مجلة النبأ      العدد 45        صفر  1421       ايار 2000



من هدي المرجعية



عاشوراء جوهرة ثمينة

بسم الله الرحمن الرحيم

 والصلاة والسلام على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

أيها المسلمون في كل العالم، إن عاشوراء بأيدينا مثل جوهرة ثمينة تعطى بيد لا تعرف قيمتها، فمن الضروري الاهتمام بقيمتها قدر ثمنها ولو حسب قابليتنا، من المهم أن نهتم أولاً بإشاعة عاشوراء في كل بلاد الإسلام، ويتفق المسلمون على أن الحسين(ع) قرة عين الرسول، وأنه ريحانته في الدنيا، وانه سيد شباب أهل الجنة، وأنه مصباح الهدى وسفينة النجاة ـ كما ورد بكل ذلك احاديث متواترة، نتمكن من توسيع عاشوراء بأمور:

الأول: أن الإشاعة تكون بالمجالس الحسينية في العشرة الأولى من المحرم في كل بلاد العالم، بلاد المسلمين وغير المسلمين لوجود المسلمين في كل العالم قليلاً أو كثيراً.

وثانياً: تأليف الكتب وطبعها بالملايين، وبمختلف اللغات والمستويات حول الحسين(ع) اسلامياً وعالمياً لأن الحسين إنما قتل لأجل الإسلام ولأجل الإنسان وكان لسان حاله يقول: إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني.

وثالثاً: أعمال برامج في الراديوهات والتلفزيونات والانترنت والجرائد والمجلات والفضائيات حول هذا الشهر كل بقدر قدرته وسعته وقد قال سبحانه ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وقال سبحانه ( وإن ليس للإنسان إلا ما سعى) .

ورابعاً: السعي لتكثير المجالس كمية، ورفعها كيفية فانهم€ يحبون تلك المجالس كما في الحديث بالإضافة إلى أن هذه المجالس يطرح فيها ما يرتبط بالقرآن والإسلام والرسول(ص) والأئمة الطاهرين€ والمعاد.

وخامساً: الاهتمام بتجديد ما ترك من قوانين الإسلام، كما بيّنه القرآن الحكيم وطبقه الرسول(ص) من الأمة الواحدة فلا حدود سياسية مصطنعة بين بلاد الإسلام، والاخوة الإسلامية فكل مسلم أخ لمسلم وكل مسلمة أخت لمسلمة من غير فرق بين الغني والفقير والعالم والجاهل والكبير والصغير وسائر الفوارق. والحريات في كل شيء باستثناء المحرم شرعاً فقد جعل الإسلام للمسلمين الحرية، واشير إلى ذلك بروايات متعددة وقبلها القرآن الحكيم حيث يقول سبحانه ( يضع عنهم اصرهم والأغلال التي كانت عليهم) .

السادس: تكثير الحسينيات حتى تتناسب مع ملياري مسلم مع تفعيلها بالمجالس وصلاة الجماعة وسائر الشؤون الإسلامية ليل نهار، لنستفيد منها الفائدة التامة، والبكاء لأجل مأساة الحسين(ع) لا تنافي انتصاره، فالحسين انتصر، وإنما نبكي له لمأساته، وكما انتصر الرسول(ص) ومع ذلك بكى لحمزة (رض) وغيرهم إذ قال سبحانه ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد) .

فإذا عملنا بهذه الأمور الستة التي ذكرناها آنفاً يمكن أن يقبل الله موالاتنا للحسين(ع) فنكون قد أدينا بعض ما علينا والله الموفق والمستعان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نص الكلمة التي وجهها سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف إلى المسلمين بمناسبة عاشوراء الإمام الحسين(ع) 1421هـ

 

اكتب لنا

اعداد سابقة

العدد 45

الصفحة الرئيسية