|
ردك على هذا الموضوع |
الأولى |
أسرة التحرير |
|
كان الشهر المنصرم شهراً من العنف في دمويته وإلغائه لصوت العقل، وكانت هذه الدائرة تتشظى ولا زالت حلقاتها تستحوذ على الاهتمام، مخلّفة الحزن والأسى وتسدل ستارة من ظلامية العنف، هناك إجماع على الخروج من براثنها. وكانت هناك انتخابات المؤتمر الوطني بما رافقها من تدافع، واستحواذ ومصادرة ومحصلة في بعض الجوانب السلبية تستدعي النقد الذاتي والوقوف على عيوبها واشكالياتها، لنؤسس للانتخابات القادمة مع مقبل العام 2005، لتكون بالتالي تأسيساً لدولة المؤسسات التي صارت مطمحاً مشروعاً. وبين المنطقتين الضد، هناك حاجة وضرورة اساسية لتأصيل مظاهر ومفاهيم لها حاجة في مجتمعاتنا مثل التسامح والحوار والديمقراطية وقضايا المجتمع المدني الذي يراد التأسيس لها في حياتنا لتكون مؤسسات فاعلة. وتبرز قضية المجتمع المدني والحاجة الى تعددية المؤسسات والافكار لتكون الفيصل في استئصال حالات التشدد والتطرف والارهاب والعنف، فمع نجاح مؤسسات المجتمع المدني في اداء دورها الوسطي في تنظيم المجتمع واستيعاب الطاقات تتطور العملية السياسية ويتحقق الامن والاستقرار وتنجح التنمية الشاملة. ولايمكن ان ننهض بعملية بناء المجتمع المدني السلمي وتحقيق التنمية والديمقراطية مالم يكن هناك اعلام ايجابي عميق يؤدي دورا نقديا بناءا ويفتح مناطق واسعة للتعبير الحر عن الرأي والابداع والتنوع، ولايخفى ان الاعلام اليوم في بعض مفاصله يؤدي دورا سلبيا ويساهم في نشر الارهاب والتطرف والعنف. ولا نظن أن بعض الانشغال يضعنا فقط في محيط القارئ والمهتم العراقي وحسب، ويعزلنا عن قارئنا العربي، بل نحاول أن نكون بالصميم من القارئ الأخير، بأن نشركه بهذا الانشغال، ولا نظن أنه بعيد عن الالتفات إليه، فالكثير من قضاياه مشتركة بلا شك.
|
|