النبأ العدد 53 شوال 1421 كانون الثاني 2001
|
السيد كمــــال الرضـــوي (1)
|
||||
اسمُهُ (قاسمُ) إن يُفقَدُ في مَجلِسِ عُبّادٍ ... إذا ذَكَروا فَمَلقاه ... لدى آذانٍ واعِيَةٍ إذا فَكَروا ويا مَولايَ واستَغلَظَ ذاكَ الشَطأُ في وَرَعٍ وثُمَّ استَوى - يا مولى - على السوقِ وحتّى أفهَمَ الصُمَّ ... وَمَن في سَمعِهِ وَقَرُ وحَطَّ الطَيرُ يا مَولايَ في الزَرعِ غُرابٌ تافِهٌ ... قَذِرُ وما عادَ لَنا قاسِمُ يا مَولايَ ما عادَ ولا عادَ الّذي مِن قَبلِهِ أُسِروا وظَلَّت زَوجُهُ الوَلهى إذا ما عَسعَسَ اللَيلُ تُلَملِمُ جُرحَها الدامي تُضَمِّدُهُ بِسَلوَتِها تقولُ لَهُ: بُنَيَّ أبوكَ في سَفَرٍ ويا مَولايَ أدهَمَ ... ذلِكَ اللَيلُ وأتهَمَ... ذلِكَ السَفَرُ فَمُذْ أخَذوه لا يُدرى أفي طامورَةٍ أُلقِيَ أم مِنْ غَيرِ لِحدٍ في تُخومِ الأرضِ مُقتَبَرُ... ومِن يَومِها ذاكَ الوَلَدُ المَحزونُ يَنتَظِرُ ... وتِلكَ الوالِهُ المُلتاعَةُ ... المَفجوعَةُ العَبرى تَعُبُّ الضَيمَ أطواراً وَتَصطَبِرُ ... ومِن يَومِها لَم يأتِ ... ولَم تأتِ مَتى تأتي؟! مَتى ... يا أيّها القَمَرُ؟!
|
ويا وارثَ صَدرٍ رُضّ في الطفّ ... بِجُردِ الخَيلِ عَصَروهُ ... خَلفَ البابِ والضِلعِ ... الذي كسَروا ويا وارِثَ مَظلومٍ تَفَرّى جَوفَهُ ... بالسُّمِّ وما تَركوهُ إلاّ بَعدَ أن نَبَتَتْ سِهامَ اللّؤمِ في نَعشِ الّذي شَهِدوا رسولَ اللهِ يَلثِمُهُ وكَم شَهِدوا وكَم خُبِروا ... ولكِنْ أيها العارف بالغدر الذي ضمروا إذا ما رانَتِ الأنفُسُ بالسوءِ الّذي اكتَسَبَتْ وإن عَمِيَت فما تُغَنيهُمُ الأسماعُ - يا مولى - وما يُغنيهِمُ البَصَرُ وإن ولّوا عَلى الأعقاب... واستُغشِيَتِ الآذانُ بالاثوابِ... ما تَنفَعُهُمُ الذِكرى وما يَنفَعُهُمُ مَولايَ ما جائت بِهِ النُذُرُ ويا مَولايَ... فيما كانَ مِمَّا أوغرَ الصَدرَ - ويا طالما قَدْ وَغَروا - تَناوُشُهُم أحبّائي كما يَلتَقِطُ الطَيرُ جِيادَ الثَمَرِ المَرجوُّ إذ يُستَحسَنُ الثَمَرُ... وقد كانَ احبّائي كَزَرعٍ أخرجَ الشطأ فآزرهُ الّذي انبَتَ ثُمَّ استغلَظَ الزَرعُ وثُمَّ استَوى - يا مولى - على السوقِ فأعجَبَ نَبتَهُ الزُّراعَ ثُمَّ ... أغاظ مَن كَفَروا وَقَد كانَ مِنَ الشطأِ صَبيٌ هاشِميٌ |
|||
|
الهوامش: |
1 - آخر قصيدة جادت بها قريحة الشاعر قبل أن يوافيه الأجل اثر مرض كابره طويلاً.. توفي رحمه الله يوم السبت 6/ رمضان 1421هـ المصادف 2/12/2000. تتقدّم أسرة تحرير المجلة بأحرّ التعازي إلى ذويه ومحبيه وتسأل الله أن يدخله فسيح جنانه.. |