ردك على هذا الموضوع

نحنُ العراق

عدي حسن آل كرماشة

 

إلى شهداء الحلم العراقي .. إلى أرواح الراقدين في المقابر الجماعية وإلى كل أب وأم وأخ وأخت وطفل فجع بذويه.. وإلى كل ضمير عراقي حي يرى في العراق صورة روحه ومنتهى آماله..

نحنُ العراقُ بنا يحيا ويُختصر *** أنّى نكونُ له في روحنا صورُ

ننأى وتقذفنا الأقدارُ عن وطنٍ *** لكننا في هواهُ اليوم ننصهرُ

ياأولَ الحبِ خَلْقاً مُذ تشكّلَ من *** صلصالهِ القلبُ ظلَّ الحبُ يستعرُ

(عينُ) العراقِ عيونٌ (راؤهُ) رئةٌ *** و(ألفهُ) بعضُ لا و(القافُ) ياقدرُ

سماؤهُ حين يطغى الخطبُ تحضننا *** تكفكفُ الدمعَ تأوينا وندّّثرُ

تلمّنا من ضياعِ القهر وارفةً *** لنا بها شافعٌ والذنبُ يُغتفرُ

وأرضهُ مثلُ وجهِ الأُمِ يرسمُه *** صبرُ الزمانِ وفي تصويره عبرُ

تُريكَ أمثولةُ الحرمان صادقة *** ما يفعلُ الصبر حين الظلمُ ينتصرُ

* * * *

أقسمتُ بالليلِ بالنخلِ الصبورِ وبالنـ *** ـهرين يُرصفُ في مَتْنيهِما الحجرُ

بكل شهقةِ عشبٍ لم يَطُلهُ ندى *** بغيمةٍ لم يلدْ من قلبِها المطرُ

بكلِ بؤسِ فراشاتٍ وقد حلُمت *** يوماً بوردٍ يُفضِّي مُتْكُهُ العَطِرُ

بكلِ تلكَ المروجِ الصُفرِ يَهربُ من *** أشباحِها الطيرُ لا يحلو بها ثمرُ

بكل دفقةِ ماءٍ في انطلاقتها *** لتلمسَ الشاطئَ النائي وتنكسرُ

بغربةِ السمكِ المذعورِ حين خَوت *** أهوارُنا وعليها عشعشَ الخطرُ

بالناي مُنتحباً في ليلِ سامِرِه *** واستوحشَ الليلُ لا أُنسٌ ولا سَمَرُ

أقسمتُ باللغةِ الخرساءِ بالوجعِ الد *** فينِ بالإضطهادِ المُرِّ يَبتكرُ

بظلمةِ السجنِ بالإذلالِ بالصَرخا *** تِ حرةً تَشهَدُ الجدرانُ والحُفَرُ

بيأسِ (منتفض ٍ) يُرمى بموقدةٍ *** ولا يَغيثُ رمادَ المُبتلى خَبرُ

بكل دمعةِ أُمٍ جاءَها خبرٌ *** عن مَدفنٍ ضمَّ ما أكدى به العُمُرُ

راحَتْ إليهِ وفي أطيافِها صور *** عن طفلِها الغضِّ تسقيهِ ويبتشرُ

حتى حَبَا وتَهادى ماشياً وله *** بعينِها حارسٌ يَعدو وينعثرُ

تَشُمُّهُ وتُناغي ليلَهُ سَهَراً *** (يابني دِللّو) ويغفو جفنُهُ الخَفَرُ

واشتدَّ عُوداً وقلبُ الأم يمطره *** بألفِ لهفةِ (باسمِ اللهِ ) تنهمرُ

ها قد تأخّرَ ها قد عادَ خوفَ غد *** وخوفَ غدرٍ لنا من ظُلمِهِ أَثَرُ

ودجلةُ الليلِ فيهِ الشمع مُتّقِدٌ *** (للخِضرِ) نَذْراً عسى أنْ تَكذِبَ النُذُرُ

راحَتْ إليهِ وكانَ الوعدُ مقبرة *** تعلو العظامُ ركاماً حيثما قُبروا

لكنها قرأتْ في صرخةٍ جَمُدَت *** بثغرهِ فاغراً (أمَّاه) تنفجرُ

فمزّقَ القلبَ (ثقبٌ) خلفَ هامتِهِ *** هَوَتْ عليهِ وأنهى المشهدَ الكدرُ

بكلِّ هذا وذا أقسمتُ ياوطني *** إنْ لمْ نكُنْ كُفءَ ما ترضاهُ ننترُ

[email protected]