على أمل اللقاء |
نهـايــة الأمــم |
عندما تفقد الأمم نهاياتها الوجودية وشعورها الإنساني بهدفية الحياة، تختار أن تسير في طريق الانتحار والموت البطيء باتجاه الانحدار نحو التفسخ والانحلال والسقوط في هاوية الافلاس.. أوربا اليوم منذ أن بدأت بالأمس هذا الطريق العبثي أخذت تعيش حالة الانتحار البطيء بعد انتهاء دورتها التاريخية وغايتها الوجودية؛ فالتحلل الأخلاقي الذي بدأ على شكل مظاهر تشمئز منها النفس الإنسانية، هو تعبير عن بداية النهاية والدخول في مرحلة الموت الحضاري.. ففي هولندا أقرت الحكومة قانون الزواج الجنسي بين الشاذين جنسياً وكما يسمونهم المثليين، وأصبح هذا الزواج رسمياً كالزواج العادي المتعارف، وأقرت هولندا أيضاً قانون القتل الرحيم الذي يعطي الحق لقتل الإنسان وسلب الحياة منه باسم الرحمة.. ويوماً ما وبعد أن تصبح عاجزة عن التقدم في الحياة، سوف تطلق رصاصة الرحمة على نفسها.. لقد أصبحت أوربا عقيمة في نسلها، ولم تستطع أن تستمر في تكوين الأسرة، بعد أن غرقت في مستنقع الحرية الإباحية اللامسؤولة، لتصبح عاجزة عن إنتاج الإنسان، كما عجزت حضارتها الحالية عن إنتاج الأخلاق والقيم النبيلة.. إنه ركب يسير خلاف الفطرة الإنسانية، وينتهك شرف الإنسان ليساويه مع الحيوان في غرائزه وشهواته، إن لم يكن أسوأ من الحيوان في أغلب الأحيان.. ومن ينتهك قانون الله، ويدنّس شرف الإنسان، ويستبيح حرماته الذاتية، سوف يصل إلى مرحلة تتراكم عليه أفعاله فتجرّ عليه عذاباً وبيلا..إنها نهاية مأساوية تختارها الأمم لتنتحر وتموت.. (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا). |
مرتضى معاش |