نحو إعادة الاعتبار لمفهوم النقد والنقد الذاتي |
نبيل علي صالح |
دفعت الاخفاقات المتكررة -التي عانت منها أمتنا العربية والإسلامية، وأدت (في ما أدت إليه) إلى انكشاف الشعارات البراقة، وافتضاح الخطابات والمشاريع الأيديولوجية الشمولية الغارقة في الإطلاقية الحدية، وتهوين المشاكل والتحديات المزمنة والمعقدة- دفعت العقل العربي والإسلامي إلى إعادة صياغة وطرح أسئلة إشكالية جديدة وصعبة تمس الذات، وتتحرك من موقع ومنطلقات مغايرة ومختلفة عن سابقاتها من الأسئلة، كما جعلته ينفتح بجرأة نادرة على مواقع وأمكنة كان محظوراً عليه في السابق دخولها. إذن لقد كان لهشاشة الواقع الاجتماعي - وعمق أزماته وإخفاقاته المتوالية- الفضل الأكبر في صياغة أسئلة وأجوبة ودروس عملية جديدة أكثر عمقاً والتصاقاً بمعطيات وأحوال هذا الواقع المأزوم.. (وقد وجد العقل العربي والإسلامي نفسه على موعد مع متغيرات بنيوية جديدة ليس بالضرورة أن تقدم حلولاً جاهزة أو مصاغة في قوالب أيديولوجية قابلة للتطبيق (خصوصاً وأن هذا العقل نفسه يستهدف بناء حاضر قوي يؤسس جوهرياً لمستقبل واعد مشرق)، وإنما فتحت المجال لإنتاج فكر جديد له صفة وطابع المعاصرة، متسم بالموضوعية العلمية إلى حد كبير. لأنه يهتم ويدرج في اعتباراته التحليلية جميع المعطيات التاريخية والمعاصرة والمستقبلية)(1). ويظهر كذلك -في استجابته لواقعه من خلال اشتغاله بقضاياه الحساسة- مواكباً تطوره وحركته في جميع الاتجاهات، راصداً العوامل المختلفة التي تتحكم في تطوره أو إخفاقه. وقد تحرر إلى حد كبير من الإطلاقية التي وجهت مساراته فيما مضى، وتبين له عقم نتائجها لأنها فصلته عن واقعه، ورمت به بعيداً في متاهات الأحلام والتنظيرات الفارغة من أي مضمون واقعي. ويمكننا التأكيد هنا- بعد النظر إلى أداء ومسيرة الحركة الإسلامية المستنيرة حالياً- على أن عقل (تلك الحركة) قد أصبح أكثر وعياً وانفتاحاً واتساعاً، ووصل إلى المستوى الذي استطاع من خلاله إنضاج مفهوم النقد والنقد الذاتي، بالرغم من إحجام تيارات ونخب بارزة من الإسلاميين عن الأخذ بمبدأ النقد الجاد والواعي، أو أن تمارس (هي) بنفسها مراجعة أفكارها وبرامجها ومواقفها والتزاماتها. إننا نعتقد أن المرحلة الحاضرة - التي تعاني فيها المجتمعات العربية والإسلامية من مشاكل اقتصادية وسياسية وثقافية متعددة - هي في أشد الحاجة إلى بناء عملية النقد والنقد الذاتي بطريقة حضارية إنسانية تتسع للجميع.. وفي نفس الوقت هي بحاجة أيضاً - كما ذكرنا- إلى توعية وترشيد سلوكي منظم في تكوين ممارسة نقدية فاعلة، وقادرة على الاستجابة لتحديات الحضارة الحديثة. من هنا تكون إحدى أهم وظائف ومهام المثقف الناقد والمراجع انخراطه الفعلي في الزمن الحاضر، بحثاً واستقصاء وتنقيباً عن مواقع جديدة للتأثير في طبيعة الأحداث الراهنة في تغيير بعض معالم الفكر السائد، وذلك لإعادة تنظيم ورسم معالم جديدة لخطط الامتداد وعلاقات الصراع والسيطرة الموجودة. ومن الطبيعي أن الحركة باتجاه تحقيق تلك الغايات لا تغني الإسلاميين العاملين على خط الإسلام عن ضرورة فتحهم المجال الواسع لممارسة النقد الذاتي، وتقبل نقد الآخرين لأفكارهم وطروحاتهم، وعدم التغافل والتغاضي عنها، أو الاستخفاف بها خصوصاً تلك النقود المتصفة بالعقلانية، والجدية والمسؤولية، بل يجب المباشرة بإجراء عمليات نقدية واسعة ومتبصرة بالشأن الإسلامي الخاص والعام، بحيث تنطلق المبادرة الأساسية - في هذا المجال- من الإسلاميين أنفسهم نزولاً عند مبدأ النقد ومحاسبة الذات والنفس أخلاقياً وسلوكياً، واستجابة لضرورات الدعوة الحضارية ومتطلبات العمل الاجتماعي والثقافي والسياسي. ويجب أن نلفت النظر هنا إلى أن واجب تقبل الإسلاميين للنقد الموجه إليهم وضرورة انفتاحهم على التيارات الأخرى لا يعني مطلقاً عدم الالتفات إلى نقطة هامة وخطيرة، وهي أن الهجوم النقدي الواسع - إذا صح التعبير- الذي قامت (وتقوم به) مختلف الجهات والتيارات الفكرية والسياسية ضد التيار الإسلامي تتقاطع فيه الرغبات المحلية لبعض الأنظمة الحاكمة في مجتمعاتنا مع المخططات والدسائس التي يحيكها الغرب ضد الإسلام والمسلمين في محاولتهم جميعاً -دون استثناء -إيقاف مسيرة الإسلام التحرري المتصاعدة من خلال: 1- تحاملهم الشديد غير المبرر على ثقافة المجتمع وعقيدته الإسلامية، واتهام الجمهور العريض بالقصور في وعيه ودينه ومقدساته، والتزاماته العملية في الحياة. 2- تحميل الثقافة الإسلامية الأصيلة المسؤولية الكاملة عن كل هذا الخراب والدمار الروحي والمفاهيمي السائد حالياً، مع إهمال مقصود للأسباب والعلل والعناصر والشروط الأخرى، خصوصاً ما يرتبط منها بالأسباب التي تعود إلى طبيعة الأنظمة المستبدة الحاكمة، وثقافتها القبلية العصبية. 3- تعالي المثقفين عن الأمة من خلال ممارسة النقد من موقع الحالة النخبوية التي تعيش في الأبراج العاجية، وإظهار الخجل والاشمئزاز من الانتماء إلى تراث ودين وعقيدة الأمة، والترفع عن الإيمان بمقدساتها. بناء على ذلك نجد ضرورة قصوى في أن ينصب النقد حالياً -أي النقد الذي ينطلق من خلال وعي الحركة الإسلامية لنقاط ضعفها في داخلها، لا من خلال أن تنتظر حدوث المتغيرات الثقافية والسياسية المحلية والدولية لتراجع حساباتها، وتفكر في أوضاعها الصعبة التي تتحداها من الخارج-على الجوانب الحضارية في الحركة الإسلامية المعاصرة، وبخاصة الجوانب التي تتصل بضرورة تغيير الأساليب والمناهج والمفردات القديمة التي تنفتح على واقع الحياة وإنسان العصر في ذهنيته وتطلعاته ومشاكله وآماله. والقرآن الكريم نفسه يؤكد على أهمية هذا المنحى ،والبعد التغييري من خلال قوله تعالى: (وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)(النحل: 25). فالحكمة هي وضع الشيء في موضعه الحقيقي، وذلك بأن ندرس طبيعة الواقع المتنوع في أساليبه الثقافية والسياسية والاجتماعية السائدة في كل مواقعه ونقاط ضعفه وقوته من أجل أن نكون مؤهلين لصياغة خطاب نقدي إسلامي في أدواته ومفرداته، يعمل على معالجة هذه الأزمات، ويحاول إعطاءها الفكر الواضح النير من خلال الحلول الواقعية المفترضة. ويبقى السؤال المطروح: في ظل الوقائع والظروف العامة الحافلة بالكثير من المتناقضات هل ننجح أم نفشل؟!. نقول في إجابتنا كخلاصة عامة لما تقدم: إن الحركة الإسلامية -التي تمر اليوم بهذه التحولات والتقلبات الكثيرة ذات المعالم والسمات الكونية- هي بأمس الحاجة إلى صياغة ذاتها، وتحسين وضعها الحضاري بين الأمم والحضارات الأخرى، وذلك على أسس وخصائص جديدة تطور من مشروعها، ومن وعيها لأبنيتها الداخلية في علاقتها مع نفسها ومع الآخر، في الاتجاه الواقعي الحضاري، ولعل من أهم وسائل تحقيق ذلك التزام العقلانية والتقوى، والقيام بالنقد الموضوعي، والمحاسبة الحضارية المنتجة والفاعلة التي لها دور حاسم في تغيير طريقة تفكير البشر، والارتفاع بنوعية ممارساتهم العقلية. أي بوعيهم، وبالتالي في تحسين قدرتهم (تنمية إرادتهم) على المبادرة التاريخية، والارتفاع بمستوى سلوكهم العملي الفردي والجماعي إلى الحد الذي يعيشون فيه عمق الحركة الإسلامية التي تفتح طاقاتهم المبدعة الموجودة في داخلهم لينطلقوا في عملية صنع الحياة وبناء الكون إلى جانب الجماعات الإنسانية الأخرى، ليكون دورهم في ذلك دوراً فاعلاً، مؤثراً، منتجاً، لا دوراً اتباعياً هامشيا. وهذا الدور الحضاري الرائد والضروري - حالياً ودائماً - لا ينظر إلى قضية النقد والتجديد نظرة العقدة والانهيار - تماماً كما يحدث لدى الكثير من النخب والتيارات- ولكنه يعتبر أن متغيرات الحياة المتلاحقة ومستجدات الواقع السريعة تفترض أن نعمل على تجديد ونقد مسارات فكرية ومعرفية (نظرية وعملية) استهلكت، وتجاوزها الزمن، وانتهى دورها عند هذا الحد . ولابد من تحمل مسؤولية التصدي لفتح أبواب الاجتهاد والعمل على إبداع مسارات جديدة نتابع من خلالها مشاكل الحياة، وقضايا الإنسان على مختلف الصعد والمستويات بحيث يبقى فكرنا مع الحياة، مع مشاكلها، وطموحاتها، وأهدافها العالية..يقدم لها التصورات والحلول المناسبة، ولا يتجمد على حاله، لأنه لا يمثل الحقيقة دائماً في مسألة الاجتهادات المتنوعة من الأفكار الإنسانية الجديدة ما يجعلنا نطل على بعض نقاط الضعف في تفكيرنا، أو نقاط الضعف في تفكير الآخرين حتى نستطيع أن نهتدي إلى بعض الإجابات الشافية والمناسبة لأزماتنا وتعقيداتنا المتلاحقة التي نعتقد أن أي مسعى للخروج من دهاليزها وأنفاقها المظلمة - بما فيها أزمة عدم وجود نقد عملي وموضوعي هادف - لا بد أن يبدأ بإصلاح واقعنا الثقافي والسياسي. أي نظرتنا إلى ثقافة السياسة بحد ذاتها، والعمل على تطوير طرق وآليات الممارسة السياسية الجماعية، وتوفير الفرص، وفتح المجالات المتنوعة لخلق وتثوير روح المبادرة، والمساهمة المشتركة لجميع الناس في ضرورة انخراطهم الفاعل والمتوازن في المشروع النهضوي الكبير لإعادة اكتشاف الإنسان عندنا، في ثقافتنا الدينية والدنيوية الحضارية، ومن ثم القيام بإبداع صيغ جديدة متجددة لإنتاج واختراع الحداثة، حداثة الإنسان والحداثة المؤنسنة، كما يعبر عن ذلك بعض المفكرين. ويبدو أن العلة الأساسية والجوهر الحقيقي في مسألة إصلاح السياسة ذاتها لا يكمن في إلغاء العقيدة والتراث - مع الاعتراف بعدم إمكانية تحقيق ذلك - أو الدعوة إلى سلوك طريق تأويل النصوص المقدسة الدينية أو المدنية (بالمعنى السياسي)،ولكن في تغيير قواعد التعامل وتجديد العلاقات بين مختلف الأطراف والقوى والسلطات الفردية والجماعية ذات التوجه الديني أو العلماني. إن هذا التغيير في شروط ووسائل الممارسة الفكرية والعملية داخل النظام الاجتماعي والسياسي القائم، هو الذي يفتح لنا الباب واسعاً لإحداث تغييرات جدية في طبيعة التوازنات الحاكمة بين العناصر والرؤى والتيارات المختلفة، كما ويساعد - في الوقت نفسه- على نمو المفاهيم والأفكار والقيم والسياسات الجديدة، خصوصاً الأفكار والسياسات النقدية المنظمة والمتوازنة. وأما على صعيد حركية الإسلام والصحوة الإسلامية الراهنة فإننا نتمنى أن يحدث هذا النمو والتصاعد الفكري والسلوكي على أرضية وعي العاملين على هذا الخط لمتطلبات وشرائط وجودهم الثقافي والاجتماعي والسياسي في الحاضر والمستقبل. أي ضرورة تفاعلهم الواعي مع الأحداث المستجدة بحيث يؤدي ذلك إلى تقديم الإسلام للعالم كله بأبهى صورة، وأنصع بيان، وأقوى مضمون. ونحن نعلم أن هذه الصحوة الإسلامية قد تحركت -في واقع العرب والمسلمين- لتؤكد من جديد على المضمون الحقيقي العميق للذات الحركية الإسلامية في طبيعة المفردات والوقائع التي ساهمت في هز العقل والعاطفة والواقع في انطلاقة الإسلام في الحياة كرسالة تستوعب كل تطلعات الإنسان في الإيمان والحرية والعدالة.. لكن هذه الانطلاقة الحركية -التي استطاعت الصحوة تحقيقها، وتجذيرها في وجدان الأمة ككل- لم تمنع من وجود سلبيات غير قليلة على مستوى الفكر والعمل وطبيعة الأساليب والمناهج المتبعة في تحريك آفاق وتطلعات تلك الصحوة، طفت على سطح الواقع، وبدأت تفعل فعلها في تعطيل المسيرة، والنيل من النجاحات التي وصلت إليها. وقد نلاحظ في دائرة السلبيات -طالما أن حديثنا هنا يقتصر على أهمية دور النقد في العمل الإسلامي- أن غياب (أو تغييب) النقد الذاتي في نطاق القاعدة والقيادة شكّل أهم تحد واجهته تلك المسيرة في حياتها المعاصرة. إن النقد هو السبيل الوحيد الباقي أمام الإسلاميين، وخصوصاً المتنورين منهم، للدخول إلى معنى الالتزام العميق بالخط الإسلامي الأصيل، لأنه يؤهلهم لتحمل المسؤولية، ووعي حقائق الحياة الراهنة، والتعامل مع الواقع بمنطق الواقع نفسه. إنه (النقد) العنوان الآخر للمكاشفة والصراحة والتبصر بالذات وبالواقع من أجل تنمية الطاقات، وبناء الخبرات، وتراكم النتائج، وتقوية وجود وارتباط الإنسان بالحياة من موقع إيمانه وانفتاحه على الله تعالى، وحشد أكبر قدر من الفعاليات والنشاطات المتنوعة في ساحات الحياة من أجل أن يتحول الإسلاميون -إلى جانب التيارات الأخرى- إلى قوى بناءة ومنتجة ومعطاءة في فكرها وروحها ورسالتها للحياة والإنسان. لقد مارست العقلانية الغربية عملية النقد، ونجحت في أساليب نقدها، والدليل الأبرز على ذلك هو الوضع الجيد للإنسان الغربي (حتى لو جاء هذا التقدم الكبير محصوراً في جانب واحد هو الجانب المادي). ونعلم جميعاً أن جوهر نقد (تلك العقلانية) كان منصباً على ضرورة الشك في كل المسبقات والنظم الفكرية والمعرفية التقليدية السائدة. أي النقد الدائم للفكر والوضع القائم. وفعلاً لقد أدى ذلك إلى إعطاء الإنسان الغربي مزيداً من الوعي والحرية، حرية الفرد والجماعة القومية. أما عندنا نحن العرب والمسلمين فقد تحول النقد إلى شعار أجوف وستار كاشف (يظهر أكثر مما يخفي ) يفضح الممارسات اللاإنسانية الفظيعة للكثير من الحكومات السياسية التي غمطت الشعب والأمة حقوقهما. وبقدرة قادر تحولت تلك الحكومات والدول - في سياق ممارستها لسياسة النقد الجذري للمواقع المحافظة والتقليدية- إلى عنصر ناقل وتقليدي (تقليد الآخر) أكثر من دعاة التقليدية أنفسهم، من خلال رفضها للنقد، وعدم اعترافها بالقصور والعجز عن مواكبة الحياة، وزعمها احتكار الحقيقة. من هنا نحن لسنا بحاجة إلى مذاهب جديدة، ولكننا بحاجة إلى إعطاء الفرص أمام المذاهب الموجودة لتفجير طاقاتها، وإدراك كنهها، ومضامينها الحقيقية. نحن بحاجة إلى فتح المغاليق النفسية والمادية أمام الحوار والنقاش، وإطلاق حرية الفكر، وتحرير إرادة الناس، وتشجيع النقد، وتفجير المعاني والإرادات. علينا إذاً أن ننتهي من القمع والكبت والإرهاب الفكري السائد حالياً، والذي يشكل -في ذهنية السلطة الحاكمة- الشرط الأساسي لاستمرار الإرهاب السياسي. علينا أن نفهم أن أحد أسباب تقهقرنا الدائم نحو التوحش والبربرية هو النظم والسياسات الحاكمة بقوة القهر، وقانون التسلط القسري - غير الطبيعي- التي لا هم لها سوى تكريس وجودها وهيمنتها على البلاد والعباد بعنوانها الرئيسي، أو بعناوينها الثانوية المستنسخة عنها. والواجب الأساسي حالياً يكمن في فضحهم ونقدهم.. أي نقد الأساس الاجتماعي والسياسي القائم (نقد العقل العملي، ودور ومكانة النخبة)، ونقد الأساس المعرفي (مفاهيم ثقافة السلطة وعملها وعقلها). وبعد ذلك القيام بما تمليه مسألة الانخراط النقدي في شؤون العصر وقضاياه الكبرى والمصيرية المعاصرة والمستقبلية، وذلك حتى يتسنى لإنساننا تمثل واستيعاب علوم عصره ومعارف دهره بمنظور نقدي مستقبلي يوفر له المساحة المطلوبة للاستيعاب والتجاوز، للفهم والنقد، وللمساءلة، للمشاركة، والإبداع، و.. وامتلاك ناصية المستقبل. إننا نقف - إذن - مع الفكر الإسلامي المعاصر (ورهاناته وتحدياته المستقبلية) على أفق جديد. وإذا تمكن هذا الفكر من مقاربة جميع مشاكله الحساسة المذكورة سابقاً، وعالجها - على طريق إيجاد موقع قوي له بين الأمم والحضارات في المستقبل- بمناهج موضوعية علمية، ومن دون إغفال أو إهمال أي معطى تاريخي أو واقعي، فإنه سيتمكن لا محالة من المشاركة الكثيفة والمنتجة في صياغة مستقبل زاهر للأمة العربية والإسلامية. 1- محمد محفوط، قراءة في الفكر الإسلامي ورهانات المستقبل، صحيفة السفير اللبنانية ص18، 6/1/2000م. |