الأخــــيرة |
محمد عبد المهدي |
إن لم يَنَلْ (ليوناردو دافنشي) إعجاب البعض لجهلهم بإبداعته المختلفة، فإنه بلا شك سينال الدهشة منهم، كونه جمع بين العديد من العلوم والفنون، إبتداءً بـ(الموناليزا) الشهيرة، وإنتهاءً بتخطيطات طائرته الغريبة. وليس بعيداً عنه شيخنا الرئيس (ابن سينا) ولا ابو نصر (الفارابي) او الشيخ (الطوسي)، فمؤلفاتهم وبحوثهم المتنوعة مازالت منزلاً للدارسين. والامر المسلم به لدى الكثير، هو ان احتواء العلوم وجمعها في هذا الزمن، بشخص واحد، صار ضربا من المحال، بل امسى العلم الواحد متعذراً لمَلمَتْ اطرافه، مع تقدم الزمن والتطور السريع الحاصل.لنجد انفسنا بعدها امام واقع يتلخص في انشطار العلم الى علوم قائمة بذاتها.
رغم بديهية الكلام السابق، إلاّ اننا نحتاج دائما لنتذكر، ان من مصاديق التطور (الاختصاص)، وان الدراسة او التأليف او البحث وفق نظرية (جراب الحاوي) اصبحت من التراث المتحفي، وهناك حاجة ملحّة في مراجعة المناهج التعليمية على وجه التحديد كي تتواءم مع مستجدات العلم واساليب عرضه. عصر الكتب والمؤلفات العلمية الكشكولية قد انطوى. وما وصل منها الينا، تراث نعتز به، نقتطف منه، لانستنسخه. منتظرين مَن يشمر عن ساعديه، تصنيفا وتشظية لشتى العلوم. ورغم كل ذلك، فإن الذي سَخرَ من عالِم غربي متخصص في اجنحة الحشرات لم يكن خلف (شيشة) في مقهى، بل كان طالباً جامعياً، يقال انه سيبني مستقبل الامة ؟!. من اراد ان يتأكد، فليسأل اقرب (المثقفين) بجنبه ، عن عالم متخصص في بلازما الفضاء الكوني، وزميله الباحث في تربة المريخ ، بعد ان يمرّ بالعالم الهائم والحائم حول فوهات البراكين ، سعياً لمعرفة اسرارها. والجواب لإولي الالباب معروف سلفاً، لكننا نتركه إمعاناً في الاستدراج لفخ الحقيقة. |