عشقت علياً - مجلة النبأ

عشِـــــقتُ عليّـــــاً أميـــرا عَلِيّـــــــا
يســــدُّ علــــــــيّ دروب ضــــــلالي
وأظفـــــر منــــه (بصــــكّ نجــاتي)
وأولَـــــدُ حيّـــــاً وأُدفـــــن حيّــــــــاً

فصـــــار هـــــواه أميـــــرا علَيّــــــا
فأُســـــلك فيـــــه (صـــــراطاً سويّا)
وأُســــقى شـــــراباً بـــــه كوْثريَــــا
وأُبعــــث بعـــــد وفــــــاتيَ حيّـــــــا

فمُـــذْ كنــــت فــي نطفـــة مستــكيناً
وحـــين ولــــدتُ ولــــدتَ بســـمعي
ولَمّــــا اســــتُبينا عـــن اسمــيَ قالا
فصــــرتَ معــــي مشــــعلاً لدروبي
ولمّــــا بلغــــتُ وجــــدتُكَ شـــــرْعاً
قرأتُــك فـــي (الذكرِ) ذكــراً صريحاً
عرفـــــتُ الجِنـــــانَ لحُبــــكَ وقفـــاً
وإنّــــي (برفضـــــي) سـأُدعى إليها
فرُحـــــتُ أُناجيــــكَ فـــي كــــلَّ هَـمٍّ
تفكّـــــرتُ فيــــك ومــــا أنـــتَ فيــهِ
فأيقنـــــتُ أنّـــــكَ صـــــنوُ النبـــــيَّ

عقـــــدتُ وحبّـــــَك عقـــــداً وفيّـــــا
أذانـــــــاً تــــــردّد مــــــن والـــــديّا
علـــــى اسم (الأميـر) يسمّى (عليّا)
وحيـــث رجوتُــــك ألقـــــــاكَ فِيّـــــا
لكـــــلَّ قـــــــويمٍ، وحقّــــــاً جَليّـــــا
رأيتُــك في (النــهجِ) نهـجاً (رضيّا)
تُكَفــــّرُ مَــــن لا يـــــراكَ وليــــــــــّا
ومنـــــــهُ ســـــــأجني قِطافــــاً جنيّا
وأســـــــمعُ منــــــك (نِـــــداءً خفيّا)
تمعّنــــــتُ فيــــــكَ مليّــــــاً مليــــــّا
وأنـــــــّكَ لـــــولاهُ كنـــــتَ النبيّـــــا

هــــواكَ بصُــــلبِ كيــــاني مُقــــــيمٌ
تشــــيّعتُ فيــــكَ ولــــولاكَ فيـــــــهِ
ولـــــو جئـــــتُ أُمعِنُ فيــــكَ خِصالاً
فســـــيفُكَ لا ســــيفَ إلاّهُ، نــــــادى
ولـــــولاه مـــــا ظـــــل للـــدين ذكرٌ
أبـــــى العلـــــم إلاّك بابـــــاً إليــــــه
وقلـــــت (سـلوا قبــل أن تفقـدوني)
ورايــــة خيبـــــرَ لـــم تعـــلُ حتـــى
فمـــــا احتملَـــــتْ غيـــرَ كفّـــك كفّـاً
ومـــــن بــــابَ خيبـــرَ فَرداً دحــاها
وذاك فِـــــراشُ النبّـــــي المفـــــدّى
وأســــيافُ غــــدرٍ على البابِ تجثو
ومَـــــن ذا ســـواهُ لهُ الشمُس رُدّتْ
وُلـــــدِتَ بكعبــــةِ ربّكَ طُهـــــــــــراً
وفيهــــــا رقيـــــتَ علـــى كتْـفِ طه

وأقـــــرَبُ منـــــّي مِـــــراراً إليّــــــا
نفضـــــتُ التشــــــيعَ مِـــــن راحتيّا
لأفنيــــــتُ عُمـــــري وما جِئتُ شيّا
بــــذلكَ (جبريـــلُ) صـــــوتاً عليّــــا
وَلا ذكـــــر الخلـــــق طـــــه النبيّـــا
فقلـــــتَ ادخلـــــوا بســـــلام عَليّـــا
فكــــل علـــــوم البشــــير لـــــــــديا
تكفَّلتهــــــا فارســــــاً حيــــــــــدريَّا
ولا افترشَــــــتْ غيـــــرَ فيئِـــكَ فيّــا
ومَـــــن ذا طواهــــا بكفّيــهِ طيّــــــا
وقــــد بــــاتَ فيـــــهِ ونـــــامَ هنيّـــا
تـــــراهُ طعامــــــاً إليهــــــا شَــــهيّا
وصـــــار لـــــهُ غربُهـــــا مشـرقيا؟
(وأشــــــرقَتِ الأرض) نــــوراً بهيّا
وحطّمـــــتَ أصـــــنامَ مَــن ضَلّ غيّا

(مــــنَ المــــؤمنينَ رِجــالٌ) ومَن ذا
(يجاهِــــدُ فــــي الله حــــقّ جهـــادٍ)
علــــى حبّــــهِ يُطعِــــمُ الـــزاد زُلفى
توغّــــلَ فـــي البــِرّ حتّـــى تـــــاهى
وفـــي (قل تعالَوا)(1) بــأمرِ القَديرِ
ويـــــــومَ (الغــــديرِ) تَعــــالى إماماً
وجـــــاءَ النـــــداءُ لأحمـــــدَ (بلّــغْ)
فيــــا مؤمنـــــونَ اتّقـــــوا الله حقّــاً
فهــــذا (علـــــيٌّ) مــــعَ الذكرِ يُتلـى

عَــــــداهُ تســـــــيّدهم هاشـــــــــميّا
ويـــــؤتي الزكـــــاةَ ركوعـــــاً أبيّــا
فتــــىً (يقرضُ الله قرضاً) سَـــــخيّا
وخلّصَــــــه الـــــربّ طُهْـــــراً نقيّــا
غَـــــدا و(محّمد) فـــي النفــسِ سـيّا
وأضـــــحى علـــــى كـــلّ عبــدٍ وليّا
فبلّــــــغَ أمـــــــرَ الإلـــــــهِ جليّــــــا
(وكونــــوا مــــع الصــادقينَ) سويّا
فمــــا قــــولُهم أيــــنَ نلقــى عليّا؟!

ومــا دُمتَ تحضُرُ كـــلَّ احتضارٍ(2)
ويـــــا ليـــــتَ ألفـــــاً أمــوتُ وأحيا
ويـــــا ليتَنــــــي نِبــْتُ عن كـلّ مَيْتٍ

فيـــــا ليــــتَ فــــي المهدِ مِتُّ صَبِيّا
بكــــــلّ لُحيظــــــةِ عُمـــــرٍ لـــــــديّا
تقــــــيٍّ لِتخلــــــُدَ فــــي مُقلتيــــــــّا

وإنّــــي لأعشــــقُ منــــي غروبـــي
وأحســــدُ فــــي موتِهــــا كـــلَّ عينٍ
سَـــــرى بعروقـــــي ولاءُ علـــــــيٍّ

إذا رحــــــتَ تُشــــرِقُ فــــي ناظريّا
وكـــــلّ ضـــــريحٍ لميـــــتٍ تَهيّا(3)
ففاضــــــت معانيــــــهِ من أصـغريّا

ولــــلآنَ يكـــــوي جراحَـــكَ ظلـــــمٌ
وتــــذهلُ رؤيـــــاك فـــي كُنْــهِ خلقٍ
وكـــــم أقرضــــتْكَ الهمـــومُ هموماً
لأنـــــــّكَ حَـــــــيٌّ أرادوكَ ميتــــــــاً
عصَـــــوكَ لأنّــــكَ لـــم تَعْـــصِ حقّاً
قضـــــيتَ شـــهيداً بمحــــرابِ نُسكٍ
فعشـــــتَ عليّــــاً ومـــــتّ عليّـــــــا
وأســــلمتَ مــــن قَتلــــوكَ جحيـــماً
بقَسْـــــمِك تُـــــدخِلُ مَـــنْ ضَلّ نـاراً
وهـــــذا مَــــزارُكَ آيــــاتُ صـــــدقٍ
بِكـــــلّ مكــــــانٍ وفــــــي كلّ حــينٍ

ألــــيمٌ فتــــــذرفُ دمعــــــاً هَميّــــــا
يســـــيرُ مــــع المــــوجِ سيراً عميّا
ومــــا كنـــــتَ يومــــاً لِهَــــمٍّ نســيّا
فـــــأكثرُهم يكـــــــرهُ الحــــقَّ حيـــّا
وجــــــاءوا بغــــــدرِكَ (شيـئاً فريّا)
وفُـــــزتَ وربــــــّك فَـــــوزاً عَليّــــا
وعــــــاشَ ومـــــاتَ المُعـادي شقيّا
وقُلـــــتَ: خُـــــذيهم لعـــــدلِكِ هيّـــا
وتُـــــدخِلُ جنّـــــةَ عــــدنٍ تَقيّــــــــا
يظَــــــلّ بكــــــــلِّ المعـــــاني غَنيــا
نظـــــَلُّ نـــــنادي عَلِيـــــاً عِليــــــــّا