2000 آيلول |
1421 جمادي الثاني |
49 العدد |
مجلة النبأ |
|
|
|
|
الحكم النموذجي |
يجب على الحاكمين، أن يتحلّوا بأكبر قدر من المثالية، فإن المثالية - وبطبيعة الحال المثالية الممكنة التي لا تضر بالواقعية وإنما هي مزيج من الواقعية والمثالية، كما ألمعنا إلى ذلك سابقاً - توجب اطمئنان الناس بالحكم والتفافهم حوله، إضافة إلى أن غير المسلمين يلتفّون أيضا حول الحكم الإسلامي وهذا ربح لا للمسلمين فحسب، بل لغير المسلمين أيضا، فإن الإنسان مفطور على اقتناء الشيء الحسن من فاكهة أو طعام أو شراب أو لباس أو دار أو مركب أو حكم. فإذا رأى الناس نوعية الحكم الإسلامي وامتيازاته، وأنه مبعث الراحة والطمأنينة والرفاه والتقدم، فلابد أن يلتفّوا حوله ويدخلوا في دين الله أفواجاً، وحتى إذا لم يدخلوا في الإسلام حكّموا قوانينه في بلادهم، وهذا ما يحدثنا به التاريخ، حيث أن الغرب والشرق حين رأوا بريق الإسلام وجماله وحسنه وعدالته أخذوا أشياء كثيرة منه، كالنظافة، والنظام، والجمال، والعلم، والثقافة، والتربية، والصناعة، مما كان المسلمون الأولون يتصفون به. |
من كتاب (السبيل إلى إنهاض المسلمين) لسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف |