|
2000 |
تموز |
1421 |
ربيع الثاني |
47 |
العدد |
النبأ |
مجلة |
|
زوال الدول كزوال الريح |
||||||
روى الصدوق طاب ثراه باسناده إلى علي بن موسى الرضا(ع) عن أبيه موسى بن جعفر عن أبي جعفر بن محمد(ع) في قوله عزّ وجلّ (فتبسّم ضاحكاً من قولها) وقال: لمّا قالت النملة (يا أيّها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) حملت الريح صوت النملة إلى سليمان(ع) وهو مارّ في الهواء والريح قد حملته فوقف وقال: عليّ بالنملة فلمّا أتى بها قال سليمان يا أيّتها النملة أما علمت أنّي نبيّ الله وإنّي لا أظلم أحداً؟ قالت النملة: بلى. قال سليمان(ع): فلم حذرتهم ظلمي فقلت: يا أيّها النمل ادخلوا مساكنكم؟ قالت النملة: خشيت أن ينظروا إلى زينتك فيفتتنوا بها فيبعدون عن ذكر الله تعالى ثم قالت النملة: أنت أكبر أم أبوك داود؟ قال: بل أبي داود. قالت النملة: فلم زيد في حروف اسمك حرف على حروف اسم أبيك داود؟ قال سليمان: ما لي بهذا علم. قالت النملة: لأنّ أباك داود(ع) داوى جرحه بود فسمي داود وأنت يا سليمان أرجو أن تلحق بأبيك قالت النملة: هل تدري لم سخرت لك الريح من بين سائر المملكة؟ قال سليمان: ما لي بهذا علم. فقالت النملة: يعني عزّ وجلّ بذلك لو سخّرت لك جميع المملكة كما سخّرت لك هذه الريح لكان زوالها من يدك كزوال الريح فحينئذ تبسّم ضاحكاً من قولها. |