|
سُبــل إستخدامهـــا وسيلــة حرب ضد الأُمــة الإســلاميــة و العربيــة و أساليب التعامــل معهـــــا |
إعداد: د. سعد العبيدي |
تقــــديـــــم |
(1) بحث الإنسان منذ أقدم العصور عن المتعة والاستثارة والارتياح وكذلك عن التخلص من الألم، وفي بحثه هذا وجد بعض المشروبات والنباتات والعقاقير تنقله إلى نوع من البهجة والاسترخاء وتقلل معالم التوتر في جهازه العصبي لفترة محددة من الوقت . وكانت هذه اللذة الآنية، وعدم التحسّس بالألم العابر منزلقاً للبعض دفعهم باتجاه الانغماس، أو الاستمرار على تناول المخدرات، حتى وجدوا أنفسهم وبعد الانتقال من حالة التعود إلى حتمية الإدمان أنهم بمواجهة حالة جديدة أو ظروف جديدة قوامها: أ. إن معاناة من نوع آخر مؤداها التوتر والقلق قد غلفت حالهم وباتوا على أساسها - تدريجيا - أسرى للمادة التي يتناولونها. ب. إن آلامهم الناتجة من الابتعاد عن تناول المخدرات التي أدمنوا على تناولها أشد أثراً في نفوسهم من آلام كانوا يعتقدون في بداية طريقهم إلى الإدمان أنهم غير قادرين على تحملها. |
(2) |
الإدمان على تناول المخدرات ظاهرة انتشرت على مر الزمن والعصور، وفي العديد من المجتمعات البشرية على اختلاف أنظمتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية،حتى أصبحت مشكلة ذات تأثيرات بأوجه متعددة لم تقتصر المباشرة منها وغير المباشرة في وقتنا الراهن على الفرد (متناولها) فحسب، بل وعلى مجتمعه، وذلك من خلال: أ. خسارة جهده الفردي الذي يفترض استثماره للإنماء الاقتصادي والحضاري. ب. خسارة لعائلته كعضو في المجتمع بعد أن يؤدي الإدمان إلى اضطرابها على الأغلب. ج. تخصيص جزء مهم من جهد وطاقة المجتمع ومؤسساته المختلفة لأغراض الرعاية والوقاية والعلاج من اضطراب كان بالإمكان تجاوزه في البداية بجهود فردية. وهذه كانت من بين الأمور التي دفعت الكثير من الدول والمنظمات والمسؤولين السياسيين والإداريين والمهنيين فيها إلى الاهتمام بجوانبها المتعددة وتخصيص المزيد من الجهود والأموال اللازمة للتعامل معها بصيغ تحد من انتشارها وتقلل من آثارها المباشرة والجانبية جهد الإمكان. |
(3) قبل مناقشة الدوافع النفسية للإدمان على المخدرات لا بد من الإشارة إلى أن اصطلاح الإدمان قد تعرض إلى بضعة تغيرات بعد أن أسهمت منظمة الصحة العالمية ولجانها في تناوله كظاهرة بات انتشارها واسعاً في كثير من الدول ، وهكذا نجد في دراستنا للإدمان اصطلاحات شائعة أيضاً مثل : - الاعتماد Dependence. - التعود Habituation . - ومن ثم الإدمان Addiction . هذا وللتمييز بين تلك الاصطلاحات إتجه المعنيون للإشارة إلى أن: أ. الاعتماد علــى المخدرات يشير إلى حالة القلق النفساني والعضوي التي تنتج عن تناول عقار معين أو مادة ما وبدرجة لا يتمكن المعنــي فيها من التخلـــي عنها دون حصول مضاعفات نفسية وجسمية ، تدعى بالأعراض الانسحابية. ب. أمـا التعــود فهو الاعتماد النفساني لوحده دون أي أساس لإعتماد عضوي ، وهو بوجه العموم لا يصل حدود الإدمان ، على الرغم من أن التخلي السريع والمفاجىء عنه يؤدي إلى اضطرابات نفسية في كثير من الأحيان ، كما إن التـعود هنا يعني الميل إلى الاستمرار بتناول المادة المخدرة مــــع عـدم الاضطرار إلى زيادة كميتها ، كذلك لا يؤثر مقدار المخدر الذي يتناوله المعتاد على كفاءته وقدراته، ولا على علاقاته الاجتماعية والعائلية بنفس مستويات التأثير في حالات الاعتماد والادمان. جـ. أما الإدمان وعلــــى وفــــق مـا ورد فــي أعلاه فإنه يعبر عن تناول المخدرات بكميات (كثيرة نسبياً) وبطريقة شـبه مستمرة كافية لتحطيم الصحة البدنية والوظائف الشخصية والدور الاجتماعي للمعنيين بتناولها(1). |
(4) |
إن مسألة تناول المخدرات ومن ثم الاعتياد عليها فالإدمان على تناولها حالة شائكة تتوزع أسبابها أو دوافعها على: أ. الفرد المدمن نفسه حيث العمر والحالة الفسلجية والنفسية والخصائص الشخصية ونوع الجنس. ب. الأسرة وأساليب تنشئتها وتشكيلها لسلوك أبنائها في السنوات الأولى لاكتسابهم خصائص شخصياتهم التي يمكن أن تكون سببا للإدمان أو عدمه. ج. المجتمع حيث القيم السائدة والمعايير المعتمدة وضوابط الإدارة القائمة. التي يمكن أن تفسح المجال لتفشي ظاهرة الادمان من خلال تساهلها مع تناول المخدرات، أو على العكس من ذلك وأن تحول دونه من خلال وضع ضوابط تحد من أنتشارها. |
(5) |
إن النظريات التي تناولت الادمان وسبل إنتشاره وأساليب التعامل معه كظاهرة اجتماعية نفسية مركبة لم تتفق فيما بينها بالتركيز على متغير من تلك المتغيرات التي ذكرت أعلاه وحيدا لإنتشاره، ولم تتفق أيضا على إهمال متغير آخر بالمقارنة مع باقي المتغيرات غير فاعل في وجوده، وبدلا عنه فإن معظم من تناوله هذه الظاهرة بالبحث والدراسة قد أشار بشكل عام إلى تفاعل أكثر من سبب كمتغيرات مؤثرة أدت إلى وجودها ومن ثم إنتشارها، من بينها : أ) المحيط الاجتماعي : تولــي النظـريات التي جاءت بها المدرسة السلوكية مع بدايات القرن الماضي اهتماما للبيئة الاجتماعية - أي البيئة المحيطة بالفرد المدمن - للتأثير على تشكيل سلوك متزن،مستقر، ملتزم، أم مدمن، ويرى أصحاب هذه المدرسة واسعة الانتشار: أن سلوك الإدمان نتاج لتاريخ مـحدد من عمليتي تعلم تناول المادة المخدرة، وتعزيز تخفيضها للألم والتوتر والقلق مع بداية المراحل الأولى للتعلم،كما يضيف البعض من روادها (المدرسة الســـلوكية) موضوع التعلم بالنمذجة بالإضافة إلى التعلم بالتعزيز المذكور آنفا لإكتساب سلوك الادمان ، والنمذجة هذه تأتي من خلال قيام المعني بتقليد سلوك تناول المخدر لأحد أفراد العائلة، أو آخر خارجها في المجتمع العام(2). ب) التعزيز الاجتماعي المتبادل: تــرى النظــرية التفاعلية في علم النفس الاجتماعي أن تناول المخدرات ومن ثم الادمان عليها لعبة اجتماعية مستمرة، يبدأها الفرد المعني كخطوة أولى بهدف الانتقام والعدوان على ذاته سعيا لتدميرها لا شعورياً. ج) إفرازات الحضارة: يعتقد أصــحاب النظــرية الحضارية أن سلوك الإدمان محصلة للتوتر الذي تشيعه الحضارة بين أفراد المجتمع مقترناً بالتساهل في أساليب تناول المخدرات، أو مواجهة نتائـج تناولها (*)، ويدعمون رأيهم هذا بالتأكيد على أن سكان المدن يميلون إلى تناول المـخدرات أكثر من سكان الريف الذين يقلدون أساليب حياة المدينة عند انتقالهم إليها فتزداد نســـبة تناولهم لها وربما الإدمان عليها. وتؤكد هذه النظرية أن الإدمان جاء بسبب ازدياد حــالات القلق والتوتر والاغتراب، هذا ويعتقد مؤيدو النظرية الحضارية أن التـــحولات الاجتمـــاعية والحضارية التي تحدث تزيد مـــن معدلات تناول المخدرات والإدمان عليها(3). د) أسباب أخرى: يرى مختصون آخرون ومن مدارس نفسية متعددة أن التعوّد على تناول المخدرات يأتـــي من خلال عملية التفاعل الاجتماعي وكذلك من خلال الاتصال بالآخرين حيث البحــث عـــن المتعــة المؤقتة، أو الهروب من بعض المشاكل وخفض التوترات التي يؤمنها تنـــاول المخدرات وحسب الخصائص النفسية للمعنيين به إذ يعتمد عليها البعض كمهـدئ، والبعض الآخـر كمجال لتجنب مشاكل الحياة اليومية، وآخرون يتخذونها وســـيلة لتجاوز مشاعر الخوف والقلق، وهكذا(4). |
(6) يتناول أناس بخصائص نفسية محددة أنواعا من المخدرات ولمرات معدودة على سبيل التجربة وحب الاستطلاع، ويكررها آخرون لمرات ومرات على وفق مجالستهم لزملاء ومعارف يتناولونها في لقاءاتهم الخاصة، بينما يستمر البعض في تناولها بصفة شبه مستمرة. كما إن هناك من يصل إلى حالة الاعتماد الجسـمي على المخدر بعد تناوله تلك المادة لمرات قليلة بينما لا يصلها شخص آخر رغم تناوله المخدر لفترة أطول وعدد مرات أكثر بحيث لا تظهر عليه أية أعراض إنسحابية عند تركها ، وهذا تفاوت لم يجد له المختصـــون تفسيرا شاملاً حتى الوقت الراهن، رغم اعتقاد العديد منهم أنه أمر يتعلق بتعود الجهاز العصبي وتكيفه للمادة المخدرة وليس بسرعة التخلص منه(5). ومع ذلك فإن الإدمان كصفة لتناول المخدرات لا يمكن إطلاقه على أي من أولئك المتناولين إلا بعد أن يمر الواحد منهم في مرحلة الاعتماد النفسي والعضوي ، وهي المرحلة التي تتميز بالأعراض الاكلينيكية (السريرية) الآتية: أ) عــدم استطاعة المعنـي التخلي عن تناول المادة المخدرة لساعات أو أيام. أي وجود دافع داخلي قهريCompulsion لتناوله. ب) الميل المستمر إلى زيادة الجرعة من تلك المادة. ج) ظهور بعض الآثار النفســية أو المضــاعفات عند التوقف عن تناول المادة المخدرة مثل: أولا: القلق والتوتر. ثانيـا: الاكتئاب. ثالثـا: قلة التركيز. رابعا: عدم الارتياح. د) ظـهور بعض المضـاعفات العضوية (الجسمية) عند التوقف عن التناول مثل: أولا: الصــداع. ثانيـا: الارتجــاف في الأطراف العليا والسفلى والوجه واللسان. ثالثـا: التعرق. رابعا: الإغماء أحياناً. هـ) تدهــور تدريـجي في السمات الشخصية ووظائفها يشمل على الأغلب: أولاً: الأعمال العضوية. ثانيـا: الجوانب الذهنية. ثالثـا: السلوك. رابعا: الصحة وأساليب التعامل. علما أن الأعراض المذكورة واستجابة الجسم للإدمان تختلف في الشدة والنوع تبعا للمادة المخدرة وفترة تناولها. |
(7) الإدمان على المخدرات وحتى الإفراط في تناولها مشكلة لها تأثيراتها المركبة على الفرد والأسرة والمجتمع، خاصة وأنها – أي المخدرات – وبسبب تعاطيها المستمر لسنوات طويلة تجعل الفرد معتاداً عليها نفسياً في البدء ثم يحس بحاجة الجسم لكميات منها في الفترات التالية، مما يسهم في إيجاد خصائص نوعية جديدة في حالته النفسية وقابليته البدنية تقلل في محصلتها النهائية من كفاءته للحد الذي يبدو فيه مختلفاً في سلوكه عن الناس العاديين في بعض الأحيان . وعلى وجه العموم فإن أهم تأثيرات الإدمان تتركز على الجوانب الآتية: أ) الجانب النفسي: إن تأثير الإدمان على حالة الانسان النفسية، أو وضعه النفسي يكاد يكون شاملا لعموم جوانبها: أولا - الانفعالية: وفــي مجالها نـــــرى المدمن يعاني في أغلب الأحيان من اضطراب يدفع إلى الحزن الشديد، ولوم الـــذات، والميل إلى العزلة عن الآخرين - في الحالات الشديدة على وجه الخصوص - كذلك تخلخل الوجدان والعاطفة. ثانيـا- السلوكية: وفـــي إطارها يكون الخلل واضحا في التعامل مع الذات والآخرين لمستوى تتكون عنده مشاعر لدى المدمن تدفع فـــي بعض الأحيان إلى توجهات عدوانية لتدمير الذات والآخرين في آن معا، وتؤدي أيضاً إلى تــدهور شخصيـة المدمن واضطراب معالمها حتى تصبـح بعـــد فترة من الزمن اعتمادية علـى الغير، تتسم بالتهرب من المسؤولية وعدم الثقة بالنفس وكذلك بالآخرين(6). ثالثـا- العقلية: وفيها يكون تأثير الإدمان أكثر شدة وكلفة في ذات الوقت ، على الرغم من أن تأثيراته ـ أي الإدمان - على العقل تـختلف من مادة لأخرى تبعاً لتركيبته الكيماوية وفترات تناوله؛ فالـحشيش مثلا يحدث اضطراباً في التوجه والتفكير ، وخللا في الشــعور بالزمـــن ، واستمرار تناوله بكثرة ولفترة طويلة من الزمن يمكن أن يؤدي إلى حالة تشبه الذهاني الفصامي، وكذلك إلى الخرف والعته. والمورفين يسبب تناوله بتقدم الأيام وزيادة كميته إلى الإصابة بالذهول والتبلد وأحيانا التحلل الخلقي والكذب . أما الكوكايين فيؤدي الإدمان عليه إلى الهلوسة، والهذيان، والإحساس بنوع من التنميل الذي يشبه قرصات لحشرات وهمية وبأوقات شبه مستمرة. كذلك يؤدي الإدمان على الامفيتامين Amphetamine إلى حالة ذهان وقتي يتميز بالتوتر والتوجس والخوف والهلاوس البصرية والهذيان والشعور بالاضطهاد والأوهام والبارانويا، ويؤدي أحيانا إلى العنف والعدوان، أو الانتحار. أما عقاقير الهلوسة ( LSD) فتؤدي إلى تضبيب الوعي والتلاعب بالشعور وبمحاور الزمن، والإكثار من هذه العقاقير يصيب البعض بحالة من الذهان الوقتي تشبه بعض أعراضها السريرية الفصام و الاكتئاب. وعلى وجه العموم فإن تناول المواد المخدرة أو الإكثار من تناولها يؤدي إلى زيادة في النسيان ويجعـل المعنيين أبطأ في الإدراك والاستيعاب وأقل قدرة على استعادة المعلومات. ب) الجانب الاجتماعي: الإنسان كائن اجتماعي وسلوكه مدمنا كان،أو معتادا يؤثر ويتأثر بالمحيط الموجود حـوله، وبما أن تناول المخدرات يتم أحيانا في إطار الجماعة (البيت، النادي، الشــارع، … الخ) فإنه يوسع من احتمالات تأثيرها لتشمل الآخرين وبحدود تعتمد علــى مــستوى الإدمان (الكمية و عدد مرّات التناول) والخصائص النفسية للفــــرد ومــقدار تفاعلــــه و تأثيره على القريبين منه،أو تأثيرهم عليه. وعموماً فإن مستويات التأثير الاجتماعي يمكن أن تطال وبدرجات متفاوته المجالات الآتية: أولاً- الحياة الزوجيــة: إذ ينتشر الطلاق بين المدمنين بنسب أعلى من انتشاره في عموم المجتمع. ثانياً- التفكك الأسري: اضطراب بنية العائلة مع كثــرة التعرض للمشكلات المادية والعاطفية والدراسية والاجتماعية. ثالثاً- اضطراب التوازن الاجتماعي: يعتاد البعـض مــن المدمنين علــــى تأجيل مواجهــة الواقع أو المشاكل المحيطة بهم وذلك بالــهروب منـــها وبالتالـي يتعزز لديهم السلوك الانسحابي وتضعف إمكاناتهم وقدراتهم النفسية اللازمة للعيـش بإتزان مقبول في المجتمع. رابعاً- اختلال العلاقات الاجتماعية: الاستـمرار على تناول المخدرات لفترات طويلة،وإذا لم يؤد إلى الإدمان (في حالات قليلة) فإنه سيفضي إلى تعود نفسي عليها ويجعل المعنيين في حالة نفسية غير مستقرة أو غير متوازنة يستثاروا خلالها لأمور بسيطــة تعرض علاقاتهم مع الآخرين للاضطراب، وقد تؤدي إلى القيام بسلوك يتنافى والأعراف الاجتماعية. خامسا- الخرق القيمي: اختلال العلاقة بالآخرين وضعف الالتزام بالضوابط والأعراف الاجتماعية والميل إلى التمرد على القيم الاجتماعية. ج) الجانب الاقتصادي: كان الإنسان وما زال عماداً للاقتصاد في جوانبه المتعددة سواء ما يتعلق منها بالتخطيط، أو الإدارة، أو التنفيذ (العمالة) وبات تطوره مرهوناً بإمكانات وكفاءة العاملين في حلقاته المتنوعة. هذا وعلى الرغم من أن الدراسات المتيسرة لم تتناول مدمني الحلقات العليا للتخطيط وإدارة العملية الاقتصادية (في حدود إطلاع الباحث) لأن المعنيين بها يُـنتقون على الأغلب من بين الشخصيات غير المدمنة، إضافة إلى سهولة عزلهم لمجرد تأثر مواقعهم بعملية الإدمان، أو الاعتياد على التناول لأهمية وحساسية تلك المواقع، إلا أن الدراسات التي تناولت الجانب الاقتصادي بشكل عام تشير إلى: أن ما يميز المدمنين أو المعتادين هو ازدياد مشكلات العمل وكذلك إسهام التناول بفقدان وظائف العديد منهم. هذا وأجمعت الدراسات (7) على أن الإفراط في التناول (الاعتياد) يؤدي إلى: أولاً: الإقلال من كفاءة العمل. ثانياً: زيادة نسبة الغياب عن العمل. ثالثاً: الإكثار من المشاكل ذات الصلة بالآلة أو بالآخرين. رابعاً: تضاعف احتمالات التعرض لإصابات العمل . خامسا: أما في ميدان الإنتاج فإن المدمنين والمعتادين يساهمون أكثر من غيرهم بالخسائر المادية الحاصلة وذلك بسبب كثرة الحوادث وقلة الالتزام وعدم الشعور بالمسؤولية. هذا من جانب ومن جانب آخر فقد أشارت هذه الدراسات إلى أن تناول المخدرات يبدأ ويتطور عادة في المراهقة وما بعدها أولى سنوات الرشد التي توصف بغزارتها الإنتاجية،وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار النسبة العالية للإدمان من بين المتناولين فإن المشكلة تكون أكثر تعقيداً وضرراً لتزايد أعداد المدمنين من بين الشريحة الاجتماعية للمتناولين وما يسببوه من خسائر لمجمل العملية الاقتصادية نتيجة لسوء تكيفهم مع أعمالهم ووظائفهم، وضعف إمكاناتهم، خاصة في المجتمعات النامية وبينها دولنا العربية والإسلامية التي هي بحاجة أكبر من غيرها إلى طاقات الشباب وقدراتهم النفسية والعضوية حاضرا وفي المستقبل. د) الجانب الأمني: إذا كان الإدمان على المخدرات ذا تأثير سلبي على الحالة النفسية للفرد لمساهمته المباشرة في تغيير شخصية البعض وتقليل قدراتهم على التحمل والتكيف فإن الحالة هذه ستكون بطبيعتها الأرضية المحتملة لبعض الخروقات الأمنية والدافع المباشر،أو غير المباشر لقسم من الجرائم المرتكبة ذات التأثير السلبي على استقرار المجتمع ، وأمنه ذو الصلة بالأشخاص، أو المعلومات، أو المعدات، والمنشآت، حتى أصبح (الإدمان) وهن،أو ثغرة أمنية ينظر إليها من زاويتين: الزاوية الأولى: تتعلق بالناحية النفسية لمدمني المخدرات إذ إن زيادة كمية تناولها توسم المعنيين بمسحة عصابية وتضعف لديهم الأنا والإحساس بالتنبيهات الخارجية التي تشوه أو تربك جميعها التقديرات اللازمة للتعامل مع المواقف الحياتية وتفضي إلى الخطأ فتزداد عندها الضحايا وترتفع نسب ارتكاب الجرائم خاصة المتعلقة بالقتل والسرقة والاغتصاب والاعتداء على الغير. الزاوية الثانية: ذات الصلة بالعلاقة بين الجريمة وتناول المخدرات، وفي إطارها تؤكد الدراسات أن المخدرات مسؤولة عن تحفيز الميل لارتكاب الجريمة الموجود أصلا في التكوين النفسي لبعض الأفراد، وعندها يصبح تناول كمية منها كافيا لدفعه ـ أي من لديه ميول ذات طبيعة إجرامية في الأصل ـ باتجاه ارتكاب جريمة معينة خاصة لمن اعتاد العنف ، ذلك أنها - أي المخدرات – تضعف من القدرة على الإدراك ومن السيطرة على الإرادة بالمستوى الذي لا يستطيع فيه المدمن من كبح دوافعه الإجرامية ، وأنها بنفس الوقت تبدد الخوف من العقاب ، وبالمحصلة يمكن القول أنها تغّـلب عقد العزم لارتكاب الجريمة على الدفاعات المانعة منها (8). وإذا ما أضفنا إلى ذلك جرائم وحوادث الطرق فإن الصورة تكون أكثر ضبابية، وخاصة عند الأخذ بالاعتبار أن قسماً ليس قليلاً منها (في المجتمعات المتساهلة) ذو صلة بكون السائقين، أوالسابلة من المتناولين لها،لأنها تقلل لديهم القدرة على الرؤية الواضحة،والانتباه اللازم للقيادة، والقوة العضلية اللازمة للأداء الحركي في الوقت المناسب،إضافة إلى الثقة المفرطة بالنفس حد المغالاة في أحيان ليست قليلة. |
(8) لو ألقينا نظرة سريعة على خارطة الوطن العربي والاسلامي الجغرافية والسياسية نرى أن العرب مجتمع محاط بأقوام وأمم دخلت معهم في صراعات عدة عبر التاريخ الطويل لإعتبارات حضارية وقومية وجغرافية، ونرى أن المسلمين مجتمع محاط في معظمه بأقوام وأمم غير مسلمة دخلت معهم (المسلمين) في صراعات تمثلت بعديد من الغزوات ، والضغوط ، والتحالفات السياسية، وأنواع من الحصار الاقتصادي، والحروب النفسية غير المباشرة وحروب أخرى عسكرية مباشرة، الأمر الذي يدفع إلى القول: إن معالم الصراع الموجودة بين العرب والمسلمين من جانب والدول والأقوام الأخرى من جانب آخر موجودة ومستمرة، ووجودها الدائم هذا يدفع أطرافها إلى: أ. استخدام كل الوسائل والأساليب المتاحة زمانيا ومكانيا وتقنيا للتقليل من إمكانيات وقدرات الطرف المقابل في عملية الصراع. ب. سعي كل طرف من أطراف الصراع لزيادة قوته وقدراته التي تديم وجوده نداً في المواجهة. |
(9) |
وفي هذا السياق وبعد أن تطورت وسائل التنقل والاتصال، وزادت معالم اللهو والمتع الدنيوية، إتجه الكثيرون في المجتمعات البشرية دونما استثناء إلى التفتيش عن وسائل لهو جديدة، أو وسائل أخرى مبتكرة تساعدهم في التهرب من ضغوط الحياة التي بدأت تتغير هي الأخرى، أو تزداد شدتها مع تطور الحضارة وتعقيداتها، وبين اللهو والهروب من المواجهة كأطراف لمعادلة الادمان بدأت هذه الآفة تنتشر في كل بقاع العالم، وبدأت بعض الجهات الدولية استثمارها لزيادة ثرواتها، وبدأت أخرى استخدامها وسيلة لإضعاف أعدائها كطرف مقابل في الصراع الدائر بينهما، كما هو الحال بالنسبة إلى إسرائيل التي زُرعت عنصراً معاديا في قلب الأمة العربية والإسلامية، وهي تعي تماما أن صراعها مع العرب والمسلمين سوف لن يتوقف عند حدود استخدام القوة العسكرية، ولا عند حدود المناورة بالضغوط السياسية، ولا عند مستويات إمتلاك التقنية الحديثة، بل وسيستمر صراعا دينيا عقائديا حتى نهاية المطاف: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً ) (9). (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (10). (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ) (11). وهو صراعٌ تفهمه إسرائيل ويعيه أعداء العرب والمسلمين جيدا، لذا باتت ومن خلفها آخرون تستثمر كل جهد متاح لإضعاف الأمة ومن بين تلك الجهود نشر المخدرات وتشجيع تناولها، حتى وضعت جل قدراتها خلف هذه العملية ونظمتها تنظيما جيدا نجد فيه: - قيامها بدفع عملاء لها لتهريب المخدرات عن طريق البحر الأبيض المتوسط إلى مصر ودول الشمال الأفريقي المطلة علية تارة. - وتسريبها عن طريق الصحراء من أواسط أفريقيا إلى شمالها العربي المسلم تارة أخرى. - وتنقله عن طريق سيناء إلى مصر ودول أخرى كلما سنحت الفرصة. - وتوصله من جنوب لبنان قبل التحرير إلى دول في المنطقة كلما كان ذلك ممكنا. - دون أن تستثني إيصاله إلى بقاع أخرى من العالم الاسلامي والعربي بوسائل الشحن البحري والجوي التي برعت بها جيدا منذ بداية هذا القرن عندما هرَّبت آلاف اليهود إلى الأرض المحتلة لزيادة نسب وجودهم وإنشاء الدويلة العبرية . |
(10) |
إن مشكلة الإدمان على المخدرات في وطننا العربي والإسلامي ورغم عدم تفاقمها بذات المستويات التي وصلت إليها في بعض المجتمعات الغربية،بالمقارنة في وقتنا الراهن، لكنها مشكلة يمكن أن تزيد تأثيراتها السلبية مستقبلا وخاصة في بعض الدول العربية والاسلامية التي زادت فيها نسب التناول والادمان، وعلى وجه العموم فإن بوادر استشرائها في الوطن العربي الاسلامي تتمثل في عدة جوانب بينها: آ) عدم إدراك المعنيين سياسيين وإداريين على وجه الخصوص للتأثيرات الهدامة للمخدرات على مجتمعاتهم، إذ ينظرون إليها في كثير من الأحيان على أنها مشكلة شخصية، لا يعيرونها الاهتمام الكافي إلا بالقدر الذي تطال أبناءهم، أو القريبين منهم. ب) وجود الفهم الخاطىء لدى البعض من أبناء المجتمع العربي والإسلامي لمسألة تحريم المخدرات، على الرغم من تحريمها بشكل صريح من قبل عموم المذاهب والمراجع الإسلامية(12) الأمر الذي أوجد أرضية خصبة لتبرير تعاطيها ، والاتجار بها عند شرائح ليست قليلة في تلك المجتمعات. ج) ما زال قسم من المجتمعات العربية والاسلامية غير واع بطبيعة استخدام المخدرات سلاحا ضد إخوانهم في الدين مرحلة أولى يمكن أن تطالهم في مراحل لاحقة ، وقلة وعيهم هذا وإيمانهم بالغاية لتبرير الوسيلة في تعاملهم مع الظروف المحيطة بهم جعلهم يتغاضون عن زراعة وتصنيع بعض أنواعها في أراضيهم،وكذلك الاتجار بها كما هو الحال بالنسبة لأفغانستان وبعض الدول الأخرى التي تحصل على مداخيل ضخمة من التعامل بها زراعة وتجارة دون النظر إلى المستقبل الذي قد تكون فيه المخدرات أداة لهدم مجتمعاتهم التي ساهمت في نشرها. د) إن غالبية المجتمعات العربية والاسلامية وبسبب نقص الامكانيات المادية لا تميل إلى مسائل التحصين والوقاية في كل مناحي الحياة وبينها ما يتعلق بالمخدرات ، مما جعل ردود فعلها الآنية وتخصيصاتها المادية تأتي غالبا لمعالجة واقع ما بعد حصول الأزمة،وليس للحيلولة دون حدوثها. هـ) إن العديد من حكومات الدول العربية والإسلامية تنظر إلى الإنسان العربي المسلم في مجتمعاتها نظرة خاصة بعدّهِ أداة لتأدية خدمات تديم استمرارها في الحكم وتزيد من بسط نفوذها وسيطرتها على مقاليد السياسة والثروة، متجاوزة إنسانيته وحقوقه، وهذه نظرة جعلتها (الحكومات) تقتر كثيرا في الأموال الموظفة في مجال إعداده،وتنشئته،ووقايته،وبناء قدراته العقلية والنفسية. |
(11) |
أما الغاية التي يتوخاها العدو الاسرائيلي وغيره من أعداء الأمة من مساعدتهم لنشر تناول المخدرات والادمان عليها فهي: أ) إعداد إنسان ضعيف نفسيا وبدنيا وغير قادر على الدفاع عن أمته وأهدافها السامية. ب) زرع روح اللاأبالية والانسحابية بين العرب والمسلمين ودفعهم إلى التخلي عن هموم أمتهم. ج) خلق حالة من الوهن والضعف بين أبناء الأمة تلهيهم بمشاكلهم بعيدا عن مشاكل الأمة في الاستمرار والبقاء طليعة لأبناء الأمم الأخرى. د) صياغة وضع خاص في المجتمعات العربية والاسلامية فيه من المشاكل ما يبعد الأمة عن التفرغ للتطور والرقي أسوة بالأمم الأخرى على الكرة الأرضية. هـ) إستنزاف جزء من طاقات الأمة المادية والبشرية للتعامل مع مشاكل متفرقة بينها الإدمان، مما يحول دون تخصيص الجهد المناسب لمسائل أخرى تهم الأمة. و) تقليل الروح الوطنية بين العرب والمسلمين وبما يدفعهم إلى التخلي تدريجيا عن طموحاتهم وأهدافهم في التحرير والبناء. ز) تحطيم معنويات الانسان العربي المسلم وإضعاف أداءه دفاعا عن مصير الأمة. ح) إيجاد مفاهيم وقيم جديدة في المجتمع العربي الإسلامي بعيدة عن الضوابط والتشريعات الاسلامية، بهدف تحقيق خروقات قيمية، وربما شرعية إسلامية. |
(12) إن مشكلة مثل الإدمان على المخدرات قد احتلت بسبب آثارها السلبية المتشعبة مكاناً ملموساً في اهتمامات الكثير من دول العالم ـ خاصة المتقدمة منها. وأخذ المعنيون بها بنظر الاعتبار طبيعة الحياة الاجتماعية المعاصرة ومشاكل الحضارة الحالية وصغر العالم في وقتنا الراهن حيث السرعة في التنقل ، والسهولة في الاتصال ، والتنوع في المعرفة المتاحة التي تضيف بمجملها تعقيدات لطبيعة الحياة وتزيد من نسب التهرب من ضغوطها بوسائل وأساليب مختلفة بينها الإدمان على المخدرات، الأمر الذي يضيف أعباء على المسؤولين في مجالات التعامل معها بالاتجاهات التي تسهم في التقليل من آثارها جهد الإمكان، هذا بشكل عام أما في مجتمعنا العربي والاسلامي فالأمر يكون أكثر تعقيدا وحاجةً لفهم هذا النوع من المشاكل وكذلك تصور السبل الكفيلة بالتعامل معها تعاملا صحيحا باتجاه التقليل من نسب انتشارها من جانب وتقليل الآثار الجانبية لحدوثها من جانب آخر، وفي هذا المجال يمكن اقتراح الآتي: أ) أن تأخذ الجهات الصحية والاجتماعية المعنية بالتعامل مع الحالة بنظر الاعتبار أن التعامل الهادئ والمتدرج بالنسبة للمتناولين والتعامل السريع الحاسم مع تجارها هو الخطوة الأولى التي يمكن أن تؤدي إلى تضييق دائرة انتشارها. ب) التأكيد على جانب الوقاية بتوعية المواطنين في العالمين العربي والاسلامي ضد أخطار تناولها بالاستفادة من وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية. ج) إدخال بعض مفردات الإدمان (مضاره) في مناهج المدارس الثانوية صعوداً لمستوى المعاهد والكليات لعموم الدول العربية والاسلامية. د) إشغال وقت الشباب أي التقليل من أوقات فراغهم ، خاصة المراهقين منهم وذلك بالتوسع في تأسيس النوادي الرياضية وبناء مراكز الشباب وإعداد الفرق الرياضية الأولمبية وإنشاء المسابح الشعبية (العامة). هـ) أن تأخذ المؤسسات الصحية في عموم الوطن العربي والاسلامي على عاتقها معالجة المدمنين في مراكز صحية واجتماعية خاصة بالدولة وبمساعدة جهات دولية إختصاصية. و) يمكن إقامة صناديق خاصة لجمع التبرعات في كل دولة من الدول العربية والاسلامية لدعم جهود العلاج النفسي والعضوي للإدمان. ز) تشجيع ودعم البحوث والدراسات التي تتناول موضوع الادمان ومسائل الوقاية منه وكذلك جوانب علاجه نفسيا ودوائيا. ح) إقامة علاقات بحثية مع المراكز العالمية لعلاج الادمان، مع السعي لتبادل الخبرات والكفاءات والبحوث والمعلومات فيما يتعلق بموضوع الادمان. ط) توظيف رأسمال أكبر في مجال الطلبة والشباب (للترفيه، والتأهيل، والعمل، والزواج وغيرها من مسائل تساعد على استقرارهم النفسي والاجتماعي). |
(13) الإدمان على المخدرات ظاهرة بات انتشارها دولياً رغم التفاوت في نسب الانتشار بين مجتمع منضبط قانونياً وقيمياً، ومجتمع آخر متساهل يرى ضرورة أن يتمتع الانسان بحريته الفردية إلى أبعد الحدود وبينها التناول العلني والمسموح للمخدرات، لذا نجد أن البعض من المجتمعات البشرية فيها من حالات الادمان أقل من المستويات التي يمكن عـّدها ظاهرة ، بينما نجد وفي المقابل مجتمعات أخرى تنتشر فيها أماكن البيع والتناول بأعداد لا تحصى، ونجد فيها بنفس الوقت من مراكز الاستشفاء وعيادات معالجة الإدمان أعدادا ليست قليلة. إن التفاوت في نسب الانتشار بين مجتمع بشري وآخر ليس هو الوحيد على الساحة الدولية فهناك أيضا التباين في أساليب التعامل بدءاً من السماح بتناولها في العلن كما ورد في أعلاه مروراً بعـّد المتناولين مضطربين سلوكياً ويستوجب الأمر معالجتهم نفسياً ، وانتهاءاً بنعت المتناولين مجرمين ينبغي معاقبتهم . وهذا التفاوت والتباين لا يقلل من خطورة ظاهرة الإدمان، بل وعلى العكس من ذلك فإنه يزيد من احتمالات تأثيرها على المجتمعات ومنها العربية والاسلامية النامية، خاصة مع بدايات العولمة بتجلياتها الاجتماعية والثقافية التي تسعى لفتح الحدود والفضاءات للأفراد والمعلومات والقيم والمعايير بين جميع الشعوب والأمم لتنتقل دون قيود من جهة ولجوء بعض أعداء العرب وبالذات إسرائيل إلى استخدامها سلاحاً في حربها المستمرة ضدنا ولجوئها إلى ترويج المخدرات والتشجيع على تناولها رغبة منها في زيادة أعداد المدمنين ، وبالتالي تدمير هذا المجتمع العريق من جهة أخرى. الأمر الذي يضيف على الساسة العرب والعلماء والمختصين ومراجع الدين في المجتمع العربي والاسلامي أعباء أخرى للتعامل مع هذه الظاهرة في إطار المكافحة للقضاء على فقاعاتها التي بدأت تنتشر بشكل ملموس،أو باتجاه الوقاية من احتمالات اتساعها ظاهرة تهدد الأمن والاستقرار حاضرا ومستقبلا. |
المصـــــادر : |
(*) لجأت بعض الدول أخيراً مثل هولندا إلى تحديد أماكن معينة في عاصمتها أمستردام على وجه الخصوص يسمح بتناول المخدرات فيها علناً ودون أية تحديدات. (1) الدباغ، فخري (1974) أصول الطب النفساني، جامعة الموصل. (2) إبراهيم، عبد الستار (1074) العلاج النفسي السلوكي المعرفي الحديث، القاهرة، دار الفجر للنشر والتوزيع. (3) الجسماني، عبد علي (1994) علم النفس الغرضي، بيروت، الدار العربية للعلوم. (4) فهمي، مصطفى (1979) التوافق الشــخصي والاجــــتماعي، القاهرة، مكتبة الخانجي. (5) كمال، علي (1983) النفس، انفعالاتـها وأمراضها وعلاجها، بغداد، دار الوسط. (6) زيور، مصطفى (1968) في النفس، بيروت، دار النهضة العربية. (7) جون، وروبرت (1982) التجريب في العلوم السلوكية، ترجمة موفق الحمداني وعبد لعزيز الشيخ، جامعة بغداد. (8) أسعد، يوسف ميخائيل (ب ، ت) سيكولوجية الانتقام، القـــاهرة، دار نهضة مصر للطبع والنشر. (9) النحل: 3. (10) البقرة: 120. (11) المائدة: 82. (12) السيستاني، السيد علي الحسيني (1999) فقه المغتربين، بيروت، دار التجديد للدراسات والنشر. |