هاجس الرعب.. ودعوة للانتماء |
في ظل الأمواج الإعلامية العاتية، وتحت رحمة أجواء تلبدها أشباح الطائرات، يجد المسلم نفسه وقد حُكم دون أن يستشار، وقد يطأطئ رأسه أحياناً، لا لذنب اقترفه، بل لانتماء يحق له الافتخار به، ولرغبة الآخر الذي يروم إلغاءه كلياً.. هكذا بدا شكل المسلم وهيأته، يُطعم الرصاص والمبيدات مع الخبز شرقاً، وتكال التهم إليه جزافاً ويسمع ما لا يليق غرباً، وبين سطور هذه المعادلة التي تفتقر للعدالة، تبرز ظاهرة تبدو غريبة عما عُرف عن المسلم في البلاد الغربية، وهي محاولة التنصل من علاقته بالوطن الإسلامي الأم، والذي يشكل منحىً خطيراً إذا ما استشرفت نتائجه في المستقبل البعيد، حيث أن تغير هدف إرشاد العالم المادي وهدايته، إلى الاختباء في زوايا العواصم والمدن الغربية خشية الاتهام، يشكل نقطة انعطاف خطيرة في السير الطبيعي للجالية المسلمة المتنامية في الدول الغربية.. ومن المفارقات التي تسجلها دوائر الحرية الغربية، أن أغلب الجاليات المتواجدة على خارطتها قد شكلت لها هرماً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ملحوظاً، بيد أن الجالية الإسلامية والتي تمتلك من المقومات ما يفوق أحياناً ما عند سكان تلك البلدان - إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار الجانب الأخلاقي والعلمي الملتزم- لا نجدها على ساحة الأحداث إلا ما ندر، والأجدر بها وبناشطيها أن يعرّفوا العالم الغربي بماهية الإسلام ومناهجه الحقيقية، لا الذوبان الذي يخلّ بالهوية والانتماء وبالتالي ضياع أجيال يؤمل منها أن تغيّر في الواقع العالمي، ونشر مبادئ الإسلام السامية.. عبد الله موسى |