منذ قيام أول دولة عربية في مصر
بقيادة محمد علي باشا (1769- 1849) وظهور ما يسمى (بالنهضة
العربية) لم يفلح العرب في إيجاد أرضٍ لهدوء اقتصادي وسياسي
واجتماعي ولم تستطع (النهضة العربية) وأجيالها أن تنتشل العرب من
حالة التدهور المستمر وحتى ما يسمى (بالمد القومي) منذ أول مؤتمر
له في باريس، إلى وصول بعض الأحزاب القومية إلى السلطة، لم تكن
أكثر من نماذج أخرى لتدهور آخر نظرياً وتطبيقياً، بدأ يتضح يوماً
بعد يوم وانتهى ببعض البلدان القومية إلى كوارث وحروب ومجاعات...
الحال في عمومه من ناحية معرفية (سياسية) كان ومازال في حالة مد
وجزر، حتى بعد أن حصلت أغلب الدول العربية على استقلالها من
الاحتلال، تحولت إلى دكتاتوريات ومجتمعات غرائبية أقرب إلى
البدائية في طبيعتها الحياتية، وأنظمة من الصعب إطلاق صفة (النظام)
عليها، يواكبها تدهور يتبعه تدهور في مختلف أشكال الحياة. لتتشكل
الدول العربية اليوم وكأن أغلبها دول تعيش في أنظمة القرون الوسطى.
البعض يحكم فيه رجال المذهب والدين ولكن المذهب كمشنقة والدين
كعقوبة، والبعض الآخر استطاع أن يشكل ظلال دولة عصرية ولكن، بعصرية
ستالين وهتلر، وآخر بعقلية الصحراء وبصفاتها القبلية من قتل وغلبة
واغتيال إنساني. والبعض الآخر مملكة ولكن بحد السيف أو بحد الفقر
والذل، والبقية، أفعل ما تشاء، ولكن لا تدنُ من السياسة! أو بلغة
أفقره وأجعله يركض العمر بحثا عن خبز، كي لا يفكر إلا بمن سرق
المال لا البلاد كلها! بعض الدول محتلة وغارقة في الطائفية، وآخر ى
فحدث ولا حرج!! لكن ما يجمع بين كل هذه الدول العربية المختلفة
المشارب بعد اللغة العربية الفصحى هي طبيعة السلطة السياسية، فبرغم
اختلاف مناهج هذه الأنظمة وطرق حكمها، استطاعت الأنظمة السياسية
العربية أن تجمع الشعوب العربية تحت خيمة واحدة كسالف الزمان، ولكن
تحت خيمة الدكتاتورية والقمع! ومنذ عقود يدار بين الحين والآخر
وعلى مستوى رسمي الحوارات تلو النقاشات حول إيجاد صيغة ما للخروج
من هذا المأزق العربي، مع التأكيد على عدم التعرض للملوك والرؤساء
العرب، أي بصيغة أكثر وضوحا بقاء هذه الأسماء وأشكالها في سدة
الحكم ولكن مع تغيير عرضي في مجالات الحياة ! وربما واحدة من أسباب
فشل أغلب هذه المؤتمرات والملتقيات والندوات الفكرية العربية
الرسمية ومشاريعها في الإصلاح هي محاولاتها أن تجد حلولاً مع
الحفاظ على رموز النظام القمعي وهنا الإشكالية التي لا حل لها. كيف
يتم التغيير بأيدي من صنعوا الكوارث وجذروا الخراب؟!. وفي العموم
من الأمثلة التي تضرب دوماً بمثل ما نتحدث عنه من ندوات ومؤتمرات
رسمية. توضع اليابان كبلد محتمل ونموذج مثالي للعرب، فهي استطاعت
بفترة قياسية أن تحل مشاكلها وتصنع لها الدور المهم في العالم وعلى
نطاق الشعب وخصوصياته، فالنهضة اليابانية التي جاءت متأخرة عن
العربية بستين عاما في عهد الأمبراطور ميجي (1852- 1912)، ورغم ما
أصاب اليابان من خراب الحرب العالمية إلا أن اليابانيين استطاعوا
أن يصلوا باليابان إلى بر يحسدها عليه أكثر بلدان العالم تقدماً.
فما هو سر نجاح النهضة اليابانية وفشل العرب التي سبقت الأولى
بستين سنة؟ ولماذا لا يستطيع العرب الخروج من المأزق التاريخي
لليوم؟ من وجهة نظر نوتوهارا،في كتابه (العرب وجهة نظر يابانية) إن
مسألة فشل العربية في التغيير لا يتعلق بطبيعة الشعوب العربية،
إنما تتعلق بحالة لا يحتاج المرء للتفكير فيها طويلا ليعرفها جيدا
وهي ظاهرة (القمع) و(غياب العدالة الاجتماعية) في العالم العربي
وما يترتيب على القمع وغياب العدالة من تشوهات قسرية شوهت النظرة
للماضي والحاضر والمستقبل المحتمل، وعلى العكس تماماً من اليابان
التي تجاوزت اشكاليات القمع وغياب العدالة بجهد طويل وعمل أشبه
بالجماعي.
كتاب نوتوهارا الصادر عن دار الجمل في كولونيا عام 2003 قدم فيه
الكاتب نوبوأكي نوتوهارا مجموعة من الآراء والتصورات والمشاهدات
المهمة عن العالم العربي، وكان كتابه نموذجا لكتابة مخالفة عما
تعارف عليه من كتابات تناولت المجتمع العربي بعد 11 سبتمبر،
الكتابات الأخرى، في أغلبها كانت تقارب (نمذجة قوالب فكرية جاهزة)
في تصوراتها عن هذه المجتمعات، اجترحها الظرف والمرحلة (الحرب ضد
الارهاب)... وفي عمومها هي تغازل الإعلام (الرسمي) الأمريكي وغير
الأمريكي، تشابه في أغلبها تلك التقارير الكتابية المرفوعة إلى
سلطة مما تعارف عليه في الآداب المؤسساتية... فإذا كان العربي في
نموذجه الهوليودي قبل 11 سبتمبر مجرد أحمق يمتلك النفط أو كما
يسميه بعض الأوربيين ومنهم الألمان (خراء النفط) نهما ومتعطشا
للنساء وحاويا لكل رذائل الأرض، فأنه بعد 11 سبتمبر قد تحول إلى
شخص آخر تماما، هو مجرد شخص غيبي خرافي متعطش لإنهاء الحضارة
الغربية وتدمير كل قيم الحضارة الجديدة من ديمقراطية وحرية، وصل
الحال ببعض الكتاب العرب الرسميين ولمغازلة حكوماتهم تحت مسمى
(الحرب الجديدة) أن يصوروا الحكومات العربية على أنها ضحية تخلف
المواطن العربي الخرافي وليس أن هذا المواطن هو ضحية عملية تجهيل و
تشويه وتمزيق يومي منذ عقود مارسته السلطة!... ويمكن أدراج كتابات
كثيرة شرقية وغربية، التي تغازل (النمذجة) وتتبع القوالب
المؤسساتية قطريا وعالميا وهي تتجاوز بفعل ادراكي تام أحياناً
قراءة الواقع الحقيقي، ونقصد به فعل الخراب الذي جذرته الدكتاتورية
العربية أولاً ومعها بعض القوى الوطنية والقومية والعالمية وأكملته
الحركات العسكرية الإسلامية فيما بعد!.أما في كتاب نوبوأكي فالأمر
يختلف تماما، فهو لم يسقط فجأة من نيويورك ليكتب عن العرب وتاريخهم
أو مجتمعاتهم وليس هو مجرد اجنبي عاشق لخرافة الشرق وروحانية كتب
الصوفيين والحكمة أو عربي يغازل أوامر المؤسسة وليس هو مجرد رجل من
طوكيو قرر في لحظة أن يدخل لعبة الكتابة المتسرعة عن عرب اليوم،
انما أستاذ للأدب العربي في جامعة طوكيو ومترجم للكثير من الأعمال
الأدبية العربية إلى لغته الأم اليابانية، علاوة على معرفته
للمجتمع العربي وإقامته في مصر وسوريا ومع البدو قرابة أربعين
عاما. وربما هذا ما جعل كتابه يحتفي ببعض الصفات ويتحسر على وجود
الكثير من الكوارث الإنسانية...وصدق مشاعره - كما نتصور - أعطى
كتابه مصداقية، ظهرت في لغته البسيطة، العميقة في جوهرها وفي
القضايا التي تناولها فكان كتابه سلسلا وعميقا، ويضع اليد على
الكثير من الجراح وبقسوة حينا و بحميمية حينا آخر.
لغة نوتاهارا في كتابه، وفي وصف تجربته الحياتية بين العرب صريحة
ومباشرة في نقدها للأوضاع العربية، على الرغم من انه صرح في أكثر
من موقع من كتابه بعدم ذكر الأسماء خوفا من منعه دخول بعض الدول.
لغته البسيطة العميقة ونظرته التحليلية التي يحسد عليها، كنا نتمنى
أن يكتب مثلها عربي قبل الياباني، ولكن أحياناً قد تأتي النظرة من
الخارج أكثر دقة ووضوحا، وخصوصا أن العرب وكتابها قد اعتادوا على
حياتهم الرتيبة والقاسية ولم تعد مثلاً أخبار الاعتقالات والقمع
تثيرهم كثيراً، وأصبح البعض يمر على المصائب من حوله وكأنها ليست
هنا.
أول المشاكل المستعصية والشرسة والقاسية عند العرب التي يتناولها
الكاتب بالقراءة التي (لا تحتاج إلى برهان) كما يقول هي مشكلة
القمع لأن أهم ما تمارسه الدكتاتورية في المجتمع العربي هو
(القمع)، فهذه الحكومات لا تمارس مثلاً (البناء الحقيقي)، ويستنتج
نوتوهارا من خلال تجاربه الشخصية أن العرب هم ضحية القمع أولا
وأخيرا (القمع مرض عضال ومشكلة أساسية في المجتمع العربي)... وكل
ما يحدث من تشوهات داخل المجتمع الواحد من شعور باللامسؤولية إلى
عدم الثقة بالآخرين والخوف من بعض الكلمات السياسية والسلبية اتجاه
قضايا الوطن سببه القمع. فالقمع هو المسبب للكثير من العاهات
والتشوهات الاجتماعية في هذه المجتمعات، السلبية في التعامل مع
القضايا المصيرية. والخوف رد فعل طبيعي (لا شعوري) للقمع كما
يستنتج الكاتب... وليس هذا وحسب بل أن القمع جعل الفرد العربي
منافقا في أحيان كثيرة فهو رغم كرهه لرجال السلطة، لكنه لا يتردد
أن يفرش المائدة في منزله ويقوم لهم بكل طقوس الإجلال! وغيرها من
التشوهات كتخريب الممتلكات العامة، وهي حالة يومية وشبه عادية، من
تحطيم مصابيح الضياء إلى تشويه الحدائق العامة إلى تمزيق مقاعد
الباصات، حيث يقرن المواطن العربي لا شعوريا - كما يقول نوتوهارا -
بين السلطة القمعية والممتلكات العامة فينتقم من السلطة التي تقمعه
بتدمير مقابل، يأتي على شكل تخريب الممتلكات العامة، بذلك يدمر
ممتلكاته ووطنه ومجتمعه دون أن يدري بدلا أن يدمر السلطة القمعية.
ويقدم الكاتب بعض النماذج دون ذكر الأسماء والأمكنة بالتحديد في
بعض استشهاداته، فهو يعتقد أنها حالة يومية في المجتمع العربي ولا
ضرورة من ذكر الحوادث الكثيرة والأسماء.
(غياب العدالة الاجتماعية) واحدة من السمات البارزة في العالم
العربي، فكل شيء ممكن في بلاد العرب، لأن القانون لا يحمي الناس من
الظلم بكل أنواعه سواء ظلم الحاكم أو ظلم الافراد لبعضهم بعضا،
وهذا ليس من اكتشاف نوتوهارا طبعاً، انما هو مما متعارف عليه في
أغلب الدراسات الاجتماعية الرصينة التي تناولت المجتمع العربي،
ولكنه استطاع أن يضع يده على جرح آخر عميق في العالم العربي بعد
القمع. ففي غياب العدالة الاجتماعية (يصبح الفرد هشا ومؤقتا وساكنا
بلا فعالية لأنه يعمل دائما بلا تقدير لقيمته كإنسان)، ولهذا لا
يستغرب الكاتب الرشوة المتفشية والمحسوبية وسيادة نظام القرابة
والعشيرة على مرافق الدولة، والكذب والنفاق والنميمة التي تعززها
طبعاً أيضا معطيات قمعية. وكل ما يحدث من شعور باللامسؤولية إلى
عدم الثقة بالآخرين سببه القمع وغياب العدالة الاجتماعية والكثير
من العاهات والتشوهات الاجتماعية في هذه المجتمعات فالخوف من ذكر
كلمة نظام مثلا، أو الخوف من ذكر كلمة اسم معتقل عربي يروي الكاتب
كيف أنه زار تدمر السورية عدة مرات ولم يعلم بأن هناك سجن كبير
فيها، وكلما تحدث عن الموضوع مع أحد، تهرب من الرد! يراها الكاتب
واحدة من مظاهر (عدم الشعور بالمسؤولية) وهو نفسه ما يحدث مع موقف
الناس البسطاء وغير البسطاء من (المعتقلين السياسيين) الذي يصبحون
بسرعة فائقة في حالة خروجهم من المعتقل منبوذين تماماً داخل
المجتمع وكأنهم ليسوا ببشر بل تهمة متنقلة مخيفة.
وفي وسط هذا الركام الكبير يقف نوتوهارا أمام ظاهرة معروفة جداً
عند العرب، وكُتب عنها كثيرا، ولكنها مازالت متفشية بشكل لا يصدق،
وهي (علاقة الكاتب بالحاكم)، فالكاتب كما يراه نوتوهارا كما في
بلاده اليابان، (يساند الشعب في قضاياه) ولا يوجد كاتب في اليابان
يمدح حاكماً بقصيدة مثلاً، ولكن عند العرب أغلب الكتاب هم كتاب
سلطة ولا يتردد بعض الكتاب العرب أن يمدحوا في آن واحد رؤساء وقادة
يختلفون حتى في أساليب حكمهم كما يقول نوتوهارا ويكتب جملة في
تصوري من أكثر جمل الكتاب إثارة للحزن، فما يحدث في الثقافة
العربية كما في السياسية لا يدعو سوى للنحيب (نحن لا نفهم علاقة
الكتاب العرب بحكوماتهم. عندنا ننتظر من الكاتب أن يساعدنا ويعلمنا
وأن يوضح لنا مستقبلنا، ولا يخطر لنا على بال أن كاتبا قد يمدح
الحاكم) ويقدم الكاتب نصيحة للكتاب العرب وهو يطلب منهم بدلا من
مدح الحاكم والسلطة وتبرير القمع والقتل والدم، أن يوجه الكاتب
والفنان العربي النشاط الأدبي والفني إلى معالجة المهمات الكبرى
التي لا بد من إنجازها إذا أراد العرب التقدم ومن تلك المهمات
تحقيق العدالة الاجتماعية والنهوض الصناعي وبناء علاقات جديدة داخل
المجتمع نفسه، والوقوف بجنب مجتمعاتهم لا حكوماتهم وتقديم أدب وفن
حقيقي وترك المديح ومشتقاته.
علاقة العرب بالحاكم علاقة غريبة، فالحاكم يخاطب الشعب العربي
(أبنائي)، وفي اليابان كما يخبرنا نوتوهارا، الحاكم مجرد موظف،
يدير مهام شركة اسمها البلاد ويقبض مرتباً، واذا قال للشعب
(ابنائي) تعني استصغارا صريحا للشعب وهذا يعني تبديله بسرعة.
الحاكم لا يستمر طويلاً، فسرعان ما يبدل بالانتخاب، ولكن الحاكم
عند العرب (طويل العمر والحكم)، و(الحكم الطويل يعلم الحاكم
الطغيان) كما يقول نوتوهارا. الحكومة العربية أكثر حكومات العالم
التي تستعمل كلمة ديمقراطية يستنتج الكاتب (لأنها غير موجودة
أصلاً)، فيكثر عنها الحديث.
بقية القضايا التي يتناولها الكتاب لن نتطرق لها، وذلك لإمكانية
الكتابة عن هذه القضايا بشكل قد يطول جداً وأظن أن ما عرضناه
كافياً ليعطي تصوراً أوليا عن قيمته الحقيقية لهذا الكتاب في يومنا
الحاضر.
ماذا يمكن أن يفكر العربي بعد قراءة كتاب نوتوهارا ؟ كيف سيفكر
المرء، وكيف الحل؟ وكيف تنتهي حقبة الألم هذه؟ في تصوري، لم يقدم
الكاتب تصورات كافية لكنه أشار في أكثر من موقع إلى نقطة مهمة وهي
(اللاصدق) الذي يعيشه العالم العربي وخصوصا من الجانب السياسي
والثقافي، فالدولة (تحتقر المواطن، ولا تعيره أهمية) (تضحك عليه)
كما يقول الكاتب، و(المثقف ينافق السلطة) والمعارضة الحقيقية هي
تحت الأرض (في السجون) وما يسمى بالمعارضة في داخل البلاد القمعية
هي ليست أكثر من (مكاتب رسمية). في ظل هكذا معطيات يكون الفرد هشاً
تماماً، ويصبح الشارع وكأنه يمر بحالة اختناق طويلة، كما يصورها
نوتوهارا، والحلول لا تأتي من العدم، إنما عندما يصبح التغيير هماً
جماعيا وبالذات عند النخب الثقافية والسياسية يوافقه تحول في طبيعة
المجتمع ونظرته إلى الدولة والحياة والإنسان.
كتاب نوتوهارا (العرب وجهة نظر يابانية) الذي ومنذ عام 2003 يتصدر
قائمة المبيعات، كما يبدو، وهذا ما يلاحظه المرء بمجرد زيارة سريعة
لمواقع بيع الكتب على شبكة الانترنيت، يبلغنا هذا الكتاب، إن الصدق
هو ما يبحث عنه القارئ العربي اليوم، و ليس كتب السحر والخرافة هي
التي تسيطر على ذائقة هذا القارئ كما يبدو للبعض. لو كان هنالك
كتباً كثيرة تحمل هذا المقدار من الصدق والصراحة والعمق مثل (العرب
وجهة نظر يابانية) لما أصبح حتماً كتاب السحر (شمس المعارف الكبرى)
هو أكثر الكتب مبيعاً في تاريخ بيع وشراء الكتب عند العرب! ما
يفتقده كما أتصور القارئ العربي في الكتاب العربي هي جرعة الصدق.
ونوتوهارا قدم هذه الجرعة وكأنه يدور بساقية بأكملها.