2000 |
آب |
1421 |
جمادى الاولى |
48 |
العدد |
النبأ |
مجلة |
|
عظمة الزهراء (ع) |
إن مكانة وعظمة الزهراء (صلوات الله عليها) لا يمكن أن يستوعبها أي واحد من المخلوقات إلا النبي (ص) والوصي(ع) فإن الضيق لا يمكن أن يحيط بالواسع وأنى للذرّة أن تحيط بالمجرة؟! وأنّى للمغرفة أن تستوعب المحيط؟! كما قالوا بالنسبة إلى استحالة إدراكنا لله سبحانه لأن اللا متناهي يستحيل أن يحيط به المتناهي المحدود أو يدرك كنهه، ولا شك انهم (ع) ليسوا كالله سبحانه في اللا تناهي واللا محدودية إلا أنهم (ع) أوسع من الناس الضيقين بما قد يلغى النسبة بين الطرفين ويجعلها أبعد من نسبة القطرة إلى المحيطات، وقد (سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها) كما في الحديث الشريف. فإنها (عليها الصلاة والسلام) أفضل من الأنبياء كافة باستثناء الرسول(ص)، كما دلت على ذلك أدلة متعددة. وهي (عليها الصلاة والسلام) حجّة على كل أولادها الأئمة الطاهرين(ع) ـ وهم أفضل من الأنبياء والملائكة كافة ـ ولذا قال الإمام العسكري(ع): (وهي حجّة علينا). وقال الإمام الحجة(عج): (وفي ابنة رسول الله(ص) لي أسوة حسنة). وقد قال الإمام الحسين(ع): (أمي خير مني). ولها(ع) الولاية التكوينية بتفويض الله سبحانه لها كتفويضه الولاية لهم). أما كونها( كسائرهم) في حجية قولها وفعلها وتقريرها فمما قام عليه الاجماع، بالإضافة إلى الأدلة الثلاثة الأخر.. |
من كتاب (فقه الزهراء(ع)) لسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف |