بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لاستشهاد المفكر الإسلامي الكبير سماحة آية الله السيد حسن الشيرازي(قدس سره)، وفي الصرح العلمي الأول الذي أسسه سماحته (الحوزة العلمية الزينبية) في الجمهورية العربية السورية أقيم حفل كبير إحياءً لهذه الذكرى العطرة شارك فيه ممثلو العديد من الأنشطة والفعاليات السياسية والدينية والثقافية من أكثر من بلد، بالإضافة إلى جمع غفير من الأخوة المؤمنين. فمن القطر العربي السوري شارك في الاحتفال الدكتور الشيخ عبد الرزاق المؤنس ممثلاً عن وزير الأوقاف، والأستاذ الدكتور أسعد علي، والأستاذ خالد ظليطو ممثلاً عن مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، بالإضافة إلى ممثل محافظ دمشق، ومن القطر اللبناني شارك في الحفل مجموعة من علماء الدين على رأسهم الأستاذ الشيخ أسد عاصي. استهل الحفل بكلمة الحوزة العلمية الزينبية ألقاها الشيخ نصر الله ناصري الأستاذ في الحوزة العلمية الزينبية، تحدث فيها عن مفهومي الشهادة والعلم اللذين فضل أحدهما ـ العلم ـ على الشهادة استناداً إلى الحديث (مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء) على الرغم من المنزلة الرفيعة التي يحتلها مفهوم الشهادة، ومنطق الشهداء الذي يختلفون فيه عن منطق الناس الآخرين الذين يحسبون الأمور بمقاييس العقل التي تختلف عن مقاييسهم، وقد أشار في ذلك إلى قول الإمام علي بن أبي طالب (ع) حين ضربه عبد الرحمن بن ملجم فقد قال: (فزت ورب الكعبة)، على الرغم من أن الناس الآخرين يعتبرون القتل خسارة وغرماً، في حين يعتبرها الشهداء مغنماً. وتحدث الشيخ الناصري عن اجتماع صفتي الشهادة والعلم لدى السيد الشهيد حسن الشيرازي(قد.س)، وهو أمر لا يجتمع إلا لدى القليل من الناس. بعد كلمة الشيخ الناصري ألقى سماحة السيد مهدي الشيرازي وباسم أسرة السيد حسن الشيرازي(قد.س) كلمة في المناسبة، استهلها بكلمات جميلة للسيد الشهيد الراحل الذي كان يقول: (خرجت من صراع من أجل الحياة إلى صراع من أجل الرسالة.. فأنا بعت كلي إلى السماء فقال القرآن لي: (فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ).. يا الله أنت وليّي وولي المؤمنين). بعد ذكر هذه العبارات الجميلة تطرّق سماحة السيد مهدي الشيرازي إلى الكلمة ودورها في هداية الناس وفي تضليلهم، هذا الدور الذي ساق له أدلة من كلام الإمام الحسين(ع) في واقعة كربلاء، وغيره من الأئمة(ع). لقد تنبه سماحة الشهيد السيد حسن الشيرازي(قد.س) إلى دور الكلمة، ولذلك أولاها عناية وتوسل بها، أدباً، وكتابةً.. وساق المتكلم لذلك أشعاراً للسيد الشهيد فيما يخص العراق وفلسطين. ونظراً لهذه العناية كان البعض يرى أن تأثير كلام السيد الشهيد يعادل في تأثيره على قلوب الناس قدرة مائة ألف سيف. في ختام كلمته توجه سماحة السيد باسم أسرة آل الشيرازي بالشكر لمن ساهموا في هذا الحفل. وبعد مقطوعات أداها عريف الحفل سماحة الشيخ مختار الهاشمي، جاء دور سماحة الشيخ أسد عاصي ممثل الطائفة العلوية في القطر اللبناني، الذي تحدث عن الموءودة التي لم يقتصر في تفسيرها على الطفلة الصغيرة وإنما توسع في تفسيرها إلى حقيقة الحياة التي تشمل كل إنسان، بل قد تتعدى إلى خارج نطاق الإنسان كناقة صالح. فاعتبر اغتيال سماحته قتلاً لحقيقة حياتية لذا تنطبق عليه الآية الكريمة )وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ). ثم ألقى سماحته قصيدة كان قد كتبها يوم استشهاد الشهيد السيد حسن الشيرازي (قدس سره) ومن جملة أبياتها: قتلوا حيـــاةً بالمحبة عـــامـــرة هدموا سماءً بالكواكب زاهرة
روح العظيم دؤوبة فـــي
طبعهــا
مهما اطمأنت كالفراشة حائرة وتـــواضع دون الكبـــر شــامخ بسفينة فيها المعاني الهـــادرة
سأل الصباح عن التراتيل التي
كانت مع الأنفاس تعبق عاطرة
حســن الشهيد وإن
ألف حكاية خرساء تهزأ
بالمظالم ساخرة بعد هذه الكلمة ألقى الشاعر علي العراقي قصيدة في حق السيد الشهيد بعنوان (شهيد النضال). بعدها ألقى الأستاذ الدكتور أسعد علي كلمة حول السيد الشهيد(قد.س) تحدث فيها عن مؤلفات سماحته القيمة، ثم قرأ الدكتور غسان الجابري أستاذ المسرح في جامعة دمشق قصيدة (معارج الحج) نيابة عن الدكتور أسعد علي. الدكتور أسعد علي وقبل أن يختم كلمته قرأ بيتين من الشعر في حق الشهيد السعيد كان أحدهما: سعدي وحافظ من شيراز كالحسن لكنه خاطر القرآن في زمن لقد أشار الدكتور أسعد علي إلى أمر مؤداه: (إن استشهاد سماحة السيد حسن الشيرازي (قدس سره) في بيروت، طريق الجنوب، كان فاتحة خير لتحرير الجنوب من العدو الصهيوني). مسك الختام في الحفل كان محاضرة عن سماحة السيد الشهيد(قد.س) ألقاها أحد الخطباء، أشار فيها إلى مجموعة من الخصائص التي تميز بها سماحته. وقد أقامت دار التبليغ الإسلامي حفلاً تأبينياً لإحياء ذكرى شهداء العراق في يوم الثلاثاء السادس عشر من جمادى الثانية، شارك في الحفل كل من المقرئ سماحة الشيخ عباس النوري والمقرئ أبو عمار الحلي، وسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ ناصر الأسدي، وفضيلة الخطيب الحسيني الشيخ محمد جواد مالك، وكانت كلمة الشكر والختام لسماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد أبو عمار الفائزي. |