الجنوب وحجارة الأقصى - مجلة النبأ

تُرجــــع الأرواح للأجســـــاد حيّــــــةْ
عشعشــــــت فيهـــــا عصــورٌ حجريةْ
لـــــم يطـــــب عيشـــــــاً بغير البندقيةْ
وتواقيـــــعُ خيـــــــــــولٍ عربيـــــــــةْ
وتراتيـــــــل منـــــــاراتٍ علـيــــــــــّةْ
بعــــــدما النــوم طـــــــواها ألـف طيّةْ
أمــــــةٌ فـــــي يـــــده نامــــت هنيــــّةْ
وســــــقى لبنــــــان كأســــــاً كوثريـةْ
لــــم تلاحقْهـــــا مــــن الأرض شظيـةْ
جنحــــــتْ للـــــذلِّ والــــــذلُّ منيّـــــةْ
وارجمــــــوا كـــــــلَّ عقـــول الوثنيـةْ
وأزالتــــــهُ مواعيـــــــــدٌ وفيـــــــــــةْ
ومتـــــــى نُنهـــــي فصول المسرحيـةْ
فــــــي قلـــــــوبٍ وأكـــــــفٍّ مقدسيّـةْ
ثـــــــم تهــــــوي فوق رأس الهمجيــةْ
وقُصــــــارى جودِهـــــا أخـــذ التحيّـةْ
ولنــــــا عـــــن كــلِّ عصـــفورٍ رزيّةْ
نطعـــــــنُ الـــدرسَ ونسبـي الأبجديـةْ
يرضــــــعُ النــــــار وعــوداً سومريةْ
ومشــــــى الجـــلاّدُ في ثوب الضحيةْ
يعــــــزف الــــــدمعُ أغانيهــا الشجيةْ
وإلــــــــى المـــــــوت سيـــوفٌ طلليّةْ
وتخـــــــطُّ النصــــــر أزهـــــارٌ فتيـةْ
وليـــــوم الـــــدين يطهـــون القضيــةْ

هِمــمٌ فجــــرٌ.. وأنفــــاسٌ ســـــــــخيّة
وحصــــادٌ لـــــرؤوسٍ صـــــــــــدئاتٍ
ورصـــــاصٌ صـــــــادقُ الوعــد مُبينٌ
و(جهــــادٌ) و(حمــــاسٌ) (حســــــنيٌّ)

وزغاريــــــــدُ ثمــــــارٍ حالمـــــــــاتِ
صــــــحفٌ قلّبهـــــا الصـــــبحُ اهتـداءً
لوحــــــةٌ مُبــــــدعها أشــــــرق فيهــا
كفـــــل الجـــــــرحَ الجنـــــوبيَّ شفـاءً
بشـــــــورٍ تمـــــــلأُ الــــــدنيا فضـــاءً
فـــــرّت الغربــــــانُ منهــــــا بارتعـادٍ
النفايـــــــاتُ يهــــــودٌ فاحرقوهــــــــا
وجـــــعٌ كــــــان علـــــى دمعــة صبرٍ
أيهــــــا العُـــــرْبُ متـى الأفعالُ تحكي
هبّــــــت الأحجـــار في القدس تصـلّي
ومضـــــتْ فــي الـــــريح تحتلُّ مداها
وأيادينــــــا علـــــى التصفيق تحيــــــا
فلنــــــا فــــــي كــــــلّ بستــانٍ نُعاسٌ
شـــــــابت القــــدسُ من الصبـر كـفانا
وعلـــــى مفتـــــــرق المــــوت عراقٌ
نشـــــر الليــــــلُ بلايــــــاهُ فـــــــأبلى
أمـــــــةٌ أسَّســــــها النـــــزفُ شــتاتاً
منــــذُ قابيــــــل ثوانيهــــا طعــــــــانٌ
ســـــيعيد القـــــدس أطفـــــالٌ قـــلاعٌ
وقضـــــاة العُــــــرب يشتــدّون صبراً