ملف عدد محرم1422هـ

 

معالم المنهج الإصلاحي للإمام الحسين

 

 

 

أحمـــد نــوري

    تمهيـــد

في الحق أن ثورة أبي الأحرار سيد الشهداء الإمام أبي عبد الحسين(ع)، ثورة رحبة الآفاق، مترامية الأرجاء، يتعذر على أي باحث مهما بلغ من رهافة الحس، وعمق الوعي، والصبر والمجاهدة على البحث، أن يحيط بجميع أبعادها، ويلم بسائر دوافعها وظروفها الاجتماعية والسياسية التي رافقتها، منذ بذرتها الأولى وحتى اللحظة التاريخية الحاسمة التي انفجرت فيها، ولكن قصارى أي باحث ملتزم بالأمانة العلمية، متجرد عن الأهواء النفسانية التي تطبع - على الأغلب - توجهات كل كاتب؛ إذ (كل ينظر بمرآة نفسه) قصاراه أن يثير الرغبة في نفوس المتلقين، والمهتمين بشؤون هذه الأمة، ومراحل حياتها المتعاقبة، لطلب المزيد من الحقيقة، بين تراكمات الأحداث، وتفاعلاتها، وتزاحم عواملها التاريخية الكثيرة، التي - على الأكثر - مسها الزمن، وأتى على الكثير منها؛ فهو (القارئ) في لجّة، وعلى فاصلة بعيدة جداً من تاريخ الحدث.. وهكذا فوظيفة الطرفين (الباحث والمتلقي) يلفها تعقيد بالغ، وتعوقها صعوبات جمّة، ولكن يبقى - في الآخر - أنه إذا استطاع الباحث في هذا المضمار المتراحب الأبعاد، أن يحفز المهتم على طلب المزيد من الحقيقة، فسيكون قد أدى الغرض وأوفى على المطلب..

والحق الذي لا مراء فيه أن أحداً من المسلمين لا يشك في أن نهضة أبي عبد الله الحسين (ع) قد تمت في مخطط جذري لإنقاذ الإسلام من براثن الكفر والضلالة، التي أشاعتها أمية في المجتمع الإسلامي، للخروج على سلطان الدين، ومحق الرسالة الإسلامية، والقضاء على سنّة الرسول الأكرم(ص)، فكانت نهضة الحسين (ع) ، ومن قبله بلاء الإمام الحسن (ع) وصبره، أعظم حركة تحررية لا للإسلام فحسب بل للأجيال البشرية كلها، وللمجتمع الإنساني الذي يريد أن يدخل أبواب الحضارة من هدى الإسلام وريادته..

فهو(ع) أنقذ الدين وخطه القويم من تيارات الخلط المفاهيمي على العقول، ووسائل الدعاية والإعلام، المضللة التي تعمّي على الأبصار حقائق الإسلام الكبرى، وتسد على النفوس كل منافذ الوعي والاستراحة إلى الركن الوثيق في خطة الرسالة السمحاء وأهدافها وبرامجها النيرة؛ وحقاً قال الشيخ محمد عبده - رحمه الله - أنه (لولا الإمام الحسين، لما بقي لهذا الدين من أثر).. هذا وإن نهضة الحسين (ع) هي حركة تحررية للأجيال البشرية؛ من حيث أن كل حر في العالم حينما يلقي بنفسه بإزاء واقعة الطف، فإنه لا يملك إلا أن يذعن لضرورة دراستها - بجميع جوانبها -، ليتوصل منها إلى إرضاء حاجته الطبيعية للانعتاق - وتحرير العقل من الرتابة المفاهيمية، والتشوهات الذهنية، التي تعتريه عادة في الزمن الرتيب والمتكرر، ثم لم يلبث أن يجد نفسه أمام جملة مفاهيم حية متحركة، لا تتحدد بمدى، أو تنحصر في أفق، بل تتطلب وعياً واحداً، وعلى مدى حركة التاريخ، وممر الدهر..

ولا نفرط أو نغالي حين نقول أن في ثورة الحسين زاداً لكل طالب، ونوراً لكل مستنير، وينبوعاً لا ينضب من القيم والعطاءات للمجتمع الإنساني في سموه العقائدي ورقيه المعرفي، فهي ثورة أُم لكل ثورة من جنسها؛ من حيث أنها جولة الحق على الباطل، وثورة الظلام على النور، وإبراز لكل ما هو خير وإنساني، وطمس لكل ضلال وزيغ عن الصواب وتوهان عن طريق الظفر والتقدم؛ وليس عادياً قول المهاتما غاندي زعيم ثورة الهند ضد المستعمر البريطاني، وصاحب استقلالها: (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر)..

إلى ذلك فإن طبيعة الواقع والباعث لأي عمل، هي المقياس في تقييم طبيعة هذا العمل، ومن ثم نجاحه أو فشله، وبالجملة فإن البواعث الذاتية - الإيجابية والسلبية - هي التي تعين قيمة العمل قبل إنجازه، وتحدد أهميته على مختلف الصور والأبعاد، ثم إذا أردنا معرفة هوية وشخصية الرجال القائمين بالعمل المعين، فما علينا إلا أن نستقصي في طبيعة الدوافع التي حملتهم على القيام بهذا العمل..

وهذا هو سر بقاء بعض الأعمال على جدتها وأهميتها واعتبارها الخاص، رغم تقادم الزمن، وحالة التعرية والرواسب الطبيعية التي تحدث بفعل نفاذ ومضي تاريخ الحوادث التي تقع في مقاطع زمنية معينة، أو حالات عدم بلوغ الأهداف والأغراض المرسومة، كما أن طبيعة البواعث قد تضفي قيمة وأهمية لا تنالها الأعمال التي سبق وأن بلغت الهدف المعين والغرض المطلوب.

إذن يمكن إجمال القول بأن أصالة البواعث هي التي تعطي قيمة للأعمال، وهذه القيمة ليست وقفاً على طبيعة إنجاز العمل، ومدى تحقق الأهداف، هذا الحكم ليس جزفياً أو اعتباطياً، بل هو مستنبط من واقع الأمور، وطبيعة التفكير، وحركة الحوادث عبر التاريخ.

وبعد، فإننا - وعلى ضوء الإسلام - نجد النية تُرعى باهتمام خاص وعناية كبيرة ملحوظة؛ نية الفرد والجماعة في أي مسعى ونشاط ما، إذ تتحكم النية بكل شيء، وهي الأساس الذي يحسب الإنسان حسابه عليها طوال عمره، ولذا فقد شدد الإسلام على النية والنية الحسنة، انطلاقاً من هذا المفهوم الإسلامي الجاري على جميع الأنشطة والأعمال، فإن كل فريضة إسلامية أو قرار إسلامي، وممارسة إسلامية، مرفوضة وليست مقبولة من قبل الله سبحانه وتعالى، لعدم مراعاتها القصد والنية الحسنة.

أما الحكمة في هذه الدعوة لالتزام النوايا الحسنة المقصودة، فهي حكمة تظهر بما يترتب على ذلك من نتائج عظيمة جداً.. إذ تشكل النية الإيجابية الإسلامية ضابطاً من ضوابط العمل المعين، محدداً للقضية المعمول من أجلها، ومقوماً لها، ومتحكماً بقيمتها وبعطاءاتها، ومن هنا فالنية الخالصة لرضى الله هي الدعامة الكبرى والأساسية في قبول العمل مع نجاحه، وثراء نتائجه.. وليس رضى الله، بمعزل عن صدق العمل وهدفيته والقصد فيه.

هذا، وإن الباعث والنية إذا سمت فبلغت ذروة الذاتية تعد منتهى الطاقات الفعالة من أجل القضايا المطروحة..

وهكذا فقد أولى الإسلام العظيم ناحية الدافع عناية واضحة، داعياً في هذا المجال إلى نبذ الأنانية، وترجيح النفع العام، والمصالح الاجتماعية، وتأكيد السعي الجماعي والتعاون على البر؛ وقد نزلت فاتحة كتاب الله الكريم، بصيغة الجمع، فقالت:(إياك نعبد وإياك نستعين، إهدنا الصراط المستقيم). ثم إن أسّ الدوافع الأنبل والأخير، وقوامها، يحدده القرآن الكريم بقوله الحق (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة...). وزاد النبي الأكرم (ص) بقوله: ( أحبب لأخيك ما تحب لنفسك، وأكره له ما تكره لها) و(عامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملك الناس به).. إلى ما هنالك من الذكر الحكيم، والحديث الشريف، ما يهذب ويشرف الدوافع والبواعث الإنسانية، بحيث يكون فيها ما يعمم الخير والسعادة، ويُرجى نفعه، وتلمس فائدته في أكبر دائرة وأوسع نطاق إنساني..

    البوادر الجهادية لا تشترط النصر..

الثابت أن الجهاد في جوهره وحقيقته، يستهدف - بصفة أساسية - حفظ الحق، ومعالمه الكبرى، ولا يشترط نصراً، وإمساكاً بالسلطة الزمنية، أو حيازة كرسي الحكم، وإن لم يمنع منه، ولو كانت كل بادرة جهادية تشترط النصر بمعناه المتعارف، لخطّأنا بوادر الرسول الأعظم(ص) من حيث لا نشعر، أو من حيث يهدف المرء إلى تخطئة سبط الرسول (ص). وإذا كان الجهاد بتلك النظرة من ضيق الأفق، فمتى وكيف يتسنى للحق أن يعلن معالمه، ويكشف عما يكاد يطويه الباطل طياً فيطمسه؟ وكيف يأبى الله سبحانه إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، إن لم يسخر لذلك أولياءه وحججه بتضامن الصالحين من عباده، لديمومة الممارسة والعمل مشفوعاً بالبذل والفداء والتضحية؟.

فالجهاد بحسب مبادئ الدين الحنيف، هو الصدوع بالحق والصرامة على الباطل وأهله ودولته، ولذلك أشكال يتخذها الأمناء البررة في أثناء أداء الرسالة... إنه صراحة الإعلان وصدق العمل على رفض سيادة القوى الظالمة المنحرفة، منذ البداية الممهدة ورفض لديمومتها باللسان والسيف ودم الجسد، ونعني بالرفض رفض الإسلام لها من حيث المبدأ، ويتم على يد الأمناء عليه، وقد ظهر هذا الوعي الثابت لدى جميع الثلة المباركة التي سارت مع أبي الأحرار (ع)..(1).

أما طريقة الذين قعدوا قديماً - والذين كتبوا حديثاً - فهي تقضي بالصمت والسكوت وغلق باب الجهاد بحجة أن النصر وإمساك زمام الحكم بعيد التحقيق إن لم يكن مستحيلاً.. وهي حجة واهية دونما جدال، فمتى توقف الجهاد على نصر مؤكد أو حكم سياسي، بقي الحق مستوراً... بل يظهر الجهل على القائلين بذلك وأنهم ليسوا من الإسلام في شيء، ولم يدركوا كنه مبادئ الفكر الإسلامي.. وأنهم ليسوا على مستوى من المسؤولية لائق... فقد سار أصحاب الإمام بإدراك ووعي لمعنى الجهاد الإسلامي بمعناه وجوهره ومبدئه.. أما ما يتعلق بالجهاد من قريب، كنيل الحكم، فليس ضربة لازب تتحكم بمسار السائرين على بركة الله..

لقد حرص الإمام (ع) على انتقاء الرجال الأكفاء أثناء سعيه المعظم.. وقام بدور مباشر في التحريك الذاتي، وغير مباشر، حتى يخيل لك أنه في نهاية المطاف أشبه ما يكون بطير انتهى من التقاط الحب الجيد من الحب الرديء... فالكيفية التي استقطب بها الإمام أصحابه أهل البصائر إنما هي مراد الإسلام وغايته، قاصداً باستقطابهم في دعوة الحق ضمان نتائج أعمال العاملين للحق والداعين إليه...(2)

فمن جملة ما ميز الثورة الحسينية أنها انتقت من الأهداف أشرفها ومن القيم أنبلها، ومن المناهج أوضحها، ومن الرجال أكرمهم.. كيف لا وقائدها سبط رسول الله (ص) ، وابن المرتضى سيد الوصيين، وابن الزهراء سيدة نساء العالمين، وهو أبو الأئمة الهداة المعصومين، وحسبنا أنه من قال فيه الرسول الأكرم (ص) الذي لا ينطق عن الهوى: (حسين مني وأنا من حسين)...

    رهط الحسين (ع) الرسالي والاختيار المطلق..

ثم لا بد أن نشير - بالقدر الممكن من الوضوح، إلى أخص ميزة، وأعظم خصلة، في حركة أبي الأحرار ورهطه الرسالي، تمثلت في الحالة الطوعية المحضة، في الوثوب نحو الغاية المطلوبة والهدف السامي المنشود، مع وجود يقين واضح بالنهاية الحتمية، المشرفة والمخلدة وهي الشهادة، وتجرع قدر من الآلام والعذابات هو فوق طاقة الإنسان العادي، بل واستعجال المسير على هذا الطريق الشائك والمعقد، واستمراء لوعته وشدته، والاستئناس بوحشته، وتوطين الأنفس على الشهادة المحققة دون طلب أو توقع أي غرض أو مقابل سوى رضا الله سبحانه، وأحاديث وخطب الإمام الحسين (ع) وصحبه الأبرار، تفصح بوضوح كاف عن هذا المعنى؛ مما يعني أننا أمام درس نادر، وعبرة عزيزة، وعظة بالغة، في معاني الشجاعة والإخلاص والثورية والتمسك النادر بالمبدأ، إلى جانب البصيرة والوعي التام بالنهاية المحتومة على يد عتاة مردة، قد باعوا كل قيمة إنسانية بالدراهم والدنانير والمناصب..

إلى ذلك فإنه يظهر من جميع حقائق ووقائع مسير الإمام الحسين (ع) وصحبه الأخيار، في طلب الإصلاح ودحض الباطل، أن لا سبيل للقول بوجود عامل إكراه، سواء أكان هذا العامل نفسياً أم خارجياً، بل هناك حالة اختيارية طوعية محضة، بالإضافة إلى وعي واحد وثابت من مبدأ المسير إلى غايته، وليس من دليل أوضح على ذلك من الخطاب الصريح الذي وجهه أبو الأحرار(ع) إلى أصحابه عشية الواقعة، وجاء فيه: (ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غداً وإني قد أذنت لكم، فانطلقوا جميعاً في حل، ليس عليكم مني ذمام، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعاً خيراً، وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم فإن القوم إنما يطلبونني، ولو أصابوني لذهلوا عن طلب غيري) (3)، ثم إن أهل بيت النبوة (ع)، من حيث هم عدول القرآن الكريم، وقادة الأمة، وأولو الأمر المنصوص عليهم في الذكر الحكيم، مسؤوليتهم الشرعية، وواجبهم الإلهي، مشخص وواضح، وأدلته ظاهرة من أطراف قريبة في الكتاب والسنة الشريفة؛ حيث قال تبارك وتعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) وهذه الآية الشريفة ناظرة إلى توجيه المسلمين - عموماً - إلى التصدي للمهام التغييرية التي تهدف إلى إقامة حق ودحض باطل؛ فما بالك بعدل القرآن وولي الأمر (ع) ؟ وأما الدليل الأكيد من السنة الشريفة، فهو قول رسول الله (ص) الذي كلامه هو كلام الوحي: (من رأى سلطاناً جائراً، مستحلاً لحرام الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله)(4)...

ودور يزيد بن معاوية في تعطيل السنة والتعارض مع كتاب الله وأحكامه، والعمل بالإثم والعدوان، واضح وظاهر عبر أدلة الفريقين - سنة وشيعة - فلا داعي لاستقصائها؛ إذ هي أشهر من أن تذكر.. كما أنه من ثابت القول أن الرهط الشريف الذي خرج مع الحسين (ع) على بصيرة تامة ووعي كامل، لم يتغير ولم يتزلزل من أول المسير إلى غايته، حيث أفصح الإمام (ع) عن طبيعة الثورة وغاياتها، منذ عزم على الخروج من مكة، وبلا أدنى لبس أو غموض؛ وذلك عندما قال: (الحمد لله وما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله على رسوله، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأن مني أكراشاً جوفاً، وأجربة سغباً، لا محيص عن يوم قد خط بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفينا أجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحمته، وهي مجموعة له في حظيرة القدس، تقر بهم عينه، وينجز بهم وعده، ألا من كان باذلاً فينا مهجته، وموطِّناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا فإني راحل مصبحاً إن شاء الله)(5).

    سلطات المال والإغراء!!

إذن؛ يتساوى جميع أصحاب أبي عبد الله الحسين في حالة الوعي التام، والاختيار المطلق، لطريق الثورة، وطلب الشهادة في سبيل المبدأ والقيم الدينية التي تعرضت لانتهاكات علنية في جميع ممارسات السلطة الأموية.. هذا في حين أن الذي كثيراً ما يحصل هو أن الفرد أو الجماعة يقعون في إسار الإكراه والإجبار.. وهذا الإكراه يتأتى من الخارج من فوق، من السلطة المتحكمة.. ويأتي أحياناً من نفس الإنسان إذ يكره نفسه على أمر ما.. بمعنى أن الإكراه ككل، ليس منطلقاً حكيماً متأتياً من فكر سليم وحب للحرية كما أنه يعيق الهدف ويكسبه بشاعة الصورة، ويقلل من قيمته فلا تبقى له حرمة. أما إسار الإغراء فهو الآخر بنفس الوزن والثقل؛ فهما توأمان، مع أنهما يتفاوتان.

فالإكراه تمثل وتجسد على يد زياد بن أبيه وغيره من الأمويين والعباسيين، حيث العبارة المألوفة (تجمير الجيوش) و(بعث البعوث للغزوات) بصورة تسخير للجند، بل أحياناً أخرى بصورة عقاب للمئات ممن لم يطيعوا الأوامر، كما كان الأمراء يهددون باستعدادهم لعقاب الناس بالتجمير في الغزوات والبعوث وأكثر دلالات إكراه السلطات للجندي هو نفس عمليات التهديد المتكرر الخطير لأهل الكوفة، إن لم يخرجوا لحرب الإمام (ع).. ونفس عمليات التحشيد والدفع الإجباري للدخول في كتائب الجيش الجرار، حتى لم تستثن الأوامر أي واحد من سكان إقليم الكوفة بمختلف أديانهم ومللهم.. وكذلك أيضاً منهج الإغراء، فشواهده كثيرة.. ومنها المنهج الأموي نفسه؛ إذ ما قامت له قائمة إلا ومن تحتها أموال المسلمين، وما دام لملكه دوام إلا ومن وراء ذلك الدوام دراهم ودنانير الأمة!! فجيش الشام تربى على الأعطيات الوفيرة والدلال المغرض، لتسخير قواهم، وأعوان معاوية ووجوه كثيرة حوله لا تنتظر إلا صفقات الأموال، وأكياس الدراهم، ورزم الحلي والحلل.. هكذا هي الأموية كيان قوامه الطمع والإغراء والجشع المذل.. بل كيان متاجرة بأقدس المقدسات وهو الدين..

وفي الضد من ذلك نرى السياسة العلوية الفريدة بعيدة كل البعد من منجسات الإكراه والإغراء، فهو حامي الشريعة المقدسة، وحافظها من محاولات تشويه معالمها المقدسة.. فالإمام (ع) لم يلجأ قط إلى الإكراه والإغراء، بل كان حرباً عليهما، كسياستين أو سياسة واحدة لا صلة لها بالفكر الإسلامي الذي حرص عليه الإمام العظيم.. أما منهج سياسته الذي تفرد به فهو المنهجية الإسلامية بذاتها، وهكذا فإن زمن الإمام (ع) زمان اتسم فيه الناس بقابلية التجنيد عند الإغراء أو العنف أو الإرهاب...(6)

    المأساة التي أدمت قلب الإنسانية ..

وهكذا فإذا أردنا أن نواصل قراءة وتأمل معالم الثورة الحسينية المباركة، لوجدنا فيها الكثير - مما لا يمكن بلوغ غايته في هذه العجالة - الذي تنفرد فيه بين سائر الثورات التي حدثت على طول مسار التاريخ القديم والحديث؛ فمن جملة معالمها - إضافة إلى ما تقدم - أنها الثورة الوحيدة في العالم التي لو تسنى لأي إنسان مهما كان معتقده، أن يقرأ أحداثها ووقائعها، بكل أبعادها وتفاصيلها، لما تمكن من أن يملك دمعته وعبرته، وكما هو معروف الآن في البلاد غير الإسلامية، كالهند وبعض الدول في أفريقيا، حيث يقرأ بعض أبنائها ملحمة واقعة الطف في كربلاء، فإنهم لا يملكون إلا أن يجهشوا بالبكاء، وقد يؤدي أحياناً إلى ضرب الصدور لا شعورياً، لأنها مأساة أليمة تتصدع القلوب لهولها، وذلك كما وصفها المؤرخ الإنجليزي الشهير (جيبون) بقوله: (إن مأساة الحسين المروعة، بالرغم من تقادم عهدها، وتباين موطنها لا بد أن تثير العطف والحنان في نفس أقل القراء إحساساً وأقساهم قلباً)(7).

وأكثر من ذلك فقد روي أن الذين قاتلوا رجال الثورة لم يملكوا أنفسهم من البكاء، فهذا (عمر بن سعد) قائد الجيش الأموي في كربلاء، يبكي عندما خرجت عليه ابنة الإمام علي (ع) قائلة له: يا ين سعد أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟.. فصرف وجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته(8)..

وروي أيضاً أن الأعداء بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) هجموا على عياله يسلبونهن وهم يبكون، فجاء رجل إلى فاطمة بنت الحسين (ع) وأراد سلبها، وهو يبكي، فقالت: لماذا تسلبني إذاً؟ فقال لها: أخاف أن يأخذه غيري!!(9)

وكيف لا تكون كذلك وهي المأساة التي أدمت قلب الإنسانية وقرحت جفونها تألماً وتأثراً؛ إذ فيها قتل الشيخ الطاعن بالسن الذي جاوز السبعين، وفيها قتل الكهول وهم الغالبية من أصحاب الحسين (ع)كما قتل الفتى الذي جاوز الحلم أو لما من بني هاشم وأقمارهم وفتيان أصحابهم، وفيها استشهد الطفل الرضيع، والمرأة العجوز، وفيها التمثيل بأجساد الشهداء، ورضها بحوافر الخيل، وقطع رؤوسها، وحرمان النساء والأطفال من الماء، ونهب الخيام وحرقها، وسوق بنات الرسالة سبايا من بلد إلى بلد، يتصفح وجوههن القريب والبعيد، وإلى ما سوى ذلك من المآسي والآلام التي حلت بشهداء هذه الثورة(10).

أما فيما يتعلق بالجانب العقائدي للثورة، فلم نعرف ثورة في التأريخ عرفت بعقائديتها بهذا اللون من الاعتقاد والتفاني من أجله، كثورة الإمام الحسين (ع). والإنسان لا يمكن أن يعرف المستوى العقائدي لثورة من الثورات إلا أن يدرس النصوص والوثائق لقادة هذه الثورة وأنصارها.

وثورة الإمام الحسين (ع) بلغت في عقائديتها الذروة العليا في الوعي، والعمق لدى قائدها وأتباعه وأنصاره، فهي لم تختلف وعياً في جميع أدوارها، منذ أن أعلنت وحتى آخر نفس من حياة رجالها، على مختلف المستويات الثقافية والإدراكية لهم؛ فهذا الشيخ الكبير يحمل نفس الوعي للثورة الحسينية، الذي يحمله الكهل والفتى، وحتى الذي لم يبلغ الحلم يحمل نفس الروح لدى رجالها وأبطالها، فلو تصفحنا الوثائق الأولى لقائد هذه الثورة، الإمام الحسين (ع) ، لرأيناها تحمل نفس روح الوثائق التي قالها الحسين (ع) في آخر حياته، فهي تدور حول هذين المحورين:

1- الثورة على حكم يزيد بن معاوية.

2- إقامة الشريعة الإسلامية، بدلاً من المخالفات التي أشاعها الحكام آنذاك..

بل إن الإمام الحسين (ع) قد علل ثورته على حكم يزيد في بعض خطبه وبياناته، ويتضح ذلك جلياً مما جاء في خطابه أمام أول كتيبة للجيش الأموي: (أيها الناس: إني سمعت رسول الله (ص) قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام الله ناكثاً لعهده... إلى أن يقول: فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله).

وفي هذا تعليل واضح لخروجه على السلطة الأموية بأنها سلطة جائرة تحكم الناس بالإثم والعدوان وهي خارجة عن ربقة الدين، ومخالفة لسنة الرسول الأكرم (ص).. كما أنه (ع) قد صرح بالاسم في رده على والي يزيد على المدينة، عندما طلب منه البيعة ليزيد بن معاوية، حيث قال (ع): (أيها الأمير إنّا أهل بيت النبوة.... إلى أن يقول: ويزيد رجل فاسق شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة، معلن للفسق، ومثلي لا يبايع مثله)، وهي صفات لا تتفق مع شروط الخلافة، فلهذا أعلن الإمام ثورته على يزيد؛ فهي ليست ثورة ذات دوافع قبلية أو عنصرية، كما يصورها البعض ممن يطلق الأحكام جزافاً، ومن دون وعي أو روية، ويضاف إلى ذلك هدف تطبيق الشريعة الإسلامية، الذي عرض الإمام (ع) نفسه وأهل بيته وأصحابه للقتل والسلب والنهب لأجله.

ويسند ذلك ما جاء في نص آخر من نصوصه (ع) ؛ إذ قال: (ألا وأن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله، وحرموا حلاله) ثم يردف بالقول: (وقد بعثت إليكم بكتابي هذا وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه، فإن السنة قد أميتت والبدعة قد أحييت) وللمزيد من الوضوح، نسوق النص التالي الذي يبين تماماً طبيعة تحرك الإمام، وأبعاد هذه الحركة ومراميها الشريفة، حيث قال: (وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (ص) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي) إلى غير ذلك من نصوص صريحة، لا شبهة فيها ولا غموض، تفصح عن غرض الإمام (ع) وهدفه.

فالأدلة على البعد القيمي البحت للثورة الحسينية كثيرة، وهي بدرجة من الوضوح بحيث تقطع وجهة الزاعمين - زوراً وعناداً - أن الإمام (ع) طلب نزع الحكم من بني أمية، على أي حال، وثار بدافع العداوة بين بني هاشم وأمية، وهو ادعاء باطل تدحضه جميع الوثائق والنصوص التاريخية التي تناقلتها الأجيال، جيلاً بعد جيل، والحقيقة التي لا يجادل فيها أحد أن الإمام (ع) من أهل بيت النبوة الذين لم يأتوا للملك إلا أن يقوموا المعوج، ويدعوا إلى الحق، ويدمغوا الباطل؛ فهذا جده رسول الله (ص) في بداية دعوته، عرضت عليه رجالات قريش، الملك والسيادة والمال، على أن يترك دعوته، فأبى (ص) وقال لعمه أبي طالب (رض):

(يا عماه! لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر، ما تركته، حتى يظهره الله أو أهلك فيه).

وهذا أبوه أمير المؤمنين على بن أبي طالب (ع) القائل: (اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان، ولا التماس شيء من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من عبادك، وتقام المعطلة من حدودك)، وقد عرضت عليه الخلافة في قضية الشورى بشروط، فأبى (ع) لكي لا يخالف حتى شرط واحد من شروطها.. وهكذا لو أردنا أن نستعرض سيرة أهل البيت(ع) لرأيناهم لا ينشدون ملكاً ولا سلطاناً بالذات، وإنما غايتهم من الحكم هو تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وتركيز دعائمها.(11)

    خروج الإمام (ع) كان بأمر إلهي ..

بقي أن نتساءل - تمشياً مع ما طرح عبر التاريخ -: هل كان خروج الإمام بأمر من الله، وجهه إلى جده (ص) أم أنه اجتهاد من الإمام الحسين (ع) ، على ضوء الشريعة الموكل بها؟.. فنجيب بإيجاز:

1- بالنسبة للاحتمال الأول، فهو ليس احتمالاً بل حقيقة أوردتها السنة الشريفة، ولا يحتاج المرء، كي يتأكد، سوى استذكار ما جاء عن النبي الأكرم (ص) حول سبطه الحسين، فلطالما كرر النبي (ص) أن لولده الحسين يوماً شاهداً ومشهوداً.. ولطالما بكى لفداحة الفاجعة وهول الواقعة المتمخضة عن جسامة التضحيات فوق أرض كربلاء، التي كان أول من أعلن اسمها على أسماع المسلمين هو نفسه (ص) ولا يمكن حمل هذه الحقائق النبوية المأثورة على غير محلها اللائق بمقام النبي الكريم (ص) ، ذلك لأن إشاراته الواردة حول مصير الأمة، وإيراداته بشأن مصرع ولده السبط، تستبطن كون الله سبحانه قد أناط بالحسين جهاداً مرتقباً، دونما نزاع،ولولا ذلك لبقي ما صدر عن الرسول (ص) رهن الإبهام، وقيد ستار كثيف من الغموض، وحاشاه (ص) أن يصدر منه مثل ذلك، وكفى.

أما بالنسبة للاحتمال الثاني، القاضي بأن خروج الإمام قد يكون بوحي اجتهاد، على نور ضوء الإسلام وشريعته، فهذا احتمال يستحيل إلى حقيقة صحيحة صائبة، بحكم العلاقة الوشيجة بين الحسين (ع) ومقررات الإسلام ومبادئه، وبحكم تبادل المصلحة في وجودهما؛ فالحسين خلق للإسلام، وعاش له، والإسلام يدعم مواقف الإمام؛ نظراً لأخذ تلك المواقف من شريعته، وهكذا دام الحسين (ع) خالداً. وخلد الإسلام دائماً؛ فاجتهاده جاء مطابقاً للدعم الإلهي المتمثل بمجمل الأحاديث الشريفة، المأثورة عن رسول الله (ص).

وصفوة القول - في هذه الشعبة من الموضوع - أن إرادة الحسين (ع) تمثل إرادة الدين الحنيف، ولا يصعب فهم طبيعة الثورة الحسينية ومراميها، إذا ما أحطنا بمبادئ الدين وفهم أغراضه وقواعده ومراميه.

وإن البواعث الحسينية لها من البعد الموغل في عمق المستقبل ما يشهد به وجود الإسلام وديمومته إلى اليوم، وبقاؤه إلى الغد خالداً.(12)

    الحسين (ع) رمز الخير المطلق..

ما أروع الحسين يجمع عمره كله ويربطه بفيض من معاناته، ويجمعه إلى ذاته، جمعاً معمقاً بالحس والفهم والإدراك، فإذا هو كله تعبير عن ملحمة قائمة بذاتها، صمم لها التصميم المنبثق من واقع إنساني عاشه وعاناه وغرق فيه - إن الملحمة التي قدمها على رمال الصحراء في كربلاء، هي الصنيع الملحمي الكبير، ما أظن هوميروس تمكن من تجميع مثله في الياذته الشهيرة - هنالك أبطال اعتلوا الجو خشبة لعبوا عليها، وهنا بطولة واحدة أتمت ذاتها بذاتها، فذة في مسراها، ومصممة في عزمها، وإنسانية في قضيتها، وواضحة في أهدافها، وحقيقية في عرضها المشاهد، وهي - بالوقت ذاته - مركزه على ملحمة أخرى أصيلة، هي التي قدمها جده العظيم (ص) ، ونفذها فوق الأرض وتحت السماء، فإذا هي ملحمة تنتصر بالإنسان فوق أرض الإنسان وتحت سماء الإنسان، لا خيال فيها، بل واقع إنساني محض، لحمت الأمة وعجنتها بعضها ببعض، في مدة من الوقت لم تتجاوز العشر سنين - أما الفترة التي أظهر فيها الحسين (ع) ملحمته الثانية والمشتقة منها فلم تتجاوز عشرين يوماً، من أول خطوة خرج بها من مكة إلى آخر خطوة خرّ بها صريعاً في كربلاء العطشى، وهي ضفة من ضفاف الفرات.. فهل يجوز لنا وقد رافقنا الحسين ستاً وخمسين سنة وهي كل عمره، أن لا نقفو خطاه في البقية الباقية من أيامه بيننا على وجه الأرض، وهي بقية محفورة الخطوات مشاها على فترة عشرين يوماً، فإذا هي نقش مطرّز بالدم، ولكنه مطيب بعبير البطولة القاصدة تحديد معنى البطولات في دنيا الإنسان - فلنرافقه - إذاً - من مكة إلى كربلاء، ولنكن - على الأقل - مشاهدين نمتص عرينا، ونمتص التخاذل فينا، ونمتص شذا البطولة، وهي تدعونا إلى كل إباء يجمعنا إلى حقيقة الذات - ذاتنا الاجتماعية - يا لغبطة الحسين وهو يحقق ذاته فينا(13).

ثم نأتي الآن نتعلم من رمز الخير المطلق، ونراقب بأعين مفتوحة على سعة السماء رمزاً للشر المحض والمطلق.. ونذكر كلمات الاعتذار التي خاطب بها د. أسعد علي الإمام الحسين (ع) الذي هو رمزنا للخير المطلق، ويرد فيها ذكر يزيد الذي هو رمز للشر المطلق.. يقول: يا سيدي عفوك.. فأنا أجاهد لأطرد جيوش يزيد من نفسي وبيتي، ثم أجيئك متطهراً من اليزيدية المتفشية انحلالاً في أخلاق أمة جدك وكسلاً وإهمالاً وعبثاً بقيم الله والإنسان.. أحببت أن أجيئك مغتسلاً بالصدق الحسيني لكي لا أخجل منك عندما نلتقي..(14)

    خاتمة..

إن ثورة أبي عبد الله الحسين، ثورة ملاكها القيم والأهداف الرسالية، إنما وقعت لتقوّم الاعوجاج الذي حصل في مسيرة الأمة، ولتقيم حدود الله سبحانه، وسنة النبي الأكرم (ص) التي عطلتها تماماً السلطة الأموية بقيادة يزيد، وهي بعيدة كل البعد ومتنافرة مع جميع الأغراض والمطالب الدنيوية، فرضتها ظروف ووقائع أقل ما فيها، قتل النفس المحترمة، وإقصاء الصالح، وتقريب الطالح، من جهة، وأوجبها أمر الله سبحانه وتعالى، الذي نطق به صريحاً القرآن المجيد، وداعي السنة النبوية الشريفة من جهة أخرى... ثورة حفظت الدين وصانته من محاولات الدس والتشويه على أيدي سلطات جائرة صممت على الإساءة والنيل من الإسلام ورموزه وقادته الحقيقيين... وينبغي النظر إليها على أنها الخط الواضح الفاصل بين الحق والباطل وهي عبرة وعظة بالغة وحجة قاطعة على الأجيال المتعاقبة، لتبين طريق الصواب، وتلمس وجه الحق في جميع الظروف، ومهما هجمت عوامل اللبس والتشويه، واشتدت وتراكمت الظلمات؛ وبذلك ستبقى ثورة ملهمة لجميع طلاب الحق والحرية على مستوى العالم، وعلى مدى الزمن، بشكل مطلق..

الهـــوامـــش :

(1) الدوافع الذاتية لأنصار الحسين (ع)/محمد علي عابدين/ص19.

(2) الدوافع الذاتية لأنصار الحسين/محمد علي عابدين/ص20.

(3) تاريخ الطبري ج4، ص:30.

(4) تاريخ الطبري ج4،ص304.

(5) اللهوف لابن طاووس: ص26.

(6) الدوافع الذاتية لأنصار الحسين/ص23.. بتصرف.

(7) تاريخ العرب/مير علي/ص74.

(8) الكامل/لابن الأثير/ص295/ج3.

(9) سير أعلام النبلاء للذهبي/ص204/ج3.

(10) عبد الكريم الحسيني القزويني/الوثائق الرسمية لثورة الحسين (ع)/ص17.

(11) عبد الكريم القزويني/الوثائق الرسمية لثورة الحسين (ع)/ص25.

(12) محمد علي عابدين/الدوافع الذاتية/لأنصار الحسين/ص36.

(13) سليمان كتاني/الإمام الحسين في حلّة البرفير/ص153.

(14) حيدر الجراح/مجلة النبأ العدد34/ص88.