ردك على هذا الموضوع

الأخيرة

حيدر الجراح
 

خيط رفيع يفصل بين الحب والكراهية، بين الحياة والموت، بين الوجود والعدم..

سؤال: هل تفجر عقلك او تفجر جسدك؟

مهمة الإنسان- الإنسان أن يفجر عقله.. ومهمة الإرهابي، ظلمة القلب والضمير أن يفجر جسده والآخرين..

هل تملك اللغة، أي لغة، أن تقدم هوية شخصية لفعل الإرهاب والقتل والتدمير؟ أم أن جميع لغات العالم تصبح عاجزة عن رسم، ولو لحظة رعب واحدة على وجه طفل يعبر الرصيف آمنا، يفز رعبا لحظة انفجار سيارة مفخخة، أو إمراة باغتتها الشظايا تنحر جسدها، وهي تحمل طفلها على صدرها، يضوع بدفء الامومة، وفي اليد الأخرى أكياس الخبز والفاكهة.. لحظتها.. هل كانت تفكر ماذا ستصنع على الغداء ذلك اليوم؟!

يومها.. اقترض إجرة الطريق.. قطعه بين بيته ومكتب التشغيل.. هكذا كانت أمه تحدث النساء اللواتي أحطن بها لاطمات الوجوه.. منتحبات من ألم الفاجعة.. عمر طويل.. وذكريات أخر من الشقاء واللوعة والفرح والحزن مرت أمام عينيها.. وهي تشاهد ما أستطاعوا لملمته من جسده بعد ذلك الانفجار... آتيا صوته من أقصى البعد... أقصى المرارة..

كانت أمه تودعه ... وكان قلبها مثقلا بالنحيب....