2000 آيلول |
1421 جمادي الثاني |
49 العدد |
مجلة النبأ |
|
كرم الحسين (ع) |
كان الإمام الحسين بن علي(ع) سيدّا زاهداً ورعاً صالحاً ناصحاً حسن الخلق، فذهب ذات يوم مع أصحابه إلى بستان له، وكان في ذلك البستان غلام اسمه (صافي) فلمّا قرب من البستان رأى الغلام قاعداً يأكل خبزاً، فنظر الحسين(ع) إليه وجلس عند نخلة مستتراً لا يراه وكان يرفع الرغيف فيرمي بنصفه إلى الكلب ويأكل نصفه الآخر، فتعجّب الحسين من فعل الغلام، فلمّا فرغ الغلام من أكله قال: الحمد لله رب العالمين، اللهم اغفر لي، واغفر لسيّدي، وبارك له كما باركت على ابويه، برحمتك يا ارحم الراحمين. فقام الحسين وقال: يا صافي! فقام الغلام فزعاً وقال: يا سيدي وسيد المؤمنين! إني ما رايتك. فاعف عنّي. فقال الحسين(ع): اجعلني في حل يا صافي لأنّي دخلت بستانك بغير اذنك. فقال صافي: بفضلك يا سيدي وكرمك وبسؤددك تقول هذا. فقال الحسين: رأيتك ترمي بنصف الرغيف للكلب، وتأكل النصف الآخر، فما معنى ذلك؟ فقال الغلام: إن هذا الكلب ينظر الي حين آكل، فاستحي منه يا سيدي لنظره الي، وهذا كلبك يحرس بستانك من الأعداء، فأنا عبدك وهذا كلبك، فأكلنا رزقك معاً. فبكى الحسين(ع) وقال: أنت عتيق لله، وقد وهبت لك ألفي دينار بطيبة من قلبي، فقال: إن أعتقتني فأنا أريد القيام ببستانك، فقال الحسين(ع): إن الرجل إذا تكلّم بكلام فينبغي أن يصدّقه بالفعل، فأنا قد قلت دخلت بستانك بغير إذنك. فصدّقت قولي ووهبت البستان وما فيه لك. |
مقتل الحسين للخوارزمي |