ما زالت واجهات الإصلاح تلحّ على المشهد الثقافي الإسلامي في كل تموقعاته، وإلى جنب كل الخطوط التي ارتأتها الاجتهادات في الاجتماع السياسي الإصلاحي المعاصر. الأمر الذي يؤكد أن المنظومة الفكرية الإسلامية لكل قنوات الحياة، ما زالت تضع نفسها إزاءً أيديولوجيا أمام كل الأيديولوجيات التي تتنفس بها الساحة العالمية.

لذا كانت معنا محاولة في طرح انطباعات الإصلاح والتجديد بالدخول إلى مناط الإصلاح وأسّه وذلك بجعل (الفكر أساساً) والصحوة الإسلامية في جذورها ضمن رؤية مستقبلية، كما كان من المحتم معالجة مفاهيم منظومة الإصلاح، فطرق مفهوم الحرية كمفهوم تضجّ به الأطروحات، سيما في يافطات الليبرالية، وغطائها الرأسمالي وما جرت في أفق العولمة لحرية التجارة العالمية وما تخفي وراءها من مخططات استعمارية، لذلك دخل إلى أروقة العولمة في المجلة من بعد (الأحادية وفكرة الاحتواء)، ومع الحرية جاء مفهومها اللصيق أو بالأحرى مفهومها التأسيسي - الشورى - كخطوات أساسية نحو الإصلاح. واستدعى الأفق أيضاً طرق (اللاعنف) ومعالجته داخل النظرة الإسلامية في بعد (اللا إكراه) و(بالتي هي أحسن)، وإلى ذلك انضمّت المعالجة المتعددة الجوانب لأزمة المخدرات اجتماعياً وسياسياً - في البعد الاختراقي الحداثوي للاستعمار - ونفسياً، وكان مع ذلك طرق فكرة الإبداع ونقاش إداريتها ضمن خطط عقلانية في توجيه دفتها.

إذن الإسلام له في كل طريق خطوة مهما كان العصر ومهما كانت الجغرافية، يلوح دليله للعابرين.. وهنا محاولة - على كثير من أبعاد العصر وإرهاصاته - ضمن الأطروحة الإسلامية لمحاولة توجيه ناظم معرفي أو منظومة متكاملة يتحرك بها إنسان، وعسى نكون وفقنا في إعانة خطى الكدح التي تخوضه الأمة بعد أن شعر العالم ويشعر يوماً بعد يوم بأزمة (اليأس من الأطروحات).

أسرة التحرير