مقترح ميكافيللي في كيفية معالجة إطراء محتمل، يبدو مقترحا سلطويا إلى حد ما بخلاف مقترح الإمام علي، ففي حين يحث ميكافيللي الأمير على الإصغاء إلى الناصحين، يقترح أن على الأمير أن لا يسمح لناصحيه بالكلام ما لم يُطلب إليهم ذلك، لأنه إذا ما تكلم أي شخص بجرأة أمام الأمير، فأنه يفقد احترامه (15)، وبدلا من ذلك، يجادل ميكافيللي في أنه يجب أن يُسمح، فقط، لأولئك الذين عرفوا بالحكمة والتعقّل أن يصرحوا بآرائهم، لأن الرجال مختلفون تماما من حيث قدرتهم على تحليل المواقف النقدية، فثمة رجال يفهمون الأشياء بحسب فهمهم الخاص، وثمة رجال يحتاجون إلى توضيح كيما يفهموا، وثمة رجال لن يفهموا الأشياء على الإطلاق (16)! وينصح ميكافيللي الأمير بأن ينتخب النمط الأول من الوزراء، مع أنه يحذر ويتنبّه إلى التهديدات المحتملة من مثل هؤلاء الرجال، وذلك لأن لهم مطامحهم المختلفة لذلك، ورغم ذلك، فإن المرمى الوحيد للأمير هو أن يحافظ على حكمه، وبناء على ذلك، يجب عليه أن يضع هذه المطامح قيد المراقبة دائما. ومن جهة أخرى، يعالج الإمام علي المشورة السيئة في عملية الترشيح، فهو يقول: إن شرّ وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرا، ومن شركهم في الآثام (17)، ينصح الإمام علي بحكومة جديدة كليا، حكومة متنزّهة عن خطايا الماضي وعاداته، حالما ينتخب الأمير المستشارين الملائمين، يمكنه أن يعتمد عليهم في تحقيق ما يرغب فيه، لأنهم لن يخدعوه أو يسيئوا استعمال الثقة التي حباهم إياها، كان ذلك ما فعله في بداية حكومته، فقد عزل كل أولئك الذين ولّوا لأي سبب غير الجدارة والمآثر، وولّى الآخرين الذين سيكونون - بحسب رأيه - مؤهلين لمناصبهم، وأبقاهم، مع ذلك، قيد مراقبته الدقيقة. قدم ميكافيللي منهجا لن يخفق (18) - بحسب تعبيره - في تقييم المستشارين، أي في إلقاء نظرة دقيقة على أولويات الوزير، فإذا ما كان يفكر بنفسه أكثر من تفكيره بسيده، فلابد من تجنبه وعدم الثقة به، ذلك أنه بتفكيره بمنفعته الخاصة، سوف ينتهك أساس واجبه، وحالما يضمن الأمير أن مستشاره يتمتع بعناصر الولاء والثقة، عندئذ عليه أن يعزز هذا الولاء، ويحصن العلاقة بتحقيق جميع رغبات المستشار، يجب عليه أن يمنحه كل الأوسمة والثروة التي يحتاجها، ولذلك ومن جهة، لا يمكن لأحد أن يستميله بأية وعود، وإنه من جهة أخرى، سيخسر خسارة بالغة إذا ما قهر سيده منافس ما. للإمام علي الرأي نفسه في تأسيس العلاقة بين الأمير ومستشاريه، وعلى أية حال، فإن منهجه يختلف قليلا، فبعد التأكد من أن المستشار ليس بخيلا، أو جبانا أو جشعا، وأنه لم يقم بمهام الظالم في الماضي، عندئذ يتحول إلى خصيصتين بالغتي الأهمية تؤهلان، من وجهة نظره، الرجل للمنصب، وهاتان الخصيصتان هما مخافة الله وقول الحق(19)، فمخافة الله تضمن الولاء، وقول الحقيقة تولد النصيحة الصادقة، لذلك، على الأمير أن يظهر انشغاله بشأن الطريقة التي يتصرف بها أولئك الرجال، ويجب أن لا يعامل المحسن والمسيء سواء بسواء، لأن في ذلك تزهيدا لأهل الإحسان في الإحسان، وتدريبا لأهل الإساءة (20). أخيرا، اعتقد كلٌ من الإمام علي وميكافيللي بأن المستشارين لا يمكن أن يكونوا خيّرين بالنسبة لأمير أحمق، أو كما يعبر ميكافيللي، على نحو فظ، إن أميرا بلا حكمة يتوفر عليها بنفسه، لا يمكن أن ينصح بشكل حسن (21)، وبناء على ذلك، يجب عليه أن يتوفر على الخصائص الجيدة التي تمكنه من أن يميز بين النصيحة الخيرة والنصيحة السيئة، وأن يتبع النصيحة الخيرة وينبذ النصيحة الضارة، ويخلص ميكافيللي إلى أنه إذا ما وضع نفسه بيدي وزيره، فسيكون عرضة لأن يجرد من دولته. عن الجيش * (فول من جنودك أنصحهم في نفسك لله ولرسوله ولإمامك) الإمام علي، عهده لمالك الأشتر ** (حتى أنهم سيكونون أفضل حينما يرون أنفسهم منقادين لأمير منهم، أمير يشرفهم ويرعاهم) ميكافيللي، الأمير زعم ميكافيللي أن الحرب لا يمكن تجنبها أبدا، وإنما يمكن فقط، تأجيلها لأغراضه (الأمير) الخاصة ، وبناء على ذلك، تشكلت الجيوش، واكتسبت شرعيتها بوحي من هذا الزعم الذي مفاده أن لا دولة يمكنها أن تكون محصنة ضد خطر العدوان، أو تهديده، ومن هنا، كانت الأولوية الرئيسة للحكومات هي أن تتكفل بأمن وجودها، وأن تستعد للدخول الحتمي في الحرب في الوقت المناسب، لقد وصف الإمام علي الجنود بأنهم حصون الرعية التي يجب أن تلقى عناية كافية من الأمير، ويواصل الإمام علي الكلام على الجنود (وليس تقوم الرعية إلا بهم، ثم لا قوام للجنود إلا بما يخرج الله لهم من الخراج)(23). لا تعرف الجيوش، فقط، بكونها عبأ، وبكونها تعتمد على الدولة كليا، وإنما هي، أيضا، ذات خطورة محتملة، وعلى ذلك، من المهم بالنسبة للأمير أن يضعها قيد المراقبة، وأن يضمن ولاءها، وبحسب رأي الإمام علي، يمكن أن يتحقق هذا عبر تعيين الرجال المناسبين لهذه المسؤولية، الرجال العطوفين والشفوقين والقويمين. (وليكن آثر رؤوس جندك عندك من واساهم في معونته، وأفضل عليهم من جدته، بما يسعهم ويسع من وراءهم من خلوف أهليهم، حتى يكون همهم هما واحدا في جهاد العدو) (24). ومرة أخرى، يلفت انتباهنا إلى أن الترشيح الناجح هو الخطوة الأولى لضمان ولاء الرجال، في حين إن الرعاية الدائمة لهم يمكنها، وحدها، أن تصون وحدتهم وولاءهم، وفي هذا القسم من العهد، أدى الإمام علي دور عالم نفساني عسكري حديث، فهو يجادل بحق، في أن الجنود الذين يزحفون إلى الحرب يجب أن لا يركزوا على أي شيء آخر غير إيقاع الهزيمة بالعدو، ولذلك، فمن واجب الأمير أن يعين القادة البارعين الذين يرعون المحاربين، يقول الإمام علي: (ثم تفقد من أمورهم ما يتفقد الوالدان من ولدهما) (25)، ومن المهم جدا التأكد من أن أسرهم يحظون بالرعاية، وعلاوة على ذلك، يحث الإمام علي مالكا الأشتر على إن يطري جنوده وضباطه مرارا وتكرارا لكل ما يقدمونه من خدمات، يقول الإمام علي: (فأفسح في آمالهم وواصل في حسن الثناء عليهم وتعديد ما أبلى ذوو البلاء منهم، فإن كثرة الذكر الحسن لأفعالهم تهز الشجاع، وتحرض الناكل، إن شاء الله) (26)، وأخيرا، يحذر الإمام علي مالكا الأشتر من المعاملة المتحيزة بإزاء رجاله اعتمادا على موقع أحدهم في المجتمع: (ثم أعرف لكل امرئ منهم ما أبلى، ولا تضيفن بلاء امرئ إلى غيره، ولا تقصرن به دون غاية بلائه، ولا يدعونك شرف امرئ إلى أن تعظم من بلائه ما كان صغيرا، ولا ضعة امرئ أن تستصغر من بلائه ما كان عظيما) (27). وبالنسبة لميكافيللي، فإن القوات المسلحة هي أحد أساسين رئيسين للدول كلها، جديدها أو قديمها، أو التي تمزج بين الأثنين، هذان الأساسان هما: القوانين الجيدة good والأسلحة الجيدة (28)، وإذا أخذنا مقترب ميكافيللي بعين الاعتبار، فإن كلمة جيدة good تستخدم بأية حال، بمعنى عملي practical، أو إجرائي functioning بمعنى أخلاقي moral أو عادل just، وهكذا تساعد الأسلحة القوية القوانين (سواء أكانت عادلة أم ظالمة) على أن تصبح مطاعة وسارية المفعول، يحدد ميكافيللي الأنواع المختلفة من الجيوش التي وجدت في عصره، ويفكر فيها بوضوح: (المرتزقة والحلفاء خطرون ولا جدوى منهم، والقائد الذي يبني دولته على جيوش المرتزقة لن يكون مطمئنا أبدا، وجند من هذا النوع مفككون، وطموحون وغير منضبطين وخونة، وهم لا يخافون الله، وليس لهم ولاء للرجال) (29). لقد حدد ميكافيللي السبب الذي جعله يعتقد بخطورة المرتزقة، إنه يتعلق بالظروف التي جندوا واستخدموا في ظلها، فهم أرسلوا ليقاتلوا أعداء أناس آخرين من دون سبب يخصهم، وفائدة يغامرون من أجلها، وعلاوة على ذلك، فهم غالبا ما يكونون مدفوعين بفعل العوز، وهكذا ليس لديهم حافز يجعلهم يرغبون في الموت من أجل من أستأجرهم، والخطر أسوأ بالنسبة لقادتهم: (إن قادة المرتزقة أما أن يكونوا رجالا ممتازين أولا، فإن كانوا ممتازين، فلا يمكنك عندئذ أن تمحضهم ثقتك، ذلك لأن لهم دائما مطامحهم الخاصة بالسلطة، ولذلك أما أن يهاجموك، يهاجموا سيدهم، أو أن يضطهدوا الآخرين إلى ما وراء أغراضك، وإذا ما كان القائد رجلا عاجزا، فلتتيقن، على العموم من أنك ستتحطم على يديه) (30). يواصل ميكافيللي، بعد ذلك، القول عبر تقديم نماذج تاريخية ليبرهن على صحة رأيه، فعلى وجه التقريب، خسر القرطاجيون دولتهم لصالح المرتزقة، والميلانيون الذين استأجروا فرانسسكو سيفورزا الذي- بعد أن تغلب على العدو - انقلب ضد أسياده، غالبا ما يثبت ميكافيللي نتيجة المحاجة لصالحه حتى إذا كان التاريخ- وسيلته في الإقناع - ينقلب ضده، وفيما لو رد شخص ما وقال إن الفينسيين والفلورنسيين كان لهم نجاح مع هذه الأنواع من الجيوش، فإن ميكافيللي يجيب: (فيما يتعلق بالفلورنسيين، فإنهم كانوا محظوظين جدا) (31)، وعلى نحو مشابه، لا يمكن تزكية جيوش الحلفاء، لأنهم كما أوحى ميكافيللي، قد يكونون جيدين أو سيئين بحد ذاتهم، لكنهم دائما مضرين بالنسبة لمن يستخدمهم، فلأن خسرت معهم تكون محطما، ولأن ربحت، تصبح أسيرهم (32)، ومرة أخرى، لا يدع ميكافيللي خيارا أو احتمالا لنتيجة جيدة، فهو يحصر، بحذق، المحاجة في احتمالين فقط، وكلا الاحتمالين ينذر بالكارثة، وبخلاف المرتزقة، فإن زمر الحلفاء، كما يحذر ميكافيللي، خطرة إلى أقصى حد (33)، فهم متحدين وموالون لسيدهم الأصلي وليس لمن يستخدمهم، والتجربة المحزنة لليونانيين مع الأتراك تبين بشكل جيد، ما كان يعنيه ميكافيللي. وعندما يواصل ميكافيللي حديثه الموسع عن جميع أنواع الجيوش، يبدو أنه يستنفد جميع أنواع الاحتمالات مبينا خطورتها، ومستثنيا نوعا واحدا من هذه الاحتمالات يفضله لتحقيق غايته، وكيما يبين أهمية أن يمتلك المرء جيشا خاصا به، يذكر بحذق بالغ، بهذه الحكاية المؤثرة، بقوة من الكتاب المقدس: عندما تطوع داوود في حضرة شاوول للانطلاق إلى قتال جوليات، فإن المتحدي الفلسطيني، شاوول، ومن أجل أن يشجع داوود، زوده بأسلحته الخاصة، ولكن عندما حاول داوود أن يختبر هذه الأسلحة رفض ارتدائها... وفضّل مواجهة العدو بسكينه ومقلاعه (34)، يخلص ميكافيللي إلى أن لا جيوش يمكن أن تكون مأمونة ومؤثرة وموالية مثل جيوش المرء الخاصة، وإذا ما ارتبت في ذلك، تأمّل التاريخ، وإذا ما بقيت في شك من ذلك، فهذه كلمات الله! وفي هذا السياق، فإن رسالة ميكافيللي والإمام علي هي إن إخلاص الجيش وولاءه- اللذين يجب أن يكونا مكفولين قبل القوة - أمر ذو أهمية قصوى، وذلك لأن الإخلاص والولاء إنما هما سمتا الأمان للجيش، في حين أن القوة وحدها إنما هي سمة خطرة، وكما أن جيشا ضعيفا يؤدي بالأمير إلى فقدان دولته لصالح الأعداء، فإن جيشا قويا، ولكن غير موالِ، قد ينقلب ضده حالما تسنح الفرصة. عن المعاهدات * (وإن عقدت بينك وبين عدوك عقدة أو ألبسته منك ذمة فحط عهدك بالوفاء، وأرع ذمتك بالأمانة، وأجعل نفسك جنة دون ما أعطيت، فإنه ليس من فرائض الله شيء الناس أشد عليه اجتماعا، مع تفرق أهوائهم وتشتت أرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود) الإمام علي، عهده لمالك اللأشتر ** (ومن هنا، ليس فإمكان أمير حكيم، ولا يجب أن يحفظ عهده عندما لا يكون حفظ العهد لصالحه، أو عندما لا تعود الأسباب التي دفعته إلى ذلك نافذة المفعول) ميكافيللي، الأمير إن الفصل الثامن عشر من كتاب الأمير هو فصل سيء الصيت إلى أبعد حد، إذ يعالج فيه ميكافيللي الطريقة التي يجب أن يعامل فيها الأمراء عهودهم، وفي هذا الفصل أيضا، يمكن العثور، في خلاصة الفصل، على العبارة التي تخطر أولا على كل ذهن حالما يذكر اسم ميكافيللي، وهي (الغاية تسوّغ الوسيلة) وأخيرا وفي هذا الفصل أيضا، يتحدث ميكافيللي عن الثعلب والأسد، حيث ألقى مسؤولية الخدعة على الضحية التي تتيح للمخادع تنفيذ ما يرمي إليه، وفي الفقرة الثانية من هذا الفصل، يشير ميكافيللي إلى (طريقتين في القتال، الأولى بالقوانين، والثانية بالأسلحة)، وهو يشير إلى الأولى على أنها (طريقة الرجال)، وإلى الثانية إلى أنها (أسلوب الحيوانات) ومن ثم، ينصح ميكافيللي بأن (على الأمير أن يعرف كيف يمثل دور الحيوان إضافة إلى دور الرجل)، ويواصل القول في تصنيف أفعال الحيوانات بوصفها (أفعال الثعلب والأسد) فقد كتب يقول: (إن الأسد لا يمكنه أن يدافع عن نفسه أمام الشراك، والثعلب عاجز أمام الذئاب، ولذلك على المرء أن يكون ثعلبا في تجنب المكائد، وأسدا في قتال الذئاب). إن موقف ميكافيللي بإزاء المعاهدات واضح تماما، ففي رأيه، إن الأمير يحث على حفظ وعوده ما دام يستفيد من حفظ تلك الوعود، وحالما تكون تلك الوعود عبأ عليه، (فلا يمكنه أو لا يجب أن يحفظ عهده) (35). وطبقا لميكافيللي، لا يجب على الأمير حفظ عهده عندما تصبح الأسباب التي تجبره على الإيفاء به غير نافذة المفعول، يطبق ميكافيللي هنا، (القاعدة الذهبية)، بطريقة معكوسة. (إذا كان الرجال جيدين، فلن يكون هذا مبدأ جيدا، ولكن ما داموا شريرين ولن يحتفظوا بإخلاصهم لك، فلست ملزما بالاحتفاظ بالإخلاص لهم) (36). بهذه النظرة الكلبية للطبيعة البشرية يسوغ ميكافيللي الخيانة والغدر مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل من يرغب في تبني نصيحته يجب أن يتعلم صنعة أخرى، وهي (أن يعرف كيف يخفي هذه الطبيعة جيدا، وكيف يدّعي ويرائي) (37)، ويجادل ميكافيللي، أن تكون هناك خيانة، فهذا شيء، وأن تبدو كذلك شيء آخر. كانت نظرة الإمام علي إلى المعاهدات مستمدة من التعاليم الإسلامية، فالقرآن يقول: (فإن جنحوا للسلم فاجنح لها)، والتزاما بهذا الناموس، يأمر الإمام علي مالكا الأشتر بأن لا يطرح اقتراح السلم الذي قد يبديه العدو نفسه، لقد دار في حسبان الإمام علي- وكذلك الأمير بالنسبة لميكافيللي فيما بعد - أن العدو قد يبدي السلم بقصد انتهاكه، ومع ذلك، لم يجعل الإمام علي من هذا الأمر ذريعة لعامله قصد نقض وعوده، وبدلا من ذلك، فهو يقترح أن على مالك الأشتر أن يتحسس علامات نقض الوعد من طرف عدوه الذي سوف يجعله في حل من التزامه بمعاهدة محترمة. عندما تعقد هدنة، يجب على المرء، دائما أن يقبل بالتسوية، وأن يقبل ببعض الشروط المريرة من جراء ضغط اللحظة الراهنة، وعندما يتلاشى الضغط، فإن مرارة مثل هذه تشتد، ويشعر كل طرف من طرفي الهدنة بالحافز للتخلص من هذه الالتزامات، ويرى الإمام علي أن ذلك هو السبب نفسه الذي يجعل من إنجاز الوعد فعلا نبيلا: (حط عهدك بالوفاء، وأرعَ ذمتك بالأمانة، وأجعل نفسك جُنّة دون ما أعطيت، فإنه ليس من فرائض الله شيء الناس أشد عليه اجتماعا، مع تفرق أهوائهم، وتشتت آرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود، فلا تغدرن بذمتك، ولا تخيسن بعهدك، ولا تختلن عدوك، فإنه لا يجترئ على الله إلا جاهل شقي) (38). على الرغم من أمثلة المطابقة أو الاختلاف التي كشفتها هذه الدراسة بين الإمام علي وميكافيللي، فإن كلا الرجلين متسقان إذا ما تناولناهما منفصلين، وأخضعناهما للفحص ضمن شروطهما السياسية والاجتماعية الخاصة، لقد كان الإمام علي وفيا لمقتربه الأخلاقي في الحياة والسياسة، ولم يحد ميكافيللي أبدا عن إيمانه الراسخ بأن على الأمير أن يطيع الضرورة قبل أي اعتبار آخر، فهما متفقان فقط عندما تكون الضرورة أخلاقية في ذاتها، ولكن عندما يكف ما هو ضروري عن أن يكون أخلاقيا، فإن الإمام علي يواصل مسلكه الأخلاقي، أما ميكافيللي فينحرف عنه. وطبقا لتصنيف ميكافيللي للرجال، فإن الإمام علي ينضم إلى الفئة التي تضم موسى وسايروس وروميولوس وثيسيوس، كان الإمام علي محييا لدين، ومؤسسا لدولة، وقد نجح في تحقيق غايات الحكومة: أي العدالة وتدبير الخير العام، وعلى أية حال، يقف الإمام علي كتحد لنظرية ميكافيللي التي تقضي بأن من الضروري للأمير، إذا رغب في البقاء في السلطة، أن يتعلم كيف لا يكون خيّرا، وكيف يستخدم معرفته أو يحجم من استخدامها، عندما يحتاجها (39)، فالإمام علي لم يخسر حربا أبدا، ولم يخسر دولته رغم كونه خيّرا في مواقفها بأسرها. ورث الإمام علي أمة كانت مزعزة، ومليئة بالعنف والنزاع، وتفتقر إلى الإيمان بالحكومة، فالأعمال الوحشية للحكومات السابقة قسمت الناس على طبقات، فكان هناك الظالمون والمظلومون، والنبلاء والدهماء، والموسرون والمحرومون، وقد بلغ هذا الوضع مبلغا دفع الإمام علي، بمرور الوقت، إلى أن يتولى القيادة، إذ كانت هناك حاجة لمعجزة من أجل إحياء الدولة وتفعيل الدين، إن حصافة الإمام علي، وطبيعته الفذة هما اللتان كملتا قطع الحطام، وأحيتا إيمان الناس بالدولة، وعلى الرغم من دهاء خصوم الأمام علي، والطبيعة العنيدة لشيعته، فقد احتفظ بدولة قوية وظافرة، حققت العدالة، وأسست الديمقراطية من دون أن يعرّض أخلاقيته للشبهة، أو أن ينتهك مبادئ الأخلاق.
* باحث عراقي مقيم في جامعة سان فرانسيسكو الأمريكية والبحث جزء من أطروحة للماجستير (سياسة الأمل وسياسة الواقع) 1997، مقدمة لإحدى الجامعات الأمريكية. ** المترجم أكاديمي وناقد ومترجم عراقي مقيم في استراليا له تآليف وتراجم عديدة. المصادر: 1- ميكافيليي- الأمير- الفصل 15. 2- ومع ذلك، كتب ميكافيللي في كتابه: The Discourses- عن أهمية الدين في إبقاء الناس متحدين وموالين للدولة، أنظر الخطابات، 1-21 : لذلك، فعلى حكّام الجمهورية أو المملكة أن يتمسكوا بالمبادئ الأساسية للدين التي يزاولونها، وإذا ما تم ذلك، سيكون من اليسير لهم أن يحافظوا على عقائدهم الدينية المشتركة، وبالنتيجة على خيرهم ووحدتهم، ويتعين عليهم أيضا أن يعززوا ويشجعوا أيّ شيء من المحتمل أن يساعد على تحقيق هذه الغاية، حتى لو كانوا مقتنعين بأن ذلك الشيء منطو على مغالطة تماما. 3- المصدر نفسه، ص 48. 4- الإمام علي، عهده لمالك الأشتر. 5- كان النبي محمد (ص) قد قدم في المدينة، مثل هذا المبدأ من خلال معاهدته مع يهود المدينة، حيث سمح لهم بمزاولة دينهم وموروثهم شريطة ألا يستخدموا سلطتهم وثروتهم في إعاقة الدين الجديد (الإسلام)، وسرعان ما هُجر هذا المبدأ بُعيد وفاته حينما اتخذ انتشار الإسلام شكل فتوحات، ولم ترق مثل هذه المحاولة للأقاليم المفتوحة حديثا حتى بزوغ عهد الإمام علي بعدما يقارب أربعة وعشرين عاما. 6- ميكافيللي - الأمير- الفصل 15، لم يفحص ميكافيللي المفارقة التي تكونها هذه العبارة، ومفهوم استخدام شيء ما استخداما حسنا، شيء هو في ذاته سيئ. 7- المصدر نفسه، الفصل 51. 8- الإمام علي- عهده لمالك الأشتر. 9- المصدر نفسه. 10- المصدر نفسه، وطبقا لقوانين الإسلام، تُنزل الدولة عقوبة جسدية بأولئك الذين يقترفون الجرائم، والعقوبة الشائعة التي من هذا النوع كانت جلد المذنب وهو عار أمام العامة. 11- صدر، رضا - شعار الإمام علي في الحياة - ص 19. 12- الإمام علي - عهده لمالك الأشتر. 13- المصدر نفسه. 14- ميكافيللي- الأمير - الفصل 23. 15- المصدر نفسه. 16- المصدر نفسه، الفصل 22. 17- الأمام علي- عهده لمالك الأشتر. 18- ميكافيللي- الأمير - الفصل 22. 19- أنظر: الإمام علي- عهده لمالك الأشتر. 20- المصدر نفسه. 21- ميكافيللي- الأمير - الفصل 23. 22- المصدر نفسه، الفصل 3. 23- الإمام علي، عهد لمالك الأشتر. 24- المصدر نفسه. 25- المصدر نفسه. 26- المصدر نفسه. 27- المصدر نفسه. 28- ميكافيللي، الأمير، الفصل 12. 29- المصدر نفسه، الفصل 12، يبدو استخدام كلمة الله هنا- إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار سياق مجادلة ميكافيللي - استخداما مثيرا للسخرية. 30- المصدر نفسه. 31- المصدر نفسه. 32- المصدر نفسه، الفصل 23. 33- المصدر نفسه. 34- المصدر نفسه. 35- المصدر نفسه، الفصل 18. 36- المصدر نفسه. 37- المصدر نفسه. 38- الإمام علي، عهده لمالك الأشتر. 39- ميكافيللي، الأمير، الفصل 15. |
|