|
السلام عليكم |
||||||||||||
الحدود العقلية |
||||||||||||
كنا نطمح أن يبذل المثقفون والمفكرون جهودهم لإزالة الكانتونات من أرضية الواقع الإسلامي، لأننا عهدناهم حملة رايات تغيير واصلاح.. غير أننا صدمنا من فقد البعض استقلاليته - رغبة أو رهبة - عندما اصبح صوتاً معبراً عن شرعية بعض الكيانات، وصدمنا ثانية ونحن نشاهد تراجع الروح الانفتاحية والإبداعية عند هذا الصنف الخاص من المجتمع وذلك من خلال دعواتهم المتواصلة للعودة إلى حدود القبيلة والانتساب إلى الكيانات الصغيرة.. فبدل أن يعمل المفكر المثقف على إزالة الحواجز الجغرافية والسياسية من خريطة الواقع، تراه يتراجع ليستسلم لهذا الواقع ـالطرح ـ المشؤوم وينبته في وعيه وعقله.. وبدل أن يزيل الكانتونات من داخل عقول الناس وقلوبهم عمل بصورة أو بأخرى على نصب الحواجز والموانع أمام كل فكرة خيرة، وأقام السيطرات المسلحة لتفتيش عقول الناس ومحاسبتهم ليمنع انبثاق أية فكرة للتمازج والاختلاط والانفتاح بين أبناء الفكر الواحد ناهيك عن التعامل مع الفكر الآخر.. فإذا كانت الحدود الجغرافية صنيعة الاستعمار، فإن الحدود العقلية مسؤولية الجميع، خصوصاً أصحاب القلم والبيان من المفكرين والمثقفين.. |
اسرة التحرير |